منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20 - 02 - 2016, 06:45 PM   رقم المشاركة : ( 41 )
الصخره Male
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية الصخره

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 97
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 44
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 4,087

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

الصخره غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شخصية .. وتأمل / يونان النبي

مشاركه مميزة
 
قديم 21 - 02 - 2016, 06:54 AM   رقم المشاركة : ( 42 )
nasser Male
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية nasser

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1213
تـاريخ التسجيـل : Apr 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 22,672

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

nasser غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شخصية .. وتأمل / يونان النبي

يونان والتمرد الشخصى:
كيف تملم الله إلى يونان وبأية صورة جاء هذا الكلام نحن لا نعلم غير أننا ندرك أن يونان تحول إلى بركان من الثورة وتمرد على الرسالة هل يرجع تمرده إلى شىء فيه أم شىء فى المدينة نفسها؟
يعتقد البعض أن الرسالة فى حد ذاتها كانت لا تتجاوب مع طبيعة يونان فيونان واسمه"حمامة"
وهو أدنى إلى طباع الحمام ووداعته ليس من السهل عليه أن يتحدث بلغة الزجر والشدة والانقلاب...والبعض الآخر يعتقد أن يونان تمرد على الرسالة لأنه بطبعه يكره هذه المدينة وهى مدينة وثنية تتربص ببلاده وشعبه بالغزو والفتح
ويرى غيرهم أن الأمر يرجع أكثر من ذلك إلى يقين يونان فى الله إذ أبصر من وراء ندائه القاسى على المدينة بالانقلاب نداء آخر بالرجوع والتوبة وخاف هو أن تتوب المدينة وترجع فيعفو الله ويسامح إذ هو"إله رؤوف ورحيم بطىء الغضب وكثير الرحمة ونادم على الشر"...
(يونان2:4)وهو لايريد لنينوى هذا...
يونان والهروب العكسى:
إن قصة يونان لا تتحدث عن نينوى فحسب لكنها-أكثر من ذلك-تكشف عن إحسان الله ومعاملته لخدامه حتى فى لحظات الضعف والتمرد وقصة الرجل فى هروبه تكشف عن بعض الوقائع المثيرة..لعل أولهاأن الأجرة الجاهزة أو السفينة المقلعة ليست بالضرورة دليل العناية أو الموافقة الإلهية ولا يجوز لإنسان أن يندفع فى رغبة ما تتمشى مع هواه ويبصر بعض خطواتها سهلة فيعتقد أن هذا هو الجواب المؤكد من الله بالموافقة على العمل بصرف النظر عن طبيعته وفحواه...
على أن الأمر الثانى..أن الهروب العكسى قد لايضر بنا وحدنا بل قد يضر أيضاً بالآخرين الذين قد تجمعنا معهم سفينة الحياة وذلك لأن هروب يونان كاد أن يؤدى(لابحياته هو)بل بحياة الملاحين الذين كانوا فى السفينة معه أيضاً...
ومع أن الله عادة يحاسب كل إنسان على حدة وبخطاياه دون أن يمتد هذا إلى غيره لكن السفينة التى تحملنا معاً تتعرض للضياع لأن فرداً فيها قد يكون فى الاتجاه العكسى لطريق الله...فإننا نعلم أن وجود بولس فى السفينة التى أقلعت إلى روما كان السبب فى إنقاذ جميع الركاب وعددهم مائتان وستة وسبعون"لأنه وقف بى هذه الليلة ملاك الإله الذى أنا له والذى أعبده قائلاً:لاتخف يا بولس ينبغى لك أن تقف أمام قيصر.وهوذا قد وهبك الله جميع المسافرين معك.لذلك سروا أيها الرجاللأنى أؤمن بالله أنه يكون هكذا كما قيل لى"
أع27(23-25)...
وثالثاً:إننا قد نصل فى الهروب إلى درجة التثقل بالنوم العميق حتى يأتينا التوبيخ من أهل العالم كما وبخ رئيس النوتية يونان...وأنها لمأساة محزنة لكثيرين من أبناء الله فى سقطاتهم عندما يفعلون مالايفعله أبناء العالم أنفسهم ويقف المرء متعجباً:كيف يمكن أن ينحدر المؤمن فى بعض لحظات الزمن إلى مالايسقط فيه العالمى..ألا نتعجب إذ يأخذ إبراهيم درسه من فرعون أولاً وأبيمالك ثانياً؟ويأخذ اسحق نفس الدرس لأن الأب أو الإبن لم يعط الصورة الصحيحة الكاملة عن سارة أو رفقة باعتبارها زوجته ولولا حماية الله لحدث الضرر الذى كان لايمكن تجنبه...
 
