منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 11 - 2021, 05:15 PM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
 
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بشرى النهيسى غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

الجهاد الروحي


يبدأ الإنسان في الجهاد الروحي من أول ما يعي للحياة والإدراك، ويستمر إلى آخر نفس في حياته.. ومن أهم عناصر الجهاد الروحي:


أولًا: أن يحيا الإنسان حياة التوبة
فالتوبة هي:
* التحرر من عبودية الخطية والشيطان.

* ترك الخطية ولكن تكون من أجل الله.

* يقظة روحية مستمرة.. فالتوبة هي انتقال من الموت إلى الحياة.

* تغيير شامل لحياة الإنسان.
ثانيًا: السعي نحو نقاوة القلب والفكر
* التوبة كأية فضيلة ينمو فيها الإنسان ويتدرج.. ويظل ينمو حتى يصل إلى كمالها.. وهي نقاوة القلب والفكر.. "يا ابني أعطِني قَلبَكَ، ولتُلاحِظْ عَيناكَ طُرُقي" (أم23: 26).

* مهم أن نترك الخطية.. ليس بالفعل فقط بل بالقلب والفكر.

* جهادنا ضد خطايا القلب والفكر أكبر أضعافًا من جهادنا ضد خطايا الجسد.. "الإنسانُ الصّالِحُ مِنْ كنزِ قَلبِهِ الصّالِحِ يُخرِجُ الصَّلاحَ، والإنسانُ الشريرُ مِنْ كنزِ قَلبِهِ الشريرِ يُخرِجُ الشَّرَّ. فإنَّهُ مِنْ فضلَةِ القَلبِ يتكلَّمُ فمُهُ" (لو6: 45).

* نسعى نحو التخلص من كل خطايا الفكر لكي يكون لنا "فكر المسيح"،ونعطي القلب له.. "وأمّا نَحنُ فلَنا فِكرُ المَسيحِ" (1كو2: 16)


ثالثًا: احترزوا.... (مت6: 1-18)


(1) أنْ تصنَعوا صَدَقَتَكُمْ قُدّامَ الناسِ:
* الجهاد في اكتساب فضيلة العطاء.. العطاء الخفي.

الأضرار: العطاء الظاهر.. أخذنا أجرة من الناس.. "فمَتَى صَنَعتَ صَدَقَةً فلا تُصَوّتْ قُدّامَكَ بالبوقِ، كما يَفعَلُ المُراؤونَ في المجامعِ وفي الأزِقَّةِ، لكَيْ يُمَجَّدوا مِنَ الناسِ. الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنهُم قد استَوْفَوْا أجرَهُمْ! وأمّا أنتَ فمَتَى صَنَعتَ صَدَقَةً فلا تُعَرّفْ شِمالكَ ما تفعَلُ يَمينُكَ، لكَيْ تكونَ صَدَقَتُكَ في الخَفاءِ. فأبوكَ الذي يَرَى في الخَفاءِ هو يُجازيكَ عَلانيَةً" (مت6: 2-4).

* التدريب الروحي على الصدقة في الخفاء.. كيف.. لماذا.. فائدتها.

* حاول أن تفكر معي في تنفيذ ذلك.



(2) الصلاة في الخفاء:


"ومَتَى صَلَّيتَ فلا تكُنْ كالمُرائينَ، فإنَّهُمْ يُحِبّونَ أنْ يُصَلّوا قائمينَ في المجامعِ وفي زَوايا الشَّوارِعِ، لكَيْ يَظهَروا للنّاسِ. الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنهُم قد استَوْفَوْا أجرَهُمْ! وأمّا أنتَ فمَتَى صَلَّيتَ فادخُلْ إلَى مِخدَعِكَ وأغلِقْ بابَكَ (الحواس)، وصَلِّ إلَى أبيكَ الذي في الخَفاءِ. فأبوكَ الذي يَرَى في الخَفاءِ يُجازيكَ عَلانيَةً. وحينَما تُصَلّونَ لا تُكَرّروا الكلامَ باطِلًا كالأُمَمِ، فإنَّهُمْ يَظُنّونَ أنَّهُ بكَثرَةِ كلامِهِمْ يُستَجابُ لهُمْ. فلا تتَشَبَّهوا بهِمْ. لأنَّ أباكُمْ يَعلَمُ ما تحتاجونَ إليهِ قَبلَ أنْ تسألوهُ" (مت6: 5-8).

* الصلاة في الخفاء.. غلق باب الحواس.

* الاهتمام بالصلاة المستمرة.. وخاصة صلاة القلب.

* عدم السعي وراء المُراءاة في الصلاة.. بهدف المدح من الآخرين.



(3) الصوم في الخفاء:
"ومَتَى صُمتُمْ فلا تكونوا عابِسينَ كالمُرائينَ، فإنَّهُمْ يُغَيّرونَ وُجوهَهُمْ لكَيْ يَظهَروا للنّاسِ صائمينَ. الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنهُم قد استَوْفَوْا أجرَهُمْ. وأمّا أنتَ فمَتَى صُمتَ فادهُنْ رأسَكَ واغسِلْ وجهَكَ، لكَيْ لا تظهَرَ للنّاسِ صائمًا، بل لأبيكَ الذي في الخَفاءِ. فأبوكَ الذي يَرَى في الخَفاءِ يُجازيكَ عَلانيَةً" (مت6: 16-18).

