|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تفسير الأصحاح الثالث من سفر زكريا النبي يسوع الكاهن الأعظم الله هو الملجأ ضد الشيطان الرب ينتهر الشيطان الشعلة المنتشلة الثبات في الإيمان حجر الزاوية الكرمة والتينة وَأَرَانِي يَهُوشَعَ الْكَاهِنَ الْعَظِيمَ قَائِمًا قُدَّامَ مَلاَكِ الرَّبِّ، وَالشَّيْطَانُ قَائِمٌ عَنْ يَمِينِهِ لِيُقَاوِمَهُ. فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ يَا شَيْطَانُ! لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ الَّذِي اخْتَارَ أُورُشَلِيمَ! أَفَلَيْسَ هذَا شُعْلَةً مُنْتَشَلَةً مِنَ النَّارِ؟». وَكَانَ يَهُوشَعُ لاَبِسًا ثِيَابًا قَذِرَةً وَوَاقِفًا قُدَّامَ الْمَلاَكِ. فَأَجَابَ وَكَلَّمَ الْوَاقِفِينَ قُدَّامَهُ قَائِلًا: «انْزِعُوا عَنْهُ الثِّيَابَ الْقَذِرَةَ». وَقَالَ لَهُ: «انْظُرْ. قَدْ أَذْهَبْتُ عَنْكَ إِثْمَكَ، وَأُلْبِسُكَ ثِيَابًا مُزَخْرَفَةً». فَقُلْتُ: «لِيَضَعُوا عَلَى رَأْسِهِ عِمَامَةً طَاهِرَةً». فَوَضَعُوا عَلَى رَأْسِهِ الْعِمَامَةَ الطَّاهِرَةَ، وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابًا وَمَلاَكُ الرَّبِّ وَاقِفٌ. فَأَشْهَدَ مَلاَكُ الرَّبِّ عَلَى يَهُوشَعَ قَائِلًا: «هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنْ سَلَكْتَ فِي طُرُقِي، وَإِنْ حَفِظْتَ شَعَائِرِي، فَأَنْتَ أَيْضًا تَدِينُ بَيْتِي، وَتُحَافِظُ أَيْضًا عَلَى دِيَارِي، وَأُعْطِيكَ مَسَالِكَ بَيْنَ هؤُلاَءِ الْوَاقِفِينَ. فَاسْمَعْ يَا يَهُوشَعُ الْكَاهِنُ الْعَظِيمُ أَنْتَ وَرُفَقَاؤُكَ الْجَالِسُونَ أَمَامَكَ، لأَنَّهُمْ رِجَالُ آيَةٍ، لأَنِّي هأَنَذَا آتِي بِعَبْدِي «الْغُصْنِ». فَهُوَذَا الْحَجَرُ الَّذِي وَضَعْتُهُ قُدَّامَ يَهُوشَعَ عَلَى حَجَرٍ وَاحِدٍ سَبْعُ أَعْيُنٍ. هأَنَذَا نَاقِشٌ نَقْشَهُ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ، وَأُزِيلُ إِثْمَ تِلْكَ الأَرْضِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ. فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ، يُنَادِي كُلُّ إِنْسَانٍ قَرِيبَهُ تَحْتَ الْكَرْمَةِ وَتَحْتَ التِّينَةِ». زك ص 3. (وَأَرَانِي يَهُوشَعَ الْكَاهِنَ الْعَظِيمَ قَائِمًا قُدَّامَ مَلاَكِ الرَّبِّ، وَالشَّيْطَانُ قَائِمٌ عَنْ يَمِينِهِ لِيُقَاوِمَهُ) زك 1:3 يسوع الكاهن الأعظم أنظرًا لأهمية الرؤى التي يقدمها الله وطابعها الذي يفوق الطبيعة، ولكونها ليست حية ولا بشرية يظهر يسوع الكاهن الأعظم النبي الكاهن الواقف بطريقة إلهية أمام ملاك. إن يسوع الكاهن الأعظم الذي قيل عنه: (أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق) مز 4:110. يظهر في الرؤيا واقفًا هادئًا ثابتًا على شبه ما قيل في الإنجيل: (وقف يسوع ونادى قائلًا: إن عطش أحد فليقبل إلى ويشرب) يو 37:7. وكل الذين يأتون إليه يشربون لأنه دائم إلى الأبد. من هم الذين يحاربهم الشيطان؟ إنهم الواقفون عن يمين القائم قدام ملاك الرب. ويقول الكتاب: (وقال الرب سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة. ولكنى طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك) لو 22: 31-32. الله هو الملجأ ضد الشيطان الذين يهاجمهم الشيطان لا يتحملون خسارة ما. وفضلا عن ذلك فإنهم يأخذون الوسائط التي بها يجابهونه، فيدوسون قوته المعادية بأقدامهم دون أن يصيبهم أدنى أذى، إذ أنهم يرجون ذلك الذي يحطم جهاد الشيطان المدمر وتمرده عند أقدام القديسين. فإنه مكتوب: (وكل من عنده هذا الرجاء) 1 يو 3:3. يبقى سليمًا هادئًا، لأن الخبيث لن يمس من يأخذ العون من يمين الله حاميه. (أما الصديقون فيحيون إلى الدهر وعند الرب ثوابهم وعند العلى اهتمامهم) حكمة 16:5. لنتأمل ما يسمعه المرتل عمن يكون في حمى الرب: * (لأَنَّكَ قُلْتَ: «أَنْتَ يَا رَبُّ مَلْجَإِي». جَعَلْتَ الْعَلِيَّ مَسْكَنَكَ، لاَ يُلاَقِيكَ شَرٌّ، وَلاَ تَدْنُو ضَرْبَةٌ مِنْ خَيْمَتِكَ. لأَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ فِي كُلِّ طُرُقِكَ.) مز 91: 9-11 وأيضا (عَلَى الأَسَدِ وَالصِّلِّ تَطَأُ. الشِّبْلَ وَالثُّعْبَانَ تَدُوسُ.) مز 91: 13 ويسميه يوحنا الرسول في سفر الرؤيا: (التنين العظيم الحية القديمة المدعو إبليس والشيطان الذي يضل العالم كله) رؤ9:12 و(شيطان) كلمة عبرية معناها الخصم. ومن هذه الوجهة خير لنا أن يكون الشيطان عدونا وخصمنا من أن يكون صديقا لنا. لأن صحبته ضارة وتجر إلى الهلاك. وقد وضح ذلك عندما اقترب من يهوذا ن فجعل منه ابنًا للهلاك (ولم يهلك منهم أحد إلا ابن الهلاك ليتم الكتاب) يو 12:17يقول عنه لتلاميذه: (أليس إني أنا اخترتكم الاثني عشر وواحد منكم شيطان) يو 7:6. ألا ليت الله عون من ليس له عون سواه، يعطينا نحن أيضا الذين علينا أن نجاهد ضد القوات وضد أجناد الشر الروحية، أن نبقى في حماه من الضربات، غير مقهورين، دون أن يستطيع الخبيث أن ينال منا شيئًا. (فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية في السماويات) أف 12:6. (فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ يَا شَيْطَانُ! لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ الَّذِي اخْتَارَ أُورُشَلِيمَ! أَفَلَيْسَ هذَا شُعْلَةً مُنْتَشَلَةً مِنَ النَّارِ) زك 2:3. الرب ينتهر الشيطان ليس بكلمات مصوغة في لغة بشرية يتحدث مالك كل الأشياء مع الشيطان فإذا أخذنا سفر أيوب نجد أن الله يخاطب الشيطان وان الشيطان يخاطبه، ولكننا لسنا بسطاء لدرجة إننا نفتكر أن الأسئلة والأجوبة كانت حسب أسلوب اللغة البشرية المسموعة. أنه أسلوب آخر يليق بجلاله تعالى. حقا أن الله يتكلم عندما يظهر إرادته لمن يشاء أن يسمعه، كما أنه أيضا يسمع الذين يخاطبونه بمعرفة بما في روحهم. وفى النص الذي نفسره يقول الرب: (لينتهرك الرب يا شيطان). وهو ما معناه تقريبا: لتكن أداة غضب يجازى فيك وبك المذنبون بحسب شر أفعالهم. أي بما انك تخطئ بطريقة سرية في نفسك، ولكنك تعمل جيداُ أنك تخطئ، لينتهرك الله الذي لا يخفى عليه شيء، لا يخفى ما تسر، ولا أي سر آخر، لأنه يعرف الخبث المخبأ فيك. وكذلك يمارس الشيطان شره كما يفعل الكثيرون الذين ولدهم في الشر. يقول انه ذلك عنه باشعياء النبي: (وأنت قلت في قلبك اصعد إلى السموات ارفع كرسي فوق كواكب الله واجلس على جبل الاجتماع في أقاصي الشمال. اصعد فوق