قديم 21 - 02 - 2016, 07:29 AM   رقم المشاركة : ( 43 )
magy Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية magy

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122887
تـاريخ التسجيـل : Jan 2016
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 6,797

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magy غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شخصية .. وتأمل / يونان النبي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nasser مشاهدة المشاركة
يونان
(قم اذهب الى نينوى المدينة العظيمة)
(يون2:1)
كان يونان النبى أول مرسل قديم أرسله الله إلى الأمم وقال بروفسور كورنل عن سفره:"لقد قرأت كتاب يونان مالايقل عن مائة مرة وينبغى أن أعترف جهاراً دون أن أخجل من ضعفى إننى ما تناولت هذا الكتاب العجيب أو تحدثت عنه دون أن تنهمر الدموع من عينى ودون أن تسرع نبضات قلبى فهذا السفر الصغير من أعمق وأعظم ما كتب على الإطلاق وإنى أقول لكل إنسان يقترب منه:اخلع حذاءك من رجليك لأن الموضع الذى أنت واقف عليه أرض مقدسة.
فمَن هو يونان صاحب هذا السفر وما هى الرسالة التى أوكلت إليه وحاول التملص منها ثم اضطر إلى قبولها وأتت بثمر لم يكن ينتظره أو يرجوه وكان هو والرسالة موضوع حنان الله وشفقته؟؟
يونان ومَن هو؟
لانكاد نعرف عن يونان سوى بضع عبارات وردت عنه فى العهد القديم والجديد
أنه يونان بن أمتاى من جت حافر الواقعة فى سبط زبولون والتى تبعد ثلاثة أميال إلى الشمال الشرقى من مدينة الناصرة والكلمة يونان معناها حماقة"وأمتاى"تعنى حقيقة وإن كان جيروم يعتقد أن الاسم يونان يعنى"حزين" وهناك تقاليد متعددة عنه فالبعض يقول أنهابن أرملة صرفة صيدا الذى أقامه إيليا من الموت والبعض الآخر يقول إنه النبى الذى أرسله أليشع ليمسح ياهو بن نمشى بينما اعتقد آخرون أنه زوج الشونمية التى كانت تضيف أليشع وأيا كان هو فإن الثابت أنه تنبأ فى عصر يربعام الثانى ومن المرجح أنه بدأ نبوته فى أوائل حكم هذا الملك أو عام785ق.م
ويعتقد البعض أنه ذهب إلى نينوى حوالى 763ق.م
يونان والقصد الالهى:
يكاد إجماع الشراح ينعقد على أنه ليس فى أسفار العهد القديم كله سفر استطاع أن يتجاوز التزمت اليهودى ويعلن عن محبة الله وأبوته لليهود والأمم كهذا السفر الصغير الذى لا يتجاوز ثمانى وأربعين آية ولذا لاعجب أن يرى فيه تشارلس ريد الروائى أنه أجمل قصة كتبت على الإطلاق
ولا عجب أن تكون هذه القصة سبباً فى مجىء القديس كبريانوس إلى المسيح
يتبع...
اشكرك استاذ ناصر لمحبتك
تأمل جميل .. ربنا يباركك

 
قديم 21 - 02 - 2016, 07:31 AM   رقم المشاركة : ( 44 )
magy Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية magy

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122887
تـاريخ التسجيـل : Jan 2016
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 6,797

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magy غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شخصية .. وتأمل / يونان النبي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dodo dodo مشاهدة المشاركة
يقع صوم يونان دائمًا قبل بداية الصوم الكبير بأسبوعين وتصومه الكنيسة تشبهًا بالنبي يونان واستمطارًا لمراحم الله. كما إنه يهيئ أذهان المؤمنين لرحلة الصوم الكبير من توبة ودفن وقيامة مع المسيح وكما حدث مع يونان النبي.