الصوم في الخفاء، وعدم افتعال أي مواقف تلفت انتباه الآخرين إلى صومي (التصويت بالبوق).


رابعًا: لا تكنزوا.. (مت6: 19-21)
* عدم الاهتمام بالأموال (الكنوز).. وهذا هو التحذير الثاني.

* الجهاد ضد القنية وحب المال.. "مَحَبَّةَ المالِ أصلٌ لكُل الشُّرورِ" (1تي6: 10)، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. "لا يَقدِرُ أحَدٌ أنْ يَخدِمَ سيّدَينِ، لأنَّهُ إمّا أنْ يُبغِضَ الواحِدَ ويُحِبَّ الآخَرَ، أو يُلازِمَ الواحِدَ ويَحتَقِرَ الآخَرَ. لا تقدِرونَ أنْ تخدِموا اللهَ والمالَ" (مت6: 24).

* أين أنا من المال؟ ومَنْ الذي يستخدم الآخر؟

* المال ومحبته تجلب على الإنسان متاعب كثيرة، وشهوات العالم تجر وراء بعضها.

* التحذير من المال.. يَنقُبُ السارِقونَ ويَسرِقونَ.

* المقتنيات الأرضية.. يُفسِدُ السوسٌ والصَدأٌ.

* "محبة المقتنيات تزعج العقل والزهد فيها يمنحه استنارة" (القديس الأنبا موسى الأسود).


خامسًا: سِراجُ الجَسَدِ هو العَينُ
* نقاوة الحواس.

* العين هي التي تحدِّد فكر الإنسان.. فحسب رؤيتها يترتب عليها الفكر.."فإنْ كانَتْ عَينُكَ بَسيطَةً فجَسَدُكَ كُلُّهُ يكونُ نَيّرًا، وإنْ كانَتْ عَينُكَ شِرّيرَةً فجَسَدُكَ كُلُّهُ يكونُ مُظلِمًا، فإنْ كانَ النّورُ الذي فيكَ ظَلامًا فالظَّلامُ كمْ يكونُ" (مت6: 22-23).

* العين هي الجهاز الذي يعلن عن الشخص نفسه.. (عفيف، شهواني، ماكر، غضوب...).

* حسب رؤية العين تتحدد شخصية الإنسان وحياته الروحية.

* العين توقع الإنسان في خطايا كثيرة.. (الحسد، الإدانة، النميمة، الشهوة، الأفكار الرديئة...).

فسِراجُ الجَسَدِ هو العَينُ..

"لكن اطلُبوا أوَّلًا ملكوتَ اللهِ وبرَّهُ، وهذِهِ كُلُّها تُزادُ لكُمْ" (مت6: 33).

لإلهنا كل المجد والإكرام من الآن والى الأبد آمين.

رد مع اقتباس
قديم 27 - 11 - 2021, 05:16 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بعض مقالات الراهب القمص بطرس البراموسي

المسيحية ومفهوم الألم


إن التاريخ البشري حافل جدًا بأنواع لا حصر لها.. من الآلام والمآسي والأحزان التي حلّت به، ومازالت متوالية.. وسوف تستمر بدون انقطاع.

فالسيد المسيح بنفسه تألم كثيرًا.. "البارُّ مِنْ أجلِ الأثَمَةِ" (1بط3: 18).. فهو"رَجُلُ أوجاعٍ ومُختَبِرُ الحَزَنِ" (إش53: 3).

فباحتماله هذه الآلام المبرحة (وهي ليست الآلام الجسدية فقط) في قصة جلده وصلبه.. ولكنه منذ لحظة ولادته تألم كثيرًا..

* ولادته في مذود في شهر كيهك القاصي البرودة.

* وهروبه إلى أرض مصر وهي المدة التي زادت عن سنتين وهو طفل رضيع.

* واحتمال مشقة السفر والهروب بسرعة من بلد لأخرى.

* وفي خدمته احتمل إهانات اليهود، واتهاماتهم له أنه مضل ويُخرج الشياطين برئيس الشياطين، وأنه سامري وبه شيطان ومجدف..

- "أمّا الفَرّيسيّونَ فقالوا: "برَئيسِ الشَّياطينِ يُخرِجُ الشَّياطينَ!" (مت9: 34).

- "وأمّا الكتبةُ الذينَ نَزَلوا مِنْ أورُشَليمَ فقالوا: "إنَّ معهُ بَعلَزَبولَ! وإنَّهُ برَئيسِ الشَّياطينِ يُخرِجُ الشَّياطينَ" (مر3: 22).

- "فقالَ كثيرونَ مِنهُمْ: "بهِ شَيطانٌ وهو يَهذي. لماذا تستَمِعونَ لهُ؟" (يو10: 20).

