وبعد هذا الحادث لزمها سعال شديد اقلق الام الرئيسة، ففرضت على تريزة تناول الادوية التي ازالت عنها هذا السعال او خففت من شدته لمدة بضعة اشهر. وزاولت تريزة اعمالها الاعتيادية دون اي تلطيف او تخفيف . وكانت هذه الابنة الحبيبة تخفي آلامها لئلا تثقل على اخواتها الراهبات. وكثيرا ما كانت في المساء، عندما تعود الى غرفتها، تضطر الى التوقف عند كل درجة من درجات السلم المؤدي الى الطابق الاعلى لكي تستعيد قواها الخائرة، فتصل بعد مدة الى غرفتها منهوكة القوى فتمضي ساعة بكاملها في نزع ثيابها عنها. وبعد هذا التعب الشديد كان عليها ان تقضي الليل على ذلك الفراش الخشن وفي ذلك البرد القارس.