* طقسه:

مثل طقس الصوم الكبير كالآتي:



* رفع بخور باكر:

يرفع بخور باكر صباحًا منفصلًا عن القداس.

بعد صلاة الشكر يقول المرتلون كيرياليسون الصيامي بدلًا من أرباع الناقوس.

بعد أوشية المرضى وأوشية المسافرين تقال ذكصولوجيات الصوم المقدس قبل ذكصولوجية العذراء.

يصلي الكاهن إفنوتي ناي نان ويجاوبه الشعب كيرياليسون ثلاث مرات دمجًا.

تطفأ الشموع والأنوار ثم يسدل ستر الهيكل وتقرأ النبوات.

تضاء الشموع والأنوار ويصلى الكاهن الطلبة مع الميطانيات metanoia ويجاوبه الشعب كيرياليسون كما في طلبة البصخة المقدسة ثم يصلى الكاهن أوشية الإنجيل ويطرح المزمور ويقرأ الإنجيل قبطيًا وعربيًا ثم الختام.



* القداس:

القداس يجب أن يبدأ ظهرًا وتُصلى مزامير السواعي الثالثة، والسادسة، والتاسعة، والغروب، والنوم، والستار في الأديرة، وينتهي عند الغروب (الساعة الحادية عشر).

يقدم الحمل ويقال لحن الليلويا إيه إى إيخون بدلًا من الليلوبا فاي بيه بى، سوتيس آمين دمجًا ثم نيف سنتى.

يقول الكاهن إكلينومين طاغوناطا ثلاث دفعات ويعمل ثلاث ميطانيات أمام المذبح ويرد عليه الشعب ثم يقولون كيرياليسون ثم يقرأ الكاهن تحليل الخدام.

يقول الشمامسة لحن إنثو تيه تي شوري ثم الهيتينيات وفيها الربع الخاص بيونان قبل الربع الخاص بالآباء الرسل ثم تين أوأوشت قبل البولس. وعند رفع بخور الأبركسيس``pra[ic يقال مرد الأبركسيس شاري إفنوتي ثم أوشية الإنجيل فالإنجيل.

تقال قسمة الصوم الأربعيني المقدس وفي التوزيع يقال مرد التوزيع "يونان في بطن الحوت كمثال المسيح في القبر ثلاثة أيام" ولحن بي ماي رومي، وما يناسب من مدائح الصوم والختام.



* الأحد السابق لصوم يونان ترتيب قراءاته تكون حسب موقعه كطقس الآحاد، وتصلى القسمة السنوية. إلا إذا وقع الأحد الخامس من الشهر القبطي، ففي هذه الحالة فقط تقرأ فصول أحد رفاع الصوم الكبير. وليس الأحد الخامس.

شكرا دودو حبيبتي للمعلومات الجميلة

ربنا يفرح قلبك
 
قديم 21 - 02 - 2016, 07:35 AM   رقم المشاركة : ( 45 )
nasser Male
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية nasser

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1213
تـاريخ التسجيـل : Apr 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 22,672

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

nasser غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شخصية .. وتأمل / يونان النبي

