رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العظة علي الجبل ..اهتمام الله بالطيور بقلم مثلث الرحمات طيب الذكر المتنيح: قداسة البابا شنودة الثالث ١٨ يوليو ٢٠١٥ أول تأمل نأخذه من طيور السماء هو اهتمام الرب بها. وهذا هو الذي ذكره الرب في العظة علي الجبل إذ قال انظروا إلي طيور السماء:إنها لاتزرع ولاتحصد ولاتجمع إلي مخازن ,وأبوكم السماوي يقوتهامت6:26. ليس فقط الطيور الجميلة وإنما أيضا يعطي طعامالفراخ الغربان التي تدعوهمز147:9 وهكذا أعطانا الرب درسا في عنايته بنا من تأمل عناية الله بهذه الطيور. إنه يعتني بالطير في غذائه وفي حمايته له. وهكذا يقوللاتخافوا من الذين يقتلون الجسد..أليس عصفوران يباعان بفلس وواحد منها لايسقط بدون أبيكم..فلا تخافوا أنتم أفضل من عصافير كثيرةمت10:31,28إنه درس لنا إن كان الله يهتم بحماية عصفور ثمنه نصف فلس فكم بالحري يهتم بنا. لذلك قال في هذه المناسبة وما أنتم فحتي شعورو رؤوسكم جميعها محصاةمت10:30لو12:7,6. وفي حماية لهذه الطيور الصغيرة والتأمل في ذلك لنثق في حمايته لنا,يقول المرتل في المزمور نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين الفخ انكسر ونحن نجونا عوننا من عند الرب الذي صنع السموات والأرضمز124:8,7 ومن اهتمام الله بالطيور أنه منحها مواهب معينة: مواهب في الغناء كما منح البلبل الفريد والعصفور المغني,والحمامة التي تهدل وغير ذلك من الطيور المتعددة الأصوات في جمالها. ومنح الله الطيور جمالا مثل الطاووس في جمال ريشه وذيله,ومنح بعضها قوة مثل النسور التي قيل عنها في سفر إشعياء النبي وأما منتظرو الرب فيجددون قوة.يرفعون أجنحة كالنسور,يركضون ولا يتعبون يمشون ولايعيونأش40:31وقيل في المزموريجدد مثل النسر شبابكمز103:5. +ومن اهتمام الرب بالطيور,أنه راعي مشاعر الأمومة عندها. وهكذا قال في سفر التثنية إذا اتفق قدامك عش طائر في الطريق في شجرة ما أو علي الأرض فيه فراخ أو بيض,والأم حاضنة الفراخ أو البيض فلا تأخذ الأم مع الأولاد أطلق الأم وخذ لنفسك الأولاد…تث22:7,6. + أيضا نلاحظ أن الرب قد كلف بعض الطيور بمسئوليات قامت بها: كلف بعض الغربان بإعالة إيليا النبي وقت المجاعة فأمره أن يختبيء عند نهر كريث وقال لهفتشرب من النهر وقد أمرت الغربان أن تعولك هناك1مل17:4,3. وبالمثل قامت الغربان بإعالة القديس الأنبا بولا السائح. ولا ننسي الدور الذي قامت به الحمامة في أيام أبينا نوح,إذ أحضرت له ورقة زيتون خضراء في فمها مبشرة بأن مياه الطوفان قد قلت عن الأرضتك8:11. نلاحظ أيضا أنه من المهام التي يقوم بها الهدهد وبعض طيور أخري أنها تنظف الأرض الزراعية من الديدان,وهبها الله هذه المهمة. +من الأمور التي سمح بها الله,أن تكون الطيور ذبيحة للمحرقة. فأمربتقديمها من اليمام أو من أفراخ الحماملا1:14يقدمها الفقير الذي لايقدر أن يقدم محرقة من البهائم أو من الغنم ومع ذلك فإنه علي الرغم من صغرها تكون محرقة وقود رائحة سرور للربلا1:17مثلها كباقي الذبائح الكبيرة. وكانت هكذا الذبيحة التي قدمتها السيدة العذراء حينما دخلت بابنها الرب يسوع إلي الهيكل في اليوم الأربعين من ميلاده بالجسد فقدمت ذبيحةكما قيل في ناموس الرب:زوج يمام أو فرخي حماملو2:24,22. +ومن اهتمام الرب بالطيور إنها كانت تمثل واحدا