|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سلسلة الخدمة(19) تكونون لي شهودا(1ع1:8) بقلم قداسة: البابا شنودة الثالث قال السيد الرب لتلاميذهوتكونون لي شهودا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة,وإلي أقصي الأرض إذن فالإنسان المؤمن لا يكتفي بأن يعرف الله,إنما ينبغي أن يكون شاهدا له,يعرف الناس به... من الأمثلة الواضحة في هذا الأمر,المرأة السامرية التي.لما عرفت الرب,لم تستطع أن تصمت,وإنما ذهبت أهل بلدها وقالت لهمتعالوا وانظروا إنسانا قال لي كل ما فعلت(يو4:29). ومن الأمثلة الأخري فيلبس لما عرف المسيح,لم يقتصر علي معرفته,وإنماوجد نثانائيل وقال له:وجدنا الذي كتب عنه موسي في الناموس-يسوع الذي من الناصرة(يو1:45). وهكذا كان الواحد له تأثير علي غيره,يضمه إلي الرب: من الجائز أنك لا تكون من الناس الكبار الذين أعطاهم الرب خمس وزنات,ولا حتي من الذين أخذوا وزنتين.وليست لك سوي وزنة واحدة.هذه أيضا لابد أن تتاجر بها وتربح ولابد أن تسال نفسك هذا السؤال الهام: ما مدي شهادتي للمسيح؟من هم الذين أوصلتهم إلي الرب؟ لا تحاول أن تعتذر أو أن تتهرب.لا تقل ليست لي مواهب ولا أصلح.كما قال موسيلست صاحب كلام أنا إنسان أغلف الشفتين(أنا ثقيل الفم واللسان(خر4:10)(خر6:30). ولا تقل كما قال أرميالا أعرف أن اتكلم لأني ولد(أر1:6). لأن الله لم يقبل استعفاء موسي ولا أرميا.أريد أن أقول لك ماذا تفعل,إن لم تكن لك مواهب,أوحسبت نفسك كذلك... *اشهد للرب بحياتك, بروحك, بسلوكك, بمعاملاتك: وحينئذ ينطبق عليك قول الربفليضئ نوركم هكذا قدام الناس,لكي يروا أعمالكم الحسنة,ويمجدوا أباكم الذي في السموات(مت5:16).وبهذا تكون قد شهدت للرب... علي الأقل شهدت بأن وصاياه ممكنة التنفيذ,وليست مجرد مثاليات خيالية,كما يظن البعض....!وكل من يراك يقول:حقاإن أولاد الله ظاهرون(1يو3:10). نعم, ظاهرون ومميزون:في حياتهم وتصرفاتهم وأسلوبهم الروحي,وطريقة معاملاتهم,ونوعية ألفاظهم المنتقاة...وكل من يستمع إليك يقول لغتك تظهرك(متي26:73). ولكي تكون لك هذه الشهادة ينبغي أن تكون لك حياة روحية نقية ومثمرة.وعلي الجانب الآخر,لا يستطيع أحد أن يشهد لله بكلامه فقط,بينما حياته خاطئة.حينئذ سوف تقف حياته ضد كلامه الروحي,وتفقد ذلك الكلام تأثيره. *أيضا يمكنك أن تشهد لله في بيتك,وسط عائلتك: أهل بيتك يعيشون معك باستمرار,وينجذبون إليك برابطة الدم وبينك وبينهم محبة طبيعية وعلاقة طيبة....فهم أقرب إلي التأثر بك,إن كنت ذا تأثير,وإن كنت لا تستطيع أن تشهد لك في بيتك فكيف تشهد للغرباء؟! إنما هناك شرط لشهادتك في بيتك,أن تكون حياتك بلا لوم أمامهم,وأن تقول لهم ما تنفذه فعلا في حياتك من الفضيلة ونقاوة السيرة,وإلا فإنهم يقولون لكأيها الطبيب,اشف نفسك(لو4:23). وإن لم تستطع في بيتك أن تشهد للرب وسط الكبار,فعلي الأقل افعل ذلك وسط الصغار,مع الأطفال... الأطفال الذين إذا أحبوك يقلدونك.