يونان والاعياء النفسى:
دفع الله يونان إلى بطن الحوت وهناك صلى:"حين أعيت فى نفسى ذكرت الرب"(يونان7:2)وهذه هى نقطة التحول أو الرجوع فى قصة الرجل...لقد أدرك ضعفه الكامل أمام الريح الشديدة التى لم تفلح كل الجهود فى مواجهتها وإعيائه الكامل فى بطن الحوت..لقد كان حراً طليقاً كما يريد الله لأبنائه أن يكونوا أحراراً يسيرون فى خدمة الله ولكننا ما أكثر ما نسىء استخدام هذه الحرية فيظهر الله اضطراراً إلى أن يأخذها منا حتى نثوب إلى رشدنا-وكان يونان محتاج إلى الاعياء النفسى الكامل حتى يتعلم كيف يعود إلى إلهه...لقد أصاب يونان الاعياء عندما سقط فى الوحدة والعزلة القاسية فلا يوجد مَن يتحدث معه أو يخاطبه فى بطن الحوت سوى الله الذى بقى له عندما انقطع من أرض الأحياء...ولعلنا نسأل هنا:ما الداعى إلى ذكر الرب وما الفائدة من ذلك؟وقد أطبق عليه الحوت وغاص هو معه فى المياة العميقة...
لقد ذكره لأكثر من سبب...
أولا:لأن الله أرحم مما كان يتصور أو يتخيل لقد أدرك أن سجنه فى بطن الحوت هو الرحمة بعينها
...وكم يغلق الله علينا ولا يتركنا للحماقة والضياع عندما يرانا نسعى إلى حتفنا بظلفنا...
ثانياً:لقد أدرك يونان ان الله ليس أرحم فحسب بل هو أكرم وأطيب من أن يدخل معه فى نوع من المؤاخذة أو الحساب
ثالثاً:ولكن الله إلى جانب أنه أرحم وأكرم هو أيضاً أقدر فلا حدود لقوته وقدرته
أما كيف استطاع يونان وهو فى العمق فى قلب البحار أن يذكر الرب..فإنه ذكره بأمرين عظيمين
لقد ذكره بالإيمان وما الإيمان إلا تحول النفس والمشاعر والإرادة تجاه الله وما أجمل أن يدرك الإنسان هذه الحقيقة فى شتى الظروف المحيطة به
أما الصلاة فكانت من جوف الحوت وصلاة المتضايق لا يشترط أن تكون فى هيكل أو معبد بل يمكن أن تكون فى أعماق البحار أو فى أعلى الجبال يمكن أن تكون فى السجن أو الأتون.
يونان والعودة إلى الرسالة:
عاد يونان إلى الرسالة التى هرب منها وذهب إلى نينوى لا ليعلن لها فحسب بل للأجيال كلها-
الحقائق العظيمة التالية:
أولا:إن أبوة الله ومحبته وإشفاقه لا تقف عند حدود اليهود فقط بل تمتد إلى جميع الناس
ثانياً:تعلم يونان ما كان يجهل أو مالم يكن يعلم حق العلمأن النفس البشرية غالية جداً عند الله
ثالثاً:الأمر الثالث الذى أدركه يونان هو بركة الألم فى الحياة لقد أعاده الألم إلى الله والرسالة التى هم أن يهرب منها
رابعاً:أن التوبة الشاملة الصادقة ميسورة لأى شعب أو فرد أو جنس متى اتجه إلى الله من كل قلبه وفكره
على أن القصة تعلمنا آخر الأمرغرابة النفس البشرية وقد تكون من أفضل النفوس على الأرض
إذ هى النفس السريعة التذبذب الغريبة الأطوار تفرح وتكتئب وتتسع وتضيق دون فاصل زمنى وتغتاظ مرات كثيرة...ومن الغريب أن نجاح يونان كان فشلاً فى تصوره وأن وقوفه فى وجه الكارثة كان كارثته الشديدة..والسر الحقيقى كما ذكر كلفن أن يونان كان مهتماً بالذات أكثر من اهتمامه بخلاص المدينة أو مجد الله.
فى الحقيقة أن رجاءنا دائماً فى خلاص النفوس
لايرجع إلينا
بل
يرجع إلى قصد الله الأبدى
ومحبته التى لا تتغير ولا تتبدل
 
قديم 21 - 02 - 2016, 07:36 AM   رقم المشاركة : ( 46 )
magy Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية magy

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122887
تـاريخ التسجيـل : Jan 2016
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 6,797

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magy غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شخصية .. وتأمل / يونان النبي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dodo dodo مشاهدة المشاركة
- يونان في بطن الحوت



أُلقِيَ يونان في البحر، ولكنه لم يُلْقَ للموت.. كانت الإرادة الإلهية ما تزال ممسكة به، والله ما يزال عند خطته أن يرسل يونان إلى مدينة نينوى لإنقاذها ‏..

