العودة إلى جنيف ثالثةً:
دخل جون جنيف للمرة الثالثة والأخيرة في 31 سبتمبر سنة 1541م، وظل بها حتى نهاية حياته في 17 مايو 1564م أي مكث بها حوالي ربع قرن.. فماذا فعل خلال هذه الفترة..؟
التفسير والكتابة:
ركز جون على تفسير الكتاب المقدس وإلقاء العظات الكثيرة.. فلم يعد هناك صلوات طقسية مثل القداس الإلهي والعشيات والأعياد، فكان لابد أن يحاول ملء الفراغ بالعظات، وقد استعان جون كلفن بتفاسير الآباء أمثال فم الذهب، وجيروم، وأوريجانوس، وأغسطينوس.. ثم طبعت هذه العظات بعد تنقيحها لتظهر في كتب عديدة، يقول عنها القس لبيب مشرقي على لسان جون:
"إنها فعلًا كتب عظيمة.. إنها تستحق التقدير.. إني أعتقد أن الله نفسه أملاها لي"(68)...
ويا ليته اقتصر خدماته على العظات والافتقاد والأعمال الروحية فقط.. إلا انه من المؤسف جدًا أنه نصَّب نفسه الحاكم بأمر الله، أقحم نفسه في الأمور المدنية.. أذاق الشعب طعم المرارة والأفسنتين والعذاب والنفي والموت والحرق والخراب والدمار كما سنرى حالًا..