وإن أحببتهم يلتفون حولك,ويحبون أن يسمعوا منك حكاية أو ترتيلة أو كلمة تعليم خذ هؤلاء مجالا لخدمتك,وقل ها أنا والأولاد الذين أعطانيهم الرب(أش8:18)(عب2:13) وإن كنت رب أسرة ومسئولا عن هؤلاء الأطفال تقولأما أنا وبيتي,فنعبد الرب(يش24:15). لذلك فالإنسان الذي لم يستطع أن يدبر أهل بيته حسنا,لا يصلح أن يكون كاهنا. لأن هذا هو أحد الشروط التي اشترطها الكتاب فيه,إذ يقوليدبر أهل بيته حسنا له أولاد في الخضوع بكل وقار(1تي3:4).ويتابع الرسول فيقولوإنما إن كان أحد لا يعرف أن يدبر بيته,فكيف يعتني بكنيسة الله؟!(1تي3:5). إذن موضوع الشهادة في البيت أمر هام فالأم.أشبينة لابنها في وقت العماد. استلمته من الكنيسة لتربيه في خوف الله,وتدربه علي حياة الفضيلة,وتعلمه الصلاة والترتيل ثم الصوم حينما يكبر وتعطيه القدوة الصالحة,وتجعله يحب الكنيسة وكل ما فيها....ثم تدربه في نضوجه علي الاعتراف والتناول... وكذلك الأب يقف أمامه قول الرب في سفر التثنيةولتكن هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها اليوم علي قلبك,وقصها علي أولادك.وتكلم بها حين تجلس في بيتك...(تث6:6, 7). هذا من الناحية الإيجابية أما من الناحية السلبية فإن الأب الذي يثور في البيت,ويشتم ويتشاجر,فإنه يكون عثرة لأولاده في روحياتهم... وينطبق عليه عقاب الرب للذين يعثرون الصغار(مت18:6) *يمكنك أيضا أن تشهد للرب وسط أصدقائك ومعارفك...وسط زملائك في العمل,وفي أماكن نشاطك كلها. تقدم شهادة للروح الطيبة,للحياة الفاضلة,لعفة اليد,وعفة اللسان,وحسن التعامل مع الآخرين.وتقدم مثالا للمحبة التي تعطي وتبذل وتضحي,وتنقذ الآخرين وتساعدهم. بحيث كل إنسان يتعامل معك,يحب الحياة التي تحياها,ويمجد الله بسببك... أنا لا أقصد بشهادتك للرب,أن تقيم نفسك معلما لغيرك وإنما أن تقدم لهم الأمثولة الطيبة للحياة الفاضلة. وإن سالوك عن شئ,تكون مستعدا للإجابة في وداعة واتضاع قلب..وهنا أنتقل إلي نقطة أخري وهي: *الشهادة للرب في محيط الخدمة هذا إذا دعتك الكنيسة أن تخدم,وقدمت لك مسئولية تقوم بها,وطبعا ليس كل إنسان خادما في الكنيسة,ولكن لاشك أن المسئولية فيها إن وجدوا فيك الغيرة المقدسة وروح الخدمة والاستعداد والإمكانيات,لابد أن يستخدموك. وإن لم تكن لك خدمة رسمية,يمكن أن تزور المرضي,وأن تعزي الحزاني.وفي كل مناسبة كهذه أو غيرها,تقول كلمة طيبة حسبما يعطيك الرب أن تقول,لا كعظة إنما كعزاء... وتذكر في حياتك الروحية وفي صلتك بالناس قول الرب:كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا,تقطع وتلقي في النار(متي7:19). وهكذا قال المعمدان أيضا(متي3:10) والثمر الذي تصنعه,بعض منه خاص بك,والبعض خاص بغيرك ممن تشهد للرب في حياتهم,وتقودهم لحفظ وصاياه وثق أنك إن عملت في هذا الميدان,سوف يعطيك الرب المواهب والإمكانات. فهو يقول عن الغض المثمركل ما يأتي بثمر,ينقيه ليأتي بثمر أكثر(يو15:2). ما أعمق حياة الذين شهدوا للرب وأتوا بثمر كثير.. يونان النبي يدخل الملكوت وخلفه 120ألفا من أهل نينوي, والقديس الأنبا أنطونيوس يدخل وخلفه ربوات من الرهبان والنساك والقديس بولس الرسول يدخل إلي الملكوت وخلفه مدن كثيرة كرز فيها باسم الرب... وأنت ماذا فعلت؟