الحياة أظهرت
ولكن لم يظهر السيد المسيح بعد قيامته إلا للذين قبلوه فقط، وكان هذا تأكيدًا على أن التبرير من جريمة صلبه هو للذين آمنوا باسمه وقبلوه فاديًا ومخلصًا. مع أنه ظهر للعالم كله قبل الصليب وفي الصليب. ورآه الكثيرون لأن الموضع كان قريبًا من أورشليم، لكنه خرج خارج المحلة حاملاً عار الخطية ورآه الكل معلقًا على خشبة اللعنة من أجل خطايا العالم كله. ويقول "اِلْتَفِتُوا إِلَيَّ وَاخْلُصُوا يَا جَمِيعَ أَقَاصِي الأَرْضِ..." (اش45: 22). لكن في القيامة لم ينظره إلا الذين قبلوه "وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ (يو1: 12).
وماذا عن الحراس؟!
ربما يعترض أحد ويقول إن الحراس الرومانيين رأوه وهو قائم من الأموات فكيف نقول إنه لم ينظره إلا الذين قبلوه. فهل شاهده الحراس أم لم يروه؟
إن رؤية المسيح القائم من الأموات معناها رؤية الحياة الأبدية. لأن الحياة أظهرت "فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا" (1يو1: 2). فكيف يرى الحياة الأبدية من لم يكن في المسيح، على الأقل في وقت رؤيته؟! مستحيل.