5- نفي جيروم بولسك:
جيروم بولسك راهب كاثوليكي حصل على درجة الدكتوراه من جامعة باريس، بالإضافة إلى شهادة في الطب وكان له رأيًا في المختارين أن الله يختارهم لأنه بسابق علمه يعلم أعمالهم الصالحة.. فكان ملخص رأيه: "أن الذين يطيعون كلمة الله هم المختارون الذين قد عينهم الله للخلاص.. أما الذين لا يطيعونها فهم الذين قد رفضهم"(75)..
عقد الرعاة مجمعًا بقيادة جون كلفن، وبدلًا من قطعه من شركة الكنيسة؛ قرروا طرده من مدينة جنيف..
6- حرق سرفتيوس حيًا:
أما سرفتيوس الأستاذ اللاهوتي والطبيب والمؤلف الأسباني، فقد أنكر التثليث والتوحيد وأزلية الابن.. كما ألَّف كتابًا يهاجم فيه كتاب "المبادئ" الخاص بجون كلفن ويسخر منه.. فكيف كانت نهايته..؟ يقول الدكتور هاري:
"أنكر سرفتيوس في كتابه الثالوث وكذلك أزلية الابن، وظن أنه يحسن صنعًا بذلك لأنه كان يعتقد أن هذين الأمرين هما سبب امتناع اليهود والأتراك عن اعتناق المسيحية.. وقد تقابل مع كلفن عندما كان كلاهما طالبين في باريس.. وقد لاحظ أن كلفن هو الشخصية الحاكمة في حركة الإصلاح.. فاختصه بسخريته.. وسمى كتابه الذي تباهي فيه بآرائه "رد الشيء إلى أصله" وقصد أن يكون صفعة مباشرة لكتاب كلفن "المبادئ" وادَّعى سرفتيوس أنه يستخلص الحق المسيحي من الزيف الذي أحاطه به كلفن.. ولما طورد سرفتيوس من بلد إلى بلد من أجل بدعته المستحدثة، وهروبًا من محاكم التفتيش الكاثوليكية، ذهب إلى جنيف وظهر في كنيسة المجدلية في صباح يوم الأحد 13 أغسطس سنة 1553م.. فعرفوه في الحال والقوا القبض عليه وسجنوه بناء على اتهامات قدمها ضده سكرتير كلفن.. ولكنها كانت مكتوبة بخط كلفن"(76)...
وانتهت المحاكمة بالحكم بإعدام سرفتيوس حرقًا، وعندما زاره كلفن في السجن لعله يتراجع عن رأيه رفض ولكنه طلب من كلفن أن يكون الإعدام بالسيف بدلًا من الحرق.. ولكن دعاة الإصلاح ذو القلوب الصخرية رفضوا طلبه هذا.. وفي يوم الجمعة 27 أكتوبر 1553م اقتادوه في منطقة شامبي وهو يصرخ الرحمة... الرحمة... هذا ظلم.. ظلم.. ظلم.. وكثيرون تبعوه وكانوا متعاطفين معه حتى أن إحدى السيدات صرخت قائلة: إنكم ستحرقون البريء.. ثم أشارت بيدها إلى كلفن، وقالت: "هاك الوغد هو الذي يستحق الإحراق".. فجذبها زوجها بعيدًا لئلا يحكموا عليها بالحرق... وفعلًا تم حرق سرفتيوس حيًا وكان يتبعه القس وليم فاريل مرتديًا الرداء الإكليريكي الخاص بكلفن.. وبعد الحرق أخذ وليم بقايا من جسده ووضعها في الرداء الإكليريكي ثم أعاده إلى صاحبه..