02 - 01 - 2014, 10:39 AM | رقم المشاركة : ( 41 ) | ||||
مميز | الفرح المسيحى
|
رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
الدرس الأربعون: الجسد والنفس والروح الله خلق الإنسان بجسد وروح. الجسد هو الجزء المادي للإنسان بينما النفس والروح هما الجزء الغير مادي. الجسد يمثل الشكل الفيزيائي للإنسان والنفس تمثل فكر ومشيئة ومشاعر الإنسان بينما الروح تمثل الجوهر الروحاني. خلق الله الإنسان بكيان واحد بصورة كاملة. فبالرغم من فساد الجسد والفكر نتيجة للخطيئة الا ان المسيحية لا تعلم نبذ الجسد بل بالاحرى الى خلاص الجسد. مع ذلك يحدثنا الرسول بولس على الصراع الذي يختبره المؤمن بين الروح والجسد: لأَنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ، وَهَذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ، حَتَّى تَفْعَلُونَ مَا لاَ تُرِيدُونَ. (غلاطية 5 : 17). هنا لا يعلمنا الرسول بولس بأن هناك تنافر فطري بين الجسد والروح لكن بالاحرى يُعلم ان هناك إختلاف بين شهوات طبيعة الإنسان الفاسدة وبين الروح التي تسعى للقداسة. لذلك نرى المسيحي المؤمن ينمو في الروح والنعمة لكي يموت الإنسان العتيق بشهواته وبمطالبته التي هي ضد الروح ولكي يتقوى الإنسان الجديد في المسيح بسكون الروح القدس فيه. اجسادنا الفانية الغير مقدسة ستعوض بأجساد ممجدة ابدية لا تعرف الخطيئة: وَكَمَا لَبِسْنَا صُورَةَ التُّرَابِيِّ سَنَلْبَسُ أَيْضاً صُورَةَ السَّمَاوِيِّ. الخلاصة خلق الله الإنسان بجسد مادي ونفس وروح غير ماديتين. الجسد هو الشكل الفيزيائي والنفس هي فكر ومشيئة الإنسان بينما الروح هي الطبقة الروحانية التي تجعل من الانسان شخص روحاني. الله خلق الانسان بصورة كاملة وبدون تنافر بين اجزائه. فبالرغم من فساد الانسان وطبيعته التي بسبب الخطيئة لكن هذا لا يعني اننا ننبذ الجسد بل نسعى الى القداسة لنعيش في المسيح بواسطة الروح القدس. شواهد كتابية للتأمل
|
||||
02 - 01 - 2014, 10:40 AM | رقم المشاركة : ( 42 ) | ||||
مميز | الفرح المسيحى
|
رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
الدرس الحادي والأربعون: الشيطان
الإيمان بوجود الله يُحتم الإيمان بوجود الشيطان والعكس كذلك، فالإيمان بوجود الشيطان يكون نتيجته الإيمان بوجود الله أيضاً. الإيمان بالوجود لا يعني بالضرورة الإيمان بالشئ وإتباعه. الإيمان بوجود بأن الله كائن غير مرئي له القدرة على التأثير في الناس من أجل الخير يجعل الإيمان بوجود كائن غير مرئي له القدرة على التأثير في الناس من اجل الشر شئ ممكن ومعقول. يُعرف الكتاب المقدس الشيطان بإبليس و سلطان الظلمة وابو الكذاب والمشتكي والحية الخادعة. الشيطان هو خليقة ملائكية سامية تمرد على الله في وقت ما ومنذ ذلك الوقت وهو في خصام مع الله ومع البشر. الكتاب المقدس يصف الشيطان بأنه يظهر كملاك النور إشارة الى مُكر وخداع الشيطان وإمكانيته من ناحية إظهار نفسه بمظهر طيب. بنفس الوقت يحذرنا الكتاب المقدس من الشيطان في رسالة بطرس الأولى 5: 8 "اُصْحُوا وَاسْهَرُوا لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِساً مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ.". فالشيطان مُخيف حقاً لكن هذا لا يعني ان نقابله بفزع لانه قد يكون أبليس أقوى منه كفرد لكننا أقوى منه في المسيح. الشيطان بالرغم من قوته يبقى مخلوق محدود له إمكانياته المحدودة مقارنة مع الله الغير محدود. فلا مجال لمساواة قدرة الشيطان المحدودة مع قدرة الله الغير محدودة. الخلاصة الإيمان بوجود الشيطان هو تحصيل حاصل للإيمان بوجود الله والعكس صحيح أيضاً. الشيطان كائن ملائكي ساقط له قدرات على تضليل الناس وجرهم للشر. بالرغم من قوة الشيطان يبقى المؤمن أقوى منه بالمسيح ومهما كان الشيطان قوي يبقى مخلوق محدود لا حول له ولا قول أمام الله الغير محدود. شواهد كتابية للتأمل
