رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طُرِحَ السّؤالُ عَلَى الْمَسيحِ مَرَّةً: ﴿مَن قَريبي؟﴾ (لوقا 29:10)، فَضَربَ مَثلَ السّامريِّ الرّحيمِ جَوابًا (راجع لوقا 25:10-37). فَالقُربُ والصِّلَةُ بينَ النَّاسِ مَوَاقِف، وَلَيسَت قَرابَاتٍ دَمَويّة وَعَائِليّة، أَحيانًا تَضُرُّ ولا تَنْفَع. ولَنا في هَذا الشّأنِ أمْثِلَةٌ كَثيرة. فَأَحيانًا تَجِدُ أَوّلَ الْمُعتَدين وَالظَّالِمين وَهاضِمي الحقوق هُمُ الأقرباء: آَبَاءٌ وأُمَّهاتٌ، وَإخوةٌ وَأَخَواتٌ، وَأَعمَامٌ وَعَمَّات، ظَلَموا وَقَسوا وَمَا أَشْفَقوا. فَانْطَبِقَ عَلَيهِم قَولُ الْمَسيح: ﴿فَيَكونُ أَعَداءُ الإنْسانِ أَهلُ بَيتِه﴾ (متّى 36:10). وفي الْمُقَابِل، تَجِدُ أُناسًا كُنَّا نَراهُم غُربَاء، نَصَروا وَسَانَدوا، وَصَبّوا رَحمةً وَرَأفَةً، عَلَى جِرَاحِنَا وَآَلامِنَا. هُنَا تَظهرُ مَعادِنُ النَّاس، فَتُدْرِكُ مَن كَانَ قَريبًا وَحَبيبًا، وَمَنْ كَانَ مُجرّدَ مُمثِّلٍ دَجَّال، انْكَشَفَ أَمْرُهُ القَبيح وَسُوءُ نَوَايَاه. |
|