ايمانك يغلب
الامبراطورية الرومانية كانت اقوى واعنف واقسى واعتى الامبراطوريات وروما عاصمتها كانت اشر مدينة ورجالها وسكانها وحكامها اشر البشر وكان في وسط روما يوجد الكولوزيم مكان استعراض قوة وشر الامبراطورية . هناك كان يجتمع الاباطرة والنبلاء والرعاع يتمتعون بمشاهدة ابشع الاعمال ، صراع للقتل وهتاف للقاتل ، اعدام للابرياء وافتراس الاسود للمسيحيين . وفي احدى غرف الكولوزيم كان بولس الرسول سجينا ً وقتا ً من الزمان ومن نافذة تلك الغرفة حين تنظر منها اليوم ترى صليبا ً كبيرا ً يعلو كنيسة . لم تكن الكنيسة ولا الصليب هناك وبولس مقيدا ً محبوسا ً في سجنه ذلك ، لكنه لا بد نظر من النافذة وارسل نظرات الايمان عبرها ورأى الصليب الكبير . رأى بولس الرسول بالايمان المسيحية تتغلب على الاضطهاد وتغزو العالم .
حين يشتد حولك الاضطهاد ، حين تكشر الوحوش عن انيابها ، حين يواجهك الظلم وتشتد عليك الضغوط تأكد واعلم انك ستغلب الشر ، ستغلب العالم كما يقول يوحنا الرسول ، هذه هي الغلبة التي تغلب العالم ، ايماننا . ايماننا يغلب القوة الغاشمة ، اية قوة . ايماننا يغلب الظلم الاسود ، اي ظلم . ايماننا يغلب الاضطهاد مهما امتد وانتشر . ايماننا يغلب العالم مهما افترى وتجبر .
عندما تحيط بك الذئاب . عندما تعوي وتحوم وتنقض لتقتل ، ايمانك القوي يصرخ فيها ويهاجمها ، يطردها ، ايمانك يغلب . عندما تتراكم عليك التجارب ، عندما تبرك فوقك وتضغط عليك ، ايمانك الصامد ينفضها عنك ويرفعها ويبعدها . ايمانك يغلب . عندما يصارعك ابليس ويحاربك ، عندما يعكر سلامك ويهدد حياتك ، ايمانك بالرب يقف قويا ً مقويا ً لك ، تقاومه فيهرب ، ايمانك يغلب . وكما نظر بولس الرسول من نافذة سجنه قديما ً فرأى بالايمان الصليب ، هكذا حين تنظر الى المستقبل بالايمان تجد ان النصرة من نصيبك ، هذه هي الغلبة التي تغلب العالم ، ايماننا . كن منتصرا ً فان ربك اقوى ممن قد قام ضدك ففي اعظم الحروب تغلب حتى اعدائك منك تهرب ، كن منتصرا ً واعلم علم اليقين كل صعب سهل للمؤمنين وبالنعمة لا شك نظفر على خصمنا الذي يزأر .