كل هذه الآلام احتملها مسيحنا المُعلّم الصالح لكي يعلمنا ويعطينا مفهومًا جديدًا للألم.. فقد حوّل الألم من عقوبة إلى بركة (الصليب من لعنة إلى قوة وخلاص).

وعلى نفس خُطى مخلصنا الصالح سار معلمنا بولس الرسول، الذي استعذب الألم وذاق حلاوته، واختبر بركته.. فنجده حينما يتكلم عن الألم يقول: "قد وُهِبَ لكُمْ لأجلِ المَسيحِ لا أنْ تؤمِنوا بهِ فقط، بل أيضًا أنْ تتألَّموا لأجلِهِ" (في1: 29).

فالبعض لعدم اقترابهم لله، وسعيهم وراء الماديات، وعدم اقترابهم إلى المذبح والأسرار.. يحيوا حياة السطحية الروحية. فلعدم تذوقهم لمحبة الله لهم، وجهلهم لحكمة الله في العناية بحياتهم، وعدم تسليمهم لمشيئة الله.. يعثرون في الله بسبب هذه الآلام، فيضعفون أمامها، ويتذمرون على الله بطريقة مباشرة في كلامهم، الذي ينم على الاعتراض المستمر على أحكام الله.. أو بطريقة غير مباشرة وهي عدم شكرهم وقبولهم الألم لفائدتهم الروحية.. بل قد يصل البعض لدرجة عالية جدًا من عدم احتمال الألم، وهو التجديف على السيد المسيح نفسه، واصفين إياه بعدم الرحمة وعدم العدل وعدم العناية وعدم الاهتمام.. ناسبين إليه الظلم والافتراء.. وذلك نتيجة لجهلهم بحكمة الله.

وهكذا مع الأسف الشديد نراهم فيما هم يتجرعون كؤوس الألم بكثرة.. كأس تلو الآخر.. رغم أنوفهم وإرادتهم.. يحرمون أنفسهم من بركات هذه الآلام.. متجاهلين تمامًا أن الإنسان طالما يحيا في الجسد فلا بد له أن يتألم لسبب أو آخر.

لذلك عندما جاء السيد المسيح ليقدم لنا مفهومًا جديدًا لكل شيء.. قدم لنا ذاته كمثال.. فنراه منتصرًا على الألم، وذلك في معجزات الشفاء وإقامته للموتى.. هذه المعجزات كانت مقدمة ومؤشرًا واضحًا لانتصاره النهائي والعظيم على الألم وهو فوق الصليب.

مَنْ يستطيع أن يحتمل كل هذه الآلام النفسية والجسدية؟! ومع ذلك يصرخ وهو في قمة آلامه: "يا أبَتاهُ، اغفِرْ لهُمْ، لأنَّهُمْ لا يَعلَمونَ ماذا يَفعَلونَ" (لو23: 34).

هذا هو الاحتمال الغير متناهي..

بل الاحتمال الغافر لآثام الآخرين..

الملتمس الأعذار.

* فهو الذي أتم نبوة إشعياء النبي: "لَكِن أحزانَنا حَمَلها، وأوجاعَنا تحَمَّلها" (إش53: 4).

* وهو الذي كان يشفي المرضى بدون استثناء..

"لكَيْ يتِمَّ ما قيلَ بإشَعياءَ النَّبي القائلِ: "هو أخَذَ أسقامَنا وحَمَلَ أمراضَنا" (مت8: 17).

"لأنَّهُ كانَ قد شَفَى كثيرينَ، حتَّى وقَعَ علَيهِ ليَلمِسَهُ كُلُّ مَنْ فيهِ داءٌ. والأرواحُ النَّجِسَةُ حينَما نَظَرَتهُ خَرَّتْ لهُ وصَرَخَتْ قائلَةً: "إنَّكَ أنتَ ابنُ اللهِ!" (مر3: 10-11).

وجاء السيد المسيح ليعطي للألم مفهومًا جديدًا..

وهو (البركة).

فقد حوّل مفهوم الألم على أنه (عقوبة)، كما كان يظن شعوب العالم في العهد القديم، وكما وضح ذلك في قصة شفاء مريض بين حسدا.. فبعد أن شفاه السيد المسيح قال له: "ها أنتَ قد بَرِئتَ، فلا تُخطِئْ أيضًا، لِئلا يكونَ لكَ أشَرُّ" (يو5: 14).

