قال القديس أيرونيموس: أن البتول المجيدة قد أتقدت كلها بنار الحب الإلهي، لأنه لم يكن يوجد في قلبها أنعطافٌ ما نحو الأشياء الزمنية، بل وجد دائماً لبها ملتهباً بعواطف هذا الحب السماوي: ولهذا صار قلبها مشتعلاً بجملته كاللهيب. وعنها قيل: أن المحبة معتزمةٌ كالموت وسرجها سرج نارٍ ولهيبٍ. مياه كثيرة لم تستطع أن تطفئ المحبة والأنهار لا تغرقها: (نشيد ص8ع7) وكما يفسر ذلك القديس أنسلموس بقوله: أن ناراً كانت تتقد في قلبها باطناً. وكانت هي من خارج تضيء كالسرج بضياء الفضائل كلها: فاذاً حينما كانت والدة الإله على الأرض حاملةً على ذراعيها طفلها الإلهي. كان يمكن حسناً وبالصواب أن تسمى: ناراً حاملةً ناراً.