|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر الرؤيا 11 ( من يغلب... ) السبت 15 فبراير 2014 بقلم المتنيح قداسة:البابا شنودة الثالث قال السيد الرب لملائكة الكنائس السبع: من يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس اللهمن يغلب فلا يؤذيه الموت الثاني من يغلب فسأعطيه أن يأكل من المن المخفي وأعطيه حصاة بيضاء وعلي الحصاة اسم مكتوب لايعرفه أحد غير الذي يأخذه من يغلب ويحفظ أعمالي إلي الغاية فسأعطيه سلطانا علي الأمم ليرعاهم بقضيب من حديد..وأعطيه كوكب الصبح من يغلب فذلك سيلبس ثيابا بيضا ولن أمحو اسمه من سفر الحياة وسأعترف باسمه أمام أبي وأمام ملائكته من يغلب فسأجعله عمودا في هيكل الهي ولايعود يخرج إلي خارج واكتب عليه اسم إلهي واسم مدينة إلهي أورشليم...واسمي الجديد من يغلب فسأعطيه أن يجلس معي في عرشي كما غلبت أنا وجلست مع أبي في عرشهرؤ3,2 +++ كل هذه المكافأت السمائية لمن يغلب.. وكما قال أحد الآباء: لايكافأ إلا الذي انتصر,ولا ينتصر إلا الذي حارب وغلب. وفي الحقيقة إن فترة حياتنا علي الأرض هي فترة صراع وجهاد يقف فيها الإنسان ضد العالم والشيطان والجسد وضد اغراءات كثيرة. وقد قال القديس بولس الرسول إن مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع أجناد الشر الروحية من أجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير..أف6:13,12 وقال القديس بطرس الرسول اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم مثل أسد يزأر ملتمسا من يبتلعه هو فقاوموه راسخين في الإيمان عالمين أن نفس هذه الآلام تجري علي إخوتكم الذين في العالم1بط5:9,8 +++ إن الرب يريدنا أن نغلب وأعطانا نفسه كمثال فقال: ثقوا أنا قد غلبت العالميو16:33 نعم إن السيد المسيح كان أول الغالبين ومثالا للغالبين لقد غلب العالم وغلب الشيطان في كل تجاربه وغلب الناس الأشرار في كل حواراتهم معه وأخيرا غلب الموت.. 0 والقديس بولس الرسول لما تكلم عن مكافأته في اليوم الأخير وأسبابها قال: جاهدت الجهاد الحسن أكملت السعي حفظت الإيمان وأخيرا قد وضع لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضا2تي 4:8,7 هذا الرسول إذن قد جاهد وغلب وقص علينا صور جهاده 0والقديس يوحنا الحبيب في رساالته الأولي يكتب للشباب فيقول: كتبت اليكم أيها الأحداث لأنكم أقوياء وكلمة الله ثابتة فيكم وقد غلبتم الشرير1يو3:4وهكذا طوب وامتدح الأقوياء الغالبين. +++ أقول هذا لئلا يركز البعض علي الإيمان فقط وينسي كل الآيات التي وردت عن الانتصار والغلبة!! فيقول لله:آمن فقط..آمن بالرب يسوع فتخلص أنت وأهل بيتكأع16:32ثق أنك تضمن الملكوت مادمت مغسولا بالدم الكريم..يكفيك أن تكون مختبئا وراء الأبواب المرشوشة بالدم فتخلص من يد المهلكخر12..!كل هذا هو أسلوب استخدام الآية الواحدة و,إهمال باقي الآيات التي تدعو إلي الجهاد ومقاومة الشر والتي تدعو إلي الغلبة والانتصار وليس هذا هو أسلوب السيد المسيح الذي كرر عبارة من يغلب...