فأوضح السيد المسيح أن لا يوجد أي علاقة بين الخطيئة وأي مرض أو حدث يحدث للشخص، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى.. في ذكره حادثة قتل هيرودس للجليليون الذين خلط دمائهم بذبائحهم، أو الذين سقط عليهم البرج في سلوام.. "وكانَ حاضِرًا في ذلكَ الوقتِ قَوْمٌ يُخبِرونَهُ عن الجليليينَ الذينَ خَلَطَ بيلاطُسُ دَمَهُمْ بذَبائحِهِمْ. فأجابَ يَسوعُ وقالَ لهُمْ: "أتَظُنّونَ أنَّ هؤُلاءِ الجليليينَ كانوا خُطاةً أكثَرَ مِنْ كُل الجليليينَ لأنَّهُمْ كابَدوا مِثلَ هذا؟ كلاَّ! أقولُ لكُمْ: بل إنْ لم تتوبوا فجميعُكُمْ كذلكَ تهلِكونَ. أو أولئكَ الثَّمانيَةَ عشَرَ الذينَ سقَطَ علَيهِمُ البُرجُ في سِلوامَ وقَتَلهُمْ، أتظُنّونَ أنَّ هؤُلاءِ كانوا مُذنِبينَ أكثَرَ مِنْ جميعِ الناسِ السّاكِنينَ في أورُشَليمَ؟ كلاَّ! أقولُ لكُمْ: بل إنْ لم تتوبوا فجميعُكُمْ كذلكَ تهلِكونَ" (لو13: 1-5).

ومن خلال هذه الأحداث أوضح لنا أن الألم هو "بركة".. لأن يُعد الإنسان لإقبال الملكوت وأخذ بركات لا حصر لها.. فالآلام تهيئ الإنسان.. أن "تظهَرَ أعمالُ اللهِ فيهِ" (يو9: 3)، وتفسح طريقًا لظهور مجد الله في حياة الإنسان.

هكذا في المسيحية..

تبدلت صورة الألم التي يعاني منها المسيحي،

وأيضًا فعاليته ومذاقته،

فارتقى إلى المستوى الروحي بأن أصبح هبة..

"لأنَّهُ قد وُهِبَ لكُمْ لأجلِ المَسيحِ لا أنْ تؤمِنوا بهِ فقط،

بل أيضًا أنْ تتألَّموا لأجلِهِ" (في1: 29).

وحينما تبدلت صورة الألم، وصار له مفهومًا جديدًا.. أصبح هذا الألم شركة مع الرب في آلامه..

* "إنْ كُنّا نَتألَّمُ معهُ لكَيْ نتمَجَّدَ أيضًا معهُ" (رو8: 17).

* "لأعرِفَهُ، وقوَّةَ قيامَتِهِ، وشَرِكَةَ آلامِهِ، مُتَشَبهًا بموتِهِ" (في3: 10).

* "وأُكَمِّلُ نَقائصَ شَدائدِ المَسيحِ في جِسمي لأجلِ جَسَدِهِ، الذي هو الكَنيسَةُ" (كو1: 24).

ولذلك أصبح الألم في المسيحية ليس ألمًا متعبًا.. ولكنه متعة.. يستمع بها الإنسان الذي يشعر ببركاته في حياته.

إلهنا الصالح يعطينا قوة لاحتمال الألم بشكر وفرح..

ولإلهنا كل المجد والإكرام من الآن وإلى الأبد آمين.
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 11 - 2021, 05:16 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بعض مقالات الراهب القمص بطرس البراموسي

اللاهوت الطقسي



ما هو اللاهوت الطقسي؟
إن عبادتنا الجماعية (الصلوات التي نشترك فيها جميعًا) إذا كانت في الكنائس أو الاجتماعات الروحية عادة ما تتم في طقوس معروفة ومتفق عليها.. (أي نظام الكل يشترك فيه دون أن يشذ أحد عن هذه القواعد أو النُظم المُتفق عليها).

فالطقوس هي عبارة عن مجموعة صلوات وطلبات، ويدخل من ضمنها الشموع واستخدامها، والأيقونات وطريقة وضعها في الكنيسة، ودورات البخور التي تتم في رفع بخوري عشية وباكر، وفي القداس، ودورات الأناجيل في عيدي الصليب وباكر أحد الشعانين.. وغير ذلك من ترتيبات.. فهي تعتبر تراثًا ثمينًا جدًا نفخر به لأننا تسلمناه من أجدادنا ونحافظ عليه.

فمن مميزات كنيستنا القبطية الأرثوذكسية هي أنها كنيسة طقس وليتوروجيا.. فعمق عبادتنا يتمثل في المعنى الداخلي العميق للطقس وليس في شكله الخارجي.

لذلك يجب أن ننظر إلى الطقوس بفهم ونعي جيدًا ما هو الهدف منها.

ما هو الهدف من الطقوس؟
الهدف الأساسي منها هو أن يرتفع فكرنا عن الخطية.. وهنا نقول ما هو معنى هذا الكلام؟ أو ما هي علاقة الطقوس بالبُعد عن الخطية؟

الإجابة هي أنه عندما سقط الإنسان الأول (آدم وحواء) في الخطية.. ابتعد عن الله، ولكن لم يتركه الله في هذا الابتعاد وهذه الحياة المستمرة في الخطية.. بل دبّر الله قصة تجسده وتأنسه من السيدة العذراء، فصار الله ابنًا للإنسان وهو السيد المسيح الإله المتجسد (الله الظاهر في الجسد).. وكل ذلك كان لكي يعيدنا إليه.