من الأحياء الأربعة التي حول العرش الإلهي: كما ورد في سفر الرؤيا إنالرابع شبه نسر طائررؤ4:7هذا هو الذي رآه القديس يوحنا الإنجيلي في رؤياه وأيضا ما رآه حزقيال النبي عندما انفتحت له السموات وهو مسبي عند نهر خابور فرأي الأحياء الأربعة ومنها وجه نسرحز1:10. وكرر ذلك في رؤيته للكاروبيم فقالوالرابع وجه نسرحز10:14 ,ولما تحدث القديس يوحنا الرائي عنآية عظيمة في السماء امرأة متسربة بالشمس والقمر تحت رجليهارؤ12:1قال في مقاومة التنمي لهافأعطيت المرأة جناحي النسر العظيم لكي تطير إلي البريةرؤ12:14. هذه فكرة موجزة عن اهتمام الرب بالطيور في ذاتها أو رموزها ننتقل بعد ذلك للحديث عن فضائل الطيور لنتأملها. نتعلم من الطيور: أول درس نتأمله ونتعلمه هو القناعة والإيمان. يقول عنها الرب إنهالا تجمع إلي مخازن وذكر أن السبب في ذلك هو عبارة أبوكم السماوي يقوتهامت6:26إنها تؤمن بهذه الحقيقةأو علي الأقل:لقد وضع الله ذلك في طبعها لنتعلمه منها. ولقد اختبرت ذلك بنفسي في تأملي للطير. كنت في أحد الأيام جالسا أمام قلايتي في حديقة الدير وكان أحد العمال وهو ينقل القمح من مكان إلي آخر قد وقع بعض منه علي الأرض,كمية كقبضة اليد,فجاءت عصفورة وأخذت حبة واحدة أو حبتين وطارت..تركت كل ذلك الرزق لم تصنع لها عشا إلي جواره ولم تنقله إلي عش لها,ولم تفكر في أنه ينفعها في المستقبل وإنما بكل قناعة التقطت حبة واحدة وطارت وهي تؤمن بأن الله يقوتها حيثما تذهب. +كما أنها لاتهتم لحياتها بما تأكله فالله هو المهتم بها. وتشبها بها علمنا الرب قائلالاتهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربونمت6:25كونوا مثل هذه العصفورة القانعة التيلاتكنز لها كنوزا علي الأرضمت6:19بعكس الإنسان الذي يهتم بما يأكل ويشرب ويلبس! تعلمت من العصفورة أيضا أنها لاتحمل هما.. لاتهتم بمشكلة أين تجد طعاما حينما تطير إلي مكان آخرفأبوكم السماوي يقوتهافي كل موضع. لذلك قال لنا الربلاتهتموا بما تأكلونأو لاتهتموا أي لا تحملوا هما بسبب ذلك.وتعلموا من طيور السماء. الطير يستخدم الإيمان فلا يحمل هما,أما الإنسان فيستخدم العقل فيهتم. عقله يتعبه ويقول له:ماذا ستفعل غدا اهتم بالغد واستعد له بينما يقول لنا الربلاتهتموا للغد لأن الغد يهتم بما لنفسه يكفي اليوم شرهمت6:34يكفيه شرا عدم الإيمان بأن الله سيرعي حياتنا في الغد وعدم الإيمان هذا هو الذي يجعلنا نهتم للغد. إنني لم أر في حياتي كلها عصفورة تهتم للغد. إن الغد في يد الله وهو المهتم به وبنا. هناك بعض من الطير المهاجر كالوز العراقي مثلا يطير إلي مسافات بعيدة جدا يعبر فيها قارات أو محيطات ولايهتم أين يجد رزقه حينما يصل بل يوقن أنه في كل مكان يصل إليه الله يعد له رزقا هناك. +العصفورة تطير:لاتحمل هما لأكلها ولا هما لسكناها تترك هذه الشجرة إلي غيرها وهذه الحديقة وهذا المكان إلي غيرهما لا تتمسك بمكان معين أو أقول إنه ليس لها عنوان ثابت يزورها فيه أصحابها تذكرني بالسواح أو بقصيدة سائحالتي قلت فيها:ليس لي دير فكل البيد والآم ديري لا ولا سور,فلن يرتاح في الأسوار فكري. أنا طير هائم في الجو لم أشغف بوكر أنا في الدنيا طليق في أقاماتي وسيري حقا,إن حياة التجرد موجودة عند الطير ليتنا نتعلمها منه. يعجبنا في الطيور أيضا انتسابها للسماء فهي