منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 07 - 2014, 03:53 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

تفسير الأصحاح الأول من سفر زكريا النبي

غضب الله والتوبة عن المعصية
ماذا كانت الدعوة؟
راكب الفرس الأحمر
بيت أورشليم
الجهاد الروحي
الحواشي والمراجع
تفسير العلامة القديس ديديموس  الأصحاح الأول من سفر زكريا النبي
في الشهر الثامن في السنة الثانية لداريوس كانت كلمة الرب إلى زكريا بن برخيا بن عدو النبي قائلًا قد غضب الرب غضبًا على آبائكم. فقل لهم. هكذا قال رب الجنود. ارجعوا إلى يقول رب الجنود فأرجع إليكم يقول رب الجنود. لا تكونوا كآبائكم الذين ناداهم الأنبياء الأولون قائلين هكذا قال رب الجنود ارجعوا عن طرقكم الشريرة وعن أعمالكم الشريرة. فلم يسمعوا ولم يصغوا إلى يقول رب الجنود آباؤكم أين هم والأنبياء هل أبدًا يحيون. ولكن كلامي وفرائضي التي وصيت بها عبيدي الأنبياء أفلم تدرك آباءكم، فرجعوا وقالوا كما قصد رب الجنود أن يصنع بنا كطرقنا وكأعمالنا كذلك فعل بنا.
في اليوم الرابع والعشرين من الشهر الحادي عشر. هو شهر شباط. في السنة الثانية لداريوس. كانت كلمة الرب إلى زكريا بن برخيا بن عدو النبي قائلًا: رأيت في الليل وإذا برجل راكب على فرس أحمر وهو واقف بين الآس الذي في الظل وخلفه خيل حمر وشقر وشهب فقلت يا سيدي ما هؤلاء، فقال لي الملاك الذي كلمني أنا أريك ما هؤلاء فأجاب الرجل الواقف بين الآس وقال هؤلاء هم الذين أرسلهم الرب للجولان في الأرض فأجابوا ملاك الرب الواقف بين الآس وقالوا قد جلنا في الأرض وإذا الأرض كلها مستريحة وساكنة.
فأجاب ملاك الرب وقال: يا رب الجنود إلى متى أنت لا ترحم أورشليم ومدن يهوذا التي غضبت عليها هذه السبعين سنة فأجاب الرب الملاك الذي كلمني بكلام طيب وكلام تعزية. فقال لي الملاك الذي كلمني ناد قائلًا. هكذا قال رب الجنود. غرت على أورشليم وعلى صهيون غيرة عظيمة. وأنا مغضب بغضب عظيم على الأمم المطمئنين. لأني غضبت قليلًا وهم أعانوا الشر. لذلك هكذا قال الرب: قد رجعت إلى أورشليم بالمراحم فبيتي يبنى فيها يقول رب الجنود ويمد المطمار على أورشليم. ناد أيضًا وقل. هكذا قال رب الجنود. أن مدني تفيض بعد خيرًا والرب يعزي صهيون بعد ويختار بعد أورشليم.

فرفعت عيني ونظرت وإذا بأربعة قرون. فقلت للملاك الذي كلمني. ما هذه. فقال لي هذه هي القرون التي بددت يهوذا وإسرائيل وأورشليم. فأراني الرب أربعة صناع، فقلت جاء هؤلاء ماذا يفعلون. فتكلم قائلًا هذه هي القرون التي بددت يهوذا حتى لم يرفع إنسان رأسه. وقد جاء هؤلاء ليرعبوهم وليطردوا قرون الأمم الرافعين قرنًا على أرض يهوذا لتبديدها" زك: ص1.
تفسير العلامة القديس ديديموس  الأصحاح الأول من سفر زكريا النبي
غضب الله والتوبة عن المعصية