وهل ما يزال هذا الإنسان يا رب يصلح لهذه الخدمة الكبيرة بعد كل ما صدر منه؟

نعم، إن يونان هذا ابني وحبيبي، ونبيي أيضًا وسأرسله إلى نينوى. إن كان قد أخطأ فأني سأصلحه، وأجعله صالحًا للخدمة، وأنقذ نفسه، وأنقذ المدينة به... هذا الحجر غير المصقول سأتعهده بالنحت، حتى أجعله صالحًا للبناء
صلاة يونان

حقا أن الله عجيب في طول أناته لا يغضب ولا يتخلى بسرعة عن خدامه الذين يخطئون.

لقد قبل بطرس بعد إنكاره وثبته في رسوليته. ولكننا نحن البشر نتميز بسرعة في الغضب، وسرعة في العقوبة، وسرعة في القطع أما الله فليس كذلك.

لقد استبقى يونان في خدمته، وحفظه سليما ليتم عمله وعندما ألقى يونان في البحر، استقبله إله البحر، ليحفظه من كل سوء.

عندما ألقى يونان في البحر، تلقفته الأيدي الإلهية وحملته في رفق لكي لا يهلك ولكي لا يغرق، أخذه الله ووضعه في جوف حوت، ليحفظه آمنا هناك...

كان الله قد "أعد حوتًا عظيمًا ليبتلع يونان" (يون 1: 17). لم يعده للإهلاك، وإنما للحفظ.. لم يكن الحوت عقوبة وإنما كان صونًا.

كان يونان في بطن الحوت أكثر أمنا وراحة مما لو ظل في البحر يكافح الأمواج، ويكافح البحر، ويكافح التعب والبرد والريح...

كان هذا الحوت مرسلًا من الله، لينقذ الإرادة الإلهية التي كلف بها.

لم يكن له سلطان أن يأكله، أو يفرز عليه عصارات ويحلله ويمتصه. كلا، بل ابتلعه ليدخله إلى أحضانه الداخلية، ويحفظه حتى يصل إلى قرب هدفه. كان وسيلة مواصلات مجانية يصل بها يونان إلى مكان قريب من محطة النزول.

كأن يونان كان في غواصة حصينة تمخر به البحر وهو في جوفها تحت الماء كان هذا الحوت مرسلًا لإنقاذ يونان من البحر وأهواله، انه كالتجارب يبدو مخيفًا من الخارج بينما تكمن فيه كل المنفعة.. كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام سليما لا يقوى عليه الحوت، كما كان المسيح في القبر ثلاثة أيام سليمًا لا يقوى عليه الموت.

هكذا أنت أيها الأخ المبارك، أن أعد لك الله حوتا عظيما ليبتلعك، فلا تخف ولا تتضايق ولا تحزن، بل بارك الرب داخله كما فعل يونان.

ثق أن الحوت قد يبتلعك، ولكنه لا يستطيع أن يؤذيك. أنه لا يستطيع أن يفعل بك شيئا بدون أذن الله وسماحه.. ولا بد سيأتي الوقت الذي يأمره فيه الرب أن يقذفك إلى البر كما كنت. أليس الله هو خالق الحوت، وبيده حياته وتوجيهه؟! أن كنت يا أخي في ضيقة، فاذكر حوت يونان. فتطمئن.. إذ تعرف أن الرب هو الذي هيأ هذا الحوت لك ليمنحك فضيلة معينة أو نعمة خاصة...

حاذر من أن تشكو كلما ابتلعك حوت، فالحيتان في بحر هذا العالم كثيرة...

