07 - 07 - 2014, 05:15 PM | رقم المشاركة : ( 51 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
هل عندما ربط الإلحاديون العلم بالإلحاد، والدين بالخرافات والأساطير كانوا على حق؟ س60: هل عندما ربط الإلحاديون العلم بالإلحاد، والدين بالخرافات والأساطير كانوا على حق؟ ج: أصدر " كاي نيلسن " Kai Nielsen الذي تمتع بشهرة كبيرة في الإلحاد كتابه " الفلسفة والإلحاد " سنة 1985م وأيضًا كتابه " الشكل والحداثة " سنة 1989م ويرى " نيلسن " أن الإنسان الذي يملك القدرة على التفكير لا يُعقل أن يؤمن بالدين، ويقول "أن العقيدة الدينية غير معقولة. ومن ثم ينبغي علينا رفضها" (142) كما يقول "أنه لا يشعر بأدنى حاجة إلى اعتناق آية عقيدة دينية" (143). ويقول "د. رمسيس عوض " عن " جابرييل فاهانيان " Vahanian " ويذهب فاهانيان إلى أن العلم نقطة تحوُّل في تاريخ الحضارة المسيحية، فقد أستقل العلم بنفسه عن الدين المسيحي وأكتشف أنه ليس بحاجة إلى الإله الوارد ذكره في الكتاب المقدَّس كي يفهم الطبيعة ويسيطر عليها. وبهذا أتجه العلم إلى الإلحاد وأقترن بالمذهب الإنساني.. ويعلن (فاهانيان) بصراحة أننا لسنا بحاجة إلى الإله الواحد الذي ورد ذكره في الكتاب المقدَّس" (144). ولنا على ما سبق التعليقات الآتية: 1- كان هناك علماء أجلاء من رجال الدين المسيحي، ولو كان الدين ضد العلم ما ظهر مثل هؤلاء الرجال، فنيقولاس كوبر نيكوس (1473 - 1543م) كان رجل دين مسيحي من بولندا، ويعتبر هو مؤسس علم الفلك الحديث علاوة على أنه درس الطب والفلسفة والقانون، وقال بأن الشمس هي مركز الكون بعد أن كان العالم كله يظن أن الأرض هي مركز الكون، وقال أن الأرض تدور حول نفسها مرة كل يوم، وتدور حول الشمس مرة كل عام، وسجل هذا في كتابه " دوران الأجرام السماوية " ولكن هذا الكتاب لم ينتشر إلاَّ في سنة وفاته 1543م، وقد أهدى كتابه إلى بابا روما.. وجريجور مندل Gregor Mendel (1822 - 1884م): هو راهب نمساوي، جاء عنه في مجلة العلم أنه " كان ابنا لفلاح نمساوي فقير.. وُلِد عام 1822م وأصبح راهبًا، وبعد أن تلقى بعض الدراسات في الرياضة والعلوم في جامعة فيينا عاد إلى حياة الرهبنة في دير بمنطقة " بوهيميا " حيث بدأ تجاربه الشهيرة في عالم النبات التي قادته إلى اكتشاف وجود الجينات، وتوفي سنة 1884م بعد داروين بعامين" (145) كما كان قد كتب عنه " الأستاذ عبد المنعم السلموني " في مجلة العلم أيضًا سنة 2002م يقول "سوف يظل القس.. جريجور مندل علمًا بارزًا باعتباره رائد علم الجينات وصاحب القوانين الأساسية في علوم الوراثة والتي يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر وتفسير كيفية انتقال الصفات الوراثية من الآباء والأجداد إلى الأحفاد. وكان مندل خلال فترة شبابه راهبًا بأحد الأديرة اليوغسلافية، ينتمي إلى مدرسة القديس أوغسطين، عندما تمكن من اكتشاف قوانين الوراثة وذلك نتيجة للتجارب المضنية التي أجراها على نباتات البسلة. أستمر مندل في تجاربه لمدة 15 عامًا متصلة خلال فترة الرهبنة.. وظل يعمل في صبر ودأب وعشق على هذه النباتات في حديقة الدير الذي كان يقع في قرية برن الهادئة.. تمكن بجهوده الخارقة من تسجيل نتائج هذه التجارب على مدار 15 سنة من العمل المتواصل.. استطاع مندل أن يصوغ مصطلحين مازالا شائعي الاستخدام حتى الآن في علوم الوراثة وهما " الصفات السائدة" و"الصفات المتنحية " تخلى مندل عن نشاطه العلمي بعد تعيينه رئيسًا للدير في عام 1871م حيث لم يجد الوقت الكافي للاستمرار في تجاربه. ورغم عظمة الإنجاز العلمي الذي حققه فأنه لم يكن قد تلقى غير قدر يسير من التعليم حيث لم يدرس سوى أربعة " تيرمات " بجامعة فيينا شملت الفيزياء التجريبية والكيمياء وقليلًا من الأحياء. ويرى العلماء أن بساطة مندل في عمله كانت أساس نجاحه، وأن إحدى المعجزات التي حققها أنه أكتشف شيئًا بالغ التعقيد وصاغه في أفكار بسيطة للغاية، كما أنه أتبع أسلوبًا فعالا في تحليل الظواهر البيولوجية لم يعرفها أحد من قبله، وكان أول من استخدم الرياضيات والإحصاء في علم البيولوجيا.. وشأن العلماء العظام لم يجد مندل التقدير اللائق به أثناء حياته، إلاَّ أنه منذ أسابيع قليلة تمت إقامة معرض للاحتفال بإنجازاته على بُعد أمتار قليلة من الدير الذي كان يعمل به" (146). 2- قال " فرنسيس بيكون" (1561 - 1626م) " أن القليل من الفلسفة يميل بعقل الإنسان إلى الإلحاد، ولكن التعمق فيها ينتهي بالعقول إلى الإيمان.. إذا أمعن (العقل) النظر وشهد سلسلة الأسباب كيف تتصل حلقاتها فأنه لا يجد بدًا من التسليم بالله" (147) وعلى نفس القياس نستطيع أن نقول أن القليل من العلم قد يقود للإلحاد أما التعمق في العلم مع اتضاع النفس فأنه حتمًا يقود لله، لأن كل من العلم الصحيح والدين الصحيح هو من الله، فلا تعارض بينهما على الإطلاقوقال " شانت " أستاذ الطبيعيات الفلكية في جامعة تورنتو " أنني لا أتردد في أن أؤكد أن هناك على الأقل تسعين في المائة من الفلكيين، قد وصلوا إلى اليقين بأن هذا الوجود ليس نتيجة الصدفة العمياء. ولكن تحكمه نواميس عقل عظيم" (148). وقال " أنسلم " رئيس أساقفة كنتربري (1033 - 1109م) " أنني لا أسعى للمعرفة لكي أؤمن، بل إني أؤمن لكي يُمكّنني الإيمان أن أعرف، ولذلك أيضًا أنا أعتقد أنني ما لم أؤمن فإني لا أعرف" (149) وقد دلَّل أنسلم على وجود الله معتمدًا على أن الإنسان له الكمالات النسبية، إذًا لابد أن يكون هناك الله الذي له الكمال المُطلق، فمثلًا: أ - فكرة الخير: يعشق الناس الخير، وإن كانوا يتباينون في مدى محبتهم للخير، ولكن ثمة علة واحدة لجميع أنواع الخير، وهذه العلة هي الله، فالله هو الخير المُطلق. ب - فكرة الوجود: فالأشياء تشترك جميعًا في الوجود، ولكل موجود علة، وهذه العلة هي الله، فهو الواجب الوجود وحده، وهو الموجود بذاته ولم يوُجِده أحد. ج- فكرة الكمال: الكائنات مختلفة من جهة الكمال، فالإنسان أكمل من الحيوان، ودرجات الكمال تختلف، وكمال الكائنات نسبي، أما الكامل بذاته كمالًا مُطلقًا، وهو مصدر كل كمال هو الله وحده. وعن ارتباط العلم الصحيح بالدين الصحيح، يقول "الأستاذ رأفت شوقي": "ونتساءل كيف أن العلم الذي هو حقيقة ثقافية وحضارية وإنسانية رائعة قد أصبح عند البعض عائقًا عن الإيمان بالله..؟ إن العلم (هو) سعي نحو الحقيقة، والحقيقة تحرّر الإنسان وتساعده على النضح والرُقي وتقربه إلى الله مصدر كل حقيقة، والعلم يكشف لنا عن عمل الله وحضوره في الكون وحكمته وقدرته.. إن العلم أعطانا صورة عن امتداد الكون وعظمته وجماله تفوق الصورة التي كانت لدى القدماء، كما أوضح فكرة صنع (عمل) الله في خلقه ومخلوقاته. إن العلم يساعد الإنسان على الإيمان بما ذُكر في الكتاب المقدَّس من حقائق علمية، إذ جاءت الاكتشافات العلمية العديدة متفقة على ما ذكره الكتاب المقدَّس من حقائق" (150). 3- يوضح "نيافة الأنبا غريغوريوس" أسقف البحث العلمي أن فكرة العلم ضد الدين فكرة قديمة بالية، فيقول "أن الإلحاد المُعاصر لم يعد قادرًا على أن يهاجم الله في ذاته لأن سلاحه في هذه المُهاجمة قد انكسر ولم يعد العلم سلاحًا مناسبًا في يد المُلحدين يعينهم على تحقيق ما يريدونه.. بل أن العلم في زماننا الحاضر صار قادرًا أكثر من أي وقت مضى على أن يقدم على وجود الله أدلة لا حصر لها ابتداء من ذرة الرمل إلى الأجرام السماوية إلى المجرات السابحة في الفضاء اللانهائي.. أنه لا حصر للأدلة التي يقدمها العلم الحقيقي اليوم على وجود الله في كافة فروع المعرفة الإنسانية سواء في علم الفلك أو علم التشريح أو علم الأحياء من نبات إلى حشرات إلى حيوان إلى إنسان.. ففي كل يوم تتجمع أدلة جديدة وبراهين جديدة على وجود الله، بحيث أصبحت هذه الأدلة لا تُحصر ولا يستطيع إنسان أن يزعم اليوم باسم العلم أن لديه دليلًا واحدًا على عدم وجود الله، وكما يقول بعض العلماء أن كل ما في الكون يتحدث عن وجود الله.. لم يعد الذين يريدون الإلحاد قادرين على أن يستخدموا العلم في إنكار وجود الله، لأن العلم خيب آمالهم، وردا أسلحتهم خائبة وبرهن على نقيض ما ظنوا |
||||
07 - 07 - 2014, 05:17 PM | رقم المشاركة : ( 52 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
لقطة للتاريخ 4 لقطة للتاريخ: الهدف من هذه اللقطة يا صديقي هو أن أكشف لك قليلًا عن المآسي التي عانت منها البشرية بسبب الإلحاد، إله القتل، فالإنسان متى فقد الإيمان أو اعتقد أنه ليس إله، ولا ثواب ولا عقاب، يتدنى لمستوى أدنى من الحيوانات المتوحشة، قد يفترس غيره أو يفترس نفسه، أو كليهما. ويقول "ريتشار وورمبلاند " أنه أثناء التحقيق معه " استمر التعذيب والوحشية دون هوادة، وعندما فقدتُ وعي وأصبحت كالثمل بحيث لم أستطع أن أقدم لمعذبيَّ أية اعترافات، اقتادوني إلى غرفتي مرة ثانية. وهناك تركوني مُلقى على الأرض دون عناية وشبه ميت، إلى أن استعدت بعض قواي ونشاطي ليعودوا إليَّ مرة أخرى للاستجواب. لقد قضى كثيرون نحبهم عند هذا الحد، ولكن قوتي عادت إليَّ بصورة غريبة، وفي الأعوام التي تلت، والتي قضيتها في سجون عديدة، كسروا أربع فقرات من عمودي الفقري وعظامًا أخرى كثيرة، وقد نقروا في جسمي اثنتي عشرة نقرة بالسكاكين وفتحوا فيه ثماني عشرة ثغرة أخرى كيًا بالنار.. فقد ضربوني بوحشية ولكموني بقسوة ضارية! أهانوني واستهزأوا بي! أجاعوني، ضغطوا عليَّ واستجوبوني" (152). وبعد ثماني سنوات ونصف أفرجوا عن " ريتشار وورمبلاند " سنة 1956م لمدة أسبوعين ألقى خلالها عظتين مُثبّتًا المؤمنين حاملًا في جسده سمات الرب يسوع. ثم عادوا وقبضوا عليه ليقضي ثلاث سنوات أخرى في ظروف أصعب وأشد ضراوة، وبلغ إجمالي ما قضاه في سجن الإلحاد أربعة عشر عامًا. أما زوجته فقد قُبض عليها وذاقت الأهوال حتى أكلت العشب كالثيران، وتُرك ابنه " ميهاي " بدون عائل، وكانت مساعدة عائلات الشهداء والمساجين تُعتبر جريمة، فعندما قدمت سيدتان المعونة للصبي الصغير ميهاي تعرضتا للضرب المُبرح حتى أصيبتا بالشلل التام، وعندما استضافت سيدة أخرى ميهاي ضُربت حتى تساقطت جميع أسنانها، وعندما اهتز إيمان الصبي " ميهاي " وهو في سن الحادية عشر من عمره، وعمل كعامل صغير لكيما يجد لقمة العيش، وإذ سُمح له بمقابلة أمه من وراء القضبان الحديدية وظهرت في حالة يرثى لها نحيلة ومتسخة وهي ترتدي ملابس السجن البالية ويديها خشنتين من قسوة العمل، فتعرف عليها بصعوبة بالغة، وكانت أول كلماتها لابنها " آمن بيسوع ياميهاي " ولم يسمح لها الحراس بأكثر من هذا، إذ جذبوها بوحشية وجروها بعيدًا عن ابنها الذي راح يبكي، ومن هذه اللحظة اشتد إيمانه بالله قائلًا " لنفرض أنه لا توجد للمسيحية أية حجج سوى تلك التي ملكتها أمي فهذا الآمر يكفيني" |
||||
07 - 07 - 2014, 05:18 PM | رقم المشاركة : ( 53 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
نظرة تأمل 4 أسماك السلمون وثعابين الماء: تخرج أسماك السلمون من المياه العذبة وتتجه للمياه المالحة لتعيش حياتها، وحينما يحين وقت التكاثر تقطع هذه الأسماك رحلة 4000 كم من المكان الذي تعيش فيه إلى المكان الذي خرجت منه للحياة في المياه العذبة، متخطية كل العقبات مثل الأمواج والتيارات المضادة، ثم تضع الأنثى نحو 3000 - 5000 بيضة، والذكر يقوم بتلقيحها، وبعد أن تكون هذه الأسماك قد بدأت رحلتها وهي لونها أحمر براق تصل في نهاية المطاف بعد رحلة الأربعة آلاف كيلومتر وقد أسوَّد لونها، وأُنهكت وتآكلت زعانفها الذيلية، وتتعرض للموت حتى تفيض مياه النهر بمثل هذه الأسماك الميتة، بينما تبدأ الصغار رحلتها عبر آلاف الكيلومترات لتصل إلى المكان الذي عاش فيه أسلافها، وهلم جرا.. وثعابين الماء متى اكتمل نموها، هاجرت من مختلف البرك والأنهار لعدة آلاف من الأميال في المحيط قاصدة كلها إلى الأعماق السحيقة جنوبي جزيرة برمودا على ساحل أمريكا الشمالية الشرقي وهناك تبيض ثم تموت. أما صغارها، تلك التي لا تملك وسيلة (بعد موت أمهاتها) لتعرف بها أي شيء سوى أنها في مياه قفرة، فإنها تعود أدراجها وتجد طريقها إلى كل نهر أو بحيرة أو بركة صغيرة حيث كانت أمهاتها، ومتى أكتمل نموها دفعها أيضًا ذلك القانون الخفي إلى الرجوع إلى نفس الجزيرة لتبيض ثم تموت هي أيضًا، وليستأنف صغارها أيضًا نفس الدور. ومن ثمَ لم يحدث قط أن صُيد ثعبان ماء أمريكي في مياه أوربا، ولا ثعبان ماء أوربي في مياه أمريكا.. فهل الذرات والهباءات إذا توحدت معًا في عصفور أو حمامة أو ثعابين ماء، يكون لها حاسة التوجه وقوة الإرادة اللازمة للتنفيذ، أم هو الله الذي خلقها بهذه الغريزة ويوجهها في طريقها حتى لا تحيد عن مسلكها" (العلم يدعو للإيمان ص 111 - 124) (154). ويقول الأستاذ ميشيل تكلا أن " هجرة ثعبان السمك المصري الذي يقطع أربعة آلاف ميل إلى أماكن وضع البيض في أعماق المحيط بالقرب من جزر الهند الغربية، ولكي يصل إلى المحيط الأطلسي لابد له أن يعبر البحر الأبيض ويعثر على مضيق جبل طارق، فكيف يفعل ذلك؟ لا يزال العلم غير قادر على تفسير هذه الظاهرة، والبحث متواصل لحل هذا اللغز، وليس أمام العلماء من شيء غير إرجاع هذه المقدرة الفذة إلى قوة الغريزة وفعلها.. الحقيقة إن الخالق العظيم وضع إبداعه في جينات مخلوقاته من الحيوانات والطيور.. فحكمة الحيوان تنبع مما غرسه فيه الخالق من غرائز. وإثباتًا لذلك فإن حيوان الخلد لديه تقنية فريدة في أنواعها لضمان إمداد نفسه بالغذاء الطازج من الديدان الأرضية الرطبة والملتوية، وإذا قتل الخلد الديدان التي يقتنصها فإنها تذبل في الحال وتتقلص ويصبح لا طعم لها، وبدلًا من ذلك يقوم الخلد بنزع نهاية رأس الدودة، وهو في هذه الحالة لا يقتلها بل يجعلها غير قادرة على الهرب، وهو يعمل ذلك بوحي من الغريزة.. كما إن لنوارس البحر طريقة فنية لفتح المحار المُحكم الغلق تثير أحيانًا دهشة الإنسان لقوة فعل الغريزة، يلتقط النورس محارة مغلقة ويطير بها إلى علو شاهق، ثم يلقي بها فوق صخرة فتنكسر على الأثر، ثم يهبط بسرعة البرق لالتهام محتوياتها.. وقد زودت الطبيعة طائر الغطاس أو كما يسمونه بالغواص الجهنمي بقدر كبير من البراعة في إخفاء عشه الذي يبنيه فوق المستنقعات، فعندما تقع عيناه على عدوه يتجه نحوه يسحب على الفور حصيرة من النباتات الغضة ويغطي بها عشه، ثم يغوص في الماء دون أن يحدث أي رجة، ويعود إلى الظهور بعد مائة قدم من المكان" |
||||
07 - 07 - 2014, 05:21 PM | رقم المشاركة : ( 54 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
الفصل الخامس: الكتاب المقدَّس و سفر الإلحاد
|
||||
07 - 07 - 2014, 05:21 PM | رقم المشاركة : ( 55 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
كيف قاوم المُلحدون الكتاب المقدَّس، وكيف تصدى الكتاب المقدَّس للإلحاد؟ س61: كيف قاوم المُلحدون الكتاب المقدَّس، وكيف تصدى الكتاب المقدَّس للإلحاد؟ ج:1- قاومت الشيوعية الكتاب المقدَّس أكثر بكثير جدًا من مقاومتها للمخدرات، وشنت هجومًا شرسًا عليه، فأدَّعت أنه كتاب حوى الأساطير والخرافات، فاليهود نسبوا الأساطير لأنبيائهم وإلههم يهوه في العهد القديم، ونسب المسيحيون المعجزات لمسيحهم، ومنعوا بكل ما أوتوا من قوة تداول الكتاب المقدَّس، ومنعوا دخوله إلى بلادهم، حتى كان هناك عطش شديد لكلمة الله، والأمر العجيب أنهم طبعوا الكتب التي تشكك في صحة الكتاب المقدَّس مثل " الكتاب المقدَّس المُضحك" و"كتاب مقدَّس لمؤمنين وغير مؤمنين " فما كان من المسيحيين إلاَّ المطالبة بزيادة الطبعات من هذه الكتب، ليس لأنها تُهاجم الكتاب، ولكن لأنها تحوي بعض آيات الكتاب فكان المؤمنون يفرحون بتلك الآيات. أما الرد على قولهم بأن الكتاب المقدَّس كتاب أسطوري فأرجوا من القارئ الحبيب الرجوع إلى كتابنا " مدارس النقد والتشكيك ج4 هل أُخذ سفر التكوين من الأساطير؟". وعندما هاجم الإلحاد قصة آدم وحواء والسقوط رد عليهم " ريتشار وورمبلاند " بأن حياتنا التي هي تكرار لحياة أبوينا الأولين تؤكد حقيقة القصة فقال "حياتنا تؤكد تاريخية أبوينا، فهي تكرار لحياة آدم وحواء. فهناك في طفولتنا نحيا في جنة البراءة والطهر، لا تزعجنا المشاكل أو الأتعاب، ولا ترهقنا المضايقات ولا تدخل الخطيئة إلى دائرتنا، ولكن سرعان ما تدخل الخطيئة إلى قلوبنا وتجد طريقها إلى جنة حياتنا، فنكسر الناموس الأدبي الذي عشنا بموجبه وننطوي على أنفسنا في اختفاء بعيدًا عن أعين القدير.. فإن كنا نقر بدخول الخطية إلى دائرتنا، فلماذا ننكرها على أبوينا" (156). 2- هاجم فلاسفة الإلحاد الكتاب المقدَّس بشراسة، فمثلًا " ريتشارد روبنسون " الذي وُلِد في إنجلترا في 12 أبريل 1902م، وعمل في مجال التدريس في جامعة ماربورج بألمانيا، وقد نشأ نشأة دينية، صدم أمه المتدينة عندما قال لها لم أعد قادرًا على الاستمرار في الإيمان بوجود الله، وقال عن الكتاب المقدَّس أنه " غامض ومشوش وغير أكيد" (157) وقال أن السيد المسيح يدعو للفرقة بين الآباء والأبناء، ويهدد الإنسان بالبكاء وصرير الأسنان، وسخر " شافتسيري " في كتابه " نصيحة إلى مؤلف " من بعض شخصيات العهد القديم كما فعل فولتير الذي عُرف بأسلوبه الساخر، وقال " برناردشو " عن الكتاب المقدَّس أنه " من أخطر الكتب الموجودة على وجه الأرض. أحفظوه في خزانة مُغلقة بالمفتاح". وتطاول " ريتشارد دوكنز " على الله قائلًا " لا جدال بأن إله العهد القديم هو أسوأ الشخصيات الخيالية: غيور وفخور بذلك، تافه، ظالم، عديم الرحمة، مجنون بالسيطرة، حقود، متعطش للدم، مبيد الشعوب، معقد من النساء والمثليين (الشواذ جنسيًا) عنصري، قاتل أطفال، ساحق، ذابح أبناء، ضار، مُصاب بداء العظمة، سادي.. نزوي حقود شرس" (158) وواضح مدى تجني دوكنز على الله الواحد، فليس هناك إلهين أحدهما للعهد القديم والآخر للعهد الجديد، إنما هو إله واحد، وأخذ " دوكنز " يكيل الاتهامات دون إقامة الأدلة، ودون تمحيص الأمر، وجميع هذه الاتهامات تم الرد عليها من قبل فيُرجى الرجوع إلى كتابنا " مدارس النقد والتشكيك ج2 ص 237 - 276". كما قال " ريتشارد دوكنز": "ربما يكون الكتاب المقدَّس عمل شاعري وخيالي، ولكنه ليس ذلك الكتاب الذي يجب أن تدرسه لأطفالك ليستقوا منه أخلاقياتهم" (159) وأيضًا قال " دوكنز": "أن تصفية الشعوب التي بدأت في عهد موسى أثمرت دمويتها في كتاب يشوع، كتاب ملحوظ في مذابحه المتعطشة للدم والخوف من الغرباء الذين يتوجب ذبحهم.. وقصة يشوع وتدميره لأريحا واحتلال أرض الميعاد بشكل عام، لا يمكن تمييزها عن غزو هتلر لبولونيا، أو مذبحة صدام حسين بالأكراد والعرب.. وعلى فكرة، أرجو ألاَّ تظن، بأن الشخصية الإلهية في تلك القصة كان لديها أي اعتراض على الذبح والتدمير اللذان رافقا احتلال الأرض الموعودة، على العكس فأوامره على سبيل المثال في سفر الخروج كانت مفصلة بعدم الرحمة" (160). ونترك " ترتن " ليرد على الاتهامات السابقة حيث يقول "القاضي الذي يحكم على مجرم بالإعدام لا نعتبره أثيمًا، والجلاد الذي ينفذ هذا الحكم لا ننظر إليه كمجرم، ونفس هذا المبدأ ينطبق على الأمم المتوحشة أيضًا، فمثلًا إذا أقرَّ حاكم البلاد على إنسان أنه مُستحق الموت وأرسل شخصًا لقتله، فعمل هذا الشخص لا يعتبر قتلًا بالمعنى الصحيح لأنه نفذ أمر الحاكم.. وعلى هذا المثال كان بنو إسرائيل تحت حكم الله المُطلق، وهو الحاكم المتسلط عليهم، وعندما كان الله يريد معاقبة شخص أو جماعة لاقترافهم إثمًا كان يأمر نبيًا أو ملكًا أو ربما الشعب كله لتنفيذ هذه الإرادة، وإذا تهاونوا في تنفيذ الحكم رأفة منهم، كان اللوم يقع عليهم، كما أن الجلاد في الوقت الحاضر يُعرّض نفسه للمذمة والعقاب إذا أحجم عن تنفيذ ما يؤمر به من قبل أولي الأمر والسلطان. فمثلًا عندما أمر الله بإبادة الكنعانيين أخبر بني إسرائيل صراحة بأنهم مأمورون من قِبله وعليهم تنفيذ أوامره وأنهم إذا أساءوا السلوك مثلهم سيبيدهم الله (لا 18: 28، تث 9: 5) ولم تكن هذه الطريقة المتبعة التي جرى عليها بنو إسرائيل في كل حروبهم وغزواتهم، مع أنها كانت شائعة بين الأمم الأخرى، ولكن الله أراد إيقاع العقاب الصارم بالكنعانيين بصفة استثنائية لكثرة شرهم الذي صعد أمامه، وقد كانوا في الحقيقة شعبًا نجسًا (لا 18: 20 - 25)" (161). وللمزيد من الرد يُرجى الرجوع إلى كتابنا " مدارس النقد ج 8 أسفار يشوع وقضاة وراعوث". 