من ستدخله معك إلي الفردوس؟ الإنسان الروحي له رسالة مع كل شخص يدفعه الرب إلي طريقه,كما فعل فيلبس مع الخصي الحبشي. لقد قابه في الطريق,فرافق مركبته.وانتهي الأمر بأن آمن ذلك الخصي علي يديه,فعمده,ومضي ذلك الرجل في طريقه فرحا(أع8:26- 39). وكم من أشخاص ألقاهم الرب إلي طريقك,ولم تفعل شيئا لأجلهم بينما كان الصوت يرن في أذنيكتقدم ورافق هذه المركبة(أع8:29) زملاؤك وجيرانك ومحبوك,وربما البعض ممن قابلتهم عفوا,وكانوا يحتاجون إلي كلمة الرب من فمك.وكانت الفرصة متاحة,ولم تستغلها!! *هناك من يشهدون للرب بألسنتهم وهناك من يشهدون له بطريق غير مباشر. كمن يقدم لشخص كتابا,ويقول لهليتك تقرأ هذا الكتاب فإنني قد استفدت منه كثيرا....أو يقدم لغيره شريط كاسيت أو فيديو...أو يدعوه إلي اجتماع.. كأب كاهن مثلا لا يجيد الوعظ,ولكنه يدعو إلي كنيسته وعاظا مقتدرين يتأثر أولاده بعظاتهم.كما أنه يغذي مكتبة الكنيسة بكتب نافعة جدا لأولاده...ويكون في كل ذلك قد شهد للرب بطريق غير مباشر. *ياليت لقاءاتنا مع الناس,تكون فيها لمسة روحية ولو بطريقة غير مباشرة,لاتبدو مصطنعة أمام الناس والخادم الروحي يستطيع أن ينتهز الفرصة التي يقدم فيها كلمة منفعة,أو يستشهد بآية لها تأثيرها.أو يقول أحد القديسين ويكون قد قدم رسالة للسامعين,دون أن يبدو في موقف الواعظ وأحيانا تكون أمثال هذه الكلمات ذات تأثير أعمق مع أنها تبدو كما لو كانت قد أتت عفوا,في بساطة وفي حكمة. ليت تأخد هذا التدريب في لقاءاتك مع الناس.. ألا تستطيع أن تجد فرصة طوال يومك,تقول فيها كلمة طيبة يمكنها أن تثبت في قلوب سامعيك أو في عقولهم أم يمر اليوم عليك عقيما,دون أن تشهد للرب فيه شهادة واحدة!!ودون أن يرد اسم الله علي فمك! *أنا أعرف أن الكتاب المقدس له استعمال في غرفتك الخاصة.ولكن هل له استعمال في علاقاتك الاجتماعية؟ وحينما تأتي المناسبة,تخرج من كنزك-أي من محفوظاتك-جددا وعتقاء كما قال الرب(متي13:52).. وهذا يحدث إن كان في ذاكرتك رصيد من الآيات لشتي المناسبات وكانت لك النية لاستخدام ما في ذاكرتك. وكذلك إن كانت له الحكمة في اختيار المناسبة كم من أناس لهم اشتياق أن يسمعوا وللأسف لم يجدوا من يكلمهم,علي الرغم من اختلاطهم بخدام الكنيسة!! وقد يعاشرون خداما سنوات وسنوات,ويكون الواحد منهم متكلما ولطيفا,ولكنه لا يتحدث عن الله...كما لو كانت يخجل أن يذكر آية,أو كلمة من أقوال الآباء أو قصة من قصص القديسين,أو حديثا عن فضيلة من الفضائل,أو نصيحة مفيدة...وكأنه شجرة خضراء مملوءة ورقا ولكن بلا ثمر...!! حاول أن تختبر هذا الأمر,أن تتكلم عن الله. أن يكون في كلامك عمق روحي.أن تقصد توصيل رسالة من الله إلي الناس.وستري أن النتيجة ستكون طيبة جدا.حتي لو استفاد من كلامك شخص واحد من بين مجموعة,فهذه بركة ونعمة.لقد تحدث القديس بولس الرسول في أثينا وتأثر بكلامه شخص وسط جمع من المستهزئين به,هو ديونسيوس الإريوباغي(أع17:34).