مرتفعات السحاب أصير مثل العلى) أش 14: 13-14 وتوجد نفس الفكرة في هذا الفصل من المزامير: نَأْمَةُ مَعْصِيَةِ الشِّرِّيرِ فِي دَاخِلِ قَلْبِي أَنْ لَيْسَ خَوْفُ اللهِ أَمَامَ عَيْنَيْهِ. لأَنَّهُ مَلَّقَ نَفْسَهُ لِنَفْسِهِ مِنْ جِهَةِ وِجْدَانِ إِثْمِهِ وَبُغْضِهِ.) مز 36: 1-2 ولأنه يخطى في نفسه ولأنه في السريرة يقول: اصعد حتى السماء جوزى في نفسه، ويعرف ذلك جيدًا. ونفس الفكرة أيضا في النص الآتي: (قال الجاهل في قلبه ليس إله) مز 1:14 ومز 1:53. فبعد أن أوضح نص النبوة، أن من يخطئ في السر لا ينجو من المجازاة، بيَّن بعد ذلك من الذي يجازى، أنه ذلك الذي أختار أورشليم. أما المدينة المختارة من الله فقد شرحت بأساليب كثيرة: فكانت تسمى أورشليم: (1) الروح الطاهرة التي ترى السلام الذي يفوق العقل، وسلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم) في 7:4. (2) أو كنيسة المسيح المجيدة المقدسة التي بلا خطية ولا دنس. (3) وحسب المجاز السامي، مدينة الله الحي السمائية، حسب المكتوب (بل قد أتيتم إلى جبل صهيون وإلى مدينة الله الحي أورشليم السماوية وإلى ربوات هم معقل ملائكة) عب 22:12. الشعلة المنتشلة أن من انتهره الرب الذي أختار أورشليم قد ضاعت قوته لدرجة أنه لا يستطيع بعد أن يأتى بثمر، مثله مثل الشعلة المنتشلة من النار التي كادت أن تصير لحمًا فالغصن الخشب المحترق لا يمكن أن يثمر فيما بعد، حتى ولو انتشل من النار قبل أن يحترق تمامًا ويتحول إلى رماد، ولكنه يصلح لأغراض أخرى ينتشله الله من أجلها. أفلا يطلق الأسير من الأسر وقد خلصه ذلك الذي نادى (للمسبيين بالعتق والمأسورين بالإطلاق) أش 1:61، وأعطاهم أن يرجعوا إلى الوطن الذي كانوا ساكنيه قبل مجيء الأعداء الذين أسروهم ومضوا بهم؟ (وَكَانَ يَهُوشَعُ لاَبِسًا ثِيَابًا قَذِرَةً وَوَاقِفًا قُدَّامَ الْمَلاَكِ. فَأَجَابَ وَكَلَّمَ الْوَاقِفِينَ قُدَّامَهُ قَائِلًا: «انْزِعُوا عَنْهُ الثِّيَابَ الْقَذِرَةَ». وَقَالَ لَهُ: «انْظُرْ. قَدْ أَذْهَبْتُ عَنْكَ إِثْمَكَ، وَأُلْبِسُكَ ثِيَابًا مُزَخْرَفَةً». فَقُلْتُ: «لِيَضَعُوا عَلَى رَأْسِهِ عِمَامَةً طَاهِرَةً». فَوَضَعُوا عَلَى رَأْسِهِ الْعِمَامَةَ الطَّاهِرَةَ، وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابًا) زك 3: 3-5. ولأن القديسين مملوؤون محبة، فهم يعطفون على المجربين. ويبكون مع الباكين. لذلك لبس الكاهن ثياباُ قذرة، هي الأعمال التي تمت بدون اعتبار الناموس. فانه بعد أن قال: (أنزعوا عنه الثياب القذرة) قال: (قد أذهبت عنك إثمك). وبعد أن نزعوا عنه الثياب القذرة وضعوا (على رأسه العمامة الطاهرة وألبسوه ثياباُ، فمن أجل إعادة تأسيس المدينة والهيكل وبنائها، يرتدى رئيس المأسورين الذين اعتقوا ثياب الخلاص ورداه البر. (تبتهج نفسي بإلهي لأنه قد ألبسني ثياب الخلاص. كأني رداء البر) أش 10:61 يلقى عنه الثياب القذرة لأنه لا يجب أن يحزن بعد، بل يفرح ويتهلل لخلاص الذين تحملوا الأسر. ولكن من هم يصدو إليهم الأمر أن ينزعوا عنه ثياب الحزن التي وصفت بأنها قذرة؟ إنهم الذين ألبسوه مثل هذه الثياب من جراء الخطية. ويمكن أيضًا أن نعتبر الذين صدر إليهم الأمر بنزع الثياب القذرة، إنهم الملائكة، لأنهم يحيطون بمن يخافون الله لكي يمحوهم ويمنعوهم من الشعور بالهم والحزن الذين ترمى بهما تجارب الحياة. إن يهوشع الذي كان يعيش في بابل هو رمز ليسوع المسيح، والثياب القذرة التي كان يلبسها هي رمز لخطايا كل البشرية التي حملها دون أن يكون هو ذاته قد اخطأ أو يهرب الخطية، والذي لم يفعل خطية ولا وجد في فمه مكر) 1 بط 22:2 (الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فتحيا للبر. الذي بجلدته شفيتم) 1بط 24:2. وبولس الإناء المختار يكتب: (إذ محا الصك الذي علينا في الفرائض الذي كان ضدًا لنا وقد رفعه من الوسط مسمرًا إياه بالصليب. إذ جرد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهارًا ظافرًا بهم فيه) كو2: 14-15. وهكذا بعد أن انتصر حرًا، جرد الرياسات والسلاطين الذين أحاطوا به. هلا يكون الإنسان ظهيرًا لهذه الرياسات والسلاطين وهو يستسلم لمقترحاتهم الممقوتة والمشاعر الشريرة؟ إن من يتأمل في تعاليم مخلصنا الصالح ويعمل بها بلبس المسيح، حسب الكلمة: (لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح) غل 27:3 وأما من يتأمل ويعمل باقتراحات وسلاطين ورياسات الشر يتردى بهم. فيجب على من يجاهدون من أجل الخلاص أن يصارعوا ضدها، حتى يلبسهم ثوب الخلاص آخذا من كل منهم علامته الخاصة، أولئك قد جردهم ربنا ومخلصنا عندما أخذ خطايانا على عاتقه، لأنه قيل عنه: (أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها) أش 14:53 (وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين) أش 13:53. إذن فحتى عندما يظهر يهوشع في الرؤيا بثياب قذرة، فإن هذه الثياب ليست خاصة به،ولكن ماذا كان يقول الملاك الذين يقفون أمام يهوشع؟ يقول: (أنزعوا عنه الثياب القذرة) لأنها ليست ثيابه بل ثيابكم. فعندما تصنعون ما حرم عليكم يغشاه ثوب قذر. فتوبوا إذن عن أعمالكم الشريرة وأزيلوا عن كاهله أدناس خطاياكم. ويمكن أن نقول أيضًا بعبارة أخري: (جعل الذي لم يعرف خطية خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه) 2كو 21:5، (المسيح افتدانا من لعنه الناموس إذ صار لعنه لأجلنا لأنه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة. لتصير بركة إبراهيم للأمم في المسيح يسوع لننال بالإيمان موعد الروح) غل3: 13-14 فهو يلبس ثوبًا قذرا عندما يصير من أجلنا كلنا لعنه لكي ننال البركة. لأنه لذلك استهان بالخزي لكي نصير أحياء بحسب الله. (ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع الذي من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهيناُ بالخزي فجلس عن يمين عرش الله) عب 2:12. (وَمَلاَكُ الرَّبِّ وَاقِفٌ. فَأَشْهَدَ مَلاَكُ الرَّبِّ عَلَى يَهُوشَعَ قَائِلًا: «هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنْ سَلَكْتَ فِي طُرُقِي، وَإِنْ حَفِظْتَ شَعَائِرِي، فَأَنْتَ أَيْضًا تَدِينُ بَيْتِي، وَتُحَافِظُ أَيْضًا عَلَى دِيَارِي، وَأُعْطِيكَ مَسَالِكَ بَيْنَ هؤُلاَءِ الْوَاقِفِينَ.) زك3 5-7. طرق الرب هي الفضائل التي نكملها بحفظ وصايا الرب وعنه يقول داود النبي: (طرقك يا رب عرفني. سبلك علمني) مز4:25 من يتبع هذه الطرق ويسلك فيها دون أن يجيد عنها