التسبحة السابعة عشر
قتل أطفال بيت لحم والهروب إلى مصر
1- بسبب ميلادك يا واهب الحياة للكل، ذبُح الأطفال!
فلأنك أيها الملك ربنا رب الملوك ستذبح،
من أجلك في غباوة ذبح الطاغية رهائن!...
3- الحمام في هديره صار يتأوه، لأن الحية (هيرودس) أهلكت صغارها!
الصقر طار إلى مصر، لينزل فيها، وتتحقق المواعيد!
فرحت مصر به أنه جاء، فترد له دينها الذي سقطت فيه مع أبناء يوسف.
لقد عاد لعمل ويسٌد الدين لأبناء يوسف.
مبارك هذا الذي من مصر دُعي!
4- كان الكتبة يقرأون يوميًا أن كوكبًا يشرق من يعقوب،
فكان لهذا الشعب الصوت والقراءة،
أما الأمم فكان لهم ظهور النجم وتفسير النبوة!
كانت لهم الأسفار، أما نحن فصارت لنا الوقائع!
كانت لهم الأغصان، أما نحن فلنا الثمار!
كان الكتبة يقرأون فيما هو مكتوب،
والمجوس رأوا ما قد حدث: استضاءة النجم المقروء عنه!
مبارك هذا الذي سلمنا كتبهم!
6- حملق الطاغية في المجوس عندما سألوا عن ابن الملك،
وبينما كان قلبه متكدرًا تظاهر بالفرح!
أرسل مع الحملان ذئابًا حتى يقتلوا "حمل الله"...
"عندما ترسل معنا خدامك، يخفي النجم عنا لمعانه، وتختفي عنا طرقه"،
دون أن يعلم المباركون أن الملك يريد إرسال أعداء ألداء قتلة،
حتى يفسدوا الثمرة الحلوة التي يأكل منها المر فيصير حلوًا!
8- عندما تسلم المجوس وصية منه أن يذهبوا ويبحثوا عن الطفل،
كُتب عنهم أنهم رأوا النجم اللامع وابتهجوا!
وهكذا عُرف أنه كان قد اختفي عنهم، لذلك ابتهجوا برؤيته.
لقد اختفى النجم ومنع القتلة،
لقد ألقى بجماعة (المجرمين) وجاء بأخرى!
مبارك هذا الذي أنتصر في كلى الجماعتين!
9- كيف أفلت "الطفل" من الرجل الفظ الذي قتل كل الأطفال؟!
لقد عاقته العدالة عن تنفيذ أفكاره بأن يعود المجوس إليه.
وبينما بقى منتظرًا أن يلقي القبض على المعبود وعابديه،
هرب العابدون بتقدماتهم من الطاغية إلى ابن الملك.
المجد لذلك الذي يعرف كل المشورات!
10- إذ نام المجوس الذين بلا لوم، تأملوا في فراشهم،
وصار النوم لهم كمرآة، وظهر لهم حلمًا كنورٍ؛
رأوا فيه القاتل فارتعبوا، إذ لمع أمامهم غدره وسيفه.
لقد علم الناس الغدر، وسن سيفه للقطع، أما "الساهر" فعلم نائميه...
مبارك ذاك الذي يهب حكمة للبسطاء!
11- البسطاء الذين يؤمنون يعرفون مجيئين للسيد المسيح،
أما الكتبة الأغبياء فلم يدركوا حتى مجيئًا واحدًا.
الأمم ينالون حياة من مجيئه الأول، ويقومون في المجيء الثاني!
الشعب الذي أعمى ذهنه، تشتتوا بمجيئه الأول، وينزع بالمجيء الثاني!
مبارك الملك الذي جاء وسيجيء!
13- أعلن الأنبياء عن ميلاده، لكنهم لم يوضحوا تمامًا وقت مجيئه!
لقد أرسل المجوس، الذين وأظهروا وقته.
لكن المجوس الذين عرفوا الوقت لم يكونوا يعرفوا من هو هذا الطفل.
فإذا بنجم عظيم في نوره يظهر بمسيره، من هو هذا الطفل؟!
مبارك هذا الذي عُرف بواسطتهم جميعًا!
14- لقد احتقر (اليهود الأشرار) بوق إشعياء الذي تغنى بكهنوته!
لقد أسكتوا قيثارة الروح التي تغنت بملكوته!
وفي صمت عميق أغلقوا على الميلاد العظيم،
فإذا بالأصوات العلوية تصرخ مع الأصوات التي من أسفل.
مبارك هو هذا الذي ظهر في وسط صمت عميق!
19- الكتبة صمتوا في حسدٍ،
والفريسيون سكتوا في غيرة،
ومتحجرو القلب (المجوس) صرخوا مقدمين تسبيحًا!...
أنشدوا في حضرة "حجر الزاوية"، الذي احتقره (اليهود)،
صارت القلوب الحجرية لحمية بواسطة "حجر الزاوية"،
إذ جاءت الحجارة تنطق أمام "حجر الزاوية".
مبارك هو ميلادك الذي جعل الحجارة تنطق!...