الخدعة الشيطانية تجوز على الخليفة وزوجته:
وكان ابن الخليفة قد مات. فلما وقع نظره على بطرس رآه يُشبه في صورته صورة ولده الميت، فدخل به إلى زوجته النائحة لكي تتعزَّى، فسُرَّت بمرآه. وأقام عندهم شهوراً، ونال حظوة في عيني الخليفة، حتى صرَّح له باستعداده لقضاء جميع مآربه. فطلب منه بطرس أن يُقيمه بطريركاً عِوَضاً عن البابا مينا حتى يوفِّر له الذهب والفضة التي في حوزة البابا. فكتب الخليفة إلى الوالي عبد الرحمن وكلَّفه بأن يُجهِّز لبطرس ثياباً فاخرة، ويكتب عليها بالخط العربي: "بطرس بطريرك مصر"، وكتب اسم الملك، ومن جهله كتب بعد اسمه لقب بطريرك مصر ثم أضاف "عبد الملك"!
ولما وصل الراهب مصر، قبض الوالي على البطريرك وكبَّله بالقيود وألقاه في السجن وأمر باجتماع الأساقفة، فاجتمعوا وتحالفوا على الأخذ بنصرة بطريركهم حتى لو أُريقت دماؤهم. وفي يوم أحد كانوا مجتمعين في كنيسة لتقديم الأسرار المقدسة، فلما عرف الوالي بمكان وجودهم، أرسل فرقة من الجند مع بطرس لتُرغم الأساقفة على رسامته، وفي حال وصوله بهذه القوة ارتدى ثوب رئيس الأساقفة وصعد إلى الهيكل وشرع في الصلاة، فذُعر الأساقفة لهذه الجسارة، ولم يحتملوا هذه الإهانة للكنيسة، فهجم نفر منهم عليه - رغم وجود القوة العسكرية - ونزعوا عنه أثواب الكهنوت، وأخرجوه بعنف من الهيكل.
يتبع