3- الكتاب المقدَّس هو كتاب الله الوحيد الموحى به من الروح القدس، ويحمل في طياته علامات صدقه، فهو يشهد لنفسه ولا يحتاج لشهادة أحد، فتعاليمه تعاليم إلهيَّة، وهو الكتاب الوحيد الذي يحمل الخلاص للإنسان، ويحمل الإنسان لملكوت السموات، ومن الأدلة الداخلية على صدق الكتاب هي النبؤات العديدة التي حواها داخل طيات صفحاته، وكثير منها كان يصعب أو يستحيل تصديقه في لحظة النطق به، فمن يقبل أن عذراء تلد (أش 7: 14) وتلد إلهًا (أش 9: 6)،لقد حوى الكتاب نحو ثلثمائة نبؤة عن السيد المسيح، نطق بها أنبياء مختلفين، ذوي ثقافات مختلفة، وأعمال وأعمار متباينة، وفي عصور متتالية، وفي عدة أماكن، وقد تحقَّق معظمها، حتى أن الأربعة والعشرين ساعة الأخيرة من حياة السيد المسيح على الأرض تحقَّق نحو ثلاثين نبؤة منها، ويقول "دكتور بيتر سونر " أحد علماء الرياضيات في إحدى جامعات أمريكا أن احتمال تحقق 48 نبؤة على شخص واحد هو احتمال ضئيل جدًا جدًا، ولو حُسب بلغة الأرقام فأنه يساوي 1: 10 17، ولتقريب المعنى قال لو غطينا أرض تكساس بالكامل بدولارات فضية بسمك 60 سم، وفي كل هذا الكم الهائل وضعنا علامة على دولار واحد، فإن فرصة عثورنا على هذا الدولار لأول مرة نبحث عنه هي فرصة ضئيلة جدًا جدًا وتساوي 1: 10 17. ولكيما يتخلص المُلحدون من هذا الدليل قالوا أن هذه النبؤات سُجلت في الكتاب بعد حدوثها ونُسبت لأشخاص عاشوا في عصور سابقة فقال سفر الإلحاد " أن ما يدعيه الكتاب المقدَّس من نبؤات، قد كُتبت بعد وقوع أحداثها بزمن" (162) ومما يُكذّب هذا الإدعاء أن هناك نبؤات تتحدى الزمن، مثل النبؤة عن خراب بابل وأنها لن تُعمَّر بعد، ولجمال هذا الموضوع أحيلك يا صديقي إلى كتابنا: أسئلة حول صحة الكتاب المقدَّس ص 77 - 101. وأيضًا الآثار هي شاهد صامت لا يمكن أن يكذب، ومازالت الأرض تُخرج من باطنها آثارًا تشهد لصحة ما جاء بالكتاب المقدَّس من الناحية التاريخية والجغرافية (راجع أسئلة حول صحة الكتاب المقدَّس طبعة ثانية ص 194 - 199). 4- تأثير الكتاب العجيب في تغيير النفوس فهو شاهد عظيم على سماوية هذا الكتاب، وعندما قال أحد المُلحدين أن الإلحاد عمل أمورًا مفيدة للعالم أكثر من المسيحية، رد عليه " أروتسيد " قائلًا " حسنًا أرجو منك أن تُحضر لي غدًا صباحًا مائة رجل تغيرت حياتهم بسبب الإلحاد، وأنا أُحضر لك في المُقابل مائة رجل تغيرت حياتهم بسبب المسيح" وعجز هذا المُلحد عن إحضار شخص واحد تغيرت حياته للأفضل بفضل الإلحاد، بينما هناك آلاف المُلحدين الذين أقبلوا ويقبلون على حظيرة الإيمان، فتتغير حياتهم للأفضل، بل يستردون حياتهم، فبعد أن كانوا يظنون أن حياتهم هي فقط الحياة القصيرة على الأرض يكتشفون أن حياتهم ممتدة للأبدية السعيدة، وبعد أن كانت حياتهم بلا معنى أصبح لحياتهم هدفًا أسمى، وهو ملكوت السموات، كما أن الذي يؤمن يتخلص من عقدة الذنب التي تلازم الإنسان الخاطئ ولا يستطيع منها فكاكًا، فيعرف أن هناك من حمل العقوبة عنه وأطلقه بريئًا، وأنه " لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح" (رو 8: 1) والذي يؤمن يتخلص من مشاعر الوحدة المقلقة للنفس، فليس هو وحيدًا في هذا الكون الشاسع إنما يشعر دائمًا أن الله مالئ كل مكان ومالئ عليه حياته. أما الإنسان المُلحد فبالرغم من الانفجار السكاني الذي يعاني منه العالم، فأنه يشعر أنه وحيد، ووحدته هذه تزداد يومًا فيومًا. و"داروين " نفسه صاحب نظرية التطوُّر أعترف بفضل الكارزين بالمسيحية، فكتب في يومياته ص 404، 425 يقول أنه لم يكن هناك بلدًا أسوأ من نيوزيلاند، قبل إيمانها، وعندما عاد إلى إنجلترا ووجدهم ينتقدون بشدة المُبشرين المسيحيين، دافع عنهم قائلًا " أن هؤلاء المُنتقدِين ينسون أو يتناسون ما قد صار في نيوزيلاندا من إلغاء الذبائح البشرية التي تُقدم تحت سيطرة كهنوت وثني لم يرَ العالم مثيلًا له في الشر، ومنع (الإيمان بالمسيح) قتل الأطفال، وأنهى الحروب الدموية التي لم تكن تشفق على طفل ولا على امرأة، وقلَّل الغش والسكر والفحشاء، وذلك بإدخال المسيحية فيها، ولو أرتطمت سفينة على جزيرة غير معروفة لصلى الإنسان صلاة حارة وتمنى أن يكون أهلها قد سمعوا بتبشير المُبشرين حتى يطمئن على حياته.. إن عمل المُبشر هو بمثابة عصا الراقي، فترى البيوت تُبنى والحقول تُحرث والأشجار تُغرس بأيادي نفس النيوزيلانديين. إن التحسن المُطرد الناتج عن انتشار الإنجيل في جزر البحر الهادي لهي من النوادر في التاريخ" (163). ومن الأمور الطريفة أن أحد أساتذة الشيوعية أراد أن يُعطي مثلًا عمليًا في أحد الاجتماعات ليُكذّب معجزة قانا الجليل، فأحضر ماء ووضع فيه مسحوق أحمر فتحوَّل الماء إلى اللون الأحمر وقال " هذه هي المعجزة بكاملها، فقد خبأ يسوع في كمه مسحوقًا من هذا النوع، وادَّعى أنه حوَّل الماء إلى خمر بتلك الصورة العجيبة! ولكنني أستطيع أن أفوق عمل يسوع، فأنا أقدر أن أُعيد هذا الخمر إلى ماء مرة أخرى" (164) ثم وضع مسحوقًا آخر فعاد الماء كما كان، ثم عاد ووضع من المسحوق الأول فتحوَّل اللون إلى الأحمر ثانية.. وتغاضى عن حقيقة أنه يسوع لم يقترب أساسًا إلى الماء، إنما كلَّف تلاميذه بأن يملأوا الأجران ماء، ثم أمر الحاضرين أن يستقوا، على كلٍ فإن أحد المؤمنين الحاضرين هذا الاجتماع قال: حقًا لقد أدهشتنا أيها الأستاذ الرفيق بما استطعت أن تفعله، ونحن نسألك الآن أن تفعل شيئًا واحد فقط، ألاَّ وهو أن تشرب جرعة واحدة من خمرك. الأستاذ: هذا ما لا قِبل لي أن أفعله لكون المسحوق مادة سامة. المؤمن: هذا هو الفرق الشاسع بينك وبين يسوع، فقد وهبنا يسوع بخمره رمز الفرح السماوي لمدة ألفي سنة تقريبًا، فيما حاولت أنت إن تسممنا بخمرك، فأُلقي القبض على هذا الشاهد الشجاع وطُرح في غياهب السجن. لقد أقتبس " شيكسبير " نحو 300 اقتباس من الكتاب المقدَّس، وقال " جان جاك روسو": "ما أحقر وما أتفه أقوال الفلاسفة بكافة متناقضاتها إذا قيست بالكتاب المقدَّس!! هل يمكن أن كتابًا ساميًا رفيعًا في بساطته يكون من صنع البشر؟" (165) وقال " جوته": "أن الكتاب المقدَّس يزداد جمالًا وبهاءًا كلما ازددنا تعمقًا في معرفته وفهمه" (166) وقال " جورج واشنطن": "فوق جمال الوحي فإن الكتاب المقدَّس له تأثيره المُثير على الإنسانية وتقديم البركات للمجتمع" (167) وقال " جرانت": "نحن مدينون لهذا الكتاب في كل مجالات التقدم التي وصلنا إليها والمدنية التي أشرقت شمسها علينا. وإلى هذا الكتاب وحده ينبغي أن نتجه كمرشَدين في المستقبل" (168) وكان " إبراهام لنكولن " رئيس الولايات المتحدة الذي ألغى نظام الرق والعبودية دائمًا يستهلم المشورة من الكتاب المقدَّس فيقول "طالما استلهمت النصيحة من الله واتجهت إليه في كافة خططي وما أتبعت طريقًا وسلكت سبيلًا دون اقتناع داخلي بأن الله يوافق عليه. وأنني أكون أغبى مخلوق لو قلت أنني قمت بتصريف الشئون والواجبات المُلقاه على عاتقي منذ أن جلست على هذا الكرسي دون الاستنارة التي نلتها ممن هو أكثر حكمة وقوة من البشر أجمعين" (169). 