منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 08 - 2014, 03:19 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

بولس والمنطق اللاهوتيّ
بولس والمنطق اللاهوتيّ


كان دَور بولس لاهوتيّاً. فإنّه لم يُنشئ العقيدة المسيحيَّة، بل جعلها مترابطة رغم أنّ رسائله لا تشبه كتاباً عقائديّاً لاهوتيّاً متسلسل الأفكار. إنّ عند بولس ما يُسمّى "المنطق اللاهوتيّ" أي النظرة الشاملة التي تدور حول محور واحد. لقد سعى علماء الكتاب المقدَّس إلى اكتشاف هذا المحور الذي تدور حوله تعاليم بولس بشكل متكامل ومنطقيّ فجاؤوا بحلول كثيرة: فمنهم مَن وجد هذا المحور في فكرة الخلاص المجّانيّ أو ملكوت الله أو الجسد السرّيّ أو حياة المسيح فينا أو الموت والقيامة أو كشف السرّ الخفيّ.
هذا لا يعني أنّ المسيح لم يكن لاهوتيّاً. أو أنّ الإنجيليّين لم يكونوا لاهوتيّين.
أليس ما نقرأ في إنجيلي مرقـس ومتَّى عن "ابن الإنسان الذي جاء ليعطي ذاته فـداء عن الكثيرين"(مر10/45، متَّى 20/28) مطابقاً لتعليم بولس حول الفداء والخلاص؟
والأمثلة كثيرة في هذا الشأن، فالتعابير مختلفة ولكنّ الفكرة اللاهوتيَّة واحدة.
هذا وإنّ الإنجيليّين ينطلقون من لاهوت خاصّ بهم فهم يعطون المسيح وجهاً بحسب مخطّطهم التربويّ والتاريخيّ واللاهوتيّ. ومن هنا تميّز إنجيل يوحنّا بكونه "الإنجيل اللاهوتيّ".
إنّ اللاهوت الإنجيليّ يبقى روائيّاً أمّا اللاهوت البولسيّ فهو خطابيّ رسائليّ، ولمّا كانت لكلّ أسلوب أدبيّ لغته الخاصّة، فليس بالأمر المهمّ أن يُحافظ على المصطلحات فهذه قشور، وإنّما الأهمّ أن يُحترم المضمون، وإذا كان بولس غير أمين للحرف فهو أمين كلّ الأمانة للروح كما قال: "الروح يُحيي والحرف يقتل"(2قور 3/6).
ولكن، سيكون من البساطة بمكان أن نجمع في بضع كلمات غزارة تعليم بولس الرسول. فكلّما حصرنا هذا الفيض في بضع كلمات أفقدناه قوّته وغناه، وعلى العكس، كلّما توغّلنا في شرحه أبرزنا عمقه ومعاصرته.
ولذلك، يحتاج تعليم بولس دوماً إلى تفسير وشرح لا إلى تلخيص وحصر. وهذا ما فعله آباء الكنيسة منذ البدء وتبعهم المعلّمون والدارسون فأخذ بولس هذا الدَور المميَّز في توجيه حياة الكنيسة وتطوّر الفكر اللاهوتيّ.
ولعلّ ما كتبه بطرس الرسول في رسالته الثانية خير توضيح لذلك: "عُدّوا صبر ربّنا وسيلة لخلاصكم، كما كتب بذلك أخونا الحبيب بولس على قدر ما أُوتي من الحكمة، شأنه في جميع الرسائل كلّما تناول هذه المسائل. وقد ورد فيها أمور غامضة يحرّفها الذين لا علم عندهم ولا ثبات، كما يفعلون في سائر الكتب، وإنّما يفعلون ذلك لهلاكهم" (2بط 3/15-16).
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
دور بولس في تكوين أوغسطين اللاهوتيّ
بولس اللاهوتيّ
(مريم العذراء في الفكر اللاهوتيّ في القرنين الأوّل والثاني)
ما هو التعليمُ اللاهوتيّ والروحيّ؟
لا تجادل عاشقاً بالعقل والمنطق


الساعة الآن 06:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024