منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 09 - 2014, 04:08 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,765

مفهوم التوبة

مفهوم التوبة




ليست التوبة في المسيحيّة ارتدادًا إلى أحكام الشريعة ولا إلى أصالة الذات، بل هي ارتداد إلى محبّة الله الحيّ.
1-هي الاتّجاه المعاكس للخطيئة.
فإذا كانت الخطيئة هي الغربة والاستقلال عن اللـه ورفض حبّه ودعوته بيسوع المسيح، تصير التوبة: الارتداد إليه والعودة إلى أبوّته والامانة لعهده والمصالحة معه. تفترض جوهريًا التغيير الباطنيّ الجذريّ بالحياة والمواقف والمسلكيّة والعلاقات مع اللـه والذات والاخرين. هي النظر إلى المستقبل لنعي متطلبات دعوتنا الإنسانيّة والمسيحيّة، فنلتزمها وننمو بالمعرفة والحرّيّة والمحبّة.
من حتميّات التوبة:المصالحة مع اللـه والعودة إليه، إنّها لا تتحقّق إلاّ من خلال القريب. «اغفر لنا كما نحن نغفر لمن أخطأ إلينا».

2-إنّها تفترض وجود فريق آخر، يمثّل اللـه والكنيسة، يأخذ التائبعلى عاتقه، يصلّي لأجله ويداوي أمراضه:هو الكاهن، بدونه لا تتمّ المصالحة ولا تُعطى الكفّارة والحلّ؛ بدونه لا يمكن الاشتراك في الحياة الالهيّة وحياة الكنيسة من جديد، وهنا يظهر البُعد الجماعيّ للسرّ ومهمّة الكاهن الحتميّة، فهكذا أراده المسيح وهكذا مارسته الكنيسة.


خــــلاصــــة:
إنّ تشويه سرّ التوبة وتردّدنا في ممارسته يعود إلى:
1-غموض مفهوم التوبة والخطيئة وضعف الايمان.
2- النظرة إلى السرّ من زاوية منطق المحاكمة : وكأنّنا في مناخ المحكمة والقاضي والمستنطق والاقرار والحكم وفرض العقوبة، عوض الاهتداء والارتداد والمصالحة مع اللـه والقريب، والاحتفال بمحبّة الله الّتي تشفي المرضى وتحي الموتى.
3-غياب دور الجماعة المصلّيًة المرافقة الضارعة من أجل الخطأة، وكأنّ الجماعة لم تعد مسؤولة عن قداسة أعضائها وارتدادهم.
4-عدم شعورنا بأنّ خطيئتنا الفرديّة تجرم إلى الكنيسة كلّها، وهي جسد المسيح السريّ ونحن أعضاء فيه، فما يصيب العضو في الجسم يتأثّر به الجسد كلّه.
5-النظرة إلى الكاهن وكأنّه قاضٍٍ، أكثر منه " الأب الروحيّ" ممّا يحصر دور التائب في التفتيش عن عدد الخطايا وسردها، أكثر منه في تحقيق اهتداء إلى اللـه وعودة إلى الجماعة المقدّسة وتجديد للحياة والعهود.كلّ هذا يوجب العودة إلى أصالة السرّ وطبيعته العفويّة، إلى جوّه الطقسيّ الكنسيّ، حيث يظهر: اللـه غافر الخطايا، الكاهن ناقل المغفرة، والكنيسة الوسيطة الضارعة من أجل أبنائها الخطأة.
هكذا يستعيد السرّ جاذبيّته الخلاصيّة ونستفيد من عطاياه. سرّ التوبة، هو سرّ رحمة اللـه، الراعي الصالح الّذي يبحث عن خروفه الضّال، ليعيده إلى أحضان الحنان والحرّيّة ويشركه في حياته وسعادته.هو سرّ ضعف اللـه أمام الانسان الّذي يحبّه، فاللـه محبّة وأبوّة وحنان، يكفيه أن نعود لينسى كلّ شيء ويعيد إلينا كلّ شيء. هو صديق الخطأة وعدوّ الخطيئة. سنظر إلى جهادنا ويبارك انتصاراتنا أكثر ما يحصي أخطاءنا.
في مَثَل الابن الضّالّ، لجأ الأخ الأكبر إلى منطق العقل والعقاب. حاول أن يحتكر الأبوّة لانّه حفظ الشريعة، ونسي منطق الحُبّ الأبويّ والأخويّ. أراد أن يتنكّر الأب لأبُوّته كما تنكّر هو للأُخوّة. فكان جواب الأب: منطق الغفران والحُبّ والرحمة، منطق الأبوّة الّتي تحتضن الجميع، في بيتها الوالديّ ويبدأ عيد اللقاء والوليمة.دعوتنا الدائمة أن نقتدي في هذا الوالد المحبّ.
ولا نرفض الحُبّ ونبقى فريسة الموت والضلال!

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
آرميا النبي | مفهوم التوبة
ما هو مفهوم التوبة؟
مفهوم التوبة
مفهوم التوبة
مفهوم التوبة أرثوذوكسياً - الأنبا رافائيل


الساعة الآن 11:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024