دور المياه في سرّ المعمودية:
ولا تَهِب المياه هذه العطية من ذاتها وإلا صارت المياه مادة لها مكانة فوق كل الخليقة، ولكن هذه العطية هي بأمر الله وحلول الروح القدس الذي يحِلَّ بطريقة سرائرية لكي يُحرِّرنا.
ولكن المياه تعمل للتعبير عن التطهير لأنه كما اعتدنا على غَسل أجسادنا بالماء عند اتساخها بالتراب أو الطين فإننا نستخدمها أيضاً في هذا العمل السرائري ونُعبِّر عن جمال المعنى الروحي بتلك المادة المحسوسة لدينا.
ولكن إذا حَسن لديكم، دعونا نجتهد في الدخول بأكثر عمق وتدقيق فيما يخصّ المعمودية ونبدأ كما من أصل الينبوع أي من الإعلان الكتابي: ?إن كان أحد لا يوَلد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله? (يو ٣:٥). ولكن لماذا ذَكَرَ الاثنين، أي كل من الماء والروح؟ ولماذا لم يعتبِر الروح فقط كافياً لإتمام المعمودية؟