|
||||
02 - 01 - 2014, 10:41 AM | رقم المشاركة : ( 43 ) | ||||
مميز | الفرح المسيحى
|
رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
الدرس الثاني والاربعون: الأرواح الشريرة
عندما نتكلم عن الشيطان نُجبر على التطرق للإرواح الشريرة التي هي كائنات خارقة للطبيعة خاضعة للشيطان. الأرواح الشريرة مثل الشيطان كانت ملائكة لكن انضمت للشيطان في تمرده وطردت معه من السماء. الارواح الشريرة مذكورة في الكتاب المقدس وخاصة بصورة تلبسها للأنسان، فقد كان للسيد المسيح مواجهة مع الأرواح الشريرة التي شهدت له بالوهيته. فالصورة التي ينقلها لنا الكتاب المقدس عن هذه الأرواح الشريرة هي تسببها بمرض جسدي او عقلي للأجساد التي تلبسها. الأرواح الشريرة موجودة بالفعل وتحفز على الإبتعاد عن الله والترويج لكل شئ يُبعد الانسان عن خالقه. لكن بالرغم من وجودها وإستمرار عملها الا ان قوتها ونشاطها قُيد بقيامة المسيح ومجئ الروح القدس. الكتاب المقدس يحذرنا أيضاً انه في الأزمنة الاخيرة ستزداد انشطة الشيطان والأرواح الشريرة الخاضعة له، فقد تكون مصدر ازعاج وتجربة لنا لكن لايمكن لهذه الأرواح الشريرة السيطرة على المؤمنين لان الروح القدس يسكن فينا وهذا اكبر ضمان لنا بعدم قدرة اي روح شريرة ان تمسنا فالروح القدس اقوى من اي روح نجس قد يهاجمنا. الخلاصة الأرواح الشريرة هي ملائكة سقطت مع الشيطان واصبح خاضعة له. الأرواح الشريرة موجودة لكن عملها وتأثير حُدد بقيامة المسيح ومجئ الروح القدس. بالرغم من نشاط وعمل الأرواح الشريرة المضاد للأنسان وعلاقته مع الله الا انه لا يمكن للارواح الشريرة ان تسيطر على المؤمن لانه فيه يسكن الروح القدس الذي هو اكبر وأقوى من اي روح نجس. شواهد كتابية للتأمل
|
||||
02 - 01 - 2014, 10:41 AM | رقم المشاركة : ( 44 ) | ||||
مميز | الفرح المسيحى
|
رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
الدرس الثالث والأربعون: الخطية
الخطية هي الخروج عن ناموس الله ووصاياه والتعدي عليه وعلى قداسته. الخطية هي فعل أي عمل يخالف الناموس الأدبي الذي اعطانا الله اياه. فناموس الله يعبر عن بره وكسرنا له هو خطية وتعدي على بر الله. الكتاب المقدس يصف لنا شمولية الخطية "إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ" (رومية 3: 23) مؤكداً انه ما من احد كامل فكلنا خطاة وفي حاجة الى فداء. الخطية ممكن ان تكون الفشل والسهو في عمل ما اوصى به الله وعدم امتثالنا لناموسه. فاذا اوصى الله ان نكرم والدينا ولم نفعل فهذه خطية. الخطية ممكن أيضاً ان تكون كسر وانتهاك ناموس الله وعمل بعكسه. وهنا نتكلم عن خطايا هي ارتكاب اعمل حرمها الله. فعلمنا الله ان لا نقتل وعندما نقتل بنحن نرتكب خطية. خطية واحدة هي كفيلة بأن تجعلنا مستحقين للعقاب وكثرة تكرار خطايانا تجعل عقابنا اعظم، لكن لا شئ أعظم من نعمة ورحمة الله. الكتاب المقدس يحثنا على النظر للخطية بجدية لانها تعامل مع الله وصاياه التي لا سهو فيها. الخلاصة الخطية هي الخروج عن ناموس الله والتعدي على وصاياه وبره وقداسته. الخطية ممكن ان تكون عدم العمل بوصايا الله او ممكن ايضاً ان تكون العمل ضدها. البشر جميعاً خطاة ومحتاجين لفداء. شواهد كتابية للتأمل
