![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الجهاد الروحي ![]() يبدأ الإنسان في الجهاد الروحي من أول ما يعي للحياة والإدراك، ويستمر إلى آخر نفس في حياته.. ومن أهم عناصر الجهاد الروحي: أولًا: أن يحيا الإنسان حياة التوبة فالتوبة هي: * التحرر من عبودية الخطية والشيطان. * ترك الخطية ولكن تكون من أجل الله. * يقظة روحية مستمرة.. فالتوبة هي انتقال من الموت إلى الحياة. * تغيير شامل لحياة الإنسان. ثانيًا: السعي نحو نقاوة القلب والفكر * التوبة كأية فضيلة ينمو فيها الإنسان ويتدرج.. ويظل ينمو حتى يصل إلى كمالها.. وهي نقاوة القلب والفكر.. "يا ابني أعطِني قَلبَكَ، ولتُلاحِظْ عَيناكَ طُرُقي" (أم23: 26). * مهم أن نترك الخطية.. ليس بالفعل فقط بل بالقلب والفكر. * جهادنا ضد خطايا القلب والفكر أكبر أضعافًا من جهادنا ضد خطايا الجسد.. "الإنسانُ الصّالِحُ مِنْ كنزِ قَلبِهِ الصّالِحِ يُخرِجُ الصَّلاحَ، والإنسانُ الشريرُ مِنْ كنزِ قَلبِهِ الشريرِ يُخرِجُ الشَّرَّ. فإنَّهُ مِنْ فضلَةِ القَلبِ يتكلَّمُ فمُهُ" (لو6: 45). * نسعى نحو التخلص من كل خطايا الفكر لكي يكون لنا "فكر المسيح"،ونعطي القلب له.. "وأمّا نَحنُ فلَنا فِكرُ المَسيحِ" (1كو2: 16) ثالثًا: احترزوا.... (مت6: 1-18) (1) أنْ تصنَعوا صَدَقَتَكُمْ قُدّامَ الناسِ: * الجهاد في اكتساب فضيلة العطاء.. العطاء الخفي. الأضرار: العطاء الظاهر.. أخذنا أجرة من الناس.. "فمَتَى صَنَعتَ صَدَقَةً فلا تُصَوّتْ قُدّامَكَ بالبوقِ، كما يَفعَلُ المُراؤونَ في المجامعِ وفي الأزِقَّةِ، لكَيْ يُمَجَّدوا مِنَ الناسِ. الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنهُم قد استَوْفَوْا أجرَهُمْ! وأمّا أنتَ فمَتَى صَنَعتَ صَدَقَةً فلا تُعَرّفْ شِمالكَ ما تفعَلُ يَمينُكَ، لكَيْ تكونَ صَدَقَتُكَ في الخَفاءِ. فأبوكَ الذي يَرَى في الخَفاءِ هو يُجازيكَ عَلانيَةً" (مت6: 2-4). * التدريب الروحي على الصدقة في الخفاء.. كيف.. لماذا.. فائدتها. * حاول أن تفكر معي في تنفيذ ذلك. (2) الصلاة في الخفاء: "ومَتَى صَلَّيتَ فلا تكُنْ كالمُرائينَ، فإنَّهُمْ يُحِبّونَ أنْ يُصَلّوا قائمينَ في المجامعِ وفي زَوايا الشَّوارِعِ، لكَيْ يَظهَروا للنّاسِ. الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنهُم قد استَوْفَوْا أجرَهُمْ! وأمّا أنتَ فمَتَى صَلَّيتَ فادخُلْ إلَى مِخدَعِكَ وأغلِقْ بابَكَ (الحواس)، وصَلِّ إلَى أبيكَ الذي في الخَفاءِ. فأبوكَ الذي يَرَى في الخَفاءِ يُجازيكَ عَلانيَةً. وحينَما تُصَلّونَ لا تُكَرّروا الكلامَ باطِلًا كالأُمَمِ، فإنَّهُمْ يَظُنّونَ أنَّهُ بكَثرَةِ كلامِهِمْ يُستَجابُ لهُمْ. فلا تتَشَبَّهوا بهِمْ. لأنَّ أباكُمْ يَعلَمُ ما تحتاجونَ إليهِ قَبلَ أنْ تسألوهُ" (مت6: 5-8). * الصلاة في الخفاء.. غلق باب الحواس. * الاهتمام بالصلاة المستمرة.. وخاصة صلاة القلب. * عدم السعي وراء المراآة في الصلاة.. بهدف المدح من الآخرين. (3) الصوم في الخفاء: "ومَتَى صُمتُمْ فلا تكونوا عابِسينَ كالمُرائينَ، فإنَّهُمْ يُغَيّرونَ وُجوهَهُمْ لكَيْ يَظهَروا للنّاسِ صائمينَ. الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنهُم قد استَوْفَوْا أجرَهُمْ. وأمّا أنتَ فمَتَى صُمتَ فادهُنْ رأسَكَ واغسِلْ وجهَكَ، لكَيْ لا تظهَرَ للنّاسِ صائمًا، بل لأبيكَ الذي في الخَفاءِ. فأبوكَ الذي يَرَى في الخَفاءِ يُجازيكَ عَلانيَةً" (مت6: 16-18). الصوم في الخفاء، وعدم افتعال أي مواقف تلفت انتباه الآخرين إلى صومي (التصويت بالبوق). رابعًا: لا تكنزوا.... (مت6: 19-21) * عدم الاهتمام بالأموال (الكنوز).. وهذا هو التحذير الثاني. * الجهاد ضد القنية وحب المال.. "مَحَبَّةَ المالِ أصلٌ لكُل الشُّرورِ" (1تي6: 10)، "لا يَقدِرُ أحَدٌ أنْ يَخدِمَ سيّدَينِ، لأنَّهُ إمّا أنْ يُبغِضَ الواحِدَ ويُحِبَّ الآخَرَ، أو يُلازِمَ الواحِدَ ويَحتَقِرَ الآخَرَ. لا تقدِرونَ أنْ تخدِموا اللهَ والمالَ" (مت6: 24). * أين أنا من المال؟ ومَنْ الذي يستخدم الآخر؟ * المال ومحبته تجلب على الإنسان متاعب كثيرة، وشهوات العالم تجر وراء بعضها. * التحذير من المال.. يَنقُبُ السارِقونَ ويَسرِقونَ. * المقتنيات الأرضية.. يُفسِدُ السوسٌ والصَدأٌ. * "محبة المقتنيات تزعج العقل والزهد فيها يمنحه استنارة" (القديس الأنبا موسى الأسود). خامسًا: سِراجُ الجَسَدِ هو العَينُ * نقاوة الحواس. * العين هي التي تحدِّد فكر الإنسان.. فحسب رؤيتها يترتب عليها الفكر.."فإنْ كانَتْ عَينُكَ بَسيطَةً فجَسَدُكَ كُلُّهُ يكونُ نَيّرًا، وإنْ كانَتْ عَينُكَ شِرّيرَةً فجَسَدُكَ كُلُّهُ يكونُ مُظلِمًا، فإنْ كانَ النّورُ الذي فيكَ ظَلامًا فالظَّلامُ كمْ يكونُ" (مت6: 22-23). * العين هي الجهاز الذي يعلن عن الشخص نفسه.. (عفيف، شهواني، ماكر، غضوب...). * حسب رؤية العين تتحدد شخصية الإنسان وحياته الروحية. * العين توقع الإنسان في خطايا كثيرة.. (الحسد، الإدانة، النميمة، الشهوة، الأفكار الرديئة...). فسِراجُ الجَسَدِ هو العَينُ.. "لكن اطلُبوا أوَّلًا ملكوتَ اللهِ وبرَّهُ، وهذِهِ كُلُّها تُزادُ لكُمْ" (مت6: 33). لإلهنا كل المجد والإكرام من الآن والى الأبد آمين. |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ما بين الصلاة والفتور عندما نتكلم عن الصلاة.. يكون كلام شامل كل أنواع الصلاة: *الصلاة القلبية. *الصلاة الجماعية. *الصلاة الفردية بالأجبية. ويحضرني بعض الأسئلة التي أريد أن أوجهها لكل واحد منَّا: *ما هو تقيمك الشخصي للصلاة؟ *ما هو مركز الصلاة (الصلة بينك وبين الله) في حياتك؟ *هل هي مجرد معونة لك في وقت الضيق.. تلجأ إليها (حينما تحتاج) إلى الله؟ *أم هي فرض عليك إذا لم تؤده تشعر بتأنيب الضمير لمجرد التقصير؟ *هل هي غذاء روحي لازم لك.. إن لم تتناوله تفتر في حياتك الروحية؟ *أم هي متعة، تشعر بحلاوة مذاقها، فتنسى الدنيا وكل ما فيها، وتود لو طال لك الوقت في الحديث مع الله؟ تعالوا بنا نناقش هذه الأسئلة، ونرى بداية.. ![]() فعلى حسب تقييمي يكون مستوى روحانياتي.. أي مستوى علاقتي مع الله.. *هل أنا دائم الالتصاق به.. أم أعرف الله في بعض المناسبات؟ *هل الصلاة هي غذاء لروحي وشبع لحياتي، ولذلك تصبح ضرورة من ضروريات الحياة لا استغناء عنها؟ *هل الصلاة بالنسبة لي هي غذاء الروح الذي أحرص على تناوله لتغذية الروح كما أحرص على تناول أطعمة الجسد لتغذية الجسد؟ ![]() *هل أربي روحي كما أربي جسدي؟ *هل روحانياتي في ازدياد مستمر كما الجسد أيضًا؟ *هل حينما تمرض الروح أعالجها كما أعالج الجسد في حالة مرضه؟ وأقصد هنا مرض الروح أي (الفتور الروحي). *عندما تفتر حياتي الروحية.. هل أجلس وأنقب داخل نفسي لكي أكتشف ما هو السبب؟ ولماذا مرضت؟ وما هو سبب المرض؟ ما الذي أدى بي إلى هذه الحالة؟ *لماذا بردت روحي وبعدت عن الله؟ هل أتركها حتى أسمع القول الذي قيل لملاك كنيسة اللاودكيين: "أنا عارِفٌ أعمالكَ، أنَّكَ لستَ بارِدًا ولا حارًّا. لَيتَكَ كُنتَ بارِدًا أو حارًّا! هكذا لأنَّكَ فاتِرٌ، ولستَ بارِدًا ولا حارًّا، أنا مُزمِعٌ أنْ أتقَيّأكَ مِنْ فمي" (رؤ3: 15- 16)؟ *هل الصلاة لها مركز أو ترتيب في أولويات حياتي؟ أم هي شيء أمارسه وقت الحاجة له أو وقت الفراغ؟ *هل أصلي لاحتياجي للصلاة؟ أم يدخل في داخلنا الفكر الغير مسيحي وهو أن الصلاة فرض وضع علينا يجب أن نتممه؟ ![]() *الصلاة هي علاقة حب.. إذا لم تُمارس من خلال هذا الفكر الروحي لا يكون لها أي فائدة، ولا أتمتع بها ولا أذوق حلاوتها. ![]() *الصلاة هي علاقة الإنسان بالله.. هي الغداء المستمر للروح، والصلاة هي التي تؤدي إلى التوبة المستمرة.. فالإنسان في صلاته يرجع إلى الله، ويجدد العلاقة التي قد تكون تشوهت بينه وبين خالقه عن طريق سقوطه في بعض الخطايا. *بالصلاة تعاد هذه العلاقة، وكما يقول أحد القديسين: "إذا كان الإنسان يظن أنه يوجد باب آخر للتوبة غير التوبة فهو مخدوع من الشياطين". ![]() *الصلاة تعبّر عن مدى اهتمامي بالله، ومدى مركز الله في حياتي،هل له أهمية فأضعه في أول حياتي.. أم يأخذ دوره في وسط المشغوليات الكثيرة التي يهتم بها كل منَّا؟ ![]() إذا الإنسان استطاع أن يعرف قيمة الصلاة الحقيقية.. فسوف يصل إلى مذاقة حلاوة الرب والعشرة معه.. فهو السلم الذي نتسلقه لنصل به إلي السماء. ![]() *الصلاة هي الطريق الذي نصل من خلاله إلى العشرة المستمرة والحضور المستمر مع الله. ![]() *فالصلاة تعتبر مثل النَفَس الذي أتنفسه.. فنجد كثيرًا من الآباء القديسين دخلوا في تدريبات روحية عميقة في صلاة يسوع، حتى وصلوا للصلاة الدائمة التي أصبحت مع كل نَفَس يتنفسه.. وأصبحت "صلاة يسوع" جزء لا يتجزأ من حياته.. لا يستطيع أن يمضي عليه أي وقت حتى لو دقيقة واحدة ولا يذكر فيها اسم السيد المسيح.. فوصلوا بهذه الطريقة إلي الصلاة الدائمة، وإلى العِشرة المستمرة مع الله، وبالتالي أصبحت حياتهم كلها توبة مستمرة، وتمتعوا بالوجود الدائم مع الله وهم على الأرض. *أما إذا اتخذنا الصلاة على أنها فرض.. فسوف يكون تنفيذها نابع عن ممارسة عادية وليس عن حب.. نابع عن تتميم فرائض لأجل الهروب من العقوبة وليس عن اشتياق قلبي. *نحن لا نُصلي لأجل عقاب ينتظرنا لو لم نُصلي.. بل نُصلي إلي حبيب قلوبنا جميعنا السيد المسيح ملكنا الحقيقي الحنون.. الذي يستجيب لنا حينما ندعوه.. الذي عندما نطلبه نجده.. الذي يعرف ما نحتاج إليه دون أن نطلب.. الذي يقف على بابنا يقرع باستمرار يريد دخول القلب. *فمَنْ استيقظ وفتح الباب له يدخل عنده ويملئ القلب بالفرح والبهجة والسلام والمحبة وطول البال.. وتحّل عليه ثمار الروح القدس.."وأمّا ثَمَرُ الرّوحِ فهو: مَحَبَّةٌ، فرَحٌ، سلامٌ، طولُ أناةٍ، لُطفٌ، صَلاحٌ، إيمانٌ، وداعَةٌ، تعَفُّفٌ. ضِدَّ أمثالِ هذِهِ ليس ناموسٌ" (غل5: 22 -23). *أما مَنْ يرفض فتح باب قلبه لله ويقول مع عروس النشيد "قد خَلَعتُ ثَوْبي، فكيفَ ألبَسُهُ؟ قد غَسَلتُ رِجلَيَّ، فكيفَ أوَسخُهُما؟" (نش5: 3)،ويملك الكسل والتهاون علي حياته.. فسوف تمر به الأيام، وعندما يقوم ليفتح الباب سوف يقول أيضًا:"حَبيبي تحَوَّلَ وعَبَرَ. نَفسي خرجَتْ عِندَما أدبَرَ. طَلَبتُهُ فما وجَدتُهُ. دَعَوْتُهُ فما أجابَني" (نش5: 6). تعالوا بنا ننظر إلى آباءنا القديسين، ونسألهم: ![]() نسمعهم جميعًا يقولوا لنا: "لأن وقت الصلاة كان بالنسبة لنا هو أمتع وقت نقضيه في حياتنا.. كنا لا نستطيع أن نقطع علاقتنا بالله وتمتعنا بعشرته ووجوده معنا لكي نعمل أي عمل آخر.. فكلما نطيل الوقت بقدر الإمكان.. نتمتع بوجودنا في حضرة الله أكثر وقت ممكن". ولذلك تحولت الصلاة بالنسبة لهؤلاء الآباء إلى عشرة قلبية.. يشتهوا أن يقفوا مع الله طول الوقت. نرى القديس الأنبا أرسانيوس مُعلِّم أولاد الملوك.. كان يقف يُصلي رافعًا يديه من وقت غروب الشمس وتضئ في ظهره.. إلى أن تشرق اليوم التالي ويراها تضئ في وجهه.. وهو لا يمل ولا يشعر بالتعب ولا طول الوقت.. وذلك لأن الصلاة تحولت إلى شهوة قلبية وليس إلى واجب أو فرض يفرض علينا عن طريق أب الاعتراف.. أو نقول لازم نعمل كده لكي يرتاح ضميرنا!! هيا بنا اليوم نقف وقفة حساب مع النفس ونقول: "إنَّها الآنَ ساعَةٌ لنَستَيقِظَ مِنَ النَّوْمِ، |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مفهوم الصوم
الراهب القس بطرس البراموسي ![]() مفهوم الصوم الصحيح: يختلف الكثيرين في فهم الصوم.. * فالبعض يركز على الممارسات الجسدية من ناحية الامتناع عن الطعام (الانقطاع). * والبعض يركز على الامتناع عن بعض الأطعمة (الصوم النباتي). * والبعض الآخر يركز على الممارسات الروحية فقط. ولكن أفضلهم مَنْ يدمج كل هذه مع بعضها، ويفهم ويعي مفهوم الصوم بفهمه الصحيح.. فهيا بنا ندخل إلى العمق، لنرى ما هو مفهوم الصوم الصحيح. الصوم هو العودة إلى حياة الفردوس الأولى فعندما خلق الله آدم وحواء ووضعهما في الفردوس، كان طعامهما من الأطعمة النباتية، قائلًا لهم: "مِنْ جميعِ شَجَرِ الجَنَّةِ تأكُلُ أكلًا، وأمّا شَجَرَةُ مَعرِفَةِ الخَيرِ والشَّر فلا تأكُلْ مِنها، لأنَّكَ يومَ تأكُلُ مِنها موتًا تموتُ" (تك2: 16-17).. ولم يوصهم أن يذبحوا حيوانات ويأكلوا لحومها. وعاش آدم وحواء حسب هذه الوصية حتى أخطأوا، ووقعوا في معصية الله ومخالفة وصيته، وطُردوا من الجنة، وعاشوا هم ونسلهم على نفس هذه الأطعمة حتى فساد الأرض كلها، وإتيان الله بالطوفان على العالم في عهد نوح. * بعد فناء البشرية الأولى الفاسدة وخروج نوح من الفلك، بدأ الله بالسماح له بأكل اللحوم.. "ولتَكُنْ خَشيَتُكُمْ ورَهبَتُكُمْ علَى كُل حَيَواناتِ الأرضِ وكُل طُيورِ السماءِ، مع كُل ما يَدِبُّ علَى الأرضِ، وكُل أسماكِ البحرِ. قد دُفِعَتْ إلَى أيديكُمْ. كُلُّ دابَّةٍ حَيَّةٍ تكونُ لكُمْ طَعامًا. كالعُشبِ الأخضَرِ دَفَعتُ إلَيكُمُ الجميعَ. غَيرَ أنَّ لَحمًا بحَياتِهِ، دَمِهِ، لا تأكُلوهُ" (تك9: 2-4). * الإنسان الأول كان مخلوقًا نباتيًا، وحتى الحيوانات التي يطلق عليها الآن حيوانات مفترسة كانت تأكل العشب الأخضر والنباتات.. بدليل أنها عندما دخلت الفلك مع نوح كانت تأكل من نفس الأكل الذي كان يأكله نوح وبنوه.. "وأنتَ، فخُذْ لنَفسِكَ مِنْ كُل طَعامٍ يؤكلُ واجمَعهُ عِندَكَ، فيكونَ لكَ ولها طَعامًا" (تك6: 21). * فبممارسة الصوم نكون قد رجعنا إلى صورتنا الأولى التي خُلقنا عليها، وهي الصورة النباتية.. نأكل نفس الأكل الذي كنا نأكله في الفردوس.. وبتهيئتنا لأجسادنا في فترات الصوم وأكلنا أكلًا نباتيًا نقترب من الفردوس الذي طردنا منه بسبب الأكل ومخالفة وصية الله. تعالوا بنا نرى ما يقوله مار اسحق لنا عن هذه النقطة: "إن أول قضية وُضعت على طبيعتنا في البدء كانت ضد تذوق الطعام.. ومن هذه النقطة سقط أول جنسنا، لذلك فإن أولئك الذين يجاهدون من أجل خوف الله يجب أن يبدأوا البناء من حيث كانت أول ضربة. مُخلِّصنا الصالح حينما أظهر نفسه للعالم عند الأردن ابتدأ من هذه النقطة.. فحينما اعتمد قاده الروح إلى البرية مباشرة، وصام أربعين يومًا وأربعين ليلة، وكل الذين يريدون أن يتبعوا خطواته عليهم أن يضعوا أساس جهادهم على مثال عمله". مفهوم الكنيسة عن الصوم: الصوم هو حرمان عن بعض الأطعمة، يتدرج حتى يصبح زهدًا اختياريًا. وهذا ما تعلمه لنا الكنيسة.. وهو أن في بداية ممارسة أي "ممارسة روحية" تبدأ بما نُسميه (التغصب). ففي بداية ممارستنا للصوم يجب أن نحرم الجسد مما يتلذذ به، أو يرغب فيه، أو ما يفضله عن غيره.. ثم بعد ذلك يتدرج هذا الحرمان مع كل واحد منا إلى أن يصبح الإنسان ممتنعًا عن هذه الأطعمة رغبة ومحبة في الصوم، وأيضًا لأنه يصبح