مفهوم التوبة
البداية الواعية للحياة بالمسيح أو الحياة الروحية، هي العودة إلى الله في الإرادة التي تنكر العالم والأنا الشخصي. هذه العودة هي النابعة من حرية الإنسان وقدرته على الاختيار. فكما أنه يرتكب الخطيئة بحريته، كذلك عليه أن يعدل عنها بحريته. وطالما أن الإنسان معرض للخطأ باستمرار، لذلك يجب أن يكون في حالة توبة مستمرة، يفرضها الشوق إلى الله والرغبة في الحياة معه. ف
التوبة "هي ليست توبة إلى فضائل، ولكنها توبة إلى الله ذاته، هي اتحاد به واقتباس لحياته فينا".[19]
بالإضافة إلى أن الوعي الشخصي لفقدان الله، هي نعمة إلهية وكشف وظهور أولان لوجهه الإلهي للبشر, فالتوبة الصادقة هي "عطاء الحب الإلهي لنا، مبادرة افتقاد الأب لابنه، إنها انتظار الأب لابنه. إنها تحريك الله لقلب الخاطئ".[20]
هكذا يجب أن تكون التوبة مستمرة بلا حدود وغير منتهية، كما أن طريق الاتحاد بالله غير منتهٍ؛ وهذه الاستمرارية لا تنتهي حتى الموت.[21]