طيور السماء. وهكذا لقبها الرب في قولهانظروا طيور السماءمت6:26لا تستريح إلي البقاء في الأرض ولاتبني لها بيوتا ثابتة علي الأرض إنما هي منطلقة علي الدوام إلي السماء قد تستريح قليلا لأجل ضرورة لتأكل أو تشرب أو لتبيض وترعي فراخها. ولكنها تعود بسرعة لتطير في السماء فهذا هو موضعها الأصلي الذي تنتسب إليه وتعلم فراخها أيضا أن تطير في السماء. ليتنا نتعلم من الطيور أن ننتسب إلي السماء مثلها. والطير حينما يطير في السماء إنما يفرد جناحيه ويصير كعلامة الصليب,حسبما لاحظ القديس أثناسيوس الرسولي أليس هذا درسا آخر لنا أن ننطلق دوما إلي السماء بعلامة الصليب هذه. +نتعلم من الطير أيضا حياة الفرح ودوام الغناء. إنها دائما تغني في طيرانها وفي وقوفها علي غصن تذكرنا بقول الرسول افرحوا في الرب كل حين وأقول أيضا افرحوافي4:4حتي حينما يطردها البعض من عش لها تطير فرحة إن حياة التجرد علمتها الفرح وعلمتها الغناء. جميل أن إحدي ترجمات المزمور تقول يغنوا للرب أغنية جديدةمز96:1أورنموا للرب ترنيمة جديدة وفي ترجمات كنيستنا القبطية سبحوا الرب تسبيحا جديدا. أتري العصفورة وهي تنفذ هذا المزمور تسبح الرب وهي تغني. +والطير وهو يغني يحيا في سلام قلبي ولا يخاف. فخاخ كثيرة منصوبة له وإلي جوارها قول المزمورنجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين الفخ انكسر ونحن نجونامز124:7وكذلك تغني العصافير علي الرغم من نبال الصيادين ومن وجود بعض الطيور الجارحة ولكنها من كل ذلك تغني في فرح وسلام وهي تصغي إلي قول الربتفرح قلوبكم ولاينزع أحد فرحكم منكميو16:22. إنه سلام داخلي لايعرف خوفا علي الرغم من الأخطار الخارجية وعلي الرغم من أن هذه الطيور الصغيرة مخلوقات ضعيفة ولاتملك سلاحا. +مما يتصف به الطير أيضا:الدالة وشعورها أن كل شيء لها:إنها عشرية تقف علي أية شجرة وكأنها لها لا تسأل من هو صاحب الشجرة وهل إذن لها بالوقوف علي أشجاره أم لا.وهكذا تفعل حينما تلتقط حبا لتأكله أو حينما تشرب من ينبوع ماء.بنفس الدالة تأكل وتشرب إن كل ذلك من خيرات الله لا من خيرات الناس.هذه الطبيعة التي يتحرك فيها الطير وينال منها ما يريد هي ملك لله وحده,كما قال المزمور:للرب الأرض وملؤهامز24:1والله صرح للطير أن يأخذ منها ما يريد. أو أن الطير يسلك حسب شريعة الله في التوراة حينما قالإذا دخلت كرم صاحبك فكل عنبا حسب شهوة نفسك شبعتك ولكن في وعائك لاتجعل إذا دخلت زرع صاحبك فاقطف سنابل بيدك ولكن منجلا لاترفع علي زرع صاحبك;تث23:25,24وبنفس التصريح الإلهي لما جاع تلاميذ الرب ابتدأوا يقطفون من السنابل ويأكلونمت12:1. ما أكثر الفضائل الأخري التي يتصف بها بعض الطير. كالوداعة التي يتصف بها الحمام مثلا ولهذا قال لنا الرب كونوا ودعاء كالحمام أو بسطاء كالحماممت10:16. أو كالنظام الذي نراه في سرب من الطيور فهو يتبع قائدا للسرب حيثما يتوجه تتوجه باقي الطيور وراءه. جميل أن الرب وصف بعض الطيور بأنها من الطيور الطاهرة تك8:20هذه التي قدم منها أبونا نوح مرقات للرب,فتنسم الرب رائحة الرضا.. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
العظة علي الجبل .. اهتمام الله بالطيور(2) |
العظة علي الجبل .. أحبوا أعداءكم(2)مت5:44 |
العظة علي الجبل |
العظة علي الجبل |
اهتمام الله بالطيور |