من محبة الله لنا ، أنه يعتبرنا منه 0 فيقول " أنا الكرمة و أنتم الأغصان " ، و يقول أننا " أعضاء جسده " أو إنه الرأس ، و الكنيسة كلها هى الجسد ، و يقول أيضاً " إثبتوا فى ، و أنا فيكم ، كما تثبت الأغصان فى الكرمة " ( يو 15 ) ، و يقول عنا للآب " أنا فيهم ، و هم فى ليكونوا مكلمين إلى واحد " ( يو 7 )
*و ما أجمل تعبير الكتاب عن محبة الله لنا ، فى قوله " شركاء الطبيعة " و أيضاً " شركة الروح القدس " 0 و هى طبعاً ليست شركة فى الطبيعة أو الجوهر ، و إنما شركة فى العمل 0 و لذلك يقول بولس عن نفسه وزميله سيلا " نحن عاملان مع الله " ( 1كو3 ) 0
*و من مظاهر محبة الله لنا ، و الصداقة التى أقامها بينه و بين بنى جنسنا 0
مثل إبراهيم الذى قيل عنه إنه خليل الله ، و أخنوج الذى قيل عنه " وسار أخنوج مع الرب ، و لم يوجد لأن الله رفعه إليه ، و مثل موسى الذى قضى أربعين يوماً مع الرب على الجبل 0 و مثل تلاميذ الإثنى عشر ، و عشرته لهم 00
*و جميل أيضاً أن الله جعل لذته فى بنى البشر 00
و أنه هوغير المحدود ، تنازل إلى البشر المحدود و تفاهم معهم ، و تراءى لهم و تحدث إليهم فماً لأذن
*و من محبة الله لنا أيضاً كل صور الرعاية العجيبة التى حكاها لنا التاريخ ، مثل شق البحر الأحمر ، و المن و السلوى فى البرية ، و تفجير الماء من الصخرة ، ورعاية إيليا من المجاعة ، و انقاذ بطرس من السجن ، و دانيال من جب الأسود ، و الثلاثة فتية من أتون النار 00 مع قصص لا تنتهى 0
*و من علامات محبة الله ، وعودة الجميلة لنا :
" نقشتكم على كفى " ، " حتى شعور رؤوسكم محصاه " ، " أعطيكم قلباً جديداً " ، " لا يستطيع أحد أن يخطف من يد أبى شيئا " ، " أنا ماض لأعد لكم مكاناً " 00
*و من دلائل محبة الله للإنسان ، مواهبه له 0
موهبة الخلود ، و موهبة القيامة على شبه جسد مجده ، ومواهب الروح القدس المتعددة 00 مبارك الرب فى محبته 0