5- كان الكتاب المقدَّس هو العدة والسلاح للمؤمنين المُضطهدين في الدول الشيوعية، وأنظر إلى ما كتبه " ريتشار وورمبلاند " لمسيحي أوربا يلتمس منهم أن يرسلوا الكُتب المقدَّسة لهم، فيقول "لا تتخلوا عنا!. لا تنسونا!.. لا تهملونا!، قدموا لنا العدة التي نحتاج إليها، لأننا مستعدون أن ندفع ثمن استعمالها.. أنني أتكلم باسم الكنيسة التي خُنق صوتها. الكنيسة الخفية الخرساء، التي لا صوت لها كي تتكلم. أسمعوا أصوات إخوانكم وأخواتكم في بلاد شيوعية! أنهم لا ينشدون الهرب، أو يطلبون حماية أو حياة سهلة. أنهم يطلبون العتاد فقط لكيما يحموا شباب الجيل القادم من سُم الإلحادية. إنهم يطلبون الكُتب المقدَّسة لكي ينشروا كلمة الله، فكيف يمكنهم أن ينشروها إن لم تكن في حوزتهم. تشبه الكنيسة السرية جرَّاحًا كان يسافر في قطار، فاصطدم القطار بقطار آخر، وترك وراءه مئات الجرحى على الأرض بحالة رضوض وكسور وموت. فأخذ هذا الجرَّاح يتعثر بين هؤلاء المصابين وهو يصرخ " آه، لو كانت عدتي معي!.. آه، لو كانت عدتي معي!.. " فلو كانت عدته معه لاستطاع هذا الطبيب أن ينقذ حياة كثيرين، لأنه كان مستعدًا أن يقوم بالعمل، ولكن.. لكن نقصته عدة الطبابة. لذلك بقى مكتوف اليدين. هذا هو واقع الكنيسة الخفية، فهي مستعدة أن تضحي بكل ما تملك! وهي مستعدة بالتالي أن تستشهد في سبيل المسيح، وهي مستعدة أن تجازف بحياة سنين طويلة في سجون الشيوعية! ولكن.. لكن جميع استعداداتها لا تأتي بنتيجة إن لم تملك عدَّة العمل. فتوسل الأمناء والشجعان في الكنيسة السرية إليكم أنتم الأحرار هو هذا. قدموا لنا العدَّة من كتب مقدَّسة، بشائر وكتب مسيحية أخرى" (170). ووصل إلى ريتشار كُتب مقدَّسة مهرَّبة عبر الأسوار المنيعة، ومن كان يقوم بهذا العمل كان يُعرّض نفسه للاعتقال، وفي أحد الأيام جاء إليه رجلان قادمان من إحدى القرى للعمل في المدينة لاكتناز بعض المال بغية شراء كتاب مقدَّس قديم، ولم يصدقا أعينهم عندما قدم لهم ريتشار كتابًا جديدًا بلا مُقابل، وبعد أيام قليلة أستلم ريتشار رسالة شُكر حارة موقَّع عليها من ثلاثين شخصًا قسَّموا الكتاب المقدَّس إلى ثلاثين جزءًا استبدلوها فيما بينهم، فإن الشخص في الدول المُلحدة كان مستعدًا أن يتنازل عن بقرته التي تمثل كل ثروته مقابل الحصول على كتاب مقدَّس، وأحد الأشخاص أستبدل خاتم زواجه بعهد جديد (راجع العذاب الأحمر ص 187، 188).. حدث هذا في الماضي القريب، أما الآن فكم نشكر الله على شبكة الإنترنت التي أتاحت لكل إنسان في كل مكان أن يحصل على نسخة كاملة من الكتاب المقدَّس، بل من آلاف الكتب التي تفسر وتشرح الكتاب وتتحدث حوله.. شكرًا لك يا ربي يسوع المسيح.. تُرى هل هذه البركة العظيمة هي ثمرة صلوات ملايين شهداء الشيوعية الذين عانوا من غياب الكتاب المقدَّس عنهم!! |
||||
07 - 07 - 2014, 05:23 PM | رقم المشاركة : ( 56 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
ما هو سفر الإلحاد؟ وكيف يحقق غرضه بالرغم من أن الشيوعية قد جندَّت جميع أجهزتها للدعاية لهذا السفر؟ س62: ما هو سفر الإلحاد؟ وكيف يحقق غرضه بالرغم من أن الشيوعية قد جندَّت جميع أجهزتها للدعاية لهذا السفر؟ ج: لكيما تحارب الشيوعية الكتاب المقدَّس كان لابد أن تضع كتابًا بديلًا له، وهذا ما حدث إذ وضعت الشيوعية كتاب "سفر الإلحاد" ودعته سفرًا على مثال الأسفار المقدَّسة، ويتكون هذا السفر من سبعمائة صفحة، وشارك في تأليفه لفيف من الكُتَّاب المُلحدين في أكاديمية موسكو للعلوم سنة 1961م، وألبست الشيوعية هذا الكتاب ثوبًا مزيفًا من الأخلاق المسيحية السامية، بل وأشاد هذا السفر بالمسيحية، فجاء فيه عن المسيحية أنها " على خلاف كل الديانات القديمة رفضت كل حدود طبقية في تقديم عقائدها بمعنى أن عظاتها، وتعاليمها، قُدمت لكافة القبائل والشعوب والطبقات، وكذلك حطمت المسيحية في تعاليمها، كل الحواجز الاجتماعية، فالذين نشروا تعاليم يسوع قدموها لكل الناس دون تمييز لأصل أو جنس أو مركز اجتماعي" (171) كما شهد هذا السفر للاشتراكية المسيحية، فجاء فيه " أن المسيحية قد كسبت أتباعًا كثيرين من العبيد لأنهم وجدوا بين المسيحية فرصة أعظم للكرامة والحياة" (172). وأعتبر الشيوعيون أن " سفر الإلحاد " هو إنجيلهم فقاموا بطبعه بعدة لغات، وأصدروا منه طبعات عديدة، وقامت أجهزة الإعلام بالدعاية لهذا الكتاب عبر الراديو التليفزيون والسينما، وتم توزيعه على نطاق واسع حتى في الدول غير الشيوعية، ونادى سفر الإلحاد بأنه لا إله، ولا حياة أخرى، ولا قيامة للأجساد، وركز السفر على أن الحياة لم تأتِ من قِبل الله الخالق، إنما هي وليدة الصدفة، وقد رأينا من قبل أنه من المستحيل أن الصدفة تخلق الحياة (راجع إجابة س 44، 45، 46) كما هاجم سفر الإلحاد تعاليم السيد المسيح ودعوته للناس بالتوبة، قائلين بأن هذه التعاليم تقتل أفراح الحياة، ولا أدري أي أفراح يتكلمون عنها، وأية أفراح في الشيوعية الممتلئة كآبة وظُلمة وضيق وضجر، يعيش الإنسان بلا عون ولا سند في هذه الحياة فيشعر بالوحدة الموحشة، وفي النهاية يُساق الإنسان المُلحد إلى الموت بدون أدنى أمل ولا أقل رجاء في حياة أبدية سعيدة،قارن هذا بالمسيحيين الذي يجوزون أصناف الألم، وقد وقف الألم عاجزًا تمامًا أن ينزع فرحهم عنهم، فالفرح الذي بداخلهم أقوى من كل الآلامات والعذابات، وذهب التلاميذ فرحين بعد أن جُلدوا لأنهم حسبوا أنهم مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه، ويمكن يا صديقي أن تبحث في الكتاب المقدَّس عن طريق فهرس الكتاب أو برنامج البحث في النت عن كلمة الفرح ومشتقاتها مثل السعادة والسرور والتهليل.. إلخ. لتخرج بموضوع متكامل عن حياة الفرح في المسيحية. وأتهم " سفر الإلحاد " المسيحيين بالخنوع والجُبن والاستسلام وعدم الثورة ضد المظالم، ولو كان هذا حال المسيحيين ما كان يستشهد منهم آلاف وملايين على مر التاريخ. بل هم أبطال في الإيمان تحدوا كل عذابات الجحيم، وفشل أمامهم " ماوتسي تونج " بالرغم من أنه أباد منهم أعدادًا غفيرة، وقاوموا الشيوعية بالحب والصبر وطول الأناة، حتى قضوا عليها، فانهار أمامهم الحلم الشيوعي. إن سجون سيبريا وسجون كافة الدول الشيوعية تُكذّب هذا الاتهام الكاذب، وتنطق بشجاعة وبسالة وقوة وصلابة المسيحيين في مواجهة كل أساليب الإرهاب والتعذيب الذي يفوق الوصف، وقد فشلت كل عذابات الشيطان في ثني المؤمنين عن إيمانهم، وبسبب شجاعة وبسالة المسيحيين في مواجهة كل عذابات الشيطان والموت انهارت قديمًا أعظم إمبراطورية عسكرية عرفها التاريخ وهي الإمبراطورية الرومانية، وانهارت حديثًا أسوار الشيوعية التي أخفت وراءها الأيدي الحمراء والعذاب الأحمر. |
||||
07 - 07 - 2014, 05:24 PM | رقم المشاركة : ( 57 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
هل يمكن إلقاء الضوء قليلًا على سقوط الشيوعية على يد "ميخائيل جوربتشوف"؟ س63: هل يمكن إلقاء الضوء قليلًا على سقوط الشيوعية على يد " ميخائيل جوربتشوف "؟ ج: وُلد " ميخائل سرجيفتش جورباتشوف " في 2 مارس 1932م بعد إعلان الثورة السوفيتية سنة 1917م بنحو خمسة عشر عامًا، وكان والده يعمل ميكانيكي زراعة في مزرعة جماعية تابعة للدولة، وكان يحكم البلاد حينذاك " ستالين " خليفة " لينين " والذي أتبَّع نفس سياسة القمع واضطهاد المؤمنين وأضاف عليها أضعاف أضعاف، وعندما كان " ميخائيل " في نحو السادسة من عمره سنة 1938م تعرَّض للقبض عليه من السلطات بحجة أنه عضو في منظمة معادية للثورة، وبالرغم أنه نفى هذه التهمة عنه بشدة، وكان يؤكد لهم براءته من هذا الاتهام، إلاَّ أنه تعرَّض للضرب الشديد بلا رحمة، حتى أنهم كسروا ذراعه من خلال الضغط عليه في الباب، وأجلسوه على موقد ساخن، ووضعوا عليه معطف الغنم المبلل، وبعد أنه نال عذابات شديدة أُفرج عنه عندما تأكدوا من براءته. وعندما شبَّت نيران الحرب العالمية الثانية كان " ميخائيل " في التاسعة من عمره، شاهد الحروب التي دارت بين القوات الألمانية الغازية وبين القوات السوفيتية المدافعة وعاين الجنود الروس وهم ينسحبون في خزي وكآبة، وقد ارتسم الحزن مع الشعور بالذنب على وجوه هؤلاء الجنود، وسمع صوت الانفجارات الصادرة من المدافع الثقيلة ورأى السهام النارية تعبر في السماء مع صوت الصفير المخيف وحرب الشوارع التي دارت رحاها، ومعركة ستالنجراد، وموت ملايين من الإتحاد السوفيتي، كل هذا ترك ذكريات أليمة لدى " ميخائيل جورباتشوف " الذي أدرك وهو في عمره هذا أهوال الحروب. وفي سنة 1953 مات "ستالين" وكان عمر "جورباتشوف" حينئذ واحد وعشرين عامًا، وقد درس القانون في جامعة موسكو، فالتحق بالحزب الشيوعي، وكان يمثل الجيل التالي للثورة، وظل " ميخائيل " يتدرج سريعًا في مستويات الحزب، ولاسيما أنه عُرف بنشاطه وهمته في العمل، فصار موضع ثقة القيادات المركزية في موسكو في عصر " بريجنيف"، وكان يتولى رئيس جهاز المخابرات السوفيتية في ذلك الوقت " أندروبوف " الذي كان مطلعًا بكافة الأمور، ويدرك حقيقة الوضع داخليًا وخارجيًا، ومدى تردي الأوضاع وتفشي الفساد بين القيادات الحزبية السوفيتية، ومدى التفوق الأمريكي الاقتصادي والتكنولوجي والعسكري. وأراد " أندروبوف " إنقاذ ما يمكن إنقاذه، فجمع حوله القيادات الشابة المخلصة لوطنها، والتي لم يصبها العفن على حد تعبيره، فكان في طليعة هذه القيادات " ميخائيل جوباتشوف " ونجح " أندروبوف " في معاونة هذه القيادات ومساندتها، حتى تولت مناصب قيادية هامة،ودفع " أندروبوف " بميخائيل جورباتشوف إلى " اللجنة المركزية للحزب " ثم إلى " المكتب السياسي للحزب"، فصار جورباتشوف واحد من أثنى عشر رجلًا يحكمون الإتحاد السوفيتي، وقبل أن يتمكن " أندروبوف " من تطبيق سياسته في إصلاح الأوضاع السائدة، وافته المنية فجأة سنة 1984م، فخلفه " تشميننكو " رئيسًا لجهاز المخابرات السوفيتية، ومات سنة 1985م، فأصبح " ميخائيل جورباتشوف " في الصدارة، فتم اختياره أمينًا عامًا للحزب الشيوعي في مارس سنة 1985، ثم رئيسًا للإتحاد السوفيتي سنة 1988م. وتولى " ميخائيل جورباتشوف " السلطة وكانت نفسه عطشى للقضاء على الفساد، فطرح على العالم اصطلاح " الجلاسونست " أي شعار " المصالحة والمكاشفة"، فأطلق حرية التعبير لكشف الفساد والقضاء عليه، والأفواه التي كُمّمت على مدار نحو سبعين عامًا نطقت وصاح صوتها مسموعًا في الإتحاد السوفيتي الذي طالما قمع الحريات، وسفك دماء الملايين، وسريعًا ما طرح هذا البطل الهمام اصطلاحا آخر وهو " البيروسترويكا " التي ترجمها الكثيرون إلى " إعادة البناء " فانتشرت انتشار النار في الهشيم، وأخذ الكثيرون يرددونها حتى وإن لم يدركوا معناها، ولكن الجميع في الإتحاد السوفيتي كانوا سعداء بهذا الاصطلاح لأنه يحمل لهم بشرى الإصلاح والتجديد والبحث عن الأفضل. أما الوضع الأمريكي فقد أعلن " رونالد ريجان " بأن أمريكا لن تسمح لأي دولة أخرى في العالم بالتحوُّل إلى النظام الاشتراكي، وأنها ستبذل قصارى جهدها للقضاء على هذه الإمبراطورية الشريرة، ووجد " ميخائيل جورباتشوف " تشجيعًا كبيرًا من الغرب وأمريكا، وعندما زار " ميخائيل جورباتشوف " بريطانيا، والتقت به " مسيز تاتشر " رئيسة الوزراء امتدحته كثيرًا على فكره المتسع وعلى مجهوده في حركة إعادة البناء، وسرت موجة حماس عالمية لشعار " البيروسترويكا". وفي الداخل أنطلق " ميخائيل جورباتشوف " بروحه الخفاقة يزور البلاد، ويجتمع ببساطة مع الفلاحين والعمال، ويقول لهم " تعالوا نتجدد.. فالتجديد يبدأ منا نحن.. وعلينا أن نغير ما في أنفسنا بكل حزم وإصرار" (173). وفي اتضاعه كان " ميخائيل جورباتشوف " يتحدث باسم المكتب السياسي متفاديًا الحديث أو الإشارة إلى نفسه، وكأن المكتب السياسي هو صاحب قرار التغيير وإعادة البناء وليس هو، بل وتنازل للمستوى الشعبي للفلاحين والعمال حتى سمح لهم أن يخاطبونه باسمه مجردًا بعيدًا عن أية ألقاب من الرئيس أو الرفيق أو غيرهما، فسحر الناس بتواضعه وصدقه، وقد افتقدهم بعد عشرات السنين من الذل والمهانة. وفي 17 يناير 1987م في الاجتماع الموسع للجنة المركزية للحزب تكلم الرجل الشجاع " ميخائيل جورباتشوف " عن إهمال الرقابة، حتى صارت الملكية العامة كأنها بلا مالك، وهو ما تردَّد فيما بعد في مصر بأن القطاع العام ليس له صاحب، وفي شجاعة نادرة غير مسبوقة أنتقد ما أصاب أعضاء الحزب على جميع المستويات من فساد، ورشاوي، ودخول طفيلية، وتعاطي الخمور، والإسراف، مما أثقل كاهل الشعب الذي يئن تحت ثقل هذا الفساد، فلابد من التغيير، ولا بديل له، وقال " نحن الآن نتحدث محدقين أحدنا في عين الآخر.. لكن بودي أن أقول مرة أخرى: لا تردد أبدًا.. علينا أن نغير ما بأنفسنا بكل حزم وإصرار.. على الكل أن يفعلوا" (174) واستجاب الشعب السوفيتي لهذا النداء استجابة مدهشة، وأحس أن عملية التغيير هذه هي بمثابة الأكسجين الذي يتيح إنقاذ الإنسان الذي يتعرَّض للاختناق. وفي 25 ديسمبر سنة 1991م انتهت " البيروسترويكا " إلى حل الإتحاد السوفيتي بعد أن أقنع " جورباتشوف " الشعب السوفيتي بأن الديمقراطية هي الحل الوحيد، والوسيلة الوحيدة للتغيير، وبعد أن فتح قنوات للحوار بين السوفيت والغرب، وبعد أن سقطت المحرمات والمقدَّسات الشيوعية وتم التغيير بطريقة ثورية، وبدون إراقة قطرة واحدة من الدماء، وبدأت التعددية السياسية، وحرية الأديان، وسياسة الاقتصاد الحر والمنافسة، وسُمح بالملكية الخاصة، وكان من المفروض استكمال " البيروسترويكا " ولكن بسبب محاولة الانقلاب التي قام بها المعارضون للإصلاح سنة 1991م مما أضعف سلطة " ميخائيل جورباتشوف " كرئيس للإتحاد السوفيتي، كما أتفق قادة روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا على حل الإتحاد السوفيتي، فتم الحل بدون استكمال " البيروسترويكا". وفي هذا اليوم سجل التاريخ تهاوي الشيوعية وسقوطها بعد أن فشلت في منح الإنسان النجاح والسعادة. وصاحب حل الإتحاد السوفيتي مشاكل اقتصادية جمة، فانخفض إحتياطي الذهب من 2500 طن إلى 240 طن، وأرتفع ثمن كيلو اللحم من 2 روبل إلى مائة روبل، وارتفعت البطالة من صفر إلى 15 مليون، وبعد أن كان سعر الدولار 6ر0 من الروبل أصبح يساوي 1200 روبل، وصار أكبر جيش في العالم يبلغ 5ر3 مليون شخص يعاني من ضيق اليد، فبدأت عمليات بيع السلاح، وتداعت البحوث الفضائية بعد أن كان الإتحاد السوفيتي على قدم وساق مع الولايات المتحدة في أبحاث القضاء، وبدأت فترة احتضار النظام السوفيتي (راجع عبد الستار الطويلة - سقوط الحلم الشيوعي ص 129 - 136) وهذا لم يكن في قصد " ميخائيل جورباتشوف " على الإطلاق، ولم يكن قصده الاستسلام أمام النموذج الأمريكي، إنما كان قصده أن يستكمل منح المزيد من الحرية للشعب، وأن يستكمل التغيير المنشود. كما صرَّح بأن الصرب أيضًا وأمريكا يحتاجون إلى " البيروسترويكا " بالطريقة التي تناسبهم. أما مفكروا الغرب فقد ظنوا أنهم في منأى عن المشكلات التي واجهها الإتحاد السوفيتي. ولكن عندما جاءت الأزمة الاقتصادية سنة 2008، 2009م أتضح أن النموذج الغربي كان مجرد وهم، وأنه أفاد بالأكثر الأغنياء، ونال " ميخائيل جورباتشوف " جائزة نوبل للسلام. |
||||
07 - 07 - 2014, 05:25 PM | رقم المشاركة : ( 58 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
لقطة للتاريخ 5 الهدف من هذه اللقطة يا صديقي هو أن أكشف لك قليلًا عن المآسي التي عانت منها البشرية بسبب الإلحاد، إله القتل، فالإنسان متى فقد الإيمان، واعتقد أنه ليس إله، ولا ثواب ولا عقاب، يتدنى لمستوى أدنى من الحيوانات المتوحشة، قد يفترس غيره أو يفترس نفسه، أو كليهما. ويقول "ريتشار ووربملاند " وكانوا يعذبون المساجين بالجوع الشديد، فيقدمون لهم قطعة خبز كل أسبوع حتى صاروا أشبه بهياكل عظمية، وصاروا كالمعتوهين، حتى أن ريتشار لم يقوَ على تلاوة الصلاة الربانية، فكانت صلاته عبارة عن كلمتين فقط هما " أحبك يا يسوع " والأمر المُدهش أن هؤلاء المساجين كانوا يقدمون العشور من ضروراتهم.. كيف؟ يتخلون عن قطعة الخبز الخاصة بهم في الأسبوع العاشر لمن هو أضعف منهم. (راجع العذاب الأحمر ص 55، 73). حقًا أن هؤلاء الأبطال لم يحبوا حياتهم حتى الموت، فالشاب " ماتشيفيسي " الذي كان له من العمر ثمانية عشر عامًا وقد أصيب بمرض السل بسبب التعذيب وصعوبة السجن، وعندما علمت أسرته أرسلت له العلاج، فأعلمه ضابط السجن، وطلب منه مقابل تسليمه الدواء الذي سينقذ حياته أن يعطيه بعض المعلومات عن زملائه المؤمنين، فقال له " ماتشيفيسي ": إنني لا أود أن أبقى حيًّا فأستحي برؤية وجه خائن في مرآه. فأنا لا أستطيع أن أقبل هذا الشرط. إنني أفضل الموت على ذلك " ومات " ماتشيفيسي " بطلًا شهيدًا. (راجع العذاب الأحمر ص 56). وعندما تسلمت " كولموندة " جثة زوجها الذي قُتل في السجن وترك لها أربعة أطفال صغار، لاحظت علامات الأصفاد التي كبلت يديه، والحروق التي لحقت بيداه وأصابعه والأقسام السفلى من رجليه، ووخز السكاكين على القسم الأسفل من معدته، وانتفاخ رجله اليمنى، وعلامات الضرب التي برزت على رجليه الاثنين، فقد كانت الجثة كلها مشوهة بسبب الضرب، وتجمع المؤمنون نحو 1500 شخصًا في مسيرة ضخمة لتوديعه وكل منهم يعلم أن نهايته ربما تكون هي نهاية هذا الشهيد، وأكثر من هذا أنهم حملوا لافتات كُتب عليها " لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح" (في 1: 21).. " لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها" (مت 10: 28).. " رأيت تحت المذبح نفوس الذين قُتلوا من أجل كلمة الله" (رؤ 6: 9). ويقول "ريشار وورمبلااند": "والنساء المسيحيات يلاقين عذابًا يفوق عذاب الرجال في السجن، فقد اغتُصبت الفتيات من حراس وحشيين.. والسخرية، بالإضافة إلى المناظر القبيحة، لهو أمر مُرعب، وقد أجبروا النساء على العمل الشاق في حفر القنوات، وكان عليهنَّ أن يقمنَ بالعمل كالرجال.. وقد أقاموا عليهنَّ بعض المراقِبات الساقطات الزاينات، فتسابقن في تعذيب المؤمنات، وقد أكلت زوجتي العشب كالثيران لتبقى حيَّة. وكذلك أكل السجناء الجرذان والحيَّات عند حفر قناة ليبقوا أحياء، وكان من أبهج تسليات الحراس أيام الآحاد هي أن يلقوا النساء في نهر الدانوب ليخرجوهنَّ من الماء مرة أخرى فيسخرون بهنَّ بنظرهم إلى أجسامهنَّ المبللة. وقد أعادوا الكرة مرارًا وتكرارًا، وهكذا فعلوا بزوجتي أيضًا" (175). وأشارت الصحف الروسية في إحدى المرات إلى القبض على اثنين وثمانين مؤمنًا بالمسيح ووضعهم في مستشفى الأمراض العقلية، وتحت وطأة العذاب مات أربعة وعشرون منهم فأشارت الصحف الروسية أن هؤلاء ماتوا بسبب الصلوات الطويلة.. فهل لنا أن نتصور ما عاناه هؤلاء الشهداء؟! وأشارت صحيفة "سوجتسكايس روسيا" في 4 يونيو 1963م إلى سيدة مؤمنة أخذوا منها أولادها الستة مدى الحياة لأنها علمتهم الإيمان المسيحي وحفزتهم على عدم لبس الطليعة الحمراء (راجع العذاب الأحمر ص 170، 171). |
||||
07 - 07 - 2014, 05:26 PM | رقم المشاركة : ( 59 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
نظرة تأمل 5 طائر الحمل: أما رحلة الطائر الحمل من إستراليا لليابان لكاليفورنيا بأمريكا والعودة فإنها تدعو للعجب العُجاب، ويقول دكتور موريس بوكاي (الذي طالما هاجم الكتاب المقدَّس مرددًا أقوال أرباب مدرسة النقد الأعلى) إن " جيه هامبورجر " J. Hamburgar في كتابه " القوة والضعف " يقول "أمسك صياد سمك ياباني في 27 مايو 1955م طائرًا كان مُعلَّمًا بحلَقة تحمل تاريخ 14 مارس من نفس السنة، وذلك في جزيرة بابيل بإستراليا، ويُعرف هذا الطائر في هذا الجزء من العالم باسم Mutton - Bird " or Short - Tailed Shearwater (الطائر الحمل أو جَلَم الماء قصير الذيل) وكان الإمساك بهذا الطائر بداية سلسلة اكتشافات أدت إلى تصحيح المعلومات الخاصة بالرحلة الضخمة التي يقطعها هذا الطائر المهاجر في كل سنة. وتبدأ نقطة انطلاقه من ساحل إستراليا، ومن هناك يطير شرقًا فوق المحيط الهادي ثم يدور في إتجاه الشمال على طول ساحل اليابان حتى يصل إلى بحر بيرنج Bering Sea حيث يستريح بعض الوقت. ثم ينطلق بعد هذه الوقفة، ولكنه يتجه جنوبًا هذه المرة، ليظل طائرًا بمحاذاة ساحل أمريكا حتى يصل إلى كاليفورنيا. ومن هناك يطير في طريق عودته فوق المحيط الهادي ليعود من حيث بدأ. هذه الرحلة السنوية التي يقطعها هذا الطائر، والتي تتخذ شكل العدد (8) ويبلغ طولها 15000 ميل، لا تختلف في مسارها ولا في التواريخ التي تتم فيها. فالرحلة تستغرق ستة أشهر وتنتهي في الأسبوع الثالث من شهر سبتمبر على نفس الجزيرة، وفي نفس العش الذي تركه الطائر منذ ستة أشهر مضت . أما ما يحدث بعد ذلك فهو أدعى للعجب: فعند عودة هذه الطيور تبدأ في تنظيف أعشاشها ثم تتزاوج وتضع الأنثى بيضتها الوحيدة في غضون الأيام العشرة الأخيرة من شهر أكتوبر. وبعد شهرين يفقس البيض وتخرج الأفراخ وتنمو بسرعة، فعندما يكون عمرها ثلاثة أشهر ترقب آباءها وهي تنطلق في رحلتها الرائعة، وبعد أسبوعين أي في منتصف أبريل تقريبًا تنطلق الصغار بدورها في طريقها الذي سلكه أباؤها بنفس المسار الذي سبق بيانه. أما ما ينطوي عليه كل ذلك فهو جلي واضح: ففي داخل المادة التي تنقل الصفات الوراثية لهذه الطيور، والتي تحتويها البيضة، لابد وأن توجد كل التوجيهات اللازمة لهذه الرحلة. وقد يقول بعض الناس أن هذه الطيور تسترشد بالشمس والنجوم وباتجاه الرياح السائدة على طول طريق الرحلة ذهابًا وإيابًا، ولا شك أن هذه العوامل لا تبرر الدقة الجغرافية والزمانية التي تتم بها الرحلة. وليس هناك ما يدعو للشك في أن التعليمات الخاصة برحلة الخمسة عشر ألف ميل مُسجلة - سواء مباشرة أو بصورة غير مباشرة - على الجزيئات الكيميائية المستقرة في نوى خلايا هذه الطيور، وتقوم بإصدار الأوامر. فكيف يمكن أن نتصوَّر القدر الهائل من المعلومات الشفرية - التي يلزم بالضرورة أن تكون مُتكّيفة مع عدد هائل من الظروف والأحوال المختلفة، يدخل في حسابها كلها البيئات المختلفة التي تجتازها الطيور، كل طائر بمفرده وبغير مُرشِد من أستراليا إلى بحر بيرنج ثم العودة - ملتزمًا التزاما صارمًا بجدول زمني غاية في الدقة؟ كيف يمكننا حتى أن نُعبّر عن العدد الخيالي من الأوامر التي يلزم أن تصدر على مدى ستة أشهر، وهي أوامر تتغير - حتمًا - وفقًا للظروف، خاصة مع تبدل الأحوال المناخية؟ ولابد أن تكون العدة قد أُعدت لأي طارئ مُحتمل الوقوع، ولا بد أن يكون قد وجد مكانه في رصيد المعلومات التي يحملها شريط الـDNA ومثار العجب بالنسبة للمرء هو كيف تم تخطيط هذا البرنامج وكتابته أصلًا، وهل من مخلوق يعلم الإجابة؟" (176). الإسكندرية في 1/1/2011م الانفجار على أعتاب كنيسة القديسين استشهاد 20 وإصابة 120 شخصًا |
||||
07 - 07 - 2014, 05:26 PM | رقم المشاركة : ( 60 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
المراجع
1- نيافة المتنيح الأسقف إيسيذورس - الإخاء والسلم بين الدين والعلم. 2- نيافة المتنيح الأنبا غريغوريوس - الإلحاد المعاصر وكيف نجابهه. 3- القمص بولس عطية بسليوس - دراسات في علم اللاهوت. 4- القس أنجيلوس جرجس - وجود الله وصوُّر الإلحاد. 5- الأب أنطوني م. كونيارس - الصليب والإستشهاد في القرن العشرين. 6- د. حليم عطية سوريال - تصدع مذهب داروين والإثبات العلمي لعقيدة الخلق. 7- د. فوزي إلياس - ستة أيام الخليقة بين العلم والدين. 8- ترجمة نظير عريان ميلاد - الكتاب المقدَّس ونظريات العلم الحديث. 9- برسوم ميخائيل - حقائق كتابية ج 1 . 11- دكتور رمسيس عوض - الإلحاد في الغرب. 12- دكتور زكريا عوض الله - شهادات العلماء لإله السماء. 13- دكتور عبد الرحمن بدوي - نيتشه طبعتي 1939، 1956م. 14- فريدريك نيتشه - ترجمة جورج ميخائيل ديب - عدو المسيح. 15- سيرجي كورداكوف - ترجمة نشأت مرجان - شاول طرسوسي جديد - قصة ذئب شيوعي يتحوَّل إلى المسيحية. 16- بولس سلامة - الصراع في الوجود. 17- ريتشار وورمبلاند - تعريب كريم خاشو - العذاب الأحمر. 18- ريتشار وورمبلاند - ترجمة د. عزت زكي - جواب المسيحية على الإلحاد الشيوعي. 19- دكتور أنور عبد العليم - قصة التطوُّر. 20- هارون يحيى - خديعة التطوُّر. 21- دكتور كمال شرقاوي غزالي - التطوُّر بين الضلال وممارسة حق النقد. 22- أ. رأفت شوقي - الإلحاد نشأته وتطوُّره ج 1 23- أ. رأفت شوقي - الإلحاد بعض مدارسه.. والرد عليها ج 2 24- جون بول - الإيمان المسيحي - بين النظريات والإعلانات. 25- أ. م. بوشنسكي - ترجمة د. عزت قرني - الفلسفة المعاصرة في أوربا. 26- طمسون - ترجمة حبيب سعيد - هل من تناقض بين العلم والدين؟ 27- نورمن أندرسون من جامعة كمبردج - العقل والإيمان طبعة ثانية 1955م. 28- أنطوني دي كرسبني وكينيث مينوج - ترجمة ودراسة د. نصار عبد الله - أعلام الفلسفة السياسية المعاصرة. 29- بول ليتل - ترجمة وجدي وهبه - لماذا أؤمن؟! إجابات منطقية عن الإيمان. 30- إيريل البردويل - صوت من الأنقاض. 31- ريتشارد كتشام - ترجمة عزت فهيم - هذه هي الشيوعية. 32- تأليف وجمع القائمقام ترتن من فرقة المهندسين - كتاب البراهين العقلية والعلمية على صحة الديانة المسيحية - طبعة ثانية سنة 1925م. 33- خوان إرياس - ترجمة الأب كميل حشيمة اليسوعي - لا أؤمن بهذا الإله. 34- عبد الستار الطويلة - سقوط الحلم الشيوعي. 35- موسوعة ألفا أسئلة وأجوبة ج 2 . 36- ريتشارد دوكنز - وهم الإله. 37- بعض أعداد من مجلة العلم. |
||||
|