رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مفتاح العهد الجديد (46) كتاب لقداسة البابا تواضروس الثاني كتب في فترة حبريته أسقفا عاما للبحيرة ٣١ يناير ٢٠١٥ دراسة تفصيلية لمقاطع مختارة من الإنجيل أولا: آيات ومعجزات المعجزات في إنجيل القديس يوحنا الرسول معجزة إقامة لعازر حبيب الرب هدف المعجزةيو11:1-45) 1-هذه آخر الآيات التي ذكرها القديس يوحنا في بشارته وقدمها الرب يسوع قبل بداية آلامه وصلبه. 2-تظهر هنا مشاعر الرب يسوع الإنسانية كإله متجسد فهو يشارك ليس فقط علي مستوي الآية بل علي المستوي الانفعاليالمشاعر(11:35). 3-تحمل المعجزةصفة التمادي المسيح يقيم لعازر بعد أن مات وأنتن في القبر لكي تخدم الغرض الأساسي من البشارة وهو الإيمان. 4-إشراك البشر في المعجزة للتأكيد علي أهمية دور الإنسان من أجل خلاص نفسه وليس عمل النعمة فقط(جهاد الإنسان+عمل النعمة). تحليل المعجزة: 1-المكان: +قرية بيت عنيا وهو اسم آرامي معناهبيت العناء أو الألم تقع علي بعد ميلين من أورشليم في الاتجاه الجنوبي الشرقي لجبل الزيتون. +ولأن بيت عنيا كانت قريبة من أورشليم جعلت الكثيرين يذهبون إلي مريم ومرثا لكي يعزوهما,وأيضا كانت هناك فرصة للمسافرين أن يقفوا أمام قبر لعازر حيث وقف السيد ويشاهدوا المعجزة. +ترتبط قرية بيت عنيا ببعض الحوادث منها: *قضي الرب يسوع ليالي الأسبوع الأخير من حياته علي الأرض في هذه القرية حيث كان يعلم في الهيكل صباحا ثم يبيت فيها مساء. *في هذه القرية وفي بيت سمعان الأبرص سكبت المرأة قارورة طيب علي رأس المسيح. *أخرج يسوع تلاميذه إلي القرية وباركهم ثم صعد إلي السماء(لو24:50). 2-الزمان: +قبل الفصح بستة أيام.كان الرب مزمعا أن يسلم نفسه للموت عن حياة العالم لكي يحيي أرواحنا المائتة بموت الخطية لذلك رتب الرب أن تكون إقامة لعازر عربون قيامة لجميع الناس. +بعد حوالي ثمانية أشهر من أحداث عيد المظال المذكورة في أصحاح7, 10. 3-المناسبة: +موت لعازر بعد فترة من المرض ومكوثه في القبر أربعة أيام حتي أنه قد أنتن. +سمي الرب الموترقادا فيقول:لعازر حبيبنا قد نامع11,لأن الأجساد ترقد فيه لتقوم في الأبدية أما الموت الأبدي فهو موت الخطية. 4-الأسرة: +تتكون من مرثا,مريم,لعازر وهي إحدي الأسر التي يحمل لها الرب يسوع محبة خاصة جدا. +مرثا هي كبيرة العائلة وتميزت في البشائر باعتنائها الشديد بخدمة الرب(لو10:38). +مريم تركت كل شئ,وتبعت يسوع وأحبته كثيرا وهي التي دهنت قدمي الرب يسوع بالطيب ومسحتهما بشعرها(يو12:3). +أما لعازر(معناه الرب معين) فقد حمل له الرب محبة خاصة بشهادة أختيههوذا الذي تحبه مريض(11:3). +هذه الأسرة محبة للرب ومحبوبة منه فالكل أتقياء والكل خدام…وقد كان لعازر أحد السبعين رسولا. 5-الرسالة: +رسالة مختصرة جدا تحمل نبأ مرض الأخ,ولكنها لاتطلب شيئا إذ هي تثق في محبة الرب.(هذا هو أعظم ما نقدمه في صلواتنا إذ نعرض الأمر ونترك الرب يعمل). +توقيت وصول الرسالة:وصلت الرسالة إلي الرب يسوع في بيرية التي تبعد مسافة يوم كاملعبر الأردن مكث يسوع يومين في عبر الأردن. قضي يسوع يوما في الطريق من عبر الأردن إلي بيت عنيا,إذ وصلت الرسالة قبل وصول السيد المسيح إلي بيت عنيا بثلاثة أيام في ذلك الوقت كان لعازر قد مات وله يوما كاملا في القبر. 6-الأزمة: +كانت المقابر خارج المدينة ولما جاء الرب إلي بيت عنيا لم يدخل بل خرجت إليه مرثا للقائه عند المقابر, ثم جاءت مريم ومعها اليهود الذين كانوا في البيت. مرثا تسرع قبل مريم عكس استقبالها له في البيت. +الجميع يضجون حول مرثا وهم متأكدين أنه قد مات ودفن أربعة أيام ولم تكن هناك فرصة للتشكيك.