رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
المحبة الحقيقية للذات ، تأتى بتدريب هذه الذات على محبة الله ، و دوام سكناه فيها ، وخضوعها لعمل روحه 00
و لا يمكن للذات أن تتمتع بسكنى الله فيها ، إلا عن طريق النقاوة ، و الإتضاع الذى به لا يقاوم عمل الروح فيها ، و لا تفضل جهالتها على حكمة الله 0 و هكذا تظهر المحبة الحقيقية للذات ، فى إنكار الذات 0 إنكار الذات فى العمل ، حيث تقول " لا أنا ، بل نعمة الله العاملة فى " 0 و إنكار الذات فى ترك محبة المديح و الكرامة " ليس لنا يارب ليس لنا ، لكن لإسمك القدوس أعط مجداً " 0 و أنكار الذات فى الجهاد ، حيث يضحى المؤمن براحته و كل ماله ، من أجل بناء ملكوت الله إنكار الذات فى التعامل مع الله ، و مع الناس 0 و فى ذلك يفضل الإنسان غيره على نفسه فى كل شئ ، " مقدمين بعضكم بعضاً فى الكرامة " و من هنا تأتى كل نواحى المحبة العملية نحو الآخرين ، ليس فى الكرامة فقط ، إنما أيضاً فى العطاء ، و البذل ، والتعب لأجل الآخرين ، و التضحية من أجلهم إلى بذل الذات عنهم ، و لا مانع من أن يحمل خطاياهم و ينسبها إلى نفسه ، يحرم نفسه من كل شئ ، لكى ينالوا هم 00 غير أن البعض قد يحب ذاته محبة خاطئة دنيوية ، يحاول أن بينيها فيهدمها ، و أن يرفعها فيضيعها 0 و فى ذلك قال السيد المسيح " من وجد نفسه يضيعها 0 و من أضاع نفسه من أجلى يجدها " الذين تركوا ملاذ العالم من أجل الرب ، يحسبهم أهل العالم أنهم ضيعوا أنفسهم ، بينما هم قد وجدوا الطريق الحقيقى لبناء الذات 0 و يدخل ضمن هؤلاء أيضاً الرهبان و السواح ، وكل من تكرسوا لخدمة الرب ، و كل من قالوا له مع بطرس " تركنا كل شئ و تبعناك " الذى يحب ذاته ، هو الذى يسير بها فى الطريق الضيق من أجل الرب ، و يحملها الصليب كل يوم 00 هذا الإنسان هو الذى يحب ذاته حقاً 00 أما الذى يعطيها كل شهواتها الأرضية و الجسدية ، فإنه لا يحب ذاته ، و إنما يحب العالم و شهوته 00 |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كلمة منفعة لمثلث الطوبي (لاتياس) |
كلمة منفعة لمثلث الطوبي (محبة الله لنا الجزء2) |
كلمة منفعة لمثلث الطوبي (محبة الله لنا الجزء 1) |
كلمة منفعة لمثلث الطوبي (محبة الانتفاع) |
كلمة منفعة لمثلث الطوبي (كيف) |