فترة راحة من الخطية
إنه لا يحارب باستمرار، إن وجد للحرب الدائمة أضرارًا...
فهو قد يبطل الحرب فترة، ليس إشفاقًا منه على من يحاربه، وإنما لكي يجره إلى التهاون وعدم ثقة في القدرة على حياة البر، ويقنعه بأنه مهما تاب، لابد سيعود إلى الخطية مرة أخري.
أو قد يبعد الخطية عنه فترة، ليشتاق إليها.
ربما كثرة ممارسة الخطية تولد الملل منها وكراهيتها. فتكون خطة الشيطان أن يبعدها فترة. ثم بعيدها بعد حين بأسلوب أكثر تشويقًا، أو أكثر حدة، أو بأسلوب غير متوقع لكي يسهل السقوط فيها.
وهكذا يستخدم أسلوب المنح والمنع في المحاربة بالخطية.
إنه بهذا يلعب بمشاعر النفس البشرية.. ويجعلها باستمرار في حالة عدم استقرار، ما بين علو وهبوط. وأولاد الله يدفعهم ذلك إلى مزيد من الحرص والتدقيق، وإلى مزيد من الاتضاع. ولكن الشيطان يريد أن يجعلهم في جو من الخوف وعدم الثقة، والشعور بأن البر فوق مستواهم.
ثم يتدرج من الهجوم الفكري إلى هجوم عام يقول فيه: إن المسيحية ديانة سمو وكمال. ولكنه سمو عير عملي، ليس في مستوي قدرة الإنسان أن يناله. ويخفي في كل ذلك الأمثلة التي قدمتها لنا سير الأبرار في كل زمان...