لذلك فالعبادة المسيحية محورها الأساسي هو رفع الإنسان الساقط الذي يعيش في الخطية إلى الله الكلي القداسة، وهذا ما قاله القديس أثناسيوس الرسولي: "لقد صار الله ابنًا للإنسان لكي يُصير الإنسان ابنًا لله".

فالطقوس المسيحية أو عبادتنا الطقسية تجسد لنا كل حياة السيد المسيح على الأرض، لأنه "شابهنا في كل شيء ما خلا الخطية وحدها" (القداس الغريغوري).. وتمثل لنا ميلاده العجيب، وأقواله، وتعاليمه، ومعجزاته، وآلامه وصلبه ودفنه، وقيامته من الموت، وصعوده إلى السموات.

فكل ما صنعه السيد المسيح من أجل خلاص العالم والإنسان هو متجسد أمامنا في الطقوس التي تُمارس يوميًا وفي المناسبات الكنسية على مدار السنة كلها.

لذلك فجوهر عبادتنا المسيحية الأصيل هو التمتع بالسيد المسيح حاضرًا أمامنا من خلال الطقوس.

وهنا نطرح سؤالًا وهو:

كيف يحضر السيد المسيح في الطقوس؟
والإجابة هنا سهلة وبسيطة.. وهو أن السيد المسيح يحضر حضورًا سريًا غير منظورًا من خلال الطقوس، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى.. فهذا ليس لغزًا صعبًا يحتاج إلى تفسير أو إيضاح، مع التأكيد أن حضوره يكون حقيقيًا وليس رمزًا أو نسجًا من الخيال.

* فالسيد المسيح حاضر حضورًا فعليًا في الرموز التي ترمز إليه (الطقوس أو المواد المستخدمة في الأسرار).

* فهو حاضر حضورًا فعليًا في الخبز والخمر المتحولين بعد التقديس في القداس إلى جسد ودم حقيقيين.

وهذه هي الغاية العظمى من طقوس العبادة في المسيحية.. فهي ليست طقوس جافة مثل طقوس العبادات الوثنية أو اليهودية، لكنها حياة معاشة يشعر بها الإنسان الذي يمارسها بعمق وروح وفهم ووعي كامل.. إنها ليست رموز ولكنها حقيقية.

إذًا فالطقوس هي ترتيب إلهي وليست من وضع أو صنع إنسان حسب هواه أو مزاجه الشخصي.. فهي عمل إلهي لأن الله رسمها وأوجدها منذ أن وُجدت الخليقة عامة.. وهذا ما أوضحه أول أصحاح من سفر التكوين عندما خلق الله السموات والأرض.. يقول: "ورأَى اللهُ كُلَّ ما عَمِلهُ فإذا هو حَسَنٌ جِدًّا" (تك1: 31).

لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 11 - 2021, 05:18 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بعض مقالات الراهب القمص بطرس البراموسي

خطوات نحو القداسة




وضوح الهدف

"بل نَظيرَ القُدّوسِ الذي دَعاكُمْ، كونوا أنتُمْ أيضًا قِديسينَ في كُل سيرَةٍ. لأنَّهُ مَكتوبٌ: "كونوا قِديسينَ لأني أنا قُدّوسٌ". وإنْ كنتُم تدعونَ أبًا الذي يَحكُمُ بغَيرِ مُحاباةٍ حَسَبَ عَمَلِ كُل واحِدٍ، فسيروا زَمانَ غُربَتِكُمْ بخَوْفٍ" (1بط1: 15-17).


حياة التوبة المستمرة


ما هي التوبة؟
* هل هي ترك للخطية؟

هي كذلك.. ولكن هذا لن يعطي سلامًا للنفس.

* هل هي كره للخطية؟

هذا جيد.. ولكن هذه ليست بداية الطريق.. كيف يستطيع الإنسان أن يكره شيئًا يحبه قلبه؟

* هل هي أعمال نسكية؟

صوم، ميطانيات metanoia، قرع صدر، تنهد، بكاء... هذه أعمال تساعد على التوبة ولكنها ليست هي التوبة.

* هل هي فعل الصلاح؟

قد تعملها الأمم والشعوب الأخرى "أي ديانة أخرى".

* التوبة هي رجوع إلى حضن الآب.. [ارجعي يا نفسي إلى موضع راحتك].

* التوبة هي رجوع للحالة الأولى لآدم في الفردوس.. [على صورة الله خلقه].

* الخطية انفصال عن الله، والتوبة هي رجوع النفس إلى الله مرة أخرى.

* التوبة هي التصادق النفسي الدائم بالله مصدر راحتها وتعزيتها.
ء.

* التوبة هي تنقية داخل الكأس (القلب).


أول خطوة نحو القداسة هي أن أحيا حياة التوبة المستمرة:
في سن الشباب هذا تسيطر علينا بعض العادات سنين طويلة. ومن الممكن أن نحيا فيها وقتًا كبيرًا ولا نستطيع أن نتوب لأننا نحب الخطية ونتلذذ بها.. فيجب أن نقف وقفة صارمة مع الخطية ونتوب عنها لنبدأ بداية جديدة مع السيد المسيح.