"قَدْ غَضِبَ الرَّبُّ غَضَبًا عَلَى آبَائِكُمْ. فَقُلْ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: ارْجِعُوا إِلَيَّ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ، فَأَرْجِعَ إِلَيْكُمْ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ." زك1: 2- 3.
إن الطغاة والخطاة يجلبون غضبًا كبيرًا. لأن الله هو الديان "الذي سيجازي كل واحد حسب أعماله"رو3: 6. ويقيس عقاب من يتعدى النواميس الإلهية حسب التعدي، فلا ينذر كل الناس بنفس العقاب، بل يجازي كل خطية بما يناسبها من العقاب. وعلى أي حال فأننا نجد في إنذاره لنا صلاحًا كثيرًا لأنه لو كان الله يريد أن ينتقم ممن يستحقون العقاب بمعاقبتهم، لما كان ينذرهم، بل يسكب عليهم العقاب دون تحذير.
يقول: "ارجعوا إلى"، أحفظوا وصاياي واعترفوا بحقي، وهكذا تجدونني أرجع إليكم. لأني غير المتغير غير المستحيل، الثابت دائمًا، أبدو كأني أحول وجهي عنكم وأبتعد عنكم.

تفسير العلامة القديس ديديموس  الأصحاح الأول من سفر زكريا النبي
يقول لهم بصفة الفرد: "لأنك أنت رفضت المعرفة أرفضك أنا حتى لا تكن لي. ولأنك نسيت شريعة إلهك أنا أيضًا بنيك" هو4: 6.
وما شابه ذلك يحدث في بعض الظواهر الطبيعية المحسوسة. فاليابسة لا يمكن أن تنتقل من مكانها، ومع ذلك فالذين يبتعدون عنها في السفينة تبدو لهم كأنها هي التي تبتعد، بينما هم الذين يبتعدون(1).
فالذي يبين بهذه الكلمات عظمة صلاحه يقول أنه في جبروته ينقذ. ففي النداء بالرجوع والاقتراب رحمة وصلاح كثير، إذ يوجه نداءه للبعيدين عنه وعن الفضيلة، لكي يكون لهم خلاصًا أبديًا باقترابهم منه واقترابه منهم كما هو مكتوب: "اقتربوا إلى الله فيقترب إليكم" يع4: 8.
إن هذه الافتراقات وهذه الاقترابات التي نتكلم عنها لا يجب أن نفهمها على أنها تتم في فراغ، بل بموقف الروح واستعداداتها.
إذا كنتم ترجعون إلى، أرجع إليكم، لا تكونوا مثل آبائكم في الشر، الذين وجه إليهم الأنبياء نداءاتهم في الماضي، إذا أردتم ألا يكون لكم ذات النصيب مثلهم.
تفسير العلامة القديس ديديموس  الأصحاح الأول من سفر زكريا النبي
ماذا كانت الدعوة؟


أن يحيدوا عن عاداتهم الشريرة وطرقهم الرديئة. ولكن لأنهم لم ينصتوا إليهم ولم ينتبهوا لهم، هلكوا في نفس الوقت مع الأنبياء الكذبة الذين خدعوهم، حتى اختفى في وقت واحد المضلون والذين تركوا أنفسهم ينخدعون بأكاذيبهم. إذن إن كان الأنبياء الكذبة ليسوا بعد بموجودين ولا انخدعوا بأقوالهم أيضًا، فتجنبوا من ناحيتكم أنتم أيضًا الذين قدمت لهم كلمة الرب، وسلكوا طريق الشر.
تفسير العلامة القديس ديديموس  الأصحاح الأول من سفر زكريا النبي
راكب الفرس الأحمر