في كل رسالة من رسائله إلي ملائكة الكنائس السبع جاعلا إياها شرطا لمكافأته السمائية وسابقا إياها بعبارة من له أذن للسمع فليسمع ما يقوله الروح للكنائس... إنها حرب إذن, مفروض علينا أن نجتازها ونجاهد ونغلبرؤ2:4-7 +++ نلاحظ أيضا أن السيد المسيح أعطي رجاء في الغلبة للكل, مهما كانت حالتهم سيئة جدا. قال من يغلب عن الذي ترك محبته الأولي وأصبح محتاجا أن يذكر من أين سقط ويتوب وقال من يغلب عن الفاتر الذي لاهو حار ولا بارد والرب مزمع أن يتقيأه من فمهرؤ3:21,16 وقال من يغلبحتي للذي كان له اسم أنه حي وهو ميت!, ولم تكن أعماله كاملة أمام الله وكان محتاجا إلي التوبةرؤ3:5,2,1,وقال من يغلبحتي للذي يسكن حيث كرسي الشيطانرؤ2:17,13 كل ذلك يعطينا رجاء في الغلبة وإمكانيتها. ++ إن الله لايطلب منا أن نغلب إلا لو كانت الغلبة ممكنة. وهي ممكنة لأنوصاياه ليست ثقيلة كما يقول القديس يوحنا الرسول1يو5:3ولأن معنا نعمة الله العاملة فينا1كو15:10ومعنا أيضا عمل الروح القدس الذي هو فينا ويبكتنا علي خطية يو15,16ونحن نقدر أن نغلب بالرب الذي قالبدوني لاتقدرون أن تفعلوا شيئايو15:5والذي قال عنه القديس بولس الرسولاستطيع كل شييء في المسيح الذي يقويني أف4:13 علينا أن نحارب ونثق أننا سنغلب في الحرب لأنه كما قال داود النبي أمام جليات الحرب للرب وهو يدفعكم لسيدنا1صم17:47 المهم أننا نكون مستعدين أن نحارب وأن نغلب. +++ إنها وصية لكل أحد أن يغلب علي الرغم من أن كلا منا له حربه الخاصة فما يحارب به إنسان ربما يكون غير ما يحارب به إنسان آخر ولكن علي كل منا أن يصمد في صراعه ضد الشر ولايستسلم ,كما قال الرسول: لم تقاوموا بعد حتي الدم مجاهدين ضد الخطيةعب12:4 إذن لكي نغلب علينا أن نقاوم الخطية ولو أدي الأمر إلي سفك دمنا وهذا نفسه هو ما يقوله الرب في رسائله في سفر الرؤيا: كن أمينا إلي الموت فسأعطيك إكليل الحياةرؤ2:10 ويشجعنا اقديس بولس الرسول بقولهلايغلبك الشر بل أغلب الشر بالخير رو12:21فلنجاهد إذن لكي نغلب ولنثق أن كل القوات السمائية ترقب جهادنا وتصلي لأجلنا لكي ننتصر وتفرح بانتصارنالو15:10 +++ تأمل آخر في قول السيد الربمن يغلب فسأعطيه إنها عبارة تدل بكل تأكيد علي لاهوت السيد المسيح. فهو في كل تلك الرسائل يقف موقف الديان الذي يحاسب ويعطي الذي يقول لكل إنسان أنا عارف أعمالك 3,2,19 ويقول أيضا القدوس الحق الذي له مفتاح داود الذي يفتح ولا أحد يغلق ويغلق ولا أحد يفتحرؤ3:7 حقا من هو هذا الذي يعطي إكليل الحياة ويعطي الأكل من شجرة الحياة ويعطي أحدا أن يكون عمودا في هيكل الله ويجعله يجلس معه في عرشه ولايمحي اسمه من سفر الحياة؟!ومن هذا الذي يعطي سلطانا علي الأمم ؟ومن ذا الذي بسلطانه أن ينقذ من الموت الثاني؟ أليست كلها دلائل علي لاهوته ؟إنها لكذلك.. رسائل الرب في سفر الرؤيا تدل علي لاهوته وكذلك باقي السفر وكل إنجيل يوحنا ورسائله لمن يتأمل. +++ يقول:من يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس اللهفما هي شجرة الحياة؟وماهو فردوس الله؟ إن هذا يذكرنا بما ورد في الإصحاحين 3,2 في سفر التكوين وردت شجرة الحياة ثم قيل بعد أبوينا الأولين إن اللهأقام شرقي جنة عدن الكاروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسه طريق شجرة الحياةتك3:24وما عدنا عن الجنة ولاعن شجرة الحياة ولكننا الآن-في سفر الرؤيا-نسمع عن شجرة الحياة وفردوس الله. إن ما فقده الإنسان الأول بحرمانه من شجرة الحياة وعد السيد المسيح بأن يعيده إلينا في مكافأته للغالبين. إن شجرة الحياة في سفر التكوين كانت رمزا لشجرة