الصلاة
التوبة الحقيقية هي الصلاة بروح منسحق.. الصلاة بقلب مجروح بالتوبة.

التوبة هي الصلاة بروح العشار الذي لم يشأ أن يرفع عينه إلى فوق وقال: [اللهم ارحمني أنا الخاطئ].

الصلاة من كل القلب وكل الفكر وكل العاطفة.

* [التوبة ليست أعمالًا خارجية أو ممارسات نسكية، ولكن التوبة هي تطهير القلب الداخلي. هي عمل الله الخفي داخل القلب].

* [وكما أخذ واحد من السيرافيم جمرة نار من على المذبح ومس بها شفتي إشعياء النبي فأنتزع إثمه، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى.. "فقُلتُ: "ويلٌ لي! إني هَلكتُ، لأني إنسانٌ نَجِسُ الشَّفَتَينِ، وأنا ساكِنٌ بَينَ شَعبٍ نَجِسِ الشَّفَتَينِ، لأنَّ عَينَيَّ قد رأتا المَلِكَ رَبَّ الجُنودِ". فطارَ إلَيَّ واحِدٌ مِنَ السَّرافيمِ وبيَدِهِ جَمرَةٌ قد أخَذَها بمِلقَطٍ مِنْ علَى المَذبَحِ، ومَسَّ بها فمي وقالَ: "إنَّ هذِهِ قد مَسَّتْ شَفَتَيكَ، فانتُزِعَ إثمُكَ، وكُفرَ عن خَطيَّتِكَ" (إش6: 5-7).. هكذا التوبة.. هي وضع جمرة النار (الاسم القدوس الذي لربنا يسوع المسيح) داخل القلب لتطهره من كل الأهواء والشهوات].

هكذا اختبر الآباء القديسون وعلمونا أن بداية طريق التوبة هو الصلاة.

وطريق الصلاة طويل.. من الصلاة بالشفتين إلى الصلاة الدائمة إلى صلاة القلب.. وتكمل بالإتحاد بالله.

* [الذي يتهاون بصلاته ويظن أنه يوجد باب آخر للتوبة فهو مخدوع من الشياطين] (مار اسحق السرياني).


أهم شيء في الصلاة:
* حراسة العقل من الأفكار الطياشة.

* عدم التفكير في الأفكار الدنسة.
* جمع العقل وعدم السرحان.

* عدم التشتت في الصلاة.

ممكن أن نتدرب على صلاة يسوع [يا ربى يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطئ]. بها نحفظ فكرنا من الطياشة.

* [العقل الفارغ معمل للشيطان] Idle hands are the devil's workshop (أبو مقار).

* [داوم ذكر الاسم القدوس اسم ربنا يسوع المسيح.. فهذه الجوهرة التي من أجلها باع التاجر الحكيم كل أهوية قلبه واشتراها وأخذها إلى داخل بيته فوجدها أحلى من العسل والشهد في فمه. فطوبى لذلك الإنسان الذي يحفظ هذه الجوهرة في قلبه، فإنها تعطيه مكافأة عظيمة في مجد ربنا يسوع المسيح] (القديس أبو مقار).

* أهم شيء في حياة الإنسان الروحية هو أن يكون مستقيمًا في كل ممارساته الروحية.

* العدو يستطيع أن يزرع داخل قلب الإنسان اهتمامات كثيرة.. مثل الزوان الذي زرع في الحقل.

* يجب مراقبة النفس.. أي طريقة تميل إليه؟ سواء كان نحو الله أو لأجل الصلاح نفسه أو لأجل فائدة النفس.

* الإنسان الروحي يضع أمام عينيه هدف يصل إليه في حياته الروحية وهو الله.. [كما يضع أمام عينية هدف عالي وهو النجاح في الدراسة والعمل والحياة الاجتماعية وغيرها].

* كذلك يجاهد طول عمرة لكي يصل لقامة روحية عالية.. "اذْكُرْ خَالِقَكَ فِي أَيَّامِ شَبَابِكَ" (جا12: 1).

لإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين.

  رد مع اقتباس
قديم 27 - 11 - 2021, 05:18 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بعض مقالات الراهب القمص بطرس البراموسي

الليتورجيا والجهاد الروحي



قد يتساءل البعض مستغربًا ويقول: ما علاقة الليتروجيا بالجهاد اليومي الروحي....؟ ما هي أوجه الترابط بينهم..؟

* حقيقة يجب أولًا أن نفهم جيدا أن كل الممارسات الروحية وخاصة الليتروجيا يجب أن تمارس بتواضع وانسحاق وهذا التواضع يحتاج إلى جهاد روحي... فقد نرى في البعض انه ملتزم بممارسة الاعتراف دون التوبة وأيضا مستمر على التناول دون استعداد وكذلك صلوات الأجبية دون جمع الذهن والتركيز فيها ويحرص على صوم جميع الأصوام دون الدخول إلى عمق الصوم ومعناه الروحي العميق ويكون في القداس من الصباح الباكر ولكن يقضى الوقت كله في تشتيت ذهني والغوص في أفكار إدانة لمن يحضر متأخرا أو يجلس في القداس أو... أو...

