25 - 04 - 2015, 02:51 PM
|
|
|
..::| VIP |::..
|
|
|
|
|
|
العظة علي الجبل ج122 .. سمعتم أنه قيل عين بعين,وسن بسنمت 5 : 38
بقلم مثلث الرحمات طيب الذكر المتنيح : البابا شتودة الثالث ٢٥ أبريل ٢٠١٥
تشريع قضائي
هكذا قال الرب في العظة علي الجبلسمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن,أما أنا فأقول لكم لاتقاوموا الشر بل من لطمك علي خدك الأيمن فحول له الآخر أيضا,ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضا ومن سخرك ميلا واحدا فاذهب معه اثنينمت5:38-41.
في الواقع إن عبارة عين بعين وسن بسنكان شريعة للتقاضي وليست للمعاملات الشخصية.
أي أنه إذا اعتدي شخص علي آخر وعرض الأمر علي القاضي أو علي لجنة للتحكيم فتكون الشريعة التي يحكمون بها هي هذه عين بعين..وقد ورد ذلك في سفر الخروجأصحاح21االذي يبدأ بعبارة وهذه هي الأحكام التي تضع أمامهموقد ورد فيها وإن حصلت أذية تعطي نفسا بنفس.وعينا بعين,وسنا بسن ويدا بيدخر21:23.
وقد ورد في لا24:20,19وإذا أحدث إنسان في قريبة عيبا فكما فعل كذلك يفعل به كسر بكسر وعين بعين وسن بسن..وواضح أنه حكم قضائي كما ورد في سفر التثنيةافعلوا به كما نوي أن يفعل بأخيه فتنزعون الشر من وسطكم ويسمع الباقون فيخافون..لاتشفق…نفس بنفس وعين بعين وسن بسنتث19:19-21.
إذن هي شريعة للقضاء وليس تصريحا للأفراد بأن ينتقموا لأنفسهم.
لا انتقام:
إن الرب لم يغير شريعة العهد القديم في هذا الموضوع لقد قدم تفسيرا لها,ولم يقدم تناقضا فالله لم يأمر في العهد القديم بأن ينتقم شخص لنفسه بل نلاحظ عكس ذلك.
إن داود النبي لم ينتقم من شاول الملك لما وقع في يده.
شاول الذي حاول قتل داود أكثر من مرة وطارده من برية إلي أخري وحرض كثيرين علي قتله وأخيرا لما وقع في يدي داود وكان من السهل جدا أن يقتله وقد حرضه رجاله علي ذلك رفض داود أن يسمع لهم. وارتفع عن مستوي الانتقام وقال لرجاله حاشا لي من قبل الرب أن اعمل هذا الأمر فأمد يدي إليه لأنه مسيح الرب هو1صم24:16صم26:11.
ولما فكر داود مرة أن ينتقم من نابال الكرملي وبخته أبيجايل.
وقالت له لاتكون لك هذه مصدقة ومعثرة قلب لسيدي أنك سفكت دما عفوا,أو أن سيدي قد انتقم لنفسه1صم25:31وسمع داود لنصيحة أبيجايل وامتدحها وقال لهامباركة أنت لأنك منعتني اليوم من إتيان الدماء وانتقام يدي لنفسي1صم25:33.
نلاحظ أيضا أن يوسف الصديق لم ينتقم من إخوته بل أكرمهم.
لقد نزعوا قميصه عنه وألقوه في بئر جاف ليموت ثم باعوه بعد ذلك وصار عبدا لفوطيفار..ولما أحسن الرب إلي يوسف وصار متسلطا علي كل أرض مصر ووقع إخوته في يديه لم ينتقم منهم بل علي العكس أسكنهم في أرض جاسان واعتني بهم وبكي حينما كلموه قائلين أصفح عن ذنب عبيد إله أبيك قال لهم لاتخافوا أنتم قصدتم لي شرا أما الله فقصد به خيرا..لاتخافوا أنا أعولكم وأولادكم وعزاهم وطيب قلوبهمتك50:17-21.
والمنع من الانتقام أيده العهد الجديد,كما قال الكتابلاتجاوزوا أحدا عن شر بشر..لاتنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء.
لأنه مكتوب لي النقمة أنا أجازي يقول الربرو12:19,17 أي لا تنتقم لنفسك بل اترك الأمر إلي الله هو يتصرف لأن له المجازاة.
ويقول معلمنا بطرس الرسول أيضا غير مجازين عن شر بشر,أو شتيمة بشتيمة,بل بالعكس مباركين عالمين أنكم لهذا دعيتم1بط3:9.
فالشخص الذي يشتمه إنسان شرير ويرد عليه الشتيمة بمثلها إنما يصير مثله في الخطأ ولذلك يقول الكتابلاتجاوب الجاهل حسب حماقته لئلا تعد له أنتأم26:4فالناس حينما يرونكم تتبادلون الشتائم هكذا يقولون إنكم من نفس المستوي غير الروحي.
لا تأخذ حقك علي الأرض فحقك محفوظ في السماء.
الله سيعطيك حقك فانتظر الرب وأيضا لاتركز مشاعرك حول ذاتك وبروح المحبة احتمل فالمحبة لاتطلب ما لذاتها والمحبة تحتمل كل شيء1كو13:7,6.
وعدم المجازاة عن شر بشر موجود أيضا في العهد القديم.
فقد ورد في سفر الأمثاللاتقل كما فعل بي أفعل به أرد علي الإنسان بمثل عملهأم24:29وورد أيضا لاتقل إني أجازي شرا انتظر الرب فيخلصك معيار فمعيار مكرهة الربأم20:22ن23إذن فالسيد الرب أراد أن يصحح مفهوم البعض لعبارةعين بعين وسن بسنالتي لاتعني مطلقا التصريح بالانتقام الشخصي وكأنه يقول لهم عبارته للصدوقيين تضلون إذ لاتعرفون الكتبمت22:29
فالإنسان لايحق له أن ينتقم ولا أن يفرح بضرر لعدوه.
فالكتاب يقوللاتفرح بسقوط عدوك ولايبتهج قلبك إذا عثر لئلا يري الرب ويسوء ذلك في عينيهأم24:17فأنت لاتنتقم ولاتفرح بالنقمة إن أتت من طريق أخر ولاتطلب من الرب أن ينتقم لك من شخص أساء إليك بل الكتاب يقول في العهد القديم.
إن جاع عدوك فأطعمه خبزا وإن عطش فاسقه ماء أم25:21
وهذا ما اقتبسه بولس الرسول فيرو12:20فالشريعة في هذا الأمر واحدة في العهدين وفي كليهما لاتدعو إلي الانتقام من العدو بل علي العكس تأمر بعمل الخير معه وتجازي إن لن يفعل الإنسان خيرا مع عدوه إن كان في طاقة يده أن يفعل ذلك.
فيقول الكتاب:إذا صادفت ثور عدوك أو حماره شاردا ترده إليه إذا رأيت حمار مبغضك واقعا تحت حمله وعدلت عن حله فلابد أن تحل معهخر23:5,4.
ذلك لأنك إن جازيت عن شر بشر,يكون الشر قد غلبك بينما يقول الكتاب لايغلبنك الشر بل أغلب الشر بالخيررو12:21يقول الرب بعد عبارةعين بعين وسن بسنلاتقاوموا الشر فما معني هذه العبارة؟
|