زاهدًا فيها بكامل إرادته. الصوم ليس إضعافًا للجسد.. بل قمعًا وإذلالًا لإنعاش الروح. فنحن نصوم ليس لكي نضعف الجسد ونهينه، أو نصل به إلى حالة لا يقوى على ممارسة الحياة، ويصبح الإنسان طريح الفراش بسبب ضعفه الجسدي بكثرة الصوم والإفراط فيه بدون إفراز وحكمة.. ولكن الصوم المصحوب بإرشاد أب الاعتراف يعتبر قمعًا لثورات الجسد، كما يقوم رجال الأمن بقمع أي ثورات ضد النظام أو السلام أو الأمن أو غيره.. هكذا الصوم يقمع تمرد الجسد وهذا ما يجعلنا نضع الصوم من أهم الممارسات التي تنعش وتقوي الروح. الصوم ليس فرضًا موضوعًا علينا.. لكننا نمارسه لشعورنا باحتياج إليه، من أجل شقاوتنا وجسدنا المشاغب. تعلمنا كنيستنا الأرثوذكسية أن لا يوجد أي فرض في ممارسة روحية.. * فالصلاة نمارسها عن محبة لإلهنا الخالق الذي يسمع لنا ويرعانا، ويهيئ كل شيء لخلاصنا.. ف "نَحنُ نُحِبُّهُ لأنَّهُ هو أحَبَّنا أوَّلًا" (1يو4: 19). * الميطانيات نعملها لكي تهيئ ذهننا للتوبة (ميطانيا = تغيير الحالة)، ونمارسها عن حب ورغبة في تقديم الجسد لله ساجدًا خاشعًا طالبًا رحمة الله لنا. * كذلك الصوم نمارسه في حب الله.. رغبة منا أن نرجع إلى طبيعتنا الأولى التي خلقنا عليها في الفردوس، وأيضًا لكي يخضع الجسد للروح، وتنشط وتقوى الروح على الجسد، وذلك حسب قانوننا الروحي. * فنحن نشعر باحتياجنا لهذا الصوم، لذلك نصوم حبًا في الصوم وليس لأنه فرض.. فنحن في المسيحية لا يوجد عندنا فروضًا موضوعة علينا يجب أن نمارسها حتى عن عدم اقتناع لكي نعبِّر عن عبادتنا. * نحن نصوم لأننا نحتاج إلى الصوم، لكي نلجم الجسد الجامح، لكي ينقذنا الله من جسد الخطية.. "لأني لستُ أفعَلُ الصّالِحَ الذي أُريدُهُ، بل الشَّرَّ الذي لستُ أُريدُهُ فإيّاهُ أفعَلُ. فإنْ كُنتُ ما لستُ أُريدُهُ إيّاهُ أفعَلُ، فلستُ بَعدُ أفعَلُهُ أنا، بل الخَطيَّةُ السّاكِنَةُ فيَّ. إذًا أجِدُ النّاموسَ لي حينَما أُريدُ أنْ أفعَلَ الحُسنَى أنَّ الشَّرَّ حاضِرٌ عِندي. فإني أُسَرُّ بناموسِ اللهِ بحَسَبِ الإنسانِ الباطِنِ. ولكني أرَى ناموسًا آخَرَ في أعضائي يُحارِبُ ناموسَ ذِهني، ويَسبيني إلَى ناموسِ الخَطيَّةِ الكائنِ في أعضائي. ويحي أنا الإنسانُ الشَّقيُّ! مَنْ يُنقِذُني مِنْ جَسَدِ هذا الموتِ؟" (رو7: 19–24). الصوم لم يرتب للتكفير عن الذنوب والخطايا، لكن لإعداد النفس لاقتبال الله.. إذ لا يوجد عمل ما يكفر عن الخطايا.. سوى دم السيد المسيح المسفوك على عود الصليب. * فإيماننا المسيحي يعلمنا أنه لا توجد ممارسات تستطيع أن تكفر عن الخطية.. فالشيء الوحيد الذي يكفر عن خطايانا هو دم السيد المسيح.. ففكرة الكفارة تتم بالدم وليست بالممارسات. * لذلك فالصوم دوره الأساسي هو ضبط شهوات الجسد، وفيه أيضًا يتم ضبط الفكر والحواس.. وحينما يضعف الجسد من الصوم، ويتذلل أمام الله تقوى الروح وتنشط.. وهذا هو الهدف المرجو من الصوم. * والقديس باسيليوس الكبير يقول: "لقد نفينا من الفردوس الأرضي لأننا لم نصم. فيجب أن نصوم لنرجع إلى الفردوس السمائي، لأن الصوم يرد إلينا الخسائر المسببة عن عدم صوم آدم، ويصالحنا مع الله". * ونحن نصوم لأن كثرة المأكولات تحرك الشهوات.. وهذا ما نلاحظه على مَنْ يأكلون كثيرًا وتقوى أجسادهم بطريقة غير مألوفة، نجد عندهم استعدادًا كبيرًا جدًا للغضب، فهو لا يمتلك نفسه ولا أعصابه، كذلك أيضًا للقتل معتمدًا على قواه الجسدية.. بل الأكثر من ذلك عندما يقوى الجسد أكثر من اللازم يصبح الإنسان له ميول جسدية ورغبة في ممارسة خطية الزنا. * هذه الخطايا يقع فيها البعض الشرهين في تناول الأطعمة بحاجة وبدون حاجة.. لذلك نقول إن القصد من الصوم هو إذلال الجسد وإخضاعه فضلًا عن الحد من تغذيته. * فالقديس يوحنا كسيان يقول: "حينما تمتلئ المعدة بكل أنواع الطعام فذلك يولد بذور الفسق، والعقل حينما يُخنق بثقل الطعام لا يقدر على توجيه الأفكار والسيطرة عليها. فليس السكر من الخمر هو الذي يذهب العقل، لكن الإسراف في كل أنواع المآكل يضعفه، ويجعله مترددًا، ويسلبه كل قوته في التأمل النقي. فإن كانت زيادة الخبز وحده أدت إلى مثل هذا السقوط السريع في الخطية عن طريق رذيلة الشبع.. فماذا نقول عن أولئك الذين لهم أجسام قوية ويأكلون اللحم ويشربون الخمر بإفراط، غير مكتفين بما تتطلبه أجسادهم.. بل ما تمليه عليهم رغبة العقل الملحة". لذلك نجد جميع الآباء القديسين حذروا من كثرة المأكولات والنهم فيها.. ومن امتلاء المعدة.. هذه العادة الغير مرغوبة قد تسيطر على البعض فيتعود الإنسان أن يأكل فوق ما يحتاج.. فيصبح الأكل عنده غاية. يذكر عن بعض الشعوب اليونانية في إحدى العصور أنه سيطر عليهم حب الأكل والتلذذ به طوال الوقت.. فيذكر عنهم أنهم يأكلون كثيرًا طالما جالسين أمام الطعام، ثم يقومون ويذهبوا إلى W.C لكي يتقيئوا لكي يعودوا للأكل مرة أخرى.. فأصبح الأكل عندهم ليس لسد حاجات الجسد، ولكنه شهوة سيطرت على الإنسان.. فيظل الإنسان يأكل بدون ضابط مثل الحيوانات. * توجد علاقة طردية بين كثرة الأكل وأفكار الدنس والإدانة ... كلما أكثر الإنسان من تناول الطعام والشراب كثرت هذه الأفكار، وتوالت عليه حروب الشيطان.. وخاصة حروب الفكر.. ويقع الإنسان فريسة سهلة للشيطان، وذلك بسبب امتلاء البطن من الأطعمة. لذلك مع كثرة الأطعمة وامتلاء البطن يظلم العقل ويصبح كالسماء المليئة بالسحب والغيوم.. فالإسراف في الأكل والشرب يأتي بالضرر الروحي والجسدي على الإنسان.. ويصبح الإنسان في حالة استرخاء وخمول مما يجعله ضحية للشيطان وأيضًا للأمراض الجسدية. إلهنا الصالح الذي قدّس الصوم بصومه أربعين يومًا.. قادرًا أن يقدس صومنا، ويجعله صومًا روحانيًا.. نسعى فيه لبناء الروح، ولضبط شهوات الجسد والفكر والحواس.. لكي تتقدس حواسنا وأرواحنا وتتنقى أفكارنا. ولإلهنا كل المجد والإكرام في كنيسته المقدسة.. من الآن وإلى الأبد آمين. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() شروط الصلاة المقبولة 1 إن الصلاة التي تُقبل لدى الله لابد أن يكون لها شروط.. لأنه يوجد بعض الصلوات المرفوضة والمكروهة من الله.. وهي صلوات الأشرار، والتي يُطلب فيها بعض الطلبات الخاطئة. ![]() (1) بحسب مشية الله يقول مُعلِّمنا يوحنا الرسول: "إنْ طَلَبنا شَيئًا حَسَبَ مَشيئَتِهِ يَسمَعُ لنا" (1يو5: 14). وهذه الآية تُوضِّح لنا أن كل شيء نسأله فيه يجب أن يكون متفقًا حسب مشيئته ومع محبته وحكمته الكاملتين. *فالبعض يُصلي.. ومن الممكن أن يكون لا يعرف ماذا يطلب.. أو لمَنْ يُصلى!! *والبعض يقع في خطأ من أشنع الأخطاء.. وهو الصلاة من أجل ضرر الآخرين، أو من أجل طلبة شريرة يريد أن تتحقق في أحد أقاربه أو أعدائه! هذه الصلوات صلوات مرفوضة.. لأن صلاة الشرير مكرهة أمام الرب.."