الحياة في سفر الرؤيا. +++ عندما خلق الله آدم لم يعطه وصية بعدم الأكل من شجرة الحياة لكنه مع عنها لما أخطأ ووعد الرب بالأكل منها لمن يغلب. إن كان الأكل من شجرة الحياة يعني الحياة إلي الأبد إذن ما كان ممكنا أن يحيا الإنسان الأول إلي الأبد وهو في حالة الخطية فكان لزاما إذن حراسة الطريق إلي شجرة الحياة بسيف من نار إلي أن يتم الفداء ثم يأخذ الإنسان استحقاقات الفداء بالثوبة وبأن يغلب. +++ الأكل من شجرة الحياة لايعني مجرد الحياة إنما يعني الحياة في النعيم الأبدي. وفي ذلك كان الرب يقول عن عمل الخير افعل هذا فتحياوفي آخر سفر التثنية يقول الربها قد جعلت قدامك الحياة والموت البركة واللعنة فأختر الحياة لكي تحيا أنت ونسلك إذ تحب الرب إلهك وتسمع لصوته...سنث30:20,19 +++ ليس المهم أن تحيا الإنسان مجرد حياة إنما الأمل من شجرة الحياة يعني الحياة الأفضل الحياة السعيدة الحياة المقدسة الحياة التي لاتنتهي الحياة الأبدية حياة من نوع آخر من النوع السامي المجد لأننا سنقوم من الموت علي شبه جسد مجدهأف3:21سنقوم بأجساد روحانية في مجد وفي قوة1كو15:44,43ولكن كل واحد يتميز عن الآخر حسب درجته لأن نجما يمتاز عن نجم آخر في المجد1كو15:41 +++ والبعض يقول إن شجرة الحياة ترمز إلي السيد المسيح لأنفيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناسيو1:4وهو قال عن نفسه أنا هو القيامة والحياةيو11:25أنا هو الطريق والحق والحياةيو14:6والقديس بولس الرسول يقوللي الحياة هي المسيحفي1:21. فإن كانت شجرة الحياة هي المسيح فما معني الأكل من شجرة الحياة في مثل هذه الحياة؟معناه أن نتغذي به بحبه بنوره بحياته فيك كما قال بولس الرسول أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيغل 2:20. وكما قال داود النبي في المزمورذوقوا وانظروا ما أطيب الربمز 34:8وهكذا يكون-بهذا المعني-الأكل من شجرة الحياة أي التمتع بالله في النعيم الأبدي هذا بالمعني الروحي لأن ملكوت الله ليس أكلا وشربا. +++ يقول شجرة الحياة التي في وسط فردوس الأول فما هو فردوس الله هذا؟ ليس الفردوس هو جنة عدن التي اختفت وانتهت كما أن تلك الجنة كانت أرضية وفيها أشجار وثمار وترويها أربعة أنهارتك2 أما الفردوس فهو سماوي قال عنه بولس الرسول إنه السماء الثالثة. إذ قال أنه اختطف إلي السماء الثالثة إلي الفردوس2كو12:4,3والسيد المسيح حينما قال للص المصلوب معهاليوم تكون معي في الفردوسلو23:43لم يقصد تكون معي في جنة علي الأرض إنما تكون معي في فردوس في السماء. هذا الفردوس السماوي هو مسكن الأبرار تكون فيه أرواح الأبرار بعد الموت مع المسيح إلي أن ينتقلوا إلي الملكوت إلي أورشليم السمائية مسكن الله مع الناسرؤ21:3,2 والمتع هناك ليست متعا أرضية أو جسدية +++ قال:من يغلب فلا يؤذيه الموت الثاني. وعبارة الثاني تعني أن هناك موتا يسبقه فما هما؟ الموت الأول هو انفصال الروح عن الجسد وانفصال الإنسان عن العالم الحاضر أما الموت الثاني فهو انفصال الإنسان عن الله وعن مجمع الأبرار ويعني أيضا القاءه في الظلمة الخارجية في أتون النار حيث يكون البكاء وصرير الأسنانمت13:42-50 وورد فيرؤ20:14وطرح الموت والهاوية في بحيرة النار هذا هو الموت الثانيوطبيعي أن الذي يغلب لايؤذيه هذا المصير أي الموت الثاني. |
|