لا تقل: لماذا هذه المعاملة منك يا رب؟ لماذا تعد هذا الحوت العظيم فيبتلعني؟ وأين كنت يا رب عندما ابتلعني؟ ولماذا لم تنقذني منه؟

اعرف أن إجابة الله هي واحدة: ل تخف، يكفيك أنك معي. حتى أن كنت في بطن الحوت، فأنا معك. لا أهملك ولا أتركك. لا تخف يا أخي آذن. تذكر قول البار الأنبا بولا "من يهرب من الضيقة فقد هرب من الله.."

كان ذلك الحوت ضخما جدا، كان حوتا عظيما... توجد حيتان كبيرة، كل واحد منها كأنه حجرة واسعة، يستطيع أن يبلع قاربا بمن فيه... وعندما ابتلع الحوت يونان، نظر وإذا به في صالة فسيحة، أو في بركة ماء. فماذا يعمل؟ رجع إلى عقله، ورجع وصلى في جوف الحوت.. ونظر إليه الرب وأبتهج:

آه يا يونان، أنني أريد منك هذه الصلاة من بداية القصة. كل ما حدث كان القصد منه أن أجعلك تركع، ولو في جوف الحوت، لنتفاهم..

منذ زمن وأنا أريد أن أكلمك وأتفاهم معك، ولكنك غضبت وهربت ورفضت أن تتفاهم، أما الآن فإنها فرصة مناسبة لنصطلح..

وركع يونان وصلى للرب، ورجع مرة أخرى إلى طقسه النبوي. أخذ صورته الأولى كإنسان مطيع محب لله، مؤمن جدًا بوعوده. رجع كما كان يثق بالله ويشكره...

لقد تأثرت جدًا من صلاة يونان التي صلاة وهو في جوف الحوت، والتي تتسم بروح النبوة وبالأيمان العجيب "والإيقان بأمور لا ترى"..

أنها من أعظم الصلوات التي قرأتها في حياتي.. ليته كان قد قدمها، أو قدم صلاة من نوعها قبل أن يفكر في الهروب من الرب.. حقًا أن الضيقات هي مدرسة للصلاة... لقد تأثرت كثيرا لقوله "دعوت من ضيقي الرب فاستجابي". وقلت في نفسي: ما هذا يا يونان؟ كيف استجابك وأنت ما تزال في جوف الحوت؟! أما كان الأقدر أن تقول " دعوتك يا رب في ضيقي فأستجبني". فتطلب هذه الاستجابة لا أن تعلنها؟!

ولكن يونان يرى بعين الأيمان ما سوف يعطيه له الرب. يراه كأنه قائم أمامه، وليس كأنه سيأخذه فيما بعد، فيفرح قائلًا "دعوت.. فاستجابني".

ويستمر يونان في صلاة يونان العجيبة فيقول للرب "صرخت من جوف الهاوية فسمعت صوتي.. جازت فوقي جميع تياراتك ولججك. ولكنني أعود أنظر إلى هيكل قدسك".. بهذا الأيمان رأى يونان نفسه خارج الحوت، ينظر إلى هيكل الرب....

وبهذا الإيمان استطاع أن يحول صلاته من طلب إلى شكر، وهو ما يزال بعد في جوف الحوت العظيم. فختم صلاته بقوله " أما أنا فبصوت الحمد أذبح لك، وأوفي بما نذرته. للرب الخلاص" (يون 2: 9).

كيف تأكدت أيها النبي القديس من أن الرب قد سمع صوتك، وقد استجابك. وقد سمح أن تخرج من بطن الحوت، وتعود مرة أخرى تنظر إلى هيكله؟؟ أين منك هذا الهيكل وهو بعيد في أورشليم، بينما أنت في جوف الحوت، في مكان ما من البحر لا تستطيع تحديده؟! ولكن النبي يجيب:

أنا واثق تماما أنني سأخرج من بطن الحوت، وأكمل رسالتي، لآن كلمة الله لا تسقط ولا ترجع فارغة.