" رَأَيْتُ فِي اللَّيْلِ وَإِذَا بِرَجُل رَاكِبٍ عَلَى فَرَسٍ أَحْمَرَ، وَهُوَ وَاقِفٌ بَيْنَ الآسِ الَّذِي فِي الظِّلِّ، وَخَلْفَهُ خَيْلٌ حُمْرٌ وَشُقْرٌ وَشُهْبٌ." زك1: 8.
الراكب على فرس أحمر هو الرب المخلص المتجسد والفرس الأحمر هو الجسد الذي لبسه، رآه النبي" وهو واقف بين الآس الذي في الظل"، أي بين الجبال المظللة. والجبال هي العهدان، وهي مخصبة ومظللة بسبب غنى الأفكار وكثرة نصوص الكتاب عن التجسد.
"وخلفه خيل"، أي يتبعونه. كذلك موسى النبي، بينما لم يستطيع أن يرى وجه الله مكشوفًا، سمح له بأن ينظر ما وراءه: "ثم أرفع يدي فتنظر ورائي، وأما وجهي فلا يرى" خر33: 23.
إن الكتاب يعطي للخيل ألوانًا مختلفة، لأن البعض يمثلون الناس، والبعض الآخر يمثل "أرواحًا خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص" عب1: 14.
" فِي الْمَرْكَبَةِ الأُولَى خَيْلٌ حُمْرٌ، وَفِي الْمَرْكَبَةِ الثَّانِيَةِ خَيْلٌ دُهْمٌ، وَفِي الْمَرْكَبَةِ الثَّالِثَةِ خَيْلٌ شُهْبٌ، وَفِي الْمَرْكَبَةِ الرَّابِعَةِ خَيْلٌ مُنَمَّرَةٌ شُقْرٌ." زك6: 2- 3.
ويمكن القول بأن الخيل المنمرة تمثل الذين يحملون تعليمهم المبني بكل الوسائل على الأشياء المحسوسة والمعقولات التي تسميها الكتب المقدسة: "ما يرى وما لا يرى" كو1: 16، بينما الخيل الأبيض "الشقر والشهب" تمثل من يخبرون بالأسرار الإلهية غير المادية.
" هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ أَرْسَلَهُمُ الرَّبُّ لِلْجَوَلاَنِ فِي الأَرْضِ" زك1: 10.
حسب وجهة نظر أخرى، يمثل الجبلان المظللان شعب العبرانيين وشعب الأمم،ويقف بينهما الشخص الذي أشرنا إليه بخبر النبي بمن عهد إليهم بالجولان في الأرض. أنهم معلمون ممتازون أرسلهم الرب، وليس كل من يحترف التعليم أو يجوب الأرض مرسلًا من الرب.
" قَدْ جُلْنَا فِي الأَرْضِ وَإِذَا الأَرْضُ كُلُّهَا مُسْتَرِيحَةٌ وَسَاكِنَةٌ" زك1: 11.
إن الروح العاقلة لها في ذاتها طاقة تحركها وهي باستمرار في حالة نشاط. وعندما تعمل من أجل الخير، تظل هادئة مستريحة دون اضطراب، وتتمتع بذلك السلام الداخلي الذي تعطيه مخافة الله. ومكتوب "الأرض فرغت وسكتت عند قيام الله للقضاء لتخليص كل ودعاء الأرض" مز76: 8- 9. وأيضًا: "أما المستمع لي فيسكن آمنًا ويستريح من خوف الشر" أم1: 33.
وبنفس المعنى قال الله لقايين الملعون الذي يضطرب بطريقة غير مرتبة: "لماذا اغتظت ولماذا سقط وجهك أن أحسنت أفلا رفع وإن لم تحسن فعند الباب خطية رابضة وإليك اشتياقها وأنت تسود عليها" تك4: 6- 7. وكأنه يقول له أنك تضطرب بطريقة جنونية عندما تخطئ، فضع نهاية لعنفك غير المعقول، فحينئذ يمدح هدوؤك إن كنت تحيد عن الشر وتصنع الخير.
فالاستقرار من نتائج مثل هذا الهدوء. فإن الزانية تظهر في سفر الأمثال "صخابة وهي جامحة، في بيتها لا تستقر قدماها، تارة في الخارج وأخرى في الشوارع وعند كل زاوية تكمن" أم7: 11- 12.
وعلى النقيض، فإن المرأة المهذبة صالحة الأصل تستقر في بيتها وتحفظ أمانة الزواج نحو زوجها وترى نفسها محاطة سريعًا بالأطفال.
وقيل في المزامير عن الزوج أنه كلمة الله "المسكن العاقر في بيت أم الأولاد فرحانة هللويا" مز113: 9.
تفسير العلامة القديس ديديموس  الأصحاح الأول من سفر زكريا النبي
بيت أورشليم

