رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يوحنا الصليب يتميز الاختبار الروحي الذي عاشه الأب يوحنا الصليب 1542-1591 بأنه كان من الرهبان القدامى الذين لم يَرُق لهم عمله فراحوا يعارضون عمل الإصلاح منذ سنة 1575. فاتُّهِم يوحنا وسائر الكرمليين المصلحين بالثورة على قانون الرهبانية, وفي ليل 2-3 كانون الأول 1577 دهم بيته الصغير، المتاخم لدير التجسد, رهبانٌ كرمليون غير مصلحين مع بعض الجنود , واختطفوه مع رفيق له إلى دير الكرمليين القدامى ثم إلى طليطلة؛هناك أُودِع من دون محاكمة، زنزانة ضيقة ومظلمة (مثلها مثل البئر العميقة ). وبقي في سجنه ثمانية أشهر، يذيقه إخوته الرهبان ألوان الإضطهاد والحرمان والضغوط النفسية والإهانات والجلد والجوع كي يتراجع وينكر ما قام به, لكن يوحنا لم يَلُنْ بل كان يكرر أمام الجميع بوداعة وصبر، أن كل ما عمله كان بإذن الرؤساء. وفي آخر حياته، في الاجتماع العام الذي عقد في 1 حزيران 1591 ، جُرّد الأب يوحنا من جميع مسؤلياته الرهبانية، واختار دير أوبِدَا الذي يرئسه أحد الرهبان الحاقدين عليه . فأذاقه هذا الأخير إذلالاً واحتقاراً. ولكن يوحنا كان يحتمل كل شيئ بسلام وصبر لا يخلو من مرارة . وفي ليل الثالث عشر من شهر كانون الأول1591، انطفأ عند منتصف الليل هاتفاً: "سأتلو صلاة الليل في السماء ". في سجن طليطلة بدأ الأب يوحنا كتابة " القصائد " سنة 1578. ومن هذا الاختبار، اختبار البئر العميقة والليل والظلمة كتب أروع قصائده وأناشيده الروحية ومنها الليل المظلم (1585-1586) والنشيد الروحي (1584). يروي لنا المؤرخون أن يوحنا لما سُجِن في طليطلة وعانى ما عاناه من عذاب وإذلال ومضايقات جسمية ونفسية مرعبة صبَّ معاناته شعراً يبث فيه شكواه: أين احتجبتَ أيا حبيبي, وتركتني رهنَ الأنين؟ هربـتَ مهرب أيّـلِ بعـد أن جـرحتنـي فنهضتُ بعدك أصرخ , لكنك كنت مضيت. هذا الاختبار الروحي الذاتي هو الدافع إلى الكتابة , معاناة طليطلة قال عنها "بعض الورع في حب الله" (النشيد الروحي مقدمة ا)، هذه المعاناة كتبتُها " نفسٌ صوّرها الحبُّ وحرّكها فأتت كلماتها تحمل نوعاً ما وَفرة الحب وفيضه " (النشيد الروحي /ب/ مقدمة) في ظلمة زنزانة طليطلة , ويوحنـا محروم من النور ومن معاشرة البشـر , ومن الاحتفال بالقداس وتناول " خبز الحياة " استطاع بسلسلة بسيطة من المثلثات أن يكشف قوة الإيمان في أحلك الظلمات وأقسى المحن: " يا حُسن معرفتي النبعَ الذي يتفجّر ويسيل ولو في ظلمة الليل في تلك الليلة الظلماء من هذي الحياة ياحسن معرفتي النبع البارد بالإيمان، ولو في ظلمة الليل ليس يغشى الظلامُ قط ضياءه وبعلمي أي نور قابسٌ منه سناءه، ولو في ظلمة الليل" (من قصيدة النبع ) |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس يوحنا الصليب |
صورة القديس يوحنا الصليب |
بالحب تبع يوحنا المسيح حتي الصليب |
عن الصليب – للقديس يوحنا الدمشقي |
القديس يوحنا الصليب |