رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شهادة الرسل * تميزت خدمة الرسل بالكرازة بالإنجيل، إذ كانوا مزودين بسلطان وكرامة سيدهم نفسه، فهم مبعوثون شخصيون لسيدهم السمائى الذي اختارهم وعينهم ورعاهم وأقامهم وأرسلهم وائتمنهم على العالم أجمع. * وعملهم الرسولى يشمل الخليقة كلها وتلمذة جميع الأمم، وتأسيس الكنائس وبنيان كنيسة وملكوت الله على الأرض، خلال رعاية النفوس وافتقاد الكنائس من حيث تأسيسها وننيانها وتعزيتها وتسليمها الأيمان. * إنهم أول من اعترف علانية بألوهيه المسيح بنا، فصاروا له وصار لهم وهو الملء الذي لا تسعه عين ولا يحده مكان ولا يحيطه فكر أو زمان، أظهر لهم ذاته بعد قيامته وهم أظهروه للناس وأطعموا الحملان- غنم الرب- الناطقة، وشهدوا له أمام جميع الأمم. مدوا أياديهم وآخرون منطقوهم وهملوهم إلى حيث لا يشاؤن فسلموا الأيمام كاملًا بلا تردد أو جزع، وهم لنا مجد الكنيسة وسورها وفخرها وأبوابها وأعمدتها وعظمتها على مدى الدهور. * قادهم الرب إلى الكمال وجعلهم قوة فاعلة أمام السنهدريم والفريسيين، بعد أن خرجهم من الظلمة إلى نور العجيب بنعمة شدة قوته. وسكب عليهم روح قدسه فتكلموا ووعظوا بكل لغات الامم بينما هم أميين، وتفتحت اذهانهم وفهموا الكتب والنبوات إلهاميآ، فأرتفعت أصواتهم بالمناداة والأعلان، واضعين أساس التعليم الذي بنيت عليه الكنيسة في إيمانهم وعقيدتهم وفهمها وسلوكها وخدمتها وكرازتها وعبادتها وأسرارها وحياتها الروحية. * ارتاح روح الله فيهم وأكملوا مشيئته حتى أن الذين سمعوهم نخسوا في قلوبهم وصار فيهم خوف، واجروا أيات وعجائب يتمجد بها إلهنا المتعجب منه بالمجد، أما الذين يعثرون فيه فينكسرون أذ انه حجر امتحان وصخرة عشرة من يؤمن به لا يخزى. * استوعدوا نفوسهم كما لخالق أمين في عمل الخير فشهدوا لمن له الشهادة. ونظروا أعمال الرب حتى يوم صعوده عندما أخذته سحابة المجد عن أعينهم كما بمركبة ملوكية، وسيأتى هكذا كما رأوه منطلقًا إلى السماء، كى يختتم زمان الكرازة والفرح ويعطى لتلاميذه أكاليل المجد في ذلك اليوم الاخير عند شاطيء الأبدية. * لقد حفظوا وشهدوا لمواعيده الإلهية الحقيقية غير الكاذبة، ونالوا قوة القوات وصاروا مختارين من المختارين، وأهلوا للجلوس معه على مائدته في ملكوته وصاروا نجومًا تلمع في السماء وتغطى بلمعانها كل ما عداها. وهم حجر الأساس والأعمدة الذين حققوا وعد الله الصادق بأن أبواب الجحيم مجتمعة لم ولن تقوى على الكنيسة المقدسة. * اقتنوا الروح القدس وتركوا المقتنيات، وعاشو حياة الشركة ووزعوا الحاجات فشهدوا للغنى وحده ولم يكن أحد عندهم محتاجًا، وقد وضعت الأموال عند أقدامهم. امتلئوا من الروح وتفرغوا من هموم العالم بعد أن وجدوا اللؤلؤة الإلهية، ونالوا المائة ضعف عوض بيعهم وتركهم واخلاءهم، وتسجلت سيرتهم مكتوبة في السموات ومعظمة في نفوسنا وفي الكنيسة على مدى الأجيال. صنعوا الأشفيه والعجائب وشفوا المرضى والمعذبين وابرأوا المحمولين على الفراش والأسراة أينما ساروا وحلوا، لأن روح الله الذي ملئهم كان يعمل ولو من بعيد مثلما خرجت الشياطين تصرخ عندما رأت المسيح. وهو الذي ساقهم ليكتبوا الأناجيل والأسفار والرسائل الموحى بها إليهم، فجاءت أيقونة للمسيح ربنا ورسالته إلى خليقته مشحونة بالحكمة الإلهية والتعليم الصحيح. * إن إصغاء النفوس لما يقولونه كان بنفس واحدة واحدة وآياتهم التي صنعوها بقوة الله المدعوة عظيمة جعلت الفرح العظيم يعم مدن كرازتهم واندهش المؤمنون وعظموا الله، لم يكرزوا بانفسهم متذكرين أنهم خدام ولم يستمدوا كفاءتهم لهذه الخدمة من ذاتهم بل من الذي دعاهم فهم خدام العهد الجديد، خدام الروح وليسوا خدام الحرف أي خدام الناموس القديم المكتوب على الالواح الحجرية. |
|