* أفكار كثيرة تموج بالذهن من هنا وهناك... كل ذلك يستوجب جهادا مضنيا لكي يصل الإنسان نقاء الذهن والحواس ويطوع كل حواسه وإراداته لكي يدخل إلى العمق وهذا ما ترجاه معلمنا بولس الرسول من الإنسان الروحي الذي يمارس الحياة الروحية "فأطلب إليكم أنا الأسير في الرب أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم بها. بكل تواضع ووداعة وبطول أناة، محتملين بعضكم بعضًا في المحبة مجتهدين أن تحفظوا الروح برباط السلام. جسد واحد وروح واحد كما دعيتم أيضًا في رجاء دعوتكم الواحد. رب واحد إيمان واحد، معمودية واحدة، إله وأب واحد لكل الذي على الكل وبالكل وفى كلكم" (أف 4: 1-6)، عندما ننظر إلى هذه الآيات القليلة نجدها تلزمنا بأن نحيا الليتورجيا بالتواضع والوداعة وبطول الأناة، وباحتمال واجتهاد وليس برخاوة لأنه "مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ الرَّبِّ بِرِخَاوة" (سفر إرميا 48: 10) وأيضًا بسلام... فليس مطلوب منى أن أعادي أهل بيتي وأتشاجر معهم بصوت عاليا ومخاصمة لكي انزل من بيتي لكي احضر القداس أو العشية أو أي صلوات ليتروجية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. بالمحبة والسلام كل شيء يتم في هدوء.

* ولأهمية الجهاد في الحياة الليتروجية يقول القديس يوحنا ذهبي الفم (حينما يرانا الشيطان وحدنا ومنفصلين كل واحد عن الآخر يهاجمنا، فبهذه الطريقة أغوى المرأة في البدء إذا اقترب منها وهى وحدها، وبينما كان رجلها غائبًا. إذ حينما يرانا وسط الجماعة ومتحدين فهو لا يجرؤ على مهاجمتنا، فلهذا السبب نحن نتحد معًا فَيَصْعُب عليه مهاجمتنا) وهنا يكشف لنا القديس يوحنا أهمية الصلوات الليتروجيا (الصلوات الجماعية أو العمل الجماعي) في صد محاربات الشيطان فإذا كان الكتاب قال "اِثْنَانِ خَيْرٌ مِنْ وَاحِدٍ، لأَنَّ لَهُمَا أُجْرَةً لِتَعَبِهِمَا صَالِحَةً. لأَنَّهُ إِنْ وَقَعَ أَحَدُهُمَا يُقِيمُهُ رَفِيقُهُ. وَوَيْلٌ لِمَنْ هُوَ وَحْدَهُ إِنْ وَقَعَ، إِذْ لَيْسَ ثَانٍ لِيُقِيمَهُ" (سفر الجامعة 4: 9، 10) فكيف يكون الثلاثة والمائة والألف والأكثر من ذلك... وأيضًا ما قاله رب المجد حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ»." (إنجيل متى 18: 20). فماذا أيها الحبيب إذا كانت الكنيسة كلها تجتمع بنفس واحدة حول عريسها لكي تصلى جميع صلواتها الليتروجية وهذه هي وحدانية القلب التي تطلب من اجلها في القداس الغريغوري "وحدانية القلب التي للمحبة فلتتأصل فينا".

* فطريق الجهاد السليم هو أن نعيش على الدوام وسط الجماعة ولا نحيا الانعزالية... فالشيطان يعمل دائمًا وجاهدًا على تفريق الجماعة بالخلافات الطفيفة التي تنشأ بينهم ثم سرعان ما يزيدها شيطان الكراهية والبغضة ويدخل شيطان الخصام لكي يفرق الجماعة ثم يضربهم بعد ذلك واحدا بعد الآخر فالخطية "طَرَحَتْ كَثِيرِينَ جَرْحَى، وَكُلُّ قَتْلاَهَا أَقْوِيَاءُ" (سفر الأمثال 7: 26).

فليحفظنا الرب بيمينه القدوس ويجعل صلواتنا مرضية أمامه وليعطنا روح الاتضاع والمحبة والسلام، ولإلهنا كل المجد والإكرام من الآن والى الأبد آمين.