ذَبيحَةُ الأشرارِ مَكرَهَةُ الربِّ، وصَلاةُ المُستَقيمينَ مَرضاتُهُ" (أم15: 8). فالصلاة النقية المقبولة هي التي تطلب الخير للكل.. تطلب السلام والوحدانية والمحبة.. ويقول مع الكنيسة: "وحدانية القلب التي للمحبة فلتتأصل فينا.. لينمو بر الإيمان.. سهل لنا طريق التقوى.. الرعاة اضبطهم والذين يرعونهم ثبتهم..." هذه الصلوات النقية تكون حسب مشيئة الله. وعليها يأتي الشرط الثاني المهم وهو أن تكون: (2) باسم السيد المسيحلأن هكذا علّمتنا الكنيسة: *في نهاية صلواتنا نقول: "بالمسيح يسوع ربنا". *وفي صلاة الشكر نختمها فنقول: "بالمسيح يسوع ربنا.. هذا الذي ينبغي له المجد والإكرام...". *في الصلاة الربانية.. "أبانا الذي في السموات" نقول: "بالمسيح يسوع ربنا لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد أمين".. وفي نهاية صلوات القِسم في القداس. ![]() *في طلبات صلوات "سر الزيجة" أغلبها تختم بـ: "بالمسيح يسوع ربنا هذا الذي ينبغي له المجد والإكرام...". *في صلوات وطلبات السيامات (شماس – كاهن - أسقف).. تختم الصلوات بـ: "بالمسيح يسوع ربنا هذا الذي ينبغي له المجد والإكرام...". ونحن في صلواتنا الخاصة القلبية نطلب من السيد المسيح، ونُخصص الكلام له والطلبة منه، واثـقين في كلام السيد المسيح له المجد الذي قاله:"لأنَّ أباكُمُ السماويَّ يَعلَمُ أنَّكُمْ تحتاجونَ إلَى هذِهِ كُلها" (مت6: 32). لذلك فالكنيسة تعلمنا أنه عندما نُصلي.. تكون صلواتنا كلها باسم السيد المسيح ملكنا الحقيقي.. فهو الذي يطلب من الآب باسمنا، وهذا ما تُصليه الكنيسة في طلبة (القداس الغريغوري): "شعبك.. شعبك.. شعبك وكنيستك يطلبون إليك وبك إلى الآب معك قائلين: ارحمنا.. ارحمنا.. ارحمنا يا الله الآب ضابط الكل...". فنحن نطلب إلى السيد المسيح وبه إلى أبيه الصالح لأنهم الاثنين واحد.."الآبَ فيَّ وأنا فيهِ" (يو10: 38). شرطًا آخر للصلاة المقبولة وهي أن تكون: (3) من قلب طاهر نقيأهم ما يعوق الصلاة هي أن تكون من قلب شرير.. يحمل الشر للغير، متذكرين قول السيد المسيح: *"الإنسانُ الصّالِحُ مِنْ كنزِ قَلبِهِ الصّالِحِ يُخرِجُ الصَّلاحَ، والإنسانُ الشريرُ مِنْ كنزِ قَلبِهِ الشريرِ يُخرِجُ الشَّرَّ. فإنَّهُ مِنْ فضلَةِ القَلبِ يتكلَّمُ فمُهُ" (لو6: 45). *وأيضًا.. "فوقَ كُلِّ تحَفُّظٍ احفَظْ قَلبَكَ، لأنَّ مِنهُ مَخارِجَ الحياةِ" (أم4: 23). فما في قلب الإنسان هو ما يُعبِّر عنه في: تصرفاته، وسلوكياته، بل أيضًا في صلواته.. والقلب الطاهر النقي دائمًا يحمل محبة للآخرين، ويبتعد عن البغضة والكراهية. فهو قلب يسكن فيه الروح القدس، ويثمر ثماره المعروفة.. "وأمّا ثَمَرُ الرّوحِ فهو: مَحَبَّةٌ، فرَحٌ، سلامٌ، طولُ أناةٍ، لُطفٌ، صَلاحٌ، إيمانٌ، وداعَةٌ، تعَفُّفٌ" (غل5: 22-23).. هذه الثمار تنمو وتكثر إلى أن تفيض بخيرها على الآخرين. *فنجد الإنسان دائمًا يشكر.. دائمًا فرحان.. دائمًا يتمنى الخير للكل.. دائمًا يُصلي: للمتضايقين، والمحتاجين، والمرضى، والمسافرين، وللذين ليس لهم أحد أن يذكرهم، والذين تحت الأحكام الظالمة،دائمًا يُصلي من أجل الكل.. وهو يؤمن إيمانًا أكيدًا أنه فيما هو يُصلي من أجل الكل فالكل يُصلي من أجله. *لا يوجد عنده فكر أنانية، ولا حب الأخذ.. فلا يقول: لماذا أصلي أنا من أجل الكل باستمرار وهم لا يُصلون من أجلي.. بل لسان حاله يقول: "إنني أحمل كل الخليقة التي تئن مُتعبة من المشاكل والأحزان في قلبي، فأنا أقف أصلي من أجل الكل". ![]() الشهوات الكامنة في قلب الإنسان هذه الشهوات تموج داخل فكر الإنسان، وتسقطه في خطايا عديدة، منها الحسد.. فينظر الإنسان بالعين الحاسدة.. "كل حسد وكل تجربة وكل فِعل الشيطان" (من صلاة الشكر). *فمن الممكن أن يطلب الإنسان في صلاته بعض الطلبات الخاطئة، التي لا يكون من حقه أن يأخذها.. بل من الممكن أن يطلب في صلاته نزعها من أصحابها.. وهكذا تتحول الصلاة إلى صلاة مرفوضة لأنها من قلب شرير. *أيضًا إذا كانت العين الشريرة.. تنظر إلى مناظر معثرة، فيتحول القلب إلى قلب غير نقي، به خطايا دنسة مسيطرة عليه.. فتتحول صلاته إلى طلبات خاطئة ملوثة بخطايا الدنس.. هذه الشهوات الكامنة في القلب تعوق صلاة الإنسان.. والصلاة التي من القلب المدنس والمليء بهذه النوعية من الخطايا تعتبر من الصلوات المرفوضة. *وأيضًا هذه الشهوات الناتجة من عدم عفة الإنسان تفقده الحرارة الروحية والتمتع بصلاته.. فيشعر بالخجل من الوقوف أمام الله.. فإما يغرس عدو الخير في عقله وفكره أنه لابد أن يمتنع عن الصلاة حتى يبطل هذه الأعمال الدنسة.. وإما يُوحي له أن صلاته مرفوضة، وأنه عندما يُصلي يجرم في حق الله. والهدف من هذا أو ذلك.. هو إيقاع الإنسان في اليأس ويبطل الصلاة.. وهنا يذكرنا القديس الأنبا موسى بقول يقول فيه: "الذي يتهاون بعفة جسده يخجل في صلاته". هذا الخجل مفيد من ناحية أن يشعر الإنسان بعظمة الخطية، فيمتنع عنها من أجل الصلاة النقية.. فيسعى الإنسان ويُجاهد، ويستمر في حياة التوبة، حتى يُقلع عن هذه الخطايا.. وبالتالي تتحول صلاته إلى صلاة نقية مقبولة عندما ينقي قلبه من هذه الخطايا. *العقل المرتبط بالشهوات لا يرى موضع للصلاة الروحية، لأن هذا العقل يكون قد تشبع وامتلأ من هذه الشهوات ولا يوجد أي مكان للصلاة.. ولذلك من الممكن أن تكون خطايا الإنسان فاصلًا بينه وبين الله، وهذا ما قاله صريحًا بإشعياء النبي: "ها إنَّ يَدَ الرَّب لم تقصُرْ عن أنْ تُخَلّصَ، ولم تثقَلْ أُذُنُهُ عن أنْ تسمَعَ. بل آثامُكُمْ صارَتْ فاصِلَةً بَينَكُمْ وبَينَ إلهِكُمْ، وخطاياكُمْ ستَرَتْ وجهَهُ عنكُمْ حتَّى لا يَسمَعَ" (إش59: 1-2). *هذه الخطايا التي صارت كفاصل بيننا وبين الله.. لابد أن تكون كبيرة لأن الله الحنون "لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا" (طلبة آخر كل ساعة). *فالقلب الطاهر ليس هو القلب الذي قد تطهر من الخطية فقط.. بل أيضًا القلب غير المنقسم على ذاته.. (ونعني هنا القلب الذي لا يعرج بين محبة الله ومحبة العالم). وللحديث بقية.. إلهنا الصالح يعطينا أن نحيا حياة الشكر المستمرة.. ولإلهنا كل المجد والإكرام من الآن وإلى الأبد آمين. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() شروط الصلاة المقبولة 2 نستكمل معُا حديثنا عن شروط الصلاة المقبولة.. ففي المقال السابق تعرضنا لثلاثة شروط وهي أن تكون: بحسب مشية الله. باسم السيد المسيح. من قلب طاهر نقي. والآن نستكمل الحديث.. ![]() شرطًا آخر للصلاة المقبولة وهي أن تكون: (4) بإيمان كاملهذا الإيمان الذي تحدث عن السيد المسيح عندما قال: *"لو كانَ لكُمْ إيمانٌ مِثلُ حَبَّةِ خَردَلٍ لكُنتُمْ تقولونَ لهذا الجَبَلِ: انتَقِلْ مِنْ هنا إلَى هناكَ فيَنتَقِلُ، ولا يكونُ شَيءٌ غَيرَ مُمكِنٍ لَدَيكُمْ" (مت17: 20). *"الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنْ كانَ لكُمْ إيمانٌ ولا تشُكّونَ، فلا تفعَلونَ أمرَ التينَةِ فقط، بل إنْ قُلتُمْ أيضًا لهذا الجَبَلِ: انتَقِلْ وانطَرِحْ في البحرِ فيكونُ. وكُلُّ ما تطلُبونَهُ في الصَّلاةِ مؤمِنينَ تنالونَهُ" (مت21: 21-22). فقد وصل الآباء القديسين بصلاتهم النقية لتنفيذ هذه الآية.. وقد ذكر في قصة القديس "مرقس الترمقي".. عندما زاره أحد الآباء بعد فترة كبيرة من انعزاله في البرية وتوحده، فأخذوا يتكلموا في عظائم الأمور. وفي وسط الحديث سأل القديس مرقس زائره قائلًا له: هل للمسيحيين الآن الإيمان الذي في حجم حبة الخردل الذي يقول للجبل انتقل فينتقل؟ وفيما هو يذكر هذا القول ارتفع الجبل الجالسين عليه من مكانه!! فوضع القديس مرقس يده عليه، وقال له: اثبت يا مبارك إنني لا أقول لك أنت هذا القول.. فرجع الجبل إلى مكانه!! *هذا الإيمان ينبع من صلاة قوية وجهاد مُضني ونقاء قلب ودموع في الصلاة. *وأيضًا هذا الإيمان يكون بلا ارتياب، كما قال مُعلِّمنا يعقوب في رسالته: "إنَّما إنْ كانَ أحَدُكُمْ تُعوِزُهُ حِكمَةٌ، فليَطلُبْ مِنَ اللهِ الذي يُعطي الجميعَ بسَخاءٍ ولا يُعَيّرُ، فسَيُعطَى لهُ. ولكن ليَطلُبْ بإيمانٍ غَيرَ مُرتابٍ البَتَّةَ، لأنَّ المُرتابَ يُشبِهُ مَوْجًا مِنَ البحرِ تخبِطُهُ الريحُ وتدفَعُهُ. فلا يَظُنَّ ذلكَ الإنسانُ أنَّهُ يَنالُ شَيئًا مِنْ عِندِ الرَّب" (يع1: 5-7). هذا الارتياب أو الشك يفقدنا عمل الصلاة.. لأن لا يأخذ مَنْ لا يُؤمن إيمان أكيد وثيق في الله أنه هو الضابط الكل، الذي يسعى لخيرنا، ويُكلل جهادنا وصلواتنا بالخير، ويُعطينا كل ما نسأل.. بل يعرف احتياجنا قبل أن نسأله، ويلبيه لنا إن كان في خيرنا. ![]() وقد وضع السيد المسيح شرط الإيمان في الصلاة لكي ننال ما نطلب.. حينما قال: "كُلُّ ما تطلُبونَهُ حينَما تُصَلّونَ، فآمِنوا أنْ تنالوهُ، فيكونَ لكُمْ" (مر11: 24). فالصلاة بدون إيمان تكون باطلة.. والصلاة هي طلبة من السيد المسيح. فتعالوا بنا نرى مَثلًا حيًا للإيمان الكامل في الطلبة.. وهي المرأة الكنعانية، حينما جاءت تطلب من السيد المسيح من أجل شفاء ابنتها المعذبة، وحديث السيد المسيح معها في (مر15: 26-28): *"أجابَ وقالَ: "ليس حَسَنًا أنْ يؤخَذَ خُبزُ البَنينَ ويُطرَحَ للكِلابِ".. نرى هنا إيمان المرأة الكامل.. "فقالَتْ: "نَعَمْ، يا سيدُ! والكِلابُ أيضًا تأكُلُ مِنَ الفُتاتِ الذي يَسقُطُ مِنْ مائدَةِ أربابِها!".. ما هذا الإيمان الكامل والاتضاع الغير متناهي؟! *ونتيجة لهذا الإيمان لم يرفض طلبها السيد المسيح، بل قال لها:"يا امرأةُ، عظيمٌ إيمانُكِ! ليَكُنْ لكِ كما تُريدينَ". فشُفيَتِ ابنَتُها مِنْ تِلكَ السّاعَةِ". فقد شفيت ابنتها من أجل إيمانها الكامل في طلبها للسيد المسيح أنه سوف لا يَرُدها ولا يخزها. فتعالوا بنا نأخذ هذه المرأة الكنعانية مَثلًا حيًا لنا في الإيمان الكامل في الصلاة والطلبة.. لأن الصلاة بدون إيمان تعتبر صلاة باطلة ليس لها مفعول. *وهنا يقول القديس يوحنا الدرجي: "الإيمان هو جناح الصلاة، بدونه تعود الصلاة إلى جفن الإنسان ثانية". ![]() البعض الكثير يقول: لماذا لا ننال ما نسأل في الصلاة؟ لماذا لا يستجيب الله؟ لماذا لا نستطيع أن نقول مع يوحنا الرسول: "ومَهما سألنا نَنالُ مِنهُ، لأنَّنا نَحفَظُ وصاياهُ، ونَعمَلُ الأعمالَ المَرضيَّةَ أمامَهُ" (1يو3: 22)؟ إن السبب هنا لا يكمن في أن يوحنا كان رسولًا، وكان من المقربين للسيد المسيح.. ونحن مجرد مؤمنين عاديين.. فيوجد هنا تفرقة بين الناس على حسب مستواهم ووضعهم. لكن السبب الأساسي الذي دفع يوحنا الحبيب أن يقول هذا، لأنه استطاع أن يحفظ وصايا الله ويعمل الأعمال الصالحة المرضية أما السيد المسيح.. بل ويُطيع الله في كل شيء. فالطاعة لوصايا الإنجيل والسيد المسيح.. هي التي تجعل صلاتنا لها فاعلية وتأثير. فكما ذكر مار اسحق: "الطاعة تُخليك مسئولية الطريق"، "الطاعة سفر أثناء النوم". هذه الطاعة التي جعلت قطعة حطب (فرع شجرة جاف) ينبت ويُخرج أوراقًا، حينما أطاع القديس يحنس القصير مُعلِّمه ومُرشده الأنبا بيموا عندما أعطاه له، وقال له: "اذهب اغرس هذا الفرع واسقيه".. فلم يتردد القديس يحنس، وجلس على هذا الوضع ثلاثة سنوات يذهب كل يوم بضعة أميال ليسقه دون شك ولا تردد بل وبلا تذمر، وفي آخر الثلاث سنوات أورق هذا الفرع الجاف بالأوراق الخضراء. *فهل نقدر نحن في هذه الأيام أن نفعل هذا؟ *أم كل شيء الآن نحسبه بالعقل والتفكير وتراجع الإيمان والطاعة حتى لأب الاعتراف؟ نشكو لأب الاعتراف أن صلواتنا نصليها بفتور وعدم إحساس بالحضرة الإلهية، وعندما يقول لنا أن نستمر في الصلاة.. نفكر ونجادل ونقول: "مش ها ينفع.. أنا مش متمتع بالصلاة.. مش حاسس بها.. أنا ها أبطل صلاة حتى يحين الوقت الذي أشعر فيه بحرارة روحية وشوق للصلاة.. فأصلي في هذا الوقت".. وعندما يقول لك أب اعترافك: "كن حذرًا من هذا الفكر فهو حرب من حروب الشيطان".. نجادل ونلاجج ونعترض.. أين الطاعة؟! صدقني يا أخي.. إذا أخذت بركة الطاعة، وأطعت أبيك.. فسوف تستمتع بالصلاة، وتكون صلاتك مقبولة ومسموعة أفضل مما تظن أو تفكر.."الطاعة خير من تقديم ذبائح". ![]() ما أجمل الصلاة التي تمتزج بالشكر.. فالشكر هو أعلى درجات الصلاة، لأنه يرتفع عن المستوى البشري والطلبات الكثيرة. نحن نشكره على كل شيء.. لذلك وضعت الكنيسة صلاة الشكر في مقدمة الصلوات والأسرار وكل شيء، لكي نقول للسيد المسيح أولًا قبل أن ندخل في أي شيء: "نشكرك على كل حال ومن أجل كل حال وفي كل حال".. لماذا؟ "لأنك سترتنا وأعنتنا وحفظتنا وقبلتنا إليك وأشفقت علينا وعضدتنا وأتيت بنا إلى هذه الساعة". *فمُعلِّمنا بولس الرسول تكلم كثيرًا عن هذا الشكر فقال: "شاكِرينَ كُلَّ حينٍ علَى كُل شَيءٍ في اسمِ رَبنا يَسوعَ المَسيحِ، للهِ والآبِ" (أف5: 20). *وأحد الآباء القديسين قال: "ليست موهبة بلا زيادة إلاَّ التي بلا شكر". فالشكر الذي نقدمه في الصلاة هو تعبير عملي على أننا نحب الله، ونلمس محبته لنا وعملة الخلاصي الذي قدمه لنا، وعملة اليومي المستمر معنا في تسديد احتياجاتنا.. فالإنسان يتعود أن يُصلي وهو يشكر، ويطلب بإلحاح دون ضجر. في الواقع إننا نشكر الناس على عملهم معنا أكثر من الله أضعاف.. فحينما يقدم لنا أحد الأشخاص أي مساعدة ولو بسيطة فنشكره كثيرًا.. ومع ذلك الله يقدم كل يوم وكل دقيقة فيه إحسانات غير معدودة، ولكننا لا نقدرها ولا نشكره عليها!! وهنا ننهي كلامنا.. بأن أقول لك: لا تتمرد على الله في الصلاة، ولا تُعاتبه بطريقة خارجة عن حدود اللياقة في الكلام. فإذا كان لنا حدود في كلامنا مع بعضنا كبشر.. فما بال حدودنا مع الله خالق كل البشر!! يجب أن نتحدث مع الله بمحبة وبدالة البنين.. وليس مثل القاضي الذي يُحاكم المقصِّر في حقه.. فإذا تعودنا أن نشكر الله باستمرار.. فسوف يقبل صلواتنا ويستجيب لطلباتنا، ونشعر بحبة وحنانه، واستجابته لصلواتنا.. حينما نقدمها بشكر من كل القلب. إلهنا الصالح يعطينا أن نحيا حياة الشكر المستمرة.. ولإلهنا كل المجد والإكرام من الآن وإلى الأبد آمين. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() اهتفوا.. لأن الرب قام الراهب القس بطرس البراموسي ![]() لقد ظهر الملاك للمريمات قائلًا لهن: "لِمَاذَا تَطْلُبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ؟" (لو24: 5). لقد بحثن عنه النساء الصالحات، وذهبن إلى القبر.. "وَبَعْدَ السَّبْتِ، عِنْدَ فَجْرِ أَوَّلِ الأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى لِتَنْظُرَا الْقَبْرَ" (مت28: 1) يطلبن القائم من الأموات. كانت دموعهن ما زالت تسيل من عيونهن.. بينما كان من الواجب عليهن أن يبتهجن ويفرحن من أجل الذي قام من الموت. ذهبت مريم المجدلية طالبة إياه، ولكنها لم تجده.. ثم سمعت بعد ذلك من الملائكة أنه قام، وبعدها رأت السيد المسيح. فقد تمثلث المجدلية بعذراء النشيد عندما قالت: "فِي اللَّيْلِ عَلَى فِرَاشِي طَلَبْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ." (نش3: 1).. هكذا حدث من المجدلية.. "وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِرًا وَالظّلاَمُ بَاقٍ. فَنَظَرَتِ الْحَجَرَ مَرْفُوعًا عَنِ الْقَبْرِ" (يو1:20). وعندما رأت المجدلية الملاك قالت له: " إِنَّهُمْ أَخَذُوا سَيِّدِي وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ" (يو20: 