|
||||
02 - 01 - 2014, 10:42 AM | رقم المشاركة : ( 45 ) | ||||
مميز | الفرح المسيحى
|
رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
الدرس الرابع والاربعون: الخطية الأصلية
يعلمنا الكتاب المقدس أن أبوينا الأولين آدم وحواء سقطا في الخطية وكان من شأن ذلك ان نولد بطبيعة فاسدة خاطئة مائلة الى الخطية. الخطية الأصلية لا تشير الى الخطية الأولى التي ارتكبها آدم وحواء بل تشير الى نتيجة الخطية الأولى. نتيجة الخطية الأولى هي فساد الجنس البشري ودخول الخطية الينا وحالة السقوط التي اصبحت جزء من طبيعتنا. نتيجة الخطية لم تقتصر على آدم و حواء بل اهلكت كل البشر، ليس لأننا حملنا خطية غيرنا بل لان الخطية دخلت عالمنا وأصبحنا نحمل هذه الطبيعة الفاسدة التي تعرف الخطية وتميل اليها. نتائج الخطية الأولى هي أبتعاد آدم وحواء عن الله وشركتهما معه فقد أصبحوا ميتين بالخطية. كون وآدم هم اصل الذرية، فقد ورثتنا نفس الموت في الخطية والطبيعة الفاسدة. أصبح البشر بعد خطية آدم وحواء خطاة وبالتالي يرتكبون الخطية. فنحن نرتكب الخطية لاننا خطاة ونملك الطبيعة الفاسدة وليس لاننا ارتكبنا الخطية فاصبحنا خطاة. فنحن ولدنا بالطبيعة الفاسدة وعرفنا الشر بالطبيعة وليس بالتجربة والصدفة. الطبيعة الفاسدة التي ورثناها عن الخطية الأصلية هي سبب فساد عالمنا وسبب استمرار الخطية وسبب عدم وجود اي شخص بدون خطية. الخلاصة الكتاب المقدس يعلمنا ان آدم وحواء آخطأوا وبواسطة خطيئتهم دخلت الخطية الى العالم. خير دليل على ذلك هو شمولية الخطية وعدم تأثرها بالعوامل الإجتماعية او البيئية. الخطية الاصلية تشير الى نتيجة سقوط آدم وحواء وأنتقال هذه الطبيعة الخاطئة الى ذريتهم. الجميع خطاة لاننا خطاة بالطبيعة. شواهد كتابية تكوين 3: 1-24 |
||||
02 - 01 - 2014, 10:42 AM | رقم المشاركة : ( 46 ) | ||||
مميز | الفرح المسيحى
|
رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
الدرس الخامس والأربعون: فساد الأنسان
تطرقنا في الدرس السابق الى الخطية الأصلية والى تعليم الكتاب المقدس بأن الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله بسبب سقوط آدم وحواء ودخول الخطية الى العالم وكونها أصبحت جزء من طبيعتنا البشرية. من المهم أن نركز على أن الخطية الاصلية هي سبب فساد طبيعتنا أذ أصبحنا فاسدين وميالين الى الخطية بطبيعتنا. فالخطية لم تعد شئ هامشي لا يعكس طبيعتنا التي كانت صالحة سابقة بل اصبحت الخطية نتيجة لطبيعتنا الفاسدة أذ أصبحنا نخطئ بسبب اننا فاسدين بالطبيعة. قد نكون كأشخاص مختلفين في جوهرنا وكثرة الفساد الذي فينا، فهناك من يقتل بلا رحمة وهناك من يخاف حتى على حياة الحيوان والنبات. هذا الفرق لا يعني أن هناك اشخاص بطبيعة صالحة واخرين بطبيعة فاسدة، بل ان الطبيعة الفاسدة هي السائدة لكن الإختلاف في سيادة هذا الفساد على حياة الأنسان. مقياس صلاح جوهر الإنسان يقاس تجاه قداسة الله وحالة القداسة التي خلق فيها آدم وحواء قبل الخطية. والحقيقة أن الخطية قد تغلغلت لكل ركن من