منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 04 - 2016, 09:25 AM
الصورة الرمزية Ramez5
 
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ramez5 متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,484

الحل الوحيد للمصالحة التجسد والفداء

كان الله واضحاً مع الأنسان منذ البداية ، وأنذره بقول شديد ومرعب لكي لا يتجاوزالوصية ، فقال له ( موتاً تموت ) . وهكذا عندما يتجاوز الأنسان وصايا الله فأنه يرتكب الخطيئة التي أجرها الموت ( رو 23:6) وبهذا تجاوز الموت الى الجميع بخطيئة أنسان واحد ( رو5: 14،17) . إذاً لا بد أن يموت الأنسان بسبب الخطيئة ، وإن لم يمت فلا يكون الله صادقاً . وبعد موت الأنسان في الخطيئة ، ما هو الحل لأنقاذه من الموت الثاني ؟
ليس للأنسان أي حل لكي يبرر به خطيئته أو يدفع ثمن الفدية لله . ولا الملاك أو رئيس الملائكة ولا بالقربان الذي أراد أب الآباء أبراهيم لو قدم أبنه أسحق فعلاً ، ولا نبياً من الأنبياء أو غيرهم يستطيعون دفع الفدية وأرضاء الله . إذاً لا بد لله أن يتدخل في حل مشكلة الأنسان الخاطىء . فكان لابد أن يرسل أبنه الوحيد ويتخذ جسداً بشرياً كي يموت عن كل البشر . بما ان كلمة الله ، الأقنوم الثاني أزلي والذي لا يمكن أن يموت ، لهذا أتخذ له هذا القنوم جسداً بشرياً لكي يموت فيكتمل الفداء . أتحذ الكلمة ( اللاهوت ) بالجسد البشري فصار مؤهلاً للموت نيابةً عن الجميع . أتحد اللاهوت بالناسوت لكن لم يذوب الناسوت بالاهوت كما أعتقد الهرطوقي الراهب ( أوطيخا) وإلا فمن يكون المخلص إن لم يكن أنساناً كاملاً مثلنا ؟ والجسد الذي يمثلنا يجب أن يموت الى حين ، لا بد منه أيضاً أن ينهض من الموت لكي لا ينال منه الفساد ، وذلك بسبب أتحاد لاهوت الكلمة ( اللوكس ) به . كان ذك الجسد طاهراً من الخطية ، كالذبيحة الخالية من كل عيب ، ومن كل مرض أو عاهة جسدية ، فقدم لله لكي يوفي دين البشرية . مات الرب المتجسد على خشبة الصليب دون أن يشاركه أحداً في هذه التضحية . لهذا تنبأ الرب على لسان النبي أشعيا ، قائلاً ( قد دست المعصرة لوحدي ، ومن الشعوب لم يكن معي أحد ) " أش 3:63" . لا يجوز نحن البشر أن نقول بأننا اشتركنا معه في تقديم الذبيحة لله . أما الآية ( وغايتي أن أعرف المسيح وقوة قيامته والشركة في آلامه ...) " في 10:3" فعبارة " الشركة في آلامه " فيعنى بها أننا نشترك معه في آلام نشر الرسالة وتحمل الضيقات والأهانات وحمل الصليب وحتى الشهادة . كل هذه تدخل ضمن عبارة شركة آلامه لكننا لم نشترك بعمل الفداء ودفع الجزية ، ولا حتى العذراء التي كان السيف يخترق قلبها عندما كانوا يصلبون أبنها الذي هو أبن الله أمام أنظارها ، لأن يجب أن يبقى المسيح هو الوحيد الذي داس المعصرة . البشرية كانت عاجزة عن تخليص نفسها لكونها خاطئة ، لهذا المسيح أخذ له جسد جميع الخطاة علماً بأنه لا يعرف الخطية ، وعندما مات ، مات جسد البشرية الخاطىء الذي حمل عليه المسيح كل الخطايا . فالمسيح مات بجسدنا ودمنا ولحمنا لكي بواحد فقط يخلص الجميع . تنبأ قيافا رئيس الكهنة ، فقال ( ألا تفهمون أنه من الأفضل أن يموت رجل واحد فدى الأمة ، بدلا من أن تهلك الأمة كلها ) . " يو 50:11 " .