لكن لماذا أربعة أيام؟! بحسب التقليد اليهودي الذي يقول أن الروح تفارق الجسد بعد الموت ولكنها تبقي في الأرض ثلاثة أيام تتردد علي القبر محاولة الدخول في الجسد ولكن إذا فسد وتحلل بعد ثلاثة أيام فإنها لاتعود للجسد بل تذهب إلي بقية أرواح الموتي. ولما كانت قيامة لعازر بعد أربعة أيام إذا ليست هناك إمكانية لدخول الروح في الجسد لأنها انطلقت إليالجحيم فتكون القيامة بسلطان الله الذي له سلطان علي الأرواح. 7-قبل الذهاب إلي القبر: تحدث الرب يسوع عن نهار العمل ورقاد الموت: +نهار العمل:تكلم الرب عن العمل نهارا وعن أنه نور العالم(11:9) ويقصد بذلك تبعيته وحياة القداسة والطاعة للوصايا. +رقاد الموت:سمي الرب الموت رقادا وسمي القيامة يقظة. أما الموت الحقيقي فهو نتيجة الخطية ولذلك تبعية الرب هي الحياة الأبدية. 8-اليهود في بيت مريم ومرثا: كان التقليد اليهودي بالنسبة للحداد علي الميت علي النحو التالي: أ-ثلاثة أيام—-بكاء علي الميت. ب-سبعة أيام—نواحتراتيل حزينة. جـ-ثلاثين يوما—حداد يمتنع فيها عن قص الشعر وارتداء الملابس الثمينة إذا تواجد اليهود في بيت لعازر كان أحد واجبات العزاء وليس من أجل التلصص علي أعمال الرب. 9-أثناء الذهاب إلي القبر: كان حوار الرب يسوع مع مريم ومرثا حوارا مطولا يحاول أن يرتفع بمستوي إيمانهما من التعلق فقط بالقيامة الأخيرة إلي إمكانية القيامة الآن وفي شخص الرب يسوع الإله المتجسد. 10-صلاة الرب يسوع عند القبر: تخلو هذه الصلاة من أسلوب الطلب.هي صلاة شكر…تسبيح(11:42,41) مما يؤكد سر المحبة والمشيئة الواحدة بين الآب والابن. 11-ردود الفعل في المعجزة: 1-إيمان:—رد فعل القلب غير القاسي (الأرض الجيدة)(11:45). 2-مقاومة:—من رؤساء الكهنة الذين أرادوا أن يتخلصوا من يسوع(11:50) بل من لعازر أيضا(12:10) وذلك خوفا علي مراكزهم من استيلاء الرومان علي سلطانهم. يقول القديس مارأفرام السرياني: إن لعازر لم يكن قد اعتمد بمعمودية الرب قبل موته ولكنه بعد إقامته اعتمد علي يد يوحنا الإنجيلي,وفي نفس اليوم تعمدت أختا لعازر وكان يوم أحد. أهمية المعجزة: +ترتب الكنيسة في قراءاتها هذه المعجزة يوم السبت الذي يسبق أحد الشعانين ويسميسبت لعازر حيث تبدأ رحلة أسبوع الآلام وتنتهي عند قبر المسيح. +أيضا تقرأ هذه المعجزة في قراءات الأسبوع الرابع من شهر أبيب. الرب يسوع في المعجزة: 1-هو الله الذي لو تأني يستجيب. 2-هو ابن الله ذو المشاعر الرقيقة جدابكي يسوع(11:35) ليس عن ضعف بل عن مشاركة وبكي يسوع في حياته 3مراتعند قبر لعازر-علي أورشليم -في بستان جثسيماني). 3-هو الرب واهب الحياة. المعني الرمزي وراء المعجزة: 1-لعازر: الإنسان الذي أسكنته الخطية في القبور. 2-قالت مرثا:ياسيد,قد أنتن:هو صوت النفس المتألمة في صراخها إلي الرب من جهة أعمال الجسد متوسلة إليه أن يقيم الجسد من دنس الخطية إلي بر المسيح. 3-قال يسوع:إن آمنت ترين مجد الله إشارة إلي نصرة الرب. 4-رفع الحجر: إشارة إلي عمل خدام الرب الذي يمهد بالتعليم دخول روح الله القدوس إلي النفوس ليوقظها من موت الخطية. 5-قيامة لعازر:صورة مصغرة متكاملة لقيامة الأجساد في اليوم الأخير. 6-تظهر في هذه المعجزة قدرة السيد المسيح علي القيامة من الموت الجسدي وأيضا القيامة من الخطية. المعني الروحي وراء المعجزة: 1-الله يسمح بالتجارب حتي لأحبائه. 2-الله يسمح للنفس التي تحبه أن تعاتبهلو كنت ههنا لم يمت أخي(11:21). 3-فقدان الرجاء ونحن في طريقنا إلي الرب يزعج الروح الذي بداخلنا ويحزن الرب:فلما رآها يسوع تبكي…بكي يسوع(11:33, 35). 4-قساوة القلب تعمي الإنسان عن رؤية عمل الرب.كما حدث مع الفريسيين لم يروا المعجزة بل تشاوروا علي قتل السيد المسيح. |
|