جسد مارمرقس
لمحة تاريخيه
تعرضت كنيستنا المستقيمة الرأى لإضطهادات كثيرة على مختلف الازمان ليس من الذين هم من خارج فقط، بل أيضًا من الذين من داخل أعنى الكنيسة الغربيه وزادت وطأة هذا الإضطهاد إثر مجمع خلقيدونيه سنة 451 م حيث نفى القديس ديسقوروس البابا السكندرى الـ25. في حين استولى الغربيون وهم حكام البلاد (لأن مصر كانت آنذاك تحت الحكم الرومانى) بالعنف على كنائسنا ومن بينهم كنيسة مارمرقس "البوكاليا" التي بها جسد القديس، وأقاموا بطريركًا من قبلهم يكون هو الحاكم المدنى كذلك كان يعرف بالبطريرك الملكى (أى أنه من قبل الملوك ولأن الملوك كانت في أيديهم).
" عظيم الرب الصنيع معنا فصرنا فرحين "
ظل جسد القديس ورأسه معًا في تابوت واحد حتى سنة 64 م حتى دخول العرب. وكان المقوقس هو البطريرك الملكى والحاكم المدني في نفس الوقت. فلما أشعل العرب النار في عدة كنائس وديارات ومن جملتها كنيسة مارمرقس حدث أن حاول أحد البحارة أثناء الحريق سرقة رأس القديس فخبأها سرًا في سفينة، ولما عزم عمرو بن العاص على مغادرة الميناء بجيشه لم تستطع تلك السفينه أن تتحرك رغم الجهود المتواصله وعندئذ أعترف بجريمته وقام ولأحضرها، وفي الحال تحركت المركب فلما رأى عمرو بن العاص هذه الآية العظيمة إندهش جدًا وأرسل في طلب بابا اسكندريه الشرعى ليستلمها منه وكان وقت ذاك هو الأنبا بنيامين الـ38 فوجده مختفيًا في الصعيد بسبب مطاردة الملكيين له فكتب له يستدعيه ويطمئنه، ولما حضر استقبله وأكرمه إكرامًا عظيمًا، وسلمه الرأس المقدس كما أعطاه عشرة آلاف دينار لبناء كنيسة عظيمة تليق بصاحب هذا الرأس، كما أمر بتسليمه كنائسه المغتصبه وكان ذلك في 30 بابه سنة 644 م.
لذلك تخليدًا لهذه الذكرى التي فيها عظم الرب الصنع معنا بالحقيقة، جعلت الكنيسة من هذ اليوم عيدًا روحانيًا نحتفل به سنويًا كل 30 بابة أي 9 نوفمبر.
سرقة الجسد
ظل الرأس في حوزتنا بينما الجسد في حوزة الملكيين إلى أن تمت سرقته حوالى سنة 828 م بيد بعض الفرنج من فينسيا الذين احتالوا على القائمين بحراسة الجسد من الروم الملكيين، وخبأوه في السفينة ثم غادروا المنيا قاصدين البندقية. وهناك استبلهم أهلها بفرح شديد واحتفال مهيب وبنوا له كاتدرائية فخمة في بلدهم، وأودعوه فيها وجعلوا علهم هو الأسد المرقسى كما اتخذوا أسده رمزًا لهم.
عودة الجسد
ظل الجسد هناك حتى سنة 1968 م حين طالب قداسة البابا كيرلس السادس بإعادة رفاته بمناسبة مرور 19 تسعة عشر قرنًا على استثهاده. فعاد الكاروز متهللًا بعد غيبة طويلة تقدر بعشرة قرون تقريبًا، وكان البابا الراحل في مقدمة المستقبلين في المطار.
ولقد صاحب وصولة أرضنا التي رواها بدمه بعض الظواهر الروحية شاهدها جميع الحاضرين وهو الحمام الأبيض الذي كان يحلق في سماء المطار. فحمل البابا الصندوق الذي يحمل رفات القديس على كتفه في بهجة ووقار، وكان قد أعد له كاتدرائية فخمة بل هي أكبر كاتدرائية في القطر. ووضع الجسد المقدس في مقصورة خاصة تحت الهيكل.
احتضان الرأس عند السامة
يذكر التاريخ أن الآباء البطاركة كان لهم تقليد عند الرسامة أن يخرجوا الرأس. وبعد أن يضعوا عليها الأطباب ويلفونها بلفائف غالية يحتضونها للتبرك بها وطلب شفاعة صاحبها والتعهد أمامه بالإستعداد لإقتفاء أثره في المحافظة على القطيع.
وظل هذا التقليد نافذ المفعول والرأس محفوظًا في كنيسته حتى القرن الحادى عشر. ثم خيف عليه. فأخذ يتنقل في بيوت الأعيان فترة من الزمن.
ولما ظهرت قيمتها للحكمام وأصبحت مجالا لسلب أموال الأقباط تحت التهديد بأخذها أو بيعها اضطرت الكنيسة في عهد البابا بطرس الـ104 أي في بداية القرن الثامن عشر أن تبطل طقس احتضان الرأس المقدس، ووضعتها مع جماجم أخرى في جرن من رخام في الجهة البحرية الشرقية بالكنيسة المرقسية الحالية حتى لا يمكن الإهتداء ولا تمتديد السراق إليها.
أما الأنبوبة الموضوعة في المقصورة أمام أيقونة القديس إلى اليوم فهى كما توارثناه بها جزء من يد القديس أو أحد أصابعه.
بركة صلواته تكون معنا دائمًا أبديًا. آمين.