المسيح صلب وتألم ومات بجسد بشري ، فيه دم طاهر كما يقول الرسول بطرس ( عالمين أنكم أفتديتم لا بأشياء تفنى .. بل بدم كريم ، كما من حمل بلا عيب ولا دنس ، دم المسيح ) " 1بط 18:1" لأن المسيح لايمكن أن يتحد بجسد خاطىء ، لأن لا شركة للنور مع الظلمة " 2قو 14:6" المسيح المتجسد قدم جسده الطاهر فدية لله لكي تتم المصالحة والخلاص لكل من يؤمن بالمتجسد المصلوب . فالذين تم فداؤهم ، هم المؤمنين بالذبيحة الألهية . فالغير المؤمن لا يستفيد من تلك الذبيحة إلا أن يعترف ويتوب ويتعمد . فمن جهة المؤمنين ، قيل ( هكذا أحب الله العالم ، حتى بذل ابنه الوحيد ، لكي لا يهلك كل من يؤمن به ، بل تكون له الحياة الأبدية ) " يو 16:3 " ويقول أيضاً ( الذي يؤمن بالأبن له حياة أبدية . والذي لا يؤمن بالأبن ، لن يرى حياة ، بل يمكث عليه غضب الله ) " يو 3: 18،36" إذا الغير المؤمنين ليسوا من المفدين . وكذلك الذين لم يتوبوا كذلك يهلكون ( إن لم تتوبوا ، فجميعكم كذلك تهلكون ) " لو 13: 3،5" .

كان سبب تجسد المسيح هو الفداء وذلك بسبب حبه لنا . والفداء أساساه المحبة لأجل تخليص البشرية من عقوبة الموت الأبدي . لهذا قيل عنه أن يتحمل كل آثامنا وهو صامتاً كما قال النبي أشعياء (... وضع عليه إثم جميعنا . ظلم وأذلَ ، ولم يفتح فاه ، كشاة تساق الى الذبح ، وكنعجةٍ أمام جازيها ) " أش 53: 6-7" . بأرادته تحمل خطايانا فشرب كأس الآلام وكما قال لبطرس ( الكأس التي أعطاني الآب ، ألا أشربها ؟ ) " يو 11:18" . كان ذلك الكأس يحتوي على ألم وغزيٍ وعارٍ وآلام كثيرة . سر الآب بصلب الأبن ، لأن ثمن الخطية قد دفع ، فانشق حجاب الهيكل وتمت المصالحة . بأرادته مات وألغى العقوبة ( أضع نفسي لآخذها ، لي سلطان أن أضعها ، ولي سلطان أن آخذها أيضاً ) " يو 10 : 17-18" أنه الراعي الصالح الذي بذل نفسه عن خرافه ، فقال ( أنا أضع نفسي عن خرافي ) " يو 15:10" لهذا عبّر عن هذا الفداء الرسول بولس قائلاً ( كما أحبنا المسيح أيضاً ، وأسلم نفسه لأجلنا قرباناً وذبيحة لله ، رائحة طيبة ، وهو سلم نفسه ) " أف 2:5 " .

هكذا مات المسيح بدلاً منا . قدم حياته للعدل الألهي عوضاً عنا ، فأستوفى العدل الألهي حقه . كان هو الحل الوحيد للمصالحة بين السماء والأرض فثمن الفداء قدم على الصليب ، أما سر الأفخارستيا الذي نتناوله فليس ثمناً نستحقه ، وأنما هو هبة مجانية أعطيت لنا وليست ثمناً . نتناول الجسد المبارك في الأفخارستيا فنتبرر من خطايانا متذكرين عمل الرب على الصليب فنكمل وصيته ( أعملوا هذا لذكري ).

بقلم/ وردا أسحاق عيسى
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
جاء التجسد بمثابة الحل الوحيد لإنقاذ الإنسان وفدائه
الحل الوحيد هو التجسد
الحل الوحيد للمصالحة
التجسد والفداء
التجسد والفداء


الساعة الآن 08:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024