* يحدث أحياناً أن تقوم بعمل ما و تشعر بالفخر بنفسك لقيامك بهذا العمل وتتضخم بنشوة الإعجاب بأعمالك وتتمدد بطول هذا الكون وعرضه وتبحث عمن يثنى عليك ثم تلتقي أحدهم فيتعمد الإقلال من أهمية ما قمت به ويسقطك من برجك بكلمة حقد واحدة.
* يحدث أحياناً أن تمارس دورك في حكاية ما فتتقن الدور والأداء وتقف بكامل فرحتك بإنتظار تصفيقهم الذي يمنحك قلادة الجدارة فتكتشف أنك كنت تؤدى دورك فى حكاية أنت بطلها الوحيد وأنك كنت تمثل لوحدك ..أمام نفسك!! وأنهم لم يشعروا يوماً بك ولن يشعروا.
* يحدث أحياناً أن تعود إلى نفسك وتستلقي تحت أشجار التذكر لا أحد معك سواك وتنزف تعبك فوق تراب الذكرى وتغمض عينيك بعمق وتسافر إلى مدن تعشقها ومحطات تشتهى الوقوف عليها فتفتح عينيك وفى فمك طعم الحلم الجميل وقبل أن يفزعك ضوء الواقع تتذكر أنك كنت في لحظة حلم جميل لكنه عابر !!
* يحدث أحياناً أن تسير وحدك بصحبة نفسك فتتمنى لو أن أحدهم كان معك يسير بجانبك ملتصقاً بحلمك يثير عبق الحب من حولك ويملأ وجوده وجودك بفرح ويحدثك بلغة الشوق ويلون أيامك المقبلة بالأمل و يرسم أمام عينيك جنة فوق الارض.
* يحدث أحياناً أن تمسك بالورقة والقلم وتفكر بكتابة رسالة ما إلى إنسان يهمك أمره وتتمنى بينك وبين نفسك أن يهمه أمرك وتبحر في أحشاء اللغة بحثاً عن لغة تناسب إحساسك وتبعثر الحروف بحثاً عن كلمة تعبر عنك وقبل إكتمال الكلمة الأخيرة من الرسالة .. تتردد وتتراجع وتمزق الورقة خوفاً من أن لا تكون اليه رسولك المناسب!
* يحدث أحياناً أن تشتاق إلى إنسان ما وتفتقد إحساسك الجميل تجاهه فتأخذك خطواتك إلى طرقاته وتزور مكان جمعك يوماً به وتقف فوق أرض كانت مسرح اللقاء به فلا تعرفك الطرقات ولا يتذكرك المكان.
* يحدث أحياناً أن تصاب بالإكتئاب فتشعر بتفاهة الأحداث حولك وتزهد بكل طقوس الحياة المحيطة بك وتفقد الأشياء قيمتها وأهميتها لديك ويُخيل إليك أن الحياة توقفت عن النبض وتتساوى لديك الأمكنة والأوقات وتبقى وحيداً . وتبقى بعيداً لا شيء معك سوى إحساسك وتفشل كل محاولاتهم لانتزاعك من وحدتك وقد تبقى في دائرة الإكتئاب فترة طويلة ،، وقد تشرق شمس الأمل فجأة فتشرق معها قابليتك للحياة من جديد.
* يحدث أحياناً أن تلتقى بإنسان تجد أحاسيسه عميقة فيأخذك إلى عالمه لتحلم يوماً بأنه إبنك حقيقة ولا تحب أن تستيقظ من هذا الحلم.