وكان أول أسقف أثينا فيما بعد. *رسالتك أن تلقي البذار,واترك الثمار لطبيعة الأرض. فهكذا علمنا الرب في مثل الزارع(متي13) .وثق أن الذي لا تثمر فيه كلمتك اليوم,ربما تثمر بعد حين حينما تهيئ نعمة الرب أرضه للإثمار.استمع إلي قول الكتاب:إلق خبزك علي وجه المياه,فإنك تجده بعد أيام كثيرة(جا11:1). لماذا لا يكون الرب علي لسانك,ويشغل جزءا من أحاديثك؟!ولماذا لا تكون لك الغيرة المقدسة التي تدفعك دفعا إلي العمل في ملكوت الله,والشهادة للرب في عالم مظلم؟استمع قول الرسول: من رد خاطئا عن ضلال طريقه,يخلص نفسا من الموت ويستر كثرة من الخطايا(يع5:20). حاول إذن أن تعمل في هذا المجال,بدلا من أن تسمع عن الخطاة فتنتقدهم وتشهر بهم,أو تحتقرهم,دون أن تعمل علي خلاص أحد منهم!! أو أن شهدت للرب في حياتهم,تشهد لما ينتظرهم من جهنم النار,دون أن تفتح باب التوبة أمامهم وتختطفهم من النار لتخلصهم(يه23). *إن الشهادة لله ينبغي أن تكون في حكمة وفي حب...استمع إلي القديس بولس وهو يقولأيها الأخوة,إن انسيق إنسان فأخذ في زلة فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة,ناظرا إلي نفسك لئلا تجرب أنت أيضا احملوا بعضكم أثقال بعض(غل6:1, 2)وبنفس المعني قال بولس الرسول لشيوخ أفسس الذين استدعاهم من ميليتس لم أفتر أن أنذر بدموع كل أحد(أع20:31). ولتكن شهادتك للرب مقنعة ومشبعة ودسمة. تستطيع أن تجذب بها نفوس الناس,فيفرحوا بما يسمعونه من كلامك.كما قال سمعان بطرس للسيد المسيحإلي من نذهب؟!كلام الحياة الأبدية هو عندك(يو6:68). *وثق أنك في شهادتك للرب,سوف تستفيد أنت أيضا سوف تنمو في الروح,وفي معرفة كلمة الرب وسوف تدخل في شركة الروح القدس,حينما يتكلم روح الله من فمك(متي10:20) وستجد نفسك مدفوعا إلي تنفيذ ما تقوله لغيرك وينطبق عليك قول الرسول: تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضا(1تي 4:16). وسيدخل في حياتك عنصر الحب:حب الله وملكوته,وحب الناس.وحينما تري ثمر خدمتك في الناس,سيدخل الفرح إلي قلبك.كما أنك سوف تكتسب خبرات روحية في الخدمة وعمل الله فيها وفيك.وستدفعك الخدمة إلي الصلاة فتصلي لأجل المخدومين ولأجل نفسك...وهكذا تنمو روحيا... في شهاداتك لله,أتراك إذن تعطي أم تأخذ؟ لاشك أنك تأخذ أكثر مما تعطي, فإلي جوار كل ما ذكرناه من فوائد روحية,ستأخذ أيضا أكاليل لجهادك(2تي4:8).وسيكون لك شرف العمل مع الله(1كو3:9)وسوف تأخد قوة من الروح القدس لتخدم بها(1ع1:8). ويمنحك الله نقاوة ليكثر ثمرك,لأنه قالأنقيه ليأتي بثمر أكثر(يو15:2). نكتفي بهذا الآن,وإلي اللقاء في عدد مقبل,إن أحبت نعمة الرب وعشنا. |
13 - 05 - 2012, 05:38 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سلسلة الخدمة (2) 06 ديسمبر 2009 |
سلسلة الخدمة (4) 20 ديسمبر 2009 |
سلسلة الخدمة (5) الاحد,ديسمبر 27 ,2009 |
سلسلة الخدمة (3) 13 ديسمبر 2009 |
سلسلة الخدمة (9) بقلم - البابا شنودة 24-1 -2010 |