منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 22 - 06 - 2012, 08:03 AM
 
بنت معلم الاجيال Female
..::| مشرفة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بنت معلم الاجيال غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 45
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 35
الـــــدولـــــــــــة : القاهرة
المشاركـــــــات : 58,440

( مثل الأرملة وقاضي الظلم )
لوقا 18 : 1 - 8

"وقال لهم أيضاً مثلاً في أنه ينبغي أن يصلى كل حين ولا يمل. قائلاً كان في مدينة قاض لا يخاف الله ولا يهاب إنساناً. وكان في تلك المدينة أرملة وكانت تأتى إليه قائلة انصفني من خصمي. وكان لا يشاء إلى زمان ولكن بعد ذلك قال في نفسه وإن كنت لا أخاف الله ولا أهاب إنساناً. فإني لأجل أن هذه الأرملة تزعجني انصفها لئلا تأتى دائما فتقمعني. وقال الرب اسمعوا ما يقول قاضي الظلم. أفلا ينصف الله مختاريه الصارخين إليه نهارا وليلا وهو متمهل عليهم. أقول لكم انه ينصفهم سريعاً ولكن متى جاء ابن الإنسان ألعله يجد الإيمان على الأرض."


بعد أن أعطى السيد علامات مجيئه الثاني، وأن هناك ضيق شديد سيصاحب هذه الأيام. نجده هنا يشرح الطريق الذي ينبغي أن نسلكه حتى نحيا السمائيات على الأرض. وهذا الطريق هو الصلاة بلا ملل ليكون لنا صلة بالله = ينبغي أن يُصلَّى في كل حين ولا يُمَلَّ= هذا هو السهر المطلوب. ما معنى الصلاة كل حين؟ وما معنى صلوا بلا إنقطاع (1تس17:5)؟ لاحظ فهناك 7صلوات أجبية، وعند الشروع في عمل يجب أن نصلي، في أوقات الفرح أو في أوقات الحزن يجب أن نصلي، في الضيق أو التجارب، في الشكوك أو الإضطهادات يجب أن نلجأ لله. هناك من يردد صلاة يسوع بقلبه بعد أن بدأ بلسانه، وهناك من يردد مزاميره متأملاً فيها. هذه الصلة وهذا الإتصال بالله يحمينا من كل محاولات إبليس ضدنا. إبليس إن وَجَدَ إنساناً في حالة صلاة لا يستطيع معه شئ. والصلاة هي التي تعطينا تعزية وقت الضيق، وتعطينا ثباتاً وقت الفرح، حتى لا ننجرف وراء أهوائنا وننسى الله.
أرملة= أي في حالة ضعف فقد فقدت سندها وأضحت عرضة للجور والمعنى أن نصلي ونحن شاعرين بضعف حالنا وأنه لا قوة لنا ولا سند سوى الله. وإن كان القاضي الظالم قد إستجاب لها فكم بالأولى الله القاضي العادل أبي الأنوار، ولكن لنتعلم من هذه الأرملة إصرارها في الطلب ولجاجتها.
إنصفني من خصمي= خصمها هو إبليس وشهوات جسدنا والعالم (رو23:7). والله سينصفنا ويجعلنا ندوسه لو كنا في حالة صلة مع الله مستمرة بالصلاة. فتقمعني= هي نفس كلمة أقمع جسدي وأستعبده (1كو27:9). والقمع هو الضرب بقبضة اليد تحت العين. والصورة إستعارية تشبيهية بطبيعة الحال، وكأنما القاضي يقول لئلاَّ تأتي علىًّ بتوسلاتها مرة بعد مرة، وهذا بالنسبة له كأنه قمع.
وهو متمهل عليهم.. ينصفهم سريعاً= متمهل عكس سريعاً. ولكن هذا بالمفهوم البشري الزمني. فالإنسان إذ يريد حل مشكلته الآن، يريد حلها الآن وليس بعد ساعة. والله يتمنى ان يستجيب فورا ليفرح اولاده باستجابته، لكن هناك وقت مناسب لكل شئ، لذلك فالله يستجيب في الوقت الذى يراه انه الوقت المناسب. لذلك يتصور الإنسان أن الله متمهل إذ يطيل أناته، ولكن الله إستجاب الصلاة منذ بدايتها. الله لا زمني، وهو أصدر أحكامه أزلياً وحكمه ثابت. فلنصلي والإستجابة ستأتي ولكنها ستأتي في الوقت المناسب، وحتى تأتي الإستجابة يملأنا الله عزاء وسلاماً وراحة حتى وإن لم تحل المشكلة زمنياً. الله يستجيب في الوقت الذي يراه مناسباً (2بط9:3+ 2بط15:3). وقد يتركنا فترة نتنقى فيها كالذهب في البوتقة وحوله النيران، وهو يستجيب حين نتنقي وليس قبل ذلك. والمسيح هنا يكشف عن أهمية الإلحاح في الصلاة، ليس لأن الله قاضي ظالم لا يسمع من أول مرة، ولكن [1] حتى نتعزى فنصبر [2] لكي نتنقى من حب الخطية الذي كان مغروساً فينا [3] الله يستجيب في الوقت المناسب، ونحن محتاجين للصلاة لنشعر بوجود الله جانبنا [4] مسرة الله أن يسمع إلحاح شعبه وهذا يعلن عن إيمانهم. فهم يصلون بثقة ودليل ذلك إلحاحهم وهذا دليل على إيمانهم. ولكن الإيمان معرض لأن ينطفئ. وكثرة الصلاة تقوي الإيمان. فلكي لا يضعف الإيمان وقت التجربة علينا أن نصلي بلا ملل "إسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة" (لو46:22) والتجربة هنا هي ترك الإيمان + (لو31:22-32) [5] في الوقت المناسب يعطينا الله أكثر مما طلبنا وأكثر ممّا نظن أو نفتكر أو نطلب (أف20:3). ولكن ضعف المحبة لله تجعلنا نتشكك في إستجابة الله لنا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). [6] الله يطيل أناته علينا، لأنه كلما نطيل صلواتنا، فنحن نقف أمام الله وقتاً أطول فيه يتم إصلاح الداخل والشفاء الداخلي ونشعر بضعفنا وإحتياجنا لله، وأن الله إله قدير يعطيني ما هو خير لنفسي فيمتلئ القلب سلام حتى في وسط التجربة. وتتحول الصلاة من الشكوى إلى التسبيح ومن الصلاة بإحساس بالألم إلى صلاة فيها دالة.