أبدًا، ينل من الرب المكافأة: (تدين بيتي وتحافظ أيضًا على دياري). مفهوم (البيت) هنا ليس بمعنى المكان أو المبنى، بل جماعة الناس المجتمعين فيه كما يشير بذلك بولس الرسول قائلًا: (وأما المسيح فكابن على بيته. وبيته نحن أن تمسكنا بثقة الرجاء وافتخاره ثابتة إلى النهاية) عب6:3. ويكتب كذلك إلى تيموثاؤس: (ولكن أن كنت أبطئ فلكي تعلم كيف يجب أن تتصرف في بيت الله الذي هو كنيسة الله الحي عمود الحق وقاعدته) 1 تى 15:3. هذا البيت بدينه يسوع المسيح الذي وضع في الكنيسة رسلا وأنبياء، ورعاة، ومعلمين من أجل تكميل القديسين: (وهو أعطى البعض أن يكونوا رسلا والبعض أنبياء والبعض مبشرين والبعض رعاة ومعلمين) أف 11:4. ويقول داود النبي: (الله قائم في مجمع الله. في وسط الآلهة يقضى) مز 1:82. وكما يدين بيت الله، هكذا أيضا يحافظ على دياره فيدعو الروح القدس الممتلئين غيرة ليسكنوا فيها: (اسجدوا للرب في زينه مقدسة) مز 2:29 (قدموا للرب مجد اسمه. هاتوا تقدمة وادخلوا دياره) مز8:96. الثبات في الإيمان أما عن مكافأة مَنْ يذكر بيت الله ويحافظ على دياره، فيشار إليها بهذه الكلمات: (وأعطيك مسالك بين هؤلاء الواقفين) زك 8:3. هؤلاء الواقفون هم الذين تثبتوا في القداسة، ونالوا الرسوخ في الإيمان، ويخاطبهم الرسول بولس عندما يكتب: (لأنكم بالإيمان تثبتون) 2كو ا:24 وفي الإنجيل يعنى مخلصنا الصالح الذين تأصلوا وتأسسوا في المحبة عندما يقول: (الحق أقول لكم أن من القيام ههنا قومًا لا يذوقون الموت حتى يروا أبن الإنسان آتيًا في ملكوته) مت 28:16. وبالاختصار فإن كل الذين يقتربون من المخلص يعيشون وسط أولئك الذين لا يتزحزحون أبدًا عن موقفهم بثبات في القداسة ويقول احدهم ممجدًا الملك الأعلى: (قدام الإله أرنم لك) مز 1:138 (فاسمع يا يهوشع الكاهن العظيم أنت ورفقاؤك الجالسون أمامك. لأنهم رجال آية لأني هاأنذا آتى بعبدي الغض. فهوذا الحجر الذي وضعته قدام يهوشع على حجر واحد سبع أعين) زك 3: 8-9أأـلأأتك يسوع هو الكاهن الأعظم على رتبة ملكي صادق، يقول عنه بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين: (من ثم أيها الإخوة القديسون شركاء الدعوة السماوية لاحظوا رسول اعترافنا ورئيس كهنته المسيح يسوع حال كونه أمينًا للذي أقامه كما كان موسى أيضًا في كل بيته) عب 3: 1-2 يلزم أن نعلم جيدًا أن الذين يستطيعون أن يلاحظوا (رسول اعترافنا ورئيس كهنة المسيح يسوع حال كونه أمينًا للذي أقامه) هم القديسون الذين لهم شركة في الدعوة السماوية.لأن ذلك لم يعط لكل واحد بل فقط لمن يستطيع أن يتكلم بحكمة بين الكاملين ولكننا نتكلم بحكمة بين الكاملين ولكن بحكمة ليست من هذا الدهر ولا من عظماء الدهر الذين يبطلون بل تتكلم بحكمة الله في سر) 1كو 2: 6-7 بل فقط لمن يستطع أن يقول أنى رأيت يسوع بقلبي المستنير بالنور الحقيقي. أنه يدعو من اتخذ صورة العبد وهو ذلك الذي من نسل داود حسب الجسد (الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله لكنه أخلى نفسه آخذ صورة عبد صائرًا في شبه الناس) في 2: 6-7 وهو الذي قيل عنه: (بأحشاء رحمة إلهنا التي بها افتقدنا المشرق من العلاء. ليضئ على الجالسين في الظلمة وظلال الموت) لو 1: 78-79. إذ أنه لا