اركان كياننا فلا يوجد جزء منا لم تؤثر فيه الخطية فعقولنا وإرادتنا واجسادنا كلها تأثرت بشر الخطية. فشفاهنا تنطق بكلمات خاطئة وأيدينا ترتكب أعمال خاطئة وأفكارنا تفكر افكار خاطئة الخ. ولهذا السبب يستعمل الكتاب المقدس مصطلحات ك "أمواتاً بالذنوب والخطايا" و "مبيعون تحت الخطية" و "مسبيين الى ناموس الخطية" و "بالطبيعة أبناء الغضب" أشارة الى طبيعتنا الفاسدة. تعمدت في هذا الدرس ان أعرض تأثر الإنسان بالخطية على واقعه لكن في نفس الوقت أحب ان اشير الى ان الله وبالرغم من فسادنا لم يتركنا بلا خلاص، لانه وبقوة الروح القدس المحيي اعطانا القوة ان نخرج من حالة الموت الروحي (سنتطرق لذلك في دروس قادمة). الخلاصة الخطية الأصلية تسببت في فساد جوهرنا أذ أصبحنا خطاة في الطبيعة وأصبحنا نميل الى الخطية أكثر من الصلاح. فساد جوهرنا هو واقع حال لكن كثرته وسيادته تختلف من شخص لآخر. بالرغم من هول فسادنا وتأثر الخطية السلبي فينا لكن لم يتركنا الله بلا حل، بل أعطانا طريقة الخروج من حالة السقوط الروحي هذه بواسطة الروح القدس المحيي. شواهد كتابية للتأمل
|
||||
02 - 01 - 2014, 10:43 AM | رقم المشاركة : ( 47 ) | ||||
مميز | الفرح المسيحى
|
رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
الدرس السادس والأربعون: ضمير الإنسان
ضمير الإنسان هو الإدراك والوعي الداخلي بالصواب والخطأ والقدرة الذهنية على التمييز بينهما وتطبيق القوانين والمعايير والأحكام في المواقف المختلفة. وحقيقة إن الضمير كثيراً ما يوصف بأنه صوت الله الداخلي الذي بواسطته نشعر بالخطية، لكن هذا الحال ينطبق على من كان ضميرهم تعلم من كلمة الله وسلم نفسه لسيطرتها. فإذا كان الضمير جاهلاً بالكتاب المقدس فلن يكون للضمير فائدة في إرشادنا ومساعدتنا في تحسس صواب افعالنا. من المهم جداً ان تكون ضمائرنا اسيرة لكلمة الله وخاضعة لسيطرتها لان ضمائرنا وشعورنا بالخطية يتأثر بالمجتمعات وتكرارانا للخطية حتى نكون احيانا في مواقف لا نشعر فيها اننا نخطئ. لذلك وجب علينا ان نعيد موازنة ضمائرنا بصورة دائمة من خلال إخضاعها لكلمة الله. البشر لديهم مسؤلية ادبية في إتباع ضمائرهم والتصرف بحسب ما يمليه الضمير منصواب. فالعمل ضد الضمير الذي يعرف كلمة الله هو خطيئة وتصرف خاطئ غير سليم. في نفس الوقت علينا ان نحذر من تكون ضمائرنا ملوثة بقوانين تمنعنا من فعل أفعال ليست خاطئة فكما يقول الرسول بولس ان كل ما هو ليس من الإيمان يُعد خطية (رومية 14: 23) الخلاصة الضمير هو مرشد جيد للإنسان إن كان عارفاً وخاضعاً لكلمة الله. الضمير يساعدنا في تحديد الصواب في المواقف التي نتعرض لها. على كل واحد منا مهمة ان يعيد تجديد ضميره بما يوافق كلمة الله والعمل على السماع لصوت الضمير الذي يسمى بصوت الله. شواهد كتابية
|
||||
02 - 01 - 2014, 10:43 AM | رقم المشاركة : ( 48 ) | ||||
مميز | الفرح المسيحى
|
رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
الدرس السابع والاربعون: الخطية التي لا تغفر