13) لكن الملائكة عالجوا جهلها بالأمر وبقوة لاهوت السيد المسيح، فقال لها الملاك: "لِمَاذَا تَطْلُبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ؟" (لو24: 5). فيريد أن يقول لها.. لم يقم هو فقط بل قام وأقام معه أمواتًا آخرين، لكنها جهلت الأمر ولم تفهمه أو تصدقه.. وهذا ما قالته عذراء النشيد: "وَجَدَنِي الْحَرَسُ الطَّائِفُ فِي الْمَدِينَةِ فَقُلْتُ: "أَرَأَيْتُمْ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي؟" فَمَا جَاوَزْتُهُمْ إِلاَّ قَلِيلًا حَتَّى وَجَدْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي، فَأَمْسَكْتُهُ وَلَمْ أَرْخِهِ، حَتَّى أَدْخَلْتُهُ بَيْتَ أُمِّي وَحُجْرَةَ مَنْ حَبِلَتْ بِي" (نش3: 3-4). لذلك بعد رؤية الملائكة حضر السيد المسيح بمفرده. إذ يقول الإنجيل:"وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ إِذَا يَسُوعُ لاَقَاهُمَا وَقَالَ: "سَلاَمٌ لَكُمَا". فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ" (مت28: 9)، وأمسكتا بقدميه لكي يتم ما قيل في نشيد الأنشاد: "فَأَمْسَكْتُهُ وَلَمْ أَرْخِهِ" (نش3: 4). وبعد ذلك قال الملاك لهن: "اذْهَبَا سَرِيعًا قُولاَ لِتَلاَمِيذِهِ: إِنَّهُ قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ. هَا هُوَ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ. هَا أَنَا قَدْ قُلْتُ لَكُمَا" (مت28: 7). فخرجتا سريعًا لتعلن وتهتف أن الرب قا وأنت أيها الموت ماذا كان ردك أو موقفك؟ لقد هرول الموت سريعًا.. ارتعب الموت وهو يرى إنسانًا جديدًا نازلًا إلى الجحيم بدون أن يكون مقيدًا بقيوده الموجودة هناك على البشر جميعًا. فلأي سبب يا حراس الهاوية ترتعبون حينما رأيتموه آتيًا إليكم.. إلى جحيمكم؟ أي خوف غريب قد استحوذ عليكم؟ لقد هرول الموت مسرعًا وهرب. وهذا يدل على جبنه وضعفه.. فهو لم يقدر أن يقف أمام القائم.. لم يقدر أن يمسك مَنْ بيده الموت والحياة. لقد فدى السيد المسيح جميع الأبرار الذين ابتلعهم الموت، لأنه كان ينبغي لذاك الذي كُرز بأنه ملك يصير محررًا للذين كرزوا به. فافرحي يا أورشليم بل كل المسكونة وكل نفس بشرية، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى.. افرحوا يا جميع الذين تحبون يسوع لأنه قام من الأموات.. افرحوا يا مَنْ كنتم قبلًا حزانى وأنتم تسمعون عن كل الشرور والجرائم التي فعلها اليهود بوقاحة، لأن الذي كان مهانًا ومحتقرًا من اليهود قام من بين الأموات.. مثلما كان محزنًا كل ما سمعتموه عند الصليب، هكذا بشارة القيامة الحسنة تملأ كل الحاضرين بالسرور. ليت الحزن يتحول إلى ابتهاج والنوح إلى فرح.. وليمتلئ فمنا فرحًا وسرورًا لأن الرب بعد قيامته المجيدة قال: "سَلاَمٌ لَكُمَا" (مت28: 9). حقًا لقد قام الذي مات والحر بين الأموات.. "وَلِصِهْيَوْنَ يُقَالُ: "هَذَا الإِنْسَانُ، وَهَذَا الإِنْسَانُ وُلِدَ فِيهَا، وَهِيَ الْعَلِيُّ يُثَبِّتُهَا" (مز87: 5). فتعالوا بنا نبشر للجميع ونقول لهم: "اهتفوا لأن الرب قام".. صارخين جميعًا قائلين: "أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟" (1كو15: 55). أخرستوس آنيستى Χριστός ἀνέστη.. آليثوس آنيستى Ἀληθῶς ἀνέστη ولإلهنا كل المجد والإكرام من الآن وإلى الأبد آمين. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() المسيحية ومفهوم الألم إن التاريخ البشري حافل جدًا بأنواع لا حصر لها.. من الآلام والمآسي والأحزان التي حلّت به، ومازالت متوالية.. وسوف تستمر بدون انقطاع. فالسيد المسيح بنفسه تألم كثيرًا.. "البارُّ مِنْ أجلِ الأثَمَةِ" (1بط3: 18).. فهو"رَجُلُ أوجاعٍ ومُختَبِرُ الحَزَنِ" (إش53: 3). فباحتماله هذه الآلام المبرحة (وهي ليست الآلام الجسدية فقط) في قصة جلده وصلبه.. ولكنه منذ لحظة ولادته تألم كثيرًا.. *ولادته في مذود في شهر كيهك القاصي البرودة. *وهروبه إلى أرض مصر وهي المدة التي زادت عن سنتين وهو طفل رضيع. *واحتمال مشقة السفر والهروب بسرعة من بلد لأخرى. *وفي خدمته احتمل إهانات اليهود، واتهاماتهم له أنه مضل ويُخرج الشياطين برئيس الشياطين، وأنه سامري وبه شيطان ومجدف.. -"أمّا الفَرّيسيّونَ فقالوا: "برَئيسِ الشَّياطينِ يُخرِجُ الشَّياطينَ!" (مت9: 34). -"وأمّا الكتبةُ الذينَ نَزَلوا مِنْ أورُشَليمَ فقالوا: "إنَّ معهُ بَعلَزَبولَ! وإنَّهُ برَئيسِ الشَّياطينِ يُخرِجُ الشَّياطينَ" (مر3: 22). -"فقالَ كثيرونَ مِنهُمْ: "بهِ شَيطانٌ وهو يَهذي. لماذا تستَمِعونَ لهُ؟" (يو10: 20). كل هذه الآلام احتملها مسيحنا المُعلّم الصالح لكي يعلمنا ويعطينا مفهومًا جديدًا للألم.. فقد حوّل الألم من عقوبة إلى بركة (الصليب من لعنة إلى قوة وخلاص). وعلى نفس خُطى مخلصنا الصالح سار معلمنا بولس الرسول، الذي استعذب الألم وذاق حلاوته، واختبر بركته.. فنجده حينما يتكلم عن الألم يقول: "قد وُهِبَ لكُمْ لأجلِ المَسيحِ لا أنْ تؤمِنوا بهِ فقط، بل أيضًا أنْ تتألَّموا لأجلِهِ" (في1: 29). ![]() فالبعض لعدم اقترابهم لله، وسعيهم وراء الماديات، وعدم اقترابهم إلى المذبح والأسرار.. يحيوا حياة السطحية الروحية. فلعدم تذوقهم لمحبة الله لهم، وجهلهم لحكمة الله في العناية بحياتهم، وعدم تسليمهم لمشيئة الله.. يعثرون في الله بسبب هذه الآلام، فيضعفون أمامها، ويتذمرون على الله بطريقة مباشرة في كلامهم، الذي ينم على الاعتراض المستمر على أحكام الله.. أو بطريقة غير مباشرة وهي عدم شكرهم وقبولهم الألم لفائدتهم الروحية.. بل قد يصل البعض لدرجة عالية جدًا من عدم احتمال الألم، وهو التجديف على السيد المسيح نفسه، واصفين إياه بعدم الرحمة وعدم العدل وعدم العناية وعدم الاهتمام.. ناسبين إليه الظلم والافتراء.. وذلك نتيجة لجهلهم بحكمة الله. وهكذا مع الأسف الشديد نراهم فيما هم يتجرعون كؤوس الألم بكثرة.. كأس تلو الآخر.. رغم أنوفهم وإرادتهم.. يحرمون أنفسهم من بركات هذه الآلام.. متجاهلين تمامًا أن الإنسان طالما يحيا في الجسد فلا بد له أن يتألم لسبب أو آخر. لذلك عندما جاء السيد المسيح ليقدم لنا مفهومًا جديدًا لكل شيء.. قدم لنا ذاته كمثال.. فنراه منتصرًا على الألم، وذلك في معجزات الشفاء وإقامته للموتى.. هذه المعجزات كانت مقدمة ومؤشرًا واضحًا لانتصاره النهائي والعظيم على الألم وهو فوق الصليب. مَنْ يستطيع أن يحتمل كل هذه الآلام النفسية والجسدية؟! ومع ذلك يصرخ وهو في قمة آلامه: "يا أبَتاهُ، اغفِرْ لهُمْ، لأنَّهُمْ لا يَعلَمونَ ماذا يَفعَلونَ" (لو23: 34). هذا هو الاحتمال الغير متناهي.. بل الاحتمال الغافر لآثام الآخرين.. الملتمس الأعذار. *فهو الذي أتم نبوة إشعياء النبي: "لَكِن أحزانَنا حَمَلها، وأوجاعَنا تحَمَّلها" (إش53: 4). *وهو الذي كان يشفي المرضى بدون استثناء.. "لكَيْ يتِمَّ ما قيلَ بإشَعياءَ النَّبي القائلِ: "هو أخَذَ أسقامَنا وحَمَلَ أمراضَنا" (مت8: 17). "لأنَّهُ كانَ قد شَفَى كثيرينَ، حتَّى وقَعَ علَيهِ ليَلمِسَهُ كُلُّ مَنْ فيهِ داءٌ. والأرواحُ النَّجِسَةُ حينَما نَظَرَتهُ خَرَّتْ لهُ وصَرَخَتْ قائلَةً: "إنَّكَ أنتَ ابنُ اللهِ!" (مر3: 10-11). وجاء السيد المسيح ليعطي للألم مفهومًا جديدًا.. وهو (البركة). فقد حوّل مفهوم الألم على أنه (عقوبة)، كما كان يظن شعوب العالم في العهد القديم، وكما وضح ذلك في قصة شفاء مريض بين حسدا.. فبعد أن شفاه السيد المسيح قال له: "ها أنتَ قد بَرِئتَ، فلا تُخطِئْ أيضًا، لِئلا يكونَ لكَ أشَرُّ" (يو5: 14). فأوضح السيد المسيح أن لا يوجد أي علاقة بين الخطيئة وأي مرض أو حدث يحدث للشخص،في ذكره حادثة قتل هيرودس للجليليون الذين خلط دمائهم بذبائحهم، أو الذين سقط عليهم البرج في سلوام.. "وكانَ حاضِرًا في ذلكَ الوقتِ قَوْمٌ يُخبِرونَهُ عن الجليليينَ الذينَ خَلَطَ بيلاطُسُ دَمَهُمْ بذَبائحِهِمْ. فأجابَ يَسوعُ وقالَ لهُمْ: "أتَظُنّونَ أنَّ هؤُلاءِ الجليليينَ كانوا خُطاةً أكثَرَ مِنْ كُل الجليليينَ لأنَّهُمْ كابَدوا مِثلَ هذا؟ كلاَّ! أقولُ لكُمْ: بل إنْ لم تتوبوا فجميعُكُمْ كذلكَ تهلِكونَ. أو أولئكَ الثَّمانيَةَ عشَرَ الذينَ سقَطَ علَيهِمُ البُرجُ في سِلوامَ وقَتَلهُمْ، أتظُنّونَ أنَّ هؤُلاءِ كانوا مُذنِبينَ أكثَرَ مِنْ جميعِ الناسِ السّاكِنينَ في أورُشَليمَ؟ كلاَّ! أقولُ لكُمْ: بل إنْ لم تتوبوا فجميعُكُمْ كذلكَ تهلِكونَ" (لو13: 1-5). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() اللاهوت الطقسي ![]() الراهب القس بطرس البراموسي ما هو اللاهوت الطقسي؟ إن عبادتنا الجماعية (الصلوات التي نشترك فيها جميعًا) إذا كانت في الكنائس أو الاجتماعات الروحية عادة ما تتم في طقوس معروفة ومتفق عليها.. (أي نظام الكل يشترك فيه دون أن يشذ أحد عن هذه القواعد أو النُظم المُتفق عليها). فالطقوس هي عبارة عن مجموعة صلوات وطلبات، ويدخل من ضمنها الشموع واستخدامها، والأيقونات وطريقة وضعها في الكنيسة، ودورات البخور التي تتم في رفع بخوري عشية وباكر، وفي القداس، ودورات الأناجيل في عيدي الصليب وباكر أحد الشعانين.. وغير ذلك من ترتيبات.. فهي تعتبر تراثًا ثمينًا جدًا نفخر به لأننا تسلمناه من أجدادنا ونحافظ عليه. فمن مميزات كنيستنا القبطية الأرثوذكسية هي أنها كنيسة طقس وليتوروجيا.. فعمق عبادتنا يتمثل في المعنى الداخلي العميق للطقس وليس في شكله الخارجي. لذلك يجب أن ننظر إلى الطقوس بفهم ونعي جيدًا ما هو الهدف منها. ما هو الهدف من الطقوس؟ الهدف الأساسي منها هو أن يرتفع فكرنا عن الخطية.. وهنا نقول ما هو معنى هذا الكلام؟ أو ما هي علاقة الطقوس بالبُعد عن الخطية؟ الإجابة هي أنه عندما سقط الإنسان الأول (آدم وحواء) في الخطية.. ابتعد عن الله، ولكن لم يتركه الله في هذا الابتعاد وهذه الحياة المستمرة في الخطية.. بل دبّر الله قصة تجسده وتأنسه من السيدة العذراء، فصار الله ابنًا للإنسان وهو السيد المسيح الإله المتجسد (الله الظاهر في الجسد).. وكل ذلك كان لكي يعيدنا إليه. لذلك فالعبادة المسيحية محورها الأساسي هو رفع الإنسان الساقط الذي يعيش في الخطية إلى الله الكلي القداسة، وهذا ما قاله القديس أثناسيوس الرسولي: "لقد صار الله ابنًا للإنسان لكي يُصير الإنسان ابنًا لله". فالطقوس المسيحية أو عبادتنا الطقسية تجسد لنا كل حياة السيد المسيح على الأرض، لأنه "شابهنا في كل شيء ما خلا الخطية وحدها" (القداس الغريغوري).. وتمثل لنا ميلاده العجيب، وأقواله، وتعاليمه، ومعجزاته، وآلامه وصلبه ودفنه، وقيامته من الموت، وصعوده إلى السموات. فكل ما صنعه السيد المسيح من أجل خلاص العالم والإنسان هو متجسد أمامنا في الطقوس التي تُمارس يوميًا وفي المناسبات الكنسية على مدار السنة كلها. لذلك فجوهر عبادتنا المسيحية الأصيل هو التمتع بالسيد المسيح حاضرًا أمامنا من خلال الطقوس. وهنا نطرح سؤالًا وهو: كيف يحضر السيد المسيح في الطقوس؟ والإجابة هنا سهلة وبسيطة.. وهو أن السيد المسيح يحضر حضورًا سريًا غير منظورًا من خلال الطقوس، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى.. فهذا ليس لغزًا صعبًا يحتاج إلى تفسير أو إيضاح، مع التأكيد أن حضوره يكون حقيقيًا وليس رمزًا أو نسجًا من الخيال. * فالسيد المسيح حاضر حضورًا فعليًا في الرموز التي ترمز إليه (الطقوس أو المواد المستخدمة في الأسرار). * فهو حاضر حضورًا فعليًا في الخبز والخمر المتحولين بعد التقديس في القداس إلى جسد ودم حقيقيين. وهذه هي الغاية العظمى من طقوس العبادة في المسيحية.. فهي ليست طقوس جافة مثل طقوس العبادات الوثنية أو اليهودية، لكنها حياة معاشة يشعر بها الإنسان الذي يمارسها بعمق وروح وفهم ووعي كامل.. إنها ليست رموز ولكنها حقيقية. إذًا فالطقوس هي ترتيب إلهي وليست من وضع أو صنع إنسان حسب هواه أو مزاجه الشخصي.. فهي عمل إلهي لأن الله رسمها وأوجدها منذ أن وُجدت الخليقة عامة.. وهذا ما أوضحه أول أصحاح من سفر التكوين عندما خلق الله السموات والأرض.. يقول: "ورأَى اللهُ كُلَّ ما عَمِلهُ فإذا هو حَسَنٌ جِدًّا" (تك1: 31). لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() كيف نربي أولادنا في خوف الرب؟ الاهتمام الروحي مثل الاهتمام الجسدي: نهتم بالأكل والشرب واللبس.. فالأم تجهز أشهى المأكولات. نحضر لأولادنا أشيك وأنيق ملابس بل وأحدث ما ظهر في الأسواق. نوفر لهم كل احتياجاتهم الشخصية. نعطيهم مصروف اليد حسب طلبهم دون الرجوع لأي أحد أو تقرير أي مصاريف. يهتم الأب بالشغل، وتتحول حياته إلى شغل في شغل.. (يصبح دوره مُهمش في البيت.. يأتي الأب من الشغل.. يأكل.. يجلس أمام التليفزيون... يقرأ الجرائد ثم ينام...). ما هو دورنا في تربية وتهذيب أولادنا؟ يغفل علينا كثيرًا أن دورنا الأساسي المهم ليس سد احتياجات الجسد فقط بالنسبة لأولادنا.. ولكن تنشئتهم وتربيتهم التربية المسيحية السليمة. وهنا يحضرني بعض الأسئلة: مَنْ منَّا يهتم أن يسأل ابنه أو ابنته عن متى آخر مرة اعترف فيها؟ مَنْ منَّا يهتم أن يسأل ابنه أو ابنته عن آخر مرة تناول فيها؟ مَنْ منَّا يهتم أن يسأل ابنه أو ابنته صليت اليوم أم لا؟ مَنْ منَّا يهتم أن يستيقظ مبكرًا ويوقظ أولاده يوم الجمعة لكي يحضر بهم إلى الكنيسة مبكرًا لحضور القداس؟ نحن كثيرًا ما نغفل دورنا كآباء وأمهات في تربية أولادنا واهتمامنا بهم روحيًا، ونلقي بالملامة باستمرار على الكنيسة وعلى الخدام والكهنة. كم ساعة يقضيها ابنك في الكنيسة خلال الأسبوع لكي تقول ذلك؟ ![]() 3 ساعات قداس + 2 ساعة مدارس أحد + 5 ساعات أنشطة = 10 ساعات. الأسبوع به 7 ×24 = 168 ساعة. أين يجلس ابنك أكثر.. في البيت والمدرسة ومع أصدقاء السوء.. أم في الكنيسة؟ إذًا الوقت الذي يقضونه في الكنيسة 1 / 17من وقتالأسبوع أي 6 - 7%. كيف نحبب أولادنا في ربنا؟ لا أستطيع أن أحبب أولادي في ربنا إلاَّ إذا أنا نفسي أحببت ربنا أولًا. نحن في بعض الأحيان نغفل أو نتغافل عن نقطة وهي أن أولادنا يتعلموا منَّا سلوكياتنا العامة.. فهم ينظرون لنا كما في مرآة. في بعض الأحيان نعظهم عن الصوم والصلاة وأهميتهما ولابد أن نمارسهما، ولكن يجدونا نفعل عكس ذلك.. أكيد سوف يعترضوا على كلامنا أو نسقط من نظرهم. نحن لا نستطيع أن نحب الله أو نحبب أولادنا في الله إلاَّ إذا أحببنا بعضنا بعضًا. يقول معلمنا يوحنا الرسول: "بهذا أولادُ اللهِ ظاهِرونَ وأولادُ إبليسَ: كُلُّ مَنْ لا يَفعَلُ البِرَّ فليس مِنَ اللهِ، وكذا مَنْ لا يُحِبُّ أخاهُ" (1يو3: 10). "لا تتعَجَّبوا يا إخوَتي إنْ كانَ العالَمُ يُبغِضُكُمْ. نَحنُ نَعلَمُ أنَّنا قد انتَقَلنا مِنَ الموتِ إلَى الحياةِ، لأنَّنا نُحِبُّ الإخوَةَ. مَنْ لا يُحِبَّ أخاهُ يَبقَ في الموتِ" (1يو3: 13-14). "يا أولادي، لا نُحِبَّ بالكلامِ ولا باللسانِ، بل بالعَمَلِ والحَق!" (1يو3: 18). كيف أربط أولادي بالكنيسة؟ نحن نرى الآن كثرة التيارات التي تنشر الانحلال الأخلاقي والتي تموج بها البشرية.. وهذا ما يسميه البعض "بالتحضر والتحرر".. وأصبحنا ونحن شرقيين في تربيتنا نسلك سلوك الغربيين الذي هو في نظرنا سلوك منحل وبعيد عن الدين والكنيسة وغيره. نحن كآباء وأمهات نحتاج أولًا أن يكون لنا البناء الروحي السليم والكيان المسيحي الذي لا يهتز أمام تيارات العالم. نحن المسئولون أولًا وأخيرًا عن تربية أولادنا فأمامنا طريقين ليس ثالث لهم. إما أن نخاف على أولادنا ونسقيهم لبن الإيمان السليم والحفاظ على حياتهم وعفتهم وطهارتهم وجسدهم في كل شيء،وإما أن نتركهم فريسة سهلة للشيطان ولكل التيارات المنحرفة.. التي نسمع عنها الآن. فلو قلنا نحن لا نريد أن نجرح مشاعرهم ولذلك لا نوجه لهم أي ملامة.. نكون قد تركناهم يعملوا كل شيء خطأ ولم نقف أمامهم ونوجههم.. فسوف تنهدم عندهم كل القيم السليمة.. نتركهم فريسة للشيطان. عادات خاطئة في تربية الأولاد ممكن نغرس في أولادنا هذه الرذيلة دون أن ندري. أحد يسأل علينا في التليفون.. (قول له مش موجود). أحد حضر لمقابلتنا ونحن لا نريد أن نقابله. نجبر الأولاد على ذلك ونقول لهم أنتم تقولوا مثلما أنا بأقول لكم وليس عليكم أي مسئولية.. ثم ندخل بعد ذلك في قصة الكذبة البيضاء.. أو كذبة بسيطة لموقف يعدي. ندخن ونشرب أمام أولادنا. فيضر نفسه ويضر الآخرين بتلوث الهواء. ممكن يعطى أبناءه ولو قليلًا.. ويقول هذا أمامي فقط. إنفاق الأموال الكثيرة في ذلك وحرمان البيت والأولاد منها. ممكن هذا الشخص يقول أنا موفر للبيت كل احتياجاته ولأولادي كذلك.. وأنا حر في صحتي وفي باقي مالي.. أنت لست حرًا.. لأن هؤلاء البيت والمال وزنة في يدك. النقود تؤدى بهم إلى الانحراف في أي تيار.. وذلك بحجة أنا لا أريد أولادي يكونوا محتاجين لأي شيء. الموبايل أحدث ماركة وشحن بلا حساب. كثرة النقود في يد الأولاد يؤدي باستمرار بهم إلى الانحراف، لأنهم لا يعون جيدًا قيمة المال.. ثم بعد ذلك نأتي ونشتكي للكنيسة (الحقوا أولادنا ماشين في تيار منحرف...). تقع الأم في هذه المشكلة.. خلي بنتي تلبس على الموضة. تترك الأم ابنتها تلبس حسب هواها لكي لا تزعلها أو تضايقها. قد تتهم الأم الخادمات بأنهم معقدات أو بيغيروا من ابنتها. ممكن الأم تكون هي التي تسلك هذا السلوك ثم ترثه منها ابنتها. فالمشاجرات بين الزوج والزوجة قد يلاحظها الأولاد.. خاصة إذا كانت بها ألفاظ جارحة. يرونا أولادنا غير صائمين ونقول لهم صوموا، أو نمنعهم عن الصوم أصلًا خوفًا على صحتهم. ربنا يبارك حياتكم وأسركم وأولادكم.. ولربنا المجد الدائم إلى الأبد آمين. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() خطوات نحو القداسة ![]() الراهب القس بطرس البراموسي فهرس حياة التوبة المستمرة ما هي التوبة؟ حياة التوبة المستمرة الصلاة أهم شيء في الصلاة وضوح الهدف "بل نَظيرَ القُدّوسِ الذي دَعاكُمْ، كونوا أنتُمْ أيضًا قِديسينَ في كُل سيرَةٍ. لأنَّهُ مَكتوبٌ: "كونوا قِديسينَ لأني أنا قُدّوسٌ". وإنْ كنتُم تدعونَ أبًا الذي يَحكُمُ بغَيرِ مُحاباةٍ حَسَبَ عَمَلِ كُل واحِدٍ، فسيروا زَمانَ غُربَتِكُمْ بخَوْفٍ" (1بط1: 15-17). حياة التوبة المستمرة ما هي التوبة؟ * هل هي ترك للخطية؟ هي كذلك.. ولكن هذا لن يعطي سلامًا للنفس. * هل هي كره للخطية؟ هذا جيد.. ولكن هذه ليست بداية الطريق.. كيف يستطيع الإنسان أن يكره شيئًا يحبه قلبه؟ * هل هي أعمال نسكية؟ صوم، ميطانيات، قرع صدر، تنهد، بكاء... هذه أعمال تساعد على التوبة ولكنها ليست هي التوبة. * هل هي فعل الصلاح؟ قد تعملها الأمم والشعوب الأخرى "أي ديانة أخرى". * التوبة هي رجوع إلى حضن الآب.. ارجعي يا نفسي إلى موضع راحتك. * التوبة هي رجوع للحالة الأولى لآدم في الفردوس.. على صورة الله خلقه. * الخطية انفصال عن الله، والتوبة هي رجوع النفس إلى الله مرة أخرى. * التوبة هي التصادق النفسي الدائم بالله مصدر راحتها وتعزيتها. * التوبة هي تنقية داخل الكأس (القلب). أول خطوة نحو القداسة هي أن أحيا حياة التوبة المستمرة: في سن الشباب هذا تسيطر علينا بعض العادات سنين طويلة. ومن الممكن أن نحيا فيها وقتًا كبيرًا ولا نستطيع أن نتوب لأننا نحب الخطية ونتلذذ بها.. فيجب أن نقف وقفة صارمة مع الخطية ونتوب عنها لنبدأ بداية جديدة مع السيد المسيح. الصلاة التوبة الحقيقية هي الصلاة بروح منسحق.. الصلاة بقلب مجروح بالتوبة. التوبة هي الصلاة بروح العشار الذي لم يشأ أن يرفع عينه إلى فوق وقال: اللهم ارحمنى أنا الخاطئ الصلاة من كل القلب وكل الفكر وكل العاطفة. * التوبة ليست أعمالًا خارجية أو ممارسات نسكية، ولكن التوبة هي تطهير القلب الداخلي. هي عمل الله الخفي داخل القلب * وكما أخذ واحد من السيرافيم جمرة نار من على المذبح ومس بها شفتي إشعياء النبي فأنتزع إثمه،.. "فقُلتُ: "ويلٌ لي! إني هَلكتُ، لأني إنسانٌ نَجِسُ الشَّفَتَينِ، وأنا ساكِنٌ بَينَ شَعبٍ نَجِسِ الشَّفَتَينِ، لأنَّ عَينَيَّ قد رأتا المَلِكَ رَبَّ الجُنودِ". فطارَ إلَيَّ واحِدٌ مِنَ السَّرافيمِ وبيَدِهِ جَمرَةٌ قد أخَذَها بمِلقَطٍ مِنْ علَى المَذبَحِ، ومَسَّ بها فمي وقالَ: "إنَّ هذِهِ قد مَسَّتْ شَفَتَيكَ، فانتُزِعَ إثمُكَ، وكُفرَ عن خَطيَّتِكَ" (إش6: 5-7).. هكذا التوبة.. هي وضع جمرة النار (الاسم القدوس الذي لربنا يسوع المسيح) داخل القلب لتطهره من كل الأهواء والشهوات هكذا اختبر الآباء القديسون وعلمونا أن بداية طريق التوبة هو الصلاة. وطريق الصلاة طويل.. من الصلاة بالشفتين إلى الصلاة الدائمة إلى صلاة القلب.. وتكمل بالإتحاد بالله. * الذي يتهاون بصلاته ويظن أنه يوجد باب آخر للتوبة فهو مخدوع من الشياطين(مار اسحق السرياني). أهم شيء في الصلاة: * حراسة العقل من الأفكار الطياشة. * عدم التفكير في الأفكار الدنسة. * جمع العقل وعدم السرحان. * عدم التشتت في الصلاة. ممكن أن نتدرب على صلاة يسوعيا ربى يسوع المسيح ارحمنى أنا الخاطئ. بها نحفظ فكرنا من الطياشة. * العقل الفارغ معمل للشيطان(أبو مقار). * داوم ذكر الاسم القدوس اسم ربنا يسوع المسيح.. فهذه الجوهرة التي من أجلها باع التاجر الحكيم كل أهوية قلبه واشتراها وأخذها إلى داخل بيته فوجدها أحلى من العسل والشهد في فمه. فطوبى لذلك الإنسان الذي يحفظ هذه الجوهرة في قلبه، فإنها تعطيه مكافأة عظيمة في مجد ربنا يسوع المسيح (القديس أبو مقار). وضوح الهدف * أهم شيء في حياة الإنسان الروحية هو أن يكون مستقيمًا في كل ممارساته الروحية. * العدو يستطيع أن يزرع داخل قلب الإنسان اهتمامات كثيرة.. مثل الزوان الذي زرع في الحقل. * يجب مراقبة النفس.. أي طريقة تميل إليه؟ سواء كان نحو الله أو لأجل الصلاح نفسه أو لأجل فائدة النفس. * الإنسان الروحي يضع أمام عينيه هدف يصل إليه في حياته الروحية وهو الله.. كما يضع أمام عينية هدف عالي وهو النجاح في الدراسة والعمل والحياة الاجتماعية وغيرها * كذلك يجاهد طول عمرة لكي يصل لقامة روحية عالية.. "اذْكُرْ خَالِقَكَ فِي أَيَّامِ شَبَابِكَ" (جا12: 1). لإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين. |
||||
![]() |
![]() |
|