يوجد فرق بينه وبين النور الحقيقي، وقيل عنه: (ولكم أيها المتقون اسمي تشرق شمس البر والشفاء في أجنحتها) ملاخي 2:4. حجر الزاوية ما هو هذا الحجر إلا المخلص الذي جاء بيننا، وقيل عنه: (ويخرج قضيب من جذع يسى وينبت غصن من أصوله ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب) أش 11: 1-2 وقيل: (الحجر الذي رفضه البناؤون قد صار رأس الزاوية) مز22:118 (هذا هو الحجر الذي احتقر تموه أيها البناؤون الذي صار رأس الزاوية) أع 11:4. ألم يضم في زاوية واحدة كلا الحائطين، ذلك الحائط المكون من اليهود الذين قبلوا الإنجيل، والآخر المكون من الأمم الذين قبلوا الإيمان؟ إذ أن الكنيسة تتكون من اليهود واليونانيين، ورأسها المسيح الذي يكمل البناء في زاوية واحدة، فكل الناس الذين قبلوا إنجيل الله صاروا رجلا واحدًا جديدًا. ليتنا نصير نحن أيضًا حجارة حية مقدسة (مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية) أف 20:2 فنكمل بيتًا روحانيًا وهيكلا يسكن الله فيه. فَهُوَذَا الْحَجَرُ الَّذِي وَضَعْتُهُ قُدَّامَ يَهُوشَعَ عَلَى حَجَرٍ وَاحِدٍ سَبْعُ أَعْيُنٍ. هأَنَذَا نَاقِشٌ نَقْشَهُ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ، وَأُزِيلُ إِثْمَ تِلْكَ الأَرْضِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ. فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ، يُنَادِي كُلُّ إِنْسَانٍ قَرِيبَهُ تَحْتَ الْكَرْمَةِ وَتَحْتَ التِّينَةِ». زك 3: 9-10 ذلك اليوم هو يوم نور متألق حين (يأتي الرب الذي سينير خفايا الظلام ويظهر آراء القلوب) 1 كو 5:4 لكي يدين الذين فعلوا الشر من كل نوع. يمكن أن ندعو زمن إقامة الرب مخلصنا على الأرض يوما واحدًا، فيه يزيل نور الرب المحسن والديان في آن واحد كل الإثم عن وجه الأرض التي رآها النبي، لأنه (يرفع خطية العالم) يو 29:1 وبعد أن يجتث الظلم، أطل كل تمرد وكل حرب حينئذ يكون سلامه عميق، ولا يخشى أحد شيئًا، فيستطيع كل واحد أن يعيش في سلام ويدعو قريبه تحت التينة وتحت الكرمة. ويشير ميخا النبي إلى الدعوة السلام والهدوء عندما يعلن شعوره عن هذا اليوم فيقول: (بل يجلسون كل واحد تحت كرمته وتحت تينته ولا يكون من يرعب لأن فم رب الجنود تكلم) ميخا 4:4. الكرمة والتينة قيل عن التينة إنها تمثل الحياة العاملة التي تثمر الأعمال الصالحة: وكذلك يجب أن نفهم الكرمة على إنها غصن الكرمة الحقيقية لأن كل واحد من تلاميذ الرب يسوع هو كرمة لأنه غصن الرب مخلصنا الذي يقول: (أنا الكرمة الحقيقية. كل غصن في لا يأتي بثمر ينزعه. وكل ما يأتي بثمر ينقيه ليأتي بثمر أكثر) يو 15: 1-2 (أنا الكرمة وانتم الأغصان. الذي يثبت في وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير) يو 5:15. إن الذين يزرعون هاتين الشجرتين يحبون قريبهم كأنفسهم: لذلك يدعون بعضهم بعضًا بسلام تحت الكرمة وتحت التينة لكي يتمتعوا بالحياة. وكذلك فإن من يصنع أعمالا حسنة يأتي بأصدقائه تحت التينة إلى زرعها، أي إلى الحياة العاملة. لكي يفرح معهم بالحياة السعيدة والدخول في فرح سيدهم. (نعما أيها العبد الصالح والأمين. كنت أمينا في القليل فأقيمك على الكثير. أدخل إلى فرح سيدك) مت 21:25. |
|