بالرغم من أن أهم رسالة يحملها الأنجيل هي الغفران للذين يتوبون عن خطاياهم الا ان السيد المسيح حذرنا من خطية لا تغفر ولا تسامح بشأنها لا في الوقت الحاضر ولا في المستقبل. هذه الخطية هي التجديف على الروح القدس كما جاء في متى 12: 31، 32: 31. لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ خَطِيَّةٍ وَتَجْدِيفٍ يُغْفَرُ لِلنَّاسِ وَأَمَّا التَّجْدِيفُ عَلَى الرُّوحِ فَلَنْ يُغْفَرَ لِلنَّاسِ. 32. وَمَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ لاَ فِي هَذَا الْعَالَمِ وَلاَ فِي الآتِي. من الواضح ان المسيح لا يشير لأي خطية عادية لأن أي منها هي مغفورة، لكنه يشير بصورة خاصة الى التجديف على الروح القدس. والسؤال الذي يطرح نفسه ما هو التجديف على الروح القدس؟ حاول البعض وصف التجديف على الروح القدس بالإصرار على عدم الإيمان بالمسيح حتى الموت وبما أن الموت ينهي فرصة توبة الإنسان فيكون بواسطتها نهاية رجائه في الإيمان وبالتالي الهلاك. والحقيقة ان لها نفس النتيجة و إنها فعلاً قريبة من التجديف على الروح القدس لكن كأن المسيح يشير الى شئ اخطر يعد ليس رفضاً للإيمان وإنما لشئ يحتوي على هجوم مباشر على شخص الله. هنا علينا ان نكون حذرين في الوصول للمعنى المقصود لان المسيح بإعتباره الله الظاهر بالجسد تعرض للكثير من الهجومات من البشر بل نسبه البعض بأنه في حلف مع الشيطان، لكن مع ذلك صلى المسيح وهو معلق على الصليب طالباً الغفران لهم لانهم لا يعرفون ماذا يفعلون (لوقا 32: 34) لذلك من يهجم على الله وعلى المسيح بجهل فهو يستحق الغفران لانه لا يعرف ماذا يفعل، فهو يجهل من هو الله الحقيقي ويجهل من هو المسيح. لذلك اخص المسيح الخطية التي لا تغفر لهؤلاء الذين يجدفون على الروح القدس، وهم هؤلاء الذين استناروا بمعرفة الروح القدس وأصبحوا يعرفون حقاً ان يسوع هو حقاً المسيح لكن مع ذلك يتهموه بأنه من جهة الشيطان متعمدين بالإساءة بمعرفة وليس بجهل. في نفس الوقت نحن على يقين من ان الله يحفظنا في نعمته من ارتكاب هذه الخطية، فما دام في داخلنا خوف من ارتكاب هذه الخطية فهذا دليل على عدم ارتكابنا لهذه الخطية وعلى خشية قلوبنا مقارنة بهؤلاء الذين قسوا قلوبهم بحيث اصبحوا لا يشعرون بأي ندم عليها. الخلاصة الخطية التي لا تغفر هي التجديف على الروح القدس. التجديف على الروح القدس ليس خطية عاديةبل هي هجوم مباشر ومتقصد على شخص الله بمعرفة تامة، أي ليس عن جهل، بشخصية المسيح والروح القدس. هذه الخطية لا يرتكبها المؤمن لان نعمة الله تحفظنا من النزول لهذا المستوى وقلوبنا الخاشعة تخاف من التعرض لشخص الله القدوس. شواهد كتابية للتأمل
|
||||
02 - 01 - 2014, 10:44 AM | رقم المشاركة : ( 49 ) | ||||
مميز | الفرح المسيحى
|
رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
الدرس الثامن والاربعون: الخلاص
الخلاص هو أهم موضوع يتناوله الكتاب المقدس في أسفاره المختلفة وفي معانيه المتنوعة. الخلاص بمعناه البسيط هو الإنقاذ من وضع خطير يهدد المصير. مصطلح الخلاص نستخدمه أيضاً في حياتنا لوصف حال شخص يشفى من المرض او ينجو من حادث. الكتاب المقدس يستخدم مصطلح الخلاص للإشارة الى فدائنا من الخطيئة ومصالحتنا مع الله. ومعنى الخلاص هنا هو النجاة من دينونة الله بسبب خطيتنا. الكتاب المقدس يعلن لنا أيضاً من قبل ولادة المسيح بأنه المخلص وبإن مهمته ان يخلص شعبه من خطاياه. يعلن الكتاب المقدس بكل وضوح انه سيكون هناك يوم للدينونة يدان فيه البشر امام الله وهذا اليوم بالنسبة لكثيرين سيكون يوم هلاك، اما بالنسبة للمؤنين سيكون يوم خلاص من الدينونة وهذه هو الخلاص الذي يقدمه لنا المسيح، اي الخلاص من الدينونة. الخلاص في الكتاب المقدس يأتي في صيغتين، صيغة الحاضر وصيغة المستقبل. في الصيغة الإولى إشارة الى تقديسنا وحياتنا المستمرة في المسيح والثانية للإشارة الى الخلاص من يوم الدينونة في المستقبل. من المهم أيضاً ذكر ان الخلاص هو عمل إلهي ينجزه ويطبقه الله بنفسه. الخلاصة الخلاص معناه النجاة من وضع خطير يهدد المصير. الخلاص في الكتاب المقدس هو ان نخلص من دينونة الخطية. الخلاص هو عمل الهي ينفذه الله بنفسه. شواهد كتابية للتأمل
