آية (4): "ورأيت كل التعب وكل فلاح عمل أنه حسد الإنسان من قريبه وهذا أيضًا باطل وقبض الريح."
نرى هنا حالتين للحسد:- [1] إنسان ينجح ويفلح ولكن دوافعه للعمل والجد هي حسده للآخرين على نجاحهم فإذ يراهم ناجحين ويمتلكون يحسدهم ويعمل ليمتلك مثلهم، وهذا يعيش بلا سلام داخلي بل هو بحسده للآخرين يمرر حياته بل ربما يمرض ويتألَّم.
[2] وتفهم أيضا أن الإنسان الناجح يحسده الآخرون بل ويكرهونه.
وهذا باطل وقبض الريح =فالأول لم ينتفع بعمله وبما إمتلك فهو فاقد لسلامه بسبب حسده للآخرين، والثانى عاش مكروها لنجاحه.
وهذا نجده في الكتاب المقدس في حسد قايين لهابيل وشاول لداود.
لذلك فعلى كل من يصيبه الفَلاَح= النجاح أن لا يندهش من حسد الآخرين وضيقهم منه فهذا هو طبع الإنسان الخاطئ. وعوضاً عن أن ننظر لنجاح الآخرين فنحسدهم، ننظر لله فنشكره على ما أعطانا.