أما البيت المبني وسط أورشليم فهو كنيسة الله الحي، ويجب على خادم الله أن يتصرف في داخل الكنيسة يجب ناموس التقديس وهذا ما يعلمه بولس الرسول الذي يتكلم في المسيح، عندما يقول لتيموثاؤس: "ولكن إن كنت أبطئ فلكي تعلم كيف يجب أن تتصرف في بيت الله الذي هو كنيسة الله الحي عمود الحق وقاعدته" 1تي3: 15.
وحسب تفسير آخر يكون البيت المعاد بناؤه في أورشليم هو يسوع بن مريم الذي بنته الحكمة الإلهية حسب القول: "الحكمة بنت بيتها" أم9: 1.
وهذا البيت تشير إليه الحكمة التي بنته عندما تقول لأعدائها: "انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه" يو2: 19. "وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده" يو2: 21.
كما يجب أن نضيف أن كل مؤمن هو أيضًا بيت مبني ليكون هيكلًا لله. ويقول الكتاب: "أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم" 1كو3: 16.
والمخلص ذاته يقول ذلك بوضوح: "أن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلًا" يو14: 23.
تفسير العلامة القديس ديديموس  الأصحاح الأول من سفر زكريا النبي
الجهاد الروحي

"فَرَفَعْتُ عَيْنَيَّ وَنَظَرْتُ وَإِذَا بِأَرْبَعَةِ قُرُونٍ. فَقُلْتُ لِلْمَلاَكِ الَّذِي كَلَّمَنِي: «مَا هذِهِ؟» فَقَالَ لِي: «هذِهِ هِيَ الْقُرُونُ الَّتِي بَدَّدَتْ يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلَ وَأُورُشَلِيمَ" زك1: 18- 19.
القرون هي الأربع ممالك التي ترتفع ضد سكان أورشليم وأن هي إلا هؤلاء الأعداء الذين قال عنهم الرسول بولس: "فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية في السماويات" أف 6: 12.
وأيضًا يقول المرتل لمن يحيط به الأعداء، مؤكدًا وجود هذا الجمع من القوات الشريرة الذي يحاربه القديسون: "عَلَى الأَسَدِ وَالصِّلِّ تَطَأُ. الشِّبْلَ وَالثُّعْبَانَ تَدُوسُ." مز91: 13.
إن النبي قد رأى تلك القرون ذات المعنى السري حينما وقع عينيه الروحية لكي بتأمله في سلاحها وقوتها يلبس درع الله الذي لا يقهر. "الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إبليس." أف 6: 11.
ولكن من هم أولئك الحدادون الذين يسنون تلك القرون، هذا ما نعلمه من بقية قول الكتاب.
فالملاك الذي أراها للنبي، وقد أوضحنا معناها، يبين له الهدف الذي من أجله ذكرت الأربعة قرون، يقول أنها لم تذكر إلا لتفرق إسرائيل ويهوذا بمنأى عن الأرض المقدسة، وفي تشتتهم في الأسر لا يلتم لهم شمل ومن الوحدة يحرمون.
ومعنى كلمة يهوذا: الذي يعترف بالله، بينما يدعي إسرائيل "من يرى الله بالروح".
"فَأَرَانِي الرَّبُّ أَرْبَعَةَ صُنَّاعٍ. فَقُلْتُ: «جَاءَ هؤُلاَءِ، مَاذَا يَفْعَلُونَ؟» فَأَجَابَ: «هذِهِ هِيَ الْقُرُونُ الَّتِي بَدَّدَتْ يَهُوذَا حَتَّى لَمْ يَرْفَعْ إِنْسَانٌ رَأْسَهُ. وَقَدْ جَاءَ هؤُلاَءِ لِيُرْعِبُوهُمْ وَلِيَطْرُدُوا قُرُونَ الأُمَمِ الرَّافِعِينَ قَرْنًا عَلَى أَرْضِ يَهُوذَا لِتَبْدِيدِهَا». زك 1: 20-21.
ولكي يغري من يرى حشد الأعداء وشيكًا بين أن هناك توازنًا بين المدعوين للمعونة من الصناع الأخيار وبين الأعداء.
