أسباب نجاح الكثيرين
* الأحباء في الرب.. نحن جميعنا سائرون في طريق الحياة.. وأود أن أناقش معكم خطة لهذه المسيرة.. وأول سؤال نتقابل معه في هذا الحديث هو:
ما هى أسباب نجاح الكثيرين؟
إن مقومات أو عوامل النجاح كثيرة.. بل وكثيرة جدًا.. وفي مقدمة هذه العوامل أو الأسباب التي تؤدى إلى النجاح:
* هو أن الذين نجحوا في حياتهم كانت أمامهم أهدافًا واضحة سعوا إليها واستخدموا كل إمكانياتهم في تحقيقها..
* الهدف الواضح أمامهم جعل لحياتهم قيمة.. وللوقت ثمن.. واستثمروا هذا الوقت لمنفعتهم لأنهم شعروا أن هناك شيئًا يعيشون من أجله (هدفًا واضحًا) فأصبحت كل لحظة من لحظات حياتهم لها لذة وقيمة.. حياة هادفة لها قيمتها.. وأصبحت كل دقيقة لها ثمنها الغالي عندهم.
* فمحبة الهدف والسعى إليه والرغبة الداخلية في تحقيقه يعطى الإنسان حماسًا وقوة ونشاطًا وروحًا في السعي نحو تحقيقه..
* أما الإنسان الذي يعيش بلا هدف.. فحياته تكون مملة وليست لها قيمة والأيام مثل بعضها.. حياة بلا معنى ولا طعم ولا قيمة وليس لها اتجاه ولا ثبات ويكون إنسانًا مضطربًا وقلقًا في كل طرقه وفي كل ما يفعله.. وهذا الشخص الذي بلا هدف غالبًا ما يشعر أن حياته ليس لها معنى ولا طعم ولا فائدة ولا يكون له اتجاه ولا ثبات في شيء.. بل يكون إنسانًا مضطربًا ليس له رأى مستقر في شيء.. إذا وفق في عمل ما لا يستقر فيه.. ولا يعجبه شيئًا.. بل يتنقل من عمل لأخر ولا يحقق أي ربح من عمله أيًا كان ربحًا ماليًا أو تدرجًا وظيفيًا.. كل يوم في مكان لا يستفيد من هذا ولا ذاك.. بل يشعر هذا الإنسان أن حياته رخيصة ليس لها ثمن.. لماذا يحيا؟ لماذا خلق؟ لا يشعر بأن له دور في الحياة أو رسالة يوصلها للآخرين.. بل كثيرًا ما يتساءل هؤلاء الأشخاص الذين يحيون بلا هدف سؤالًا خطيرًا ومحيرًا لماذا نحيا..؟ لماذا خلقنا الله..؟ ما هو الغرض من حياتنا وما هو الهدف منها..؟
* هؤلاء الأشخاص بالحقيقة مساكين لأنهم يعيشون ولا يعرفون لماذا يعيشون.. تجرفهم دوامة الحياة القاسية التي لا يدركون فيها كيف يكون مصيرهم من حياتهم هذه.
* هنا نصل إلى بعض الأهداف التي يحيا من أجلها الناس على وجه الأرض.. وبالتأكيد سوف تكون مختلفة عن بعضها،فكل منا قد يكون له هدف مخالف نهائي لأخيه بل يمكن أن يكون متناقضًا.. وعلى حسب الهدف.. تكون الوسيلة التي يحقق بها كل شخص هدفه.
* فبعضنا قد يكون هدفه المال والأخر الوظيفة أو اللقب أو السلطة والأخر النجاح في العمل والبعض شهوته اللذة أيًا كانت لذة حواس أو لذة أكل وشرب أو لذة جسد أو لذة الراحة.. والبعض يكون هدفه الزواج والاستقرار في بيتٍ يبدأ به حياة جديدة.. وآخرين يكون هدفهم النجاح في الدراسة بكافة مستوياتها.
* هنا نقول نحن لا نستطيع أن نسمى كل هذه الأهداف أهدافًا بل يمكن أن يقال عليها شهوات أو رغبات داخلية داخل كل إنسانوإن مجازًا حسبناها أهدافًا تكون أهدافًا مؤقتة أو زائلة لأنها سطحية لا عمق لها لأنها محددة بزمن ونهاية معينة.. وينطبق عليها قول السيد المسيح لمرثا أخت لعازر " أنت تهتمين وتضطربين من أجل أمور كثيرة ولكن الحاجة إلى واحد" (لو 10: 41).