لاحظ أن السيد قال هذا بعد أن أعلن عن علامات مجيئه، وأن الخطايا ستزداد على الأرض "لكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين" (مت12:24)
وهنا يقول متى جاء إبن الإنسان ألعله يجد الإيمان على الأرض لذلك يوصي السيد بأن نصلي دائماً بلا ملل فالأعداء كثيرين فهناك أعداء خارجيين وشياطين، وأضداد للمسيح كثيرين، وهناك في داخلنا شهواتنا وخطايانا. والسيد يعلن أن من يسقط هم كثيرين وهؤلاء ستبرد محبتهم، حتى يكاد الإيمان أن يختفي.. إذاً فلنصلي ولنذكر أن الله يستجيب دائماً لصلوات أولاده ولكن هناك ثلاث طرق للإستجابة: [1] يستجيب فوراً [2] يستجيب بعد وقت وفي الوقت المناسب [3] لا يستجيب لطلبتنا فهي ليست في صالحنا (كما رفض طلبة بولس حينما طلب الشفاء).
حينما تواجهنا مشكلة إماّ أن [1] نصلي فتنفتح الأعين ونعرف الله فيزداد الإيمان. [2] نلجأ للملذات العالمية الحسية لنفس المشكلة (وهذه هي اللغة الحالية) ولأن إجتماعات الصلاة إختفت ولجأ الإنسان للملذات الحسية ينسي بها مشاكله قال السيد المسيح أنه لن يجد الإيمان على الأرض.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الأرملة وقاضي الظلم - مقدمة المثل
الأرملة وقاضي الظلم - ابن الإنسان وقاضي الظلم
الأرملة وقاضي الظلم - الأرملة المظلومة
الأرملة وقاضي الظلم - علمنا الرب عن الصلاة
الصلاة بلجاجة (الأرملة وقاضي الظلم)


الساعة الآن 04:24 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024