![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
استنفد الاطباء كل تجاربهم العلمية المؤلمة على تريزة المسكينة، بما في ذلك الكيّ بالنار ومحاولة تحويل المرض من عضو الى آخر. وكانت تريزة صابرة على ذلك بصمت واستسلام. ولم تكن تلزم الفراش بصورة دائمة، بل كانت تقضي ساعات من النهار في الحديقة حيث تسند دفترها الى ركبتيها وتواصل كتابة (تأريخ النفس)، مع ما تسببه لها الاخوات من الازعاج... الا ان خطها بدأ يدل على ضعف اناملها التي اصبحت عاجزة عن التحكم في القلم.
وحينما قالت لها المبتدئات يوما: "يشق علينا كثيرا ان نراك تتألمين الى هذا الحد. ونظن انك ستزدادين الما في ما بعد". فأجابتهن تريزة: "لا تغتممن بسببي، فإني قد بلغت الى حد لا استطيع فيه ان اتألم. لأن الألم عندي كله عذب. فضلا عن انكن اخطأتن اذ فكرتن فيما قد يحصل من الم في المستقبل. وهذا تدخل في امر الخلق. فنحن اللواتي نسرع في سبيل الحب. ليس علينا ان نقلق من شيء. فلو لم اتألم بين دقيقة وأخرى، لتعذر عليّ ان الازم الصبر. انا لا ارى الا الحاضر، وانسى الماضي، واحذر من ان افكر في المستقبل...". وفي الفترة الاخيرة من مرضها، نقلت الى غرفة المرضى، وانتابتها آلام هائلة. وبلغت من الضعف ان لم تعد تستطيع ان تمسك القلم ولا ان تتحرك، وكثيرا ما عجزت حتى عن ابتلاع الطعام... ![]() |
![]() |
|