والقرآن ينقل لنا أيضاً شهادة شعب اليهود تحت كل سماء، وتبجحهم بكفرهم وقولهم : "إنا قتلنا المسيح، عيسي ابن مريم"(نساء: 15)، شعب بكامله يشهد لحادث خطير محسوس قاموا بتمثيله، ونقلوا خبره بالتواتر حيث رحلوا وحلوا، ونأتي فنكذب شهادتهم ونكذب عيونهم وأيديهم وآذانهم وألسنتهم ؟ وذلك بعد 600 سنة من جريان الحوادث وتواتر الشهادة، التي لم يرتفع صوت من النصاري أو اليهود أو الوثنيين ينقضها أو يطعن فيها ؟ !!
وقد شعر العلماء المسلمون بهذا الإشكال الضخم يوجه إلي مقالة من أنكر موت المسيح من المسلمين. ونقل العلامة الرازي : "الإشكال الخامس : إن النصاري علي كثرتهم في مشارق الأرض ومغاربها وشدة محبتهم للمسيح وغلوهم في أمرهم أخبروا أنهم شاهدوه مقتولاً مصلوباً فلو أنكرنا ذلك كان طعناً في ما نبت بالتواتر، والطعن في التواتر يوجب الطعن في نبوة محمد وعيسي وسائر الأنبياء".
إذن موت المسيح حقيقة تاريخية رددت الشعوب المختلفة والأجيال المتعاقبة صداها مدة 600 سنة قبل القرآن. فهل في القرآن صدي لهذه الحقيقة التاريخية، أم أنه ينفي، كما يزعمون، قتل المسيح وموته؟