ما دام أمر أن أذهب إلى نينوى فسأذهب إلى هناك، وأنفذ مشيئته المقدسة، وأقوم بعملي الكرازي. ثم أرجع إلى هيكل الله وأسجد فيه وأذبح للرب، وأقدم نذوري.. هذا كله، أراه أمام عيني واضحًا جدًا لا يقبل الشك. لا يؤثر عليه مطلقًا وضعي الحالي المؤقت في الحوت وفي البحر....

عجيب جدا هذا الرجل في أيمانه. انه حقًا رجل الأيمان العميق الذي اختاره الرب.. لا ننكر أن ضبابًا قد اكتنفه فأخطأ إلى الله، ولكن عنصره ما يزال طيبًا.

انه يرى المستقبل المليْ بالرجاء قائما كأنه الحاضر. ويشكر الرب على خلاص لم ينله بعد من جهة الزمن، ولكنه قد ناله فعلا من جهة الكشف الخاص بموهبة النبوة، الخاص بالرجل المفتوح العينين، الذي يرى رؤى الرب كأنها في كتاب مفتوح، ويتمتع بمواعيده قبل أن تأتى....

وإذ وصل أيمان يونان إلى هذا الحد العجيب، أمر الرب الحوت فقذفه إلى البر...

كان سير هذا الحوت بأحكام عظيم، وفق خطة إلهية مدبرة تدعو إلى الاطمئنان. ظهر في الوقت المناسب، وفي المكان المناسب لكي يحمل يونان في داخله كما لو كان هذا النبي يتنقل من سفينة مكشوفة يمكن للأمواج أن تغطيها وتغرقها، إلى سفينة مغلقة محصنة لا تقوى عليها المياه ولا الأمواج. وفي الوقت المناسب قذف يونان إلى البر في المكان الذي حدده الرب لنزوله. ثم جاز مقابله بع أن أدى واجبه نحوه على أكمل وجه...

هنيئا لك يا يونان هذه الغواصة البديعة، التي عشت في أحضانها فترة. أعادتك إلى طقسك وإلى رسالتك....

نقلب هذه الصفحة من قصة يونان، كأنها لم تحدث، وكأن هذين الإصحاحين الأولين من السفر قد نسيهما الرب، فعاد يقول ليونان مرة أخرى "قم أذهب إلى نينوى المدينة العظيمة، وناد عليها المناداة التي أنا مُكَلِّمَك بها".
الله يا دودو .. تأمل حلو جداا

مشاركة راااائعة

ربنا يبارك خدمتك حبيبتي

 
قديم 21 - 02 - 2016, 07:39 AM   رقم المشاركة : ( 47 )
magy Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية magy

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122887
تـاريخ التسجيـل : Jan 2016
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 6,797

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magy غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شخصية .. وتأمل / يونان النبي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة magdy monir مشاهدة المشاركة
موضوع جميل
وبأذن ربنا يكون سبب بركة للجميع
ربنا يبارك خدمتك أختى ماجى

شكرا لمحبتك وتشجيعك استاذ مجدي
اخدنا بركة مرورك بالموضوع

 
قديم 21 - 02 - 2016, 07:47 AM   رقم المشاركة : ( 48 )
magy Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية magy

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122887
تـاريخ التسجيـل : Jan 2016
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 6,797