  رد مع اقتباس
قديم 27 - 11 - 2021, 05:19 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بعض مقالات الراهب القمص بطرس البراموسي

الله الله يا استاذنا على الجمال
ربنا يفرح قلبك
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 11 - 2021, 05:19 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بعض مقالات الراهب القمص بطرس البراموسي

الليتورجيا والآباء


* عندما ننظر إلى الليتورجيا في فكر الآباء وكيف تكلموا عنها نجدها حياة وفكر... فهم صاغوا ما عاشوه وتلذذوا به.. على عكس ما عليه الإنسان الآن... قد يتكلم ويكتب كثيرًا ولا يحيا ما تنطق به شفتاه أو ما يخطه قلمه.. لقد عاش الآباء الحياة الليتورجية بكل معانيها.. حياة تملئ اليوم والأسبوع والشهر والسنة... ليست ليتورجية مناسبات فقط مثل صلوات المناسبات الكبرى (الميلاد، الغطاس، البشارة، أسبوع الآلام، خميس العهد، القيامة...) ولكنهم عاشوا الكنيسة بكل ما فيها، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. لقد عاشوها أيضًا كما تسلمها الآباء الرسل من السيد المسيح نفسه له كل المجد... وسلموا ما تسلموه وعاشوه بكل دقة وأمانة... لم ينقصوا منه شيئا حسب الهوى الشخصي وكما ينادى البعض الآن... "نريد قداسًا مختصرًا أو قصيرًا... نريد صلوات قلبية بدلًا من الأجبية الطويلة والمملة في بعض الأحيان.." هكذا ينادى من يريدون التحرر من نظام وطقس وصلوات الكنيسة الآتي...

* فما اخطر هذا الفكر علينا وعلى الكنيسة إذا استسلمنا له أو انصعنا غلى تلبيته.. فهو فكر يهدم ولا يبنى.

* يخرج الكثير من الكنيسة ولا يدخل إليها إلا القليل القليل...

* وعن هؤلاء يقول القديس اغناطيوس اليثيؤفوروس (حامل الإله) الذي استشهد عام 98م: (إنهم يقفون بعيدا بمعزل عن الإفخارستيا والصلاة لأنهم لا يعترفون بأن الإفخارستيا هى جسد مخلصنا يسوع المسيح الذي تألم بسبب خطايانا لذلك فهؤلاء الذين ينكرون عطية الله يهلكون في خصامهم).

* وهو نفسه يثبت ما تزوقه من جمال لممارسة الإفخارستيا فيقول (وما عدت أريد طعامًا أو قوتًا أرضيًا، فإن الإله المتأنس خبز الحياة الذي هو جسد يسوع المسيح ابن الله المسجود له.... والمشروب الذي أبتغيه هو دم الإله المتأنس الذي هو محبة غير قابلة للتغير)، ولذلك نجده يتحدث عن جسد الرب الواحد والإفخارستيا الواحدة مؤكدًا أنه واحدة فيقول (لأن هناك جسد واحد للرب يسوع المسيح، ودمه المسفوك عنا هو واحد، وخبزة واحدة هي المكسورة عن الكل، وكأس واحدة توزع عليهم جميعًا. ليس سوى مذبح واحد للكنيسة كلها، وأسقف واحد، ومعه مجمع القسوس والشمامسة).

* وعن هذه المعايشة أو التمتع بالإفخارستيا يقول القديس يوحنا ذهبي الفم (كثيرون يقولون الآن ارغب في رؤية هيئته وملابسه... ها أنت تنظره وتلمسه وتأكله هو نفسه لا كي تراه فحسب بل تلمسه وتتناوله وتقبله في داخلك، حتى الآن المسيح الملاحق لنا، الذي اعد المائدة هو بنفسه يقدسها، فإنه ليس إنسان يحول القرابين إلى جسد المسيح ودمه بل المسيح نفسه الذي صلب عنا. ينطق الكاهن بالكلمات لكن التقديس يتم بقوة الله ونعمته. بالكلمة التي نطق بها "هذا هو جسدي" تتقدس القرابين.. ألسنا نُقَدِّم الذبيحة يوميًا؟ نعم نقدمها لكننا نفعل هذا إنامنسيس (ذكرى حية) لموته، هي ذبيحة وحيدة غير متكررة).

* وعن النعم التي نأخذها من تناول الجسد والدم الكريمين يقول القديس كيرلس الكبير (عندما نأكل جسد المسيح مخلصنا جميعًا ونشرب دمه الكريم ننال الحياة فينا.. لا تشك فإن هذا حق مادام يقول بنفسه بوضوح "هذا هو جسدي، هذا هو دمى، بل تقبل كلمة المخلص بإيمان وإذ هو الحق الذي لا يقدر أن يكذب).

* حقا إنها حياة معاشة وليست كلمات، فليعطنا الرب أن نعيش ونتمتع بالشركة معه في الإفخارستيا مدى الأيام.

لإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين.
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 11 - 2021, 05:31 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

الصورة الرمزية walaa farouk

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 366,884

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

walaa farouk متواجد حالياً

افتراضي رد: بعض مقالات الراهب القمص بطرس البراموسي

ميرسى على العظة الجميلة
ربنا يفرح قلبك
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 11 - 2021, 06:01 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بعض مقالات الراهب القمص بطرس البراموسي




شكرا للمرور الجميل جدا
ربنا يفرح قلبك

  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
المسيحية والعفة ( الراهب القمص بطرس البراموسي )
قوة الإرادة الراهب القمص بطرس البراموسي
حاجتنا إلى الصلاة الراهب القمص بطرس البراموسي
الراهب القمص بطرس البراموسي
مقالات أبونا الراهب القس بطرس البراموسي


الساعة الآن 05:39 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024