![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر الرؤيا29 .. الزلزلة والغضب بقلم مثلث الرحمات طيب الذكر : البابا شنودة الثالث ٨ نوفمبر ٢٠١٤ ![]() قال القديس يوحنا الرائي: ونظرت لما فتح الختم السادس,وإذا زلزلة عظيمة حدثت والشمس صارت سوداء كمسح من شعر والقمر صار كالدم,ونجوم السماء سقطت إلي الأرض,كما تطرح شجرة التين سقاطها إذا هزتها ريح عظيمة والسماء انفلقت كدرج ملتف,وكل جبل وجزيرة تزحزحا من موضعهما,وملوك الأرض والعظماء والأغنياء والأمراء والأقوياء,وكل عبد وكل حر,أخفوا أنفسهم في المغاير وفي صخور الجبال وهم يقولون للجبال والصخور:اسقطو علينا واخفينا عن وجه الجالس علي العرش وعن غضب الخروف,لأنه قد جاء يوم غضبه العظيم ومن يستطيع الوقوف؟!رؤ6:12-17. حقا,مخيف هو ذلك اليوم الرهيب,يوم الغضب,والدينونة. الله الوديع اللطيف,الذي قيل عنهلايخاصم ولايصيح,ولايسمع أحد في الشوارع صوته قصبة مرضوضة لايقصف وفتيلة مدخنة لايطفيءمت12:20,19في ذلك اليوم نسمع عن غضبه وإذا الأرض تتزلزل,والشمس تفقد ضياءها والقمر يصير كالدم,والنجوم تتساقط من السماء,والناس يصرخون في خوف هاربين من غضب الحمل… إذا خاف الناس من غضب الأسد يكون الأمر معقولا أما أنهم يخافون من غضب الحمل,فهذا أمر عجيب..! إننا أيها الإخوة نتمتع بمحبة الله علي الأرض,أما في يوم ظهوره للدينونة فيقول الرسولمخيف هو الوقوع في يدي الله الحيعب10:31. ونقول في القداس الإلهيوظهوره الثاني الآتي من السموات المخوف المملوء مجدا. هناك أناس-أيها الإخوة-ينظرون إلي الله من زاوية واحدة وهي زاوية الحنان والعطف,ولاينظرون إليه من رواية العدل والحق! إن الحنان والعطف صفتان هامتان ولكن لايجوز أن يقودا إلي الاستهتار وعدم المبالاة بوصايا الله علي اعتبار أنه حنون وشفوق ففتح الختم السادس يظهر لنا عدل الله ويظهر لنا أيضا قوته وهيبته ومخافته..وكيف أن الأيام الأخيرة ستكون أياما صعبة ويوم الرب سيكون يوما مخيفا. يقول إن الشمس تصير سوداء كمسح من شعر.. أي أنها ستفقد ضياءها وليس هذا ببعيد..فما حدث عند فتح الختم السادس حدث شيء منه في اليوم السادس وفي الساعة السادسة وفي وقت صلب السيد المسيح إذ قيلومن الساعة السادسة كانت ظلمة علي الأرض إلي الساعة التاسعةمت27:45لو23:44. وسيأتي وقت تفقد فيه الشمس كل إضاءتها والعلماء أنفسهم يقولون إنه ظهرت بقع سوداء علي الشمس ولاندري ماذا يحدث إذا انتشرت . وطبعا إذا فقدت الشمس ضياءها سيحدث المثل للقمر أيضا,لأنه يستمد نوره من الشمس,وسيكون ذلك كله إنذارا بمجيء الرب,لأنه قال عن الحالة قبل مجيئهوللوقت بعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس والقمر لايعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء…وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض مت24:30,29. سيكون المنظر مرعبا والناس يخافون ويخفون نفوسهم في المغاير وشقوق الجبال عن وجه الجالس علي العرش.. يقولون للجبال والصخور اسقطي علينا وأخفينا..!ولكن هل تستطيع الجبال والصخور أن تخفي شيئا من وجه الله العالم بالخفيات والظاهرات؟!ومن قبل هل استطاع آدم أن يختفي من وجه الله حين اختبأ وراء الشجر؟!تك3:8لعل هذا يذكرنا بقول داود النبي للربأين اذهب من روحك؟ ومن وجهك أين اهرب؟!إن صعدت إلي السماء فأنت هناك وإن فرشت في الهاوية فها أنت…مز139:8,7. لكن عبارةيقولون للجبال والصخور:اسقطي علينا وغطينا واخفينا..إنما تدل علي مقدار الرعب والخوف..وربما الخجل أيضا. عجيب هذا الأمر:أناس يشتهون أن يروا الله وآخرون يهربون من وجهه!! البعض يشتاق إلي الله ويقول لهطلبت وجهك ولوجهك يارب التمسلاتحجب وجهك عنيلاترد وجهك عن مسيحكلاتطرحني من قدام وجهكمز37:8مز51:11مز13:1مز119. إن المحب لله,يعتبر البعد عن وجه الله أمرا لايحتمل..أما الخطاة غير التائبين,فيخافون اللقاء بالله,ويخشون رؤية وجهه,ولايستطيعون أن يرفعوا عيونهم إليه خجلا منه ورعبا من مواجهته.. فلماذا تعرضنا الخطية إلي الخوف وإلي الهروب من الله؟ أليس الأفضل لنا والأكثر أمنا أن نقترب إلي الله بالحب..والقديس يوحنا يقول في رسالته الأوليلا خوف في المحبة,بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلي خارج1يو4:18. يقولوملوك الأرض والعظماء والأغنياء والأمراء والأقوياء وكل عبد وكل حر,أخفوا أنفسهم.. إن الخوف في ذلك اليوم سوف يشمل الجميع يتساوي فيه الكل العبد والحر..ولكنه ذكر أولا الملوك والعظماء والأغنياء..لأنه ربما غرور العالم وغرور الغني والعظمة والقوة..كل ذلك قد أبعدهم عن الله وشغلهم عنه,ولم يعطهم فرصة للتمتع بالله. أنا لست أردي كيف احتمل القديس يوحنا هذا المنظر وهو الإنسان المملوء حبا,الذي علمنا أنالله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله,والله فيه1يو4:16كيف استطاع صاحب هذا القلب المحب أن يري هؤلاء الناس وهم يصرخون قائلين للجبال والصخور اسقطي علينا وغطينا من وجه الجالس علي العرش..!!ومن وجه الحمل الذي هو المسيح الذي كان يوحنا يحبه ويتكيء في صدره! |
![]() |
|