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magy غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شخصية .. وتأمل / يونان النبي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nasser مشاهدة المشاركة
والقصة تكشف عن قصد الله الثابت والمجيد فى إنقاذ نينوى ولعله مما يسترعى الملاحظة والانتباه
أن الله لكى يثبت قصده كشف عن هذا القصد:
"فأرسل ريحاً شديدة" "فأعد حوتاً عظيماً"
"فأعد الرب الإله يقطينة" "ثم أعد الله دودة"
يونان1(2و17)-يونان4(6و7)
وهل وقفنا لنتأمل الفعل"فأرسل"
والفعل الذى كرر ثلاث مرات:"أعد"
لقد استخدم الله الريح والحوت واليقطينة والدودة على النحو العجيب المثير لإثبات قصده
عندما تمرد يونان على الرحلة وبدأ فى الاتجاه العكسى لها أرسل الله له الريح الشديدة العاتية لتعيده إلى الرسالة التى يلزم أن يؤديها ويونان كان كموسى وإرميا إذ لم يقبل على الرسالة بقلب راغب واستعداد كامل كما فعل إشعياء وهو يقول:
"هاأنذا إرسلنى"-إش8:6
وكثيراً ما يرسل الله ريحه الشديدة على سفينة حياتنا وقد تكون هذا الريح فشلاً أو ضيقاً أو اضطراباً أو افلاساً أو ما أشبه حتى تعود هذه السفينة مرة أخرى من ترشيش التى نزمع الذهب إليها إلى نينوى التى نرفض أن نتجه إليها...
تأمل راائع
فعلاً استاذ ناصر ..
كثيراً يُرسل لنا الرب رسائل بطرق مختلفة ..
ليضعنا علي الطريق الصحيح
ربنا يبارك خدمتك استاذي
 
قديم 21 - 02 - 2016, 07:53 AM   رقم المشاركة : ( 49 )
magy Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية magy

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122887
تـاريخ التسجيـل : Jan 2016
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 6,797

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magy غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شخصية .. وتأمل / يونان النبي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nasser مشاهدة المشاركة
...ومع أن الله غضب على يونان إلا أنه فى الغضب يذكر الرحمة وقد أعد الله لذلك حوتاً عظيماً وإلأى جانب ذلك لا ننسى أن الله"أعد يقطينة"وهنا نتحول إلى منظر آخر من الحوت الضخم إلى اليقطينة الصغيرة ونتحول من رحمة الله تجاه الإنسان الغريق إلى ابتسامة الله تجاه النفس المغمومة
كان الحر اللافح خارج يونان وداخله وهو يجلس على مشارف المدينة وقد امتلأ غيظاً وغضباً وغماً وأعد الله له اليقطينة ليخرجه من هذا الغم المستولى عليه...وما أكثر ما يفعل الله معنا هكذا عندما تستولى علينا الوساوس والهموم فيرسل الله ابتسامته التى تأتى إلينا مفاجأة وعلى وجه لم نكن نتوقعه
لم ينس الله أن يعد يقطينة ليونان...على أن الله مع ذلك أعد دودة لتقضى على هذا الفرح بسرعة غريبة...وذلك لأن الله أبصر فى الفرح نوعاً من الأنانية كانت اليقطينة شيئاً يشبه شجر اللبلاب الذى لا قيمة له وكان يونان أنانياً بفرحه فهو يفزع ليقطينة ضاعت دون أن يبالى بمدينة عظيمة تتعرض للضياع...كان قصد الله ثابتاً وأكيداً فى إنقاذ نينوى
يتبع...
صح يا استاذ ناصر

الله يُحب كل اولاده برغم اخطاءنا وعنادنا
ويسعي إلي خلاصنا جميعاً .. لأنه إله رؤوف ورحيم

 
قديم 21 - 02 - 2016, 07:54 AM   رقم المشاركة : ( 50 )
magy Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية magy

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122887
تـاريخ التسجيـل : Jan 2016
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 6,797

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magy غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شخصية .. وتأمل / يونان النبي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الصخره مشاهدة المشاركة
مشاركه مميزة
اشكرك استاذ وليد لمرورك الجميل
واتمني مشاركة حضرتك بتأمل بسيط
نورت الموضوع
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يونان النبي | وقد كان يونان أحد أنبياء إسرائيل (يونان 1:1)
لماذا صوم يونان قبل الصوم الكبير ؟| صوم يونان النبى | عظات الانبا رافائيل
TaranemOnline.com |اوبريت - يونان النبي يونان
تأملات في سفر يونان النبي ( يونان في بطن الحوت )
البابا شنودة عظة عن يونان النبى | عظات بالموسيقى |عظة عن صوم يونان


الساعة الآن 10:06 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024