|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الخلافات مع البروتستانت بخصوص سر الإفخارستيا بدأ من القرن الثامن ظهور هرطقات تنكر حقيقة التحول وهي مستمرة للآن وسط الكنائس البروتستانتية فهم يقولون أن الخبز والخمر يظلان بعد التقديس خبزًا بسيطًا وخمرًا بسيطة. وليسا هما سوى إشارة وصورة ورمزًا مثالًا لجسد المسيح ودمه. ولنلاحظ: أ. السيد المسيح قال "جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق" فكيف ننكر هذه الشهادة وراجع كل إصحاح (6) من إنجيل يوحنا مثلًا "من لم يأكل جسدي ويشرب دمي فليس له حياة أبدية" فهل كان الرب يقصد أن هذا رمز، وإذا كان يقصد فلماذا لم يوضح هذا، بل أنه عندما انصرف كثيرين عنه بسبب هذه الأقوال، قال يسوع للاثني عشر "ألعلكم أنتم أيضًا تريدون أن تمضوا (يو66:6، 67). وكان أسهل على الرب أن يقول، أنتم لم تفهموا فما أقوله كان مجرد رمز، لكنه أصر على كلامه، ومن أراد أن يمضي فليمضي، ولكن هذا هو الحق، ومن أراد أن يقبل فليقبل. وكلمة حق في اليونانية تشير لشيء حقيقي لا يَزول. فالرب يقول عن نفسه أنه الخبز الحقيقي..الواهب حياة (يو6: 32، 33). فهل الخبز الذي نأكله في طعامنا العادي ليس خبزًا حقيقيًا؟! المقصود أن الخبز المادي مَنْ يأكله سوف يموت يومًا ما. ويقول القديس يوحنا في (يو1: 9) عن المسيح أنه النور الحقيقي، فهل نور الشمس ليس حقيقيًا؟! إنما المقصود أن نور الشمس سينطفئ يومًا ما، أما نور المسيح فأبدي. وهكذا فالخبز الإفخارستي ليس خبزًا عاديًا، بل هو سمائي ويُعْطي حياة أبدية. ب. هل كان المسيح سيتكلم بألغاز وأمثال ليلة صلبه. ج. الكنيسة كلها بآبائها فهمت أن ما يقدم هو جسد المسيح ودمه، وهكذا فهمه بولس الرسول (1كو10، 11). د. يقول المعترضون أن المسيح حين يقول "الخبز الذي أنا أعطي هو جسدي" (يو51:6) كان يقصد الإيمان به، فهل كان التلاميذ لم يؤمنوا به بعد. ولاحظ أن المسيح كرر نفس الكلام ليلة تأسيس السر، بأنه يعطيهم جسده ودمه، فهل كانوا مازالوا غير مؤمنين به. ه. مارتن لوثر نفسه آمن بأن السر يحول الخبز إلى جسد. و. قالوا أنه مجرد ذكرى لما فعله المسيح إذ قال "اصنعوا هذا لذكري". والشيء لا يكون تذكارًا لنفسه. فما يقدم هو خبز بسيط تذكارًا لما صنعه المسيح والرد: 1. كان طاس المن في تابوت العهد تذكارًا ويحوي منًا حقيقيًا (خر32:16-34) وهكذا أخذ يشوع من حجارة نهر الأردن تذكارًا لمرورهم فيه (يش1:4-24) 2. "المسيح فصحنا الجديد ذُبِحَ لأجلنا" (1كو7:5). وكما كان اليهود يُعَيِّدون بذبح خروف الفصح ليذكروا ما عمله الله معهم في مصر. هكذا نقدم ذبيحة الإفخارستيا دائمًا على المذبح لنُعِيد ما صنعه يسوع بأن مات لأجلنا. 3. المسيح كان يتكلم والفصح على الأبواب. فكما كانوا يقدمون الفصح سنويًا مكررين نفس ما حدث ليلة الخروج من مصر، هكذا يطلب المسيح بقوله "اصنعوا هذا لذكري" أن تقدم الكنيسة ذبيحة جسده دائمًا على مذابح الكنائس، ويبطل تقديم خروف الفصح الذي كان مجرد رمز. لذلك قال الكتاب "ويكون لكم هذا اليوم تذكارًا فتعيدونه عيدًا للرب. في أجيالكم تعيدونه فريضة أبدية" (خر14:12). وتذكارًا هنا هي نفسها لذكري، هما كلمة واحدة. فكما كانوا يكررون ما حدث ليلة خروجهم من مصر بأن يذبحوا خروف الفصح ويأكلون فطيرًا، فالعجين كان لم يختمر، ويأكلونه وهم متمنطقين. هكذا تصنع الكنيسة وتكرر نفس ذبيحة الإفخارستيا كل يوم على مذبحها. وكما كان الرب يقصد أن يكرر اليهود ما فعلوه ليلة خروجهم من مصر، هكذا تكرر الكنيسة ما فعله الرب يسوع ليلة خميس العهد. 4. إصنعوا هي كلمة طقسية تفيد تكرار الطقس "هكذا تعمل للثور الواحد (عد11:15) وتعمل هنا هي نفسها تصنع. وكذلك "وتصنع لهرون وبنيه هكذا بحسب كل ما أمرتك (خر35:29). إذًا إصنعوا هذا تعني تكرار لطقس محدد صنعه الرب يسوع معهم في تلك الليلة. وبولس في (1كو11) يردد أنه يصنع ما تسلمه من الرب يسوع (قد يكون تسلمه من التلاميذ الذين تسلموا كيