البداية
في ثورة من ثورات إبليس إذ حرّك سهامه تجاه جماعة من الموعوظين(1) الجدُد فتم القبض عليهم عام 203 م. وهم: "ريفوكاتوس Revocatus وفيليسيتاس أو فيلستيFelicity ومعناها: "سُعدي" وكانت عَبْدة حامل في الشهر الثامن، وساتورنينوس Saturninus وسيكونديولاس Secundulus وكانت من بينهم امرأة تُدعَى ”ڤيبيا أو ڤيڤيا بربتوا Vevia Perpetua“، وهى من عائلة ثريّة معروفة، لها صيت حَسن. كانت تعيش مع والديْها وأخوان لها: أحدهما موعوظ، ولها أخ ثالث مات اسمه دينوكراتس وهو في سن السابعة.
* تزوّجت برَجُل شريف ثري ورُزِقَت منه بولد. كان يرضع على صدرها وهى لم تكن تبلغ أكثر من اثنين وعشرين عامًا (22 سنة)، أُلقي القبض على هؤلاء الموعوظين ولحقهم رَجُل يُدعَى ساتورس Saturus كان مُعلّمهم ومُرشدهم، أراد أن لا يتركهم حتى يسندهم ويُشجّعهم.
* قيل أن زوج القديسة بربتوا قَبِلَ الإيمان سرًّا وإذ شعر بموجة الاضطهاد هرب واختفى.
وقصة استشهاد القديسة بربتوا تكتبها بخط يدها لتتركها لابنها حتى عندما يكبر يثبَت في الإيمان. وتبدأ هكذا:
عندما كنت مع جماعتي التي تم القبض عليها جاءني والدي مُنفعلًا بسبب شدّة عاطفته وحُبّه نحوي، محاولًا زعزعتي وتحطيم عزيمتي فبادرته:
أبي: أترى هذه القلة التي تحوي الماء أمامك؟
فقال لي: نعم أراها.
فسألته: هل يمكن أن تُغيّر القُلّة اسمها؟
فأجابني: بالطبع لا.
فقُلت له: هكذا أنا أيضًا لا يُمكن أن أُدعى بغير اسمي "مسيحية".
ثورة أبي:
عندما وقعت كلمة "مسيحية" على أُذني والدي هاج واندفع نحوي كأنما يود تخزيق عيني، ولكنه جمد واكتفى بإهانتي إذ انحلّت قوّته عندما اقترب منّي كما انحلّت كل حُججه الشيطانية.
الولادة الجديدة والاستعداد للآلام:
أخذونا بعيدًا ووضعونا في بيت من بيوت المدينة، تحفُّظًا علينا لردعنا لعلّنا نرجع عن رأينا، ففارقت أبي إلى عدة أيام، وشكرت الرب على ذلك إذ شعرت براحة ونشوة في غيابه.
وفي هذه الأيام القليلة عمّدونا جميعًا، وتقبّلت أمرًا من الروح القدس أن لا أهتم بشيء قط بعد خروجي من الماء المقدس سوى تحمل الآلام الجسدية.
_____
(1) الموعوظ هو طالب العماد ليصير مسيحياً، وكان له مكان خاص بالكنيسة من أجل إعداده لنوال المعمودية.