|
||||
02 - 01 - 2014, 10:44 AM | رقم المشاركة : ( 50 ) | ||||
مميز | الفرح المسيحى
|
رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي
الدرس التاسع والأربعون: الدعوة الإلهية
وَالَّذِينَ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ فَهَؤُلاَءِ دَعَاهُمْ أَيْضاً. وَالَّذِينَ دَعَاهُمْ فَهَؤُلاَءِ بَرَّرَهُمْ أَيْضاً. (رومية 8: 30) هكذا يخبرنا الرسول بولس في رسالته لرومية، بأن الله يدعو دعوة داخلية فعالة في حياة المؤمن. دعوة الله بصورة عامة هي دعوة فعالة، دعوة فيها تجاوب إيجابي من الطرف الآخر، فعندما دعا المسيح لعازر الميت من قبره استجاب لعازر وقام وخرج حياً. بنفس الصيغة الله يدعو لإقامة الخاطئ من الموت الروحي عن طريق الولادة الثانية (سنأتي لشرحها في الدرس القادم) وكثيراً ما يسمي علماء الكتاب المقدس هذه الدعوة بالنعمة التي لا تقاوم. الدعوة الإلهية الداخلية هي عمل سري يقوم به الله بروحه القدوس لتحقيق الولادة الثانية في نفوس المختارين، فهو يعمل التغيير الداخلي في رغبة النفس وميلها ونزوعها لقبول هذه الدعوة. هذه الدعوة الداخلية هي فعالة دائماً فأي شخص يدعوه الله، يستجيب بالإيمان. علينا ان نميز بين هذه الدعوة الخاصة وبين الدعوة الخارجية، اي الكرازة بالإنجيل التي يقوم بها المؤمنون. هذه الدعوة يسمعها المؤمن والغير مؤمن وللبشر قدرة على رفضها او مقاومتها، الا اذا صاحبت هذه الدعوة الخارجية الدعوة الداخلية التي هي عمل الروح القدس. 1. وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتاً بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا، 2. الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هَذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ، 3. الَّذِينَ نَحْنُ أَيْضاً جَمِيعاً تَصَرَّفْنَا قَبْلاً بَيْنَهُمْ فِي شَهَوَاتِ جَسَدِنَا، عَامِلِينَ مَشِيئَاتِ الْجَسَدِ وَالأَفْكَارِ، وَكُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَبْنَاءَ الْغَضَبِكَالْبَاقِينَ أَيْضاً (أفسس 2: 1-3) هنا يشرح لنا الرسول بولس اننا كنا سابقاً ابناء الغضب وكنا موتى لكن اصبحنا مدعويين بضة دعوة الله الداخلية وفعاليتها. الخلاصة دعوة الله الداخلية هي دعوة فعالة في حياة المختارين يقوم بها الروح القدس لتحقيق الولادة الثانية. الله يعمل بروحه القدوس على عمل التغيير الداخلي في حياة الشخص لكي يؤمن ويستجيب للدعوة الإلهية. يجب علينا ان نميز الفرق بين الدعوة الداخلية وبين الدعوة الخارجية التي هي الكرازة بالإنجيل. الدعوة الخارجية لن تثمر الا بالدعوة الداخلية التي يقوم بها الروح القدس. شواهد كتابية للتأمل
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
موضوع الصليب أساسي في الإيمان المسيحي |
موضوع متكامل عن الرجاء المسيحى |
الصليب (موضوع متكامل) |
موضوع متكامل عن الملائكة |
موضوع متكامل عن سر التوبه |