وليس كل الذين يحترفون الصناعة أخيارًا فهناك الصناع الأشرار أيضًا، يميز بين الصنفين سليمان الحكيم فيقول: "أَمَا يَضِلُّ مُخْتَرِعُو الشَّرِّ؟ أَمَّا الرَّحْمَةُ وَالْحَقُّ فَيَهْدِيَانِ مُخْتَرِعِي الْخَيْرِ." أم 14: 22.
ولا يختلف عمل هؤلاء الصناع (مخترعو الشر) عن أعمال الأربعة قرون فهو ينطوي على النكران وعلى القسوة في شتى الصور أما الصناع الذين يظهر الله مجيئهم فهم أصحاب الرحمة والإيمان: بالرحمة يمارسون الفضيلة العملية نحو الناس بمحبتهم القريبة كالنفس أما الإيمان فإنهم يقدمونه بتفكيرهم في الأمور التقوية وفي المعرفة.
والذي يقدمهم ويظهرهم هو الله تعالى الذي يدعو أولئك الذين يستطيعون مساعدة البؤساء إلى الخير.
وبعد أن رأى النبي من أرسلهم الله وأظهرهم، يسأل عما هم فاعلون عند مجيئهم. ويجيبه الله أنهم يأتون لكي يجعلوا الأربعة شعوب التي ترتفع في أرض الله جادة لاستقبال من وقعوا في الأسر.
وهكذا يتفرق يهوذا وينكسر إسرائيل، حتى أنهم في بليتهم لا يرفع أحد هامته ليقاوم الأعداء أو يجابههم.
ويقول العلامة ديديموس: وقد قرأت شرحًا لأحد المفسرين يقول فيه أن الأربعة صناع هم الإنجيليون الأربعة.
كما يمكن أن يقال أن الأربعة صناع هم الملائكة الذين يرسلهم الله لجمعوا المختارين من الأربع رياح، أي من الأربعة اتجاهات: "فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الأربع الرياح من أقصاء السموات إلى أقصائها" مت24: 31.
ومهما يكن من تفسير عن هؤلاء الأربعة صناع، فإن الله يظهرهم ويرسلهم ليعاقبوا الكبرياء الباطل ووقاحة الذين يقومون ضد من وضعهم الله في سلطان.
وطالما كان إسرائيل ويهوذا يسلكان طريق الخير، كان يطل مسكنهم في أرض الرب. ولكن عندما توقفوا عن الانتباه إلى الناموس وعن التأمل فيه نهارًا وليلًا، كما يقول داود النبي: "في ناموس الرب مسرته وفي ناموسه يلهج نهارًا وليلًا" مز1: 2 حينئذ مالوا إلى الشر حتى سقطوا بسماح من العناية الإلهية تحت نير أربعة شعوب، وهم المدعوون "قرونًا" بسبب طابعهم الاستبدادي. فهذه الأربعة قرون التي تكلمنا عنها هبت بدافع القسوة والكبرياء ضدهما، فأذلت شعب الله وكسرته.
وهناك في الكتب المقدسة فصول كثيرة تشير بكلمة "قرون" إلى الممالك والملوك، وبالأخص في سفر دانيال.
_____
الحواشي والمراجع:
(1) لا يمكن أن يكون ديديموس قد أختبر ذلك، لأنه ضرير فهو بلا شك قد عرف هذا الأمر من الأمثلة التي يعلمونها في المدارس.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب نص تفسير العلامة القديس ديديموس الضرير لسفر زكريا النبي - المقدس يوسف حبيب
تفسير العلامة القديس ديديموس تفسير الأصحاح الخامس من سفر زكريا النبي
تفسير العلامة القديس ديديموس تفسير الأصحاح الرابع من سفر زكريا النبي
تفسير العلامة القديس ديديموس تفسير الأصحاح الثالث من سفر زكريا النبي
تفسير العلامة القديس ديديموس تفسير الأصحاح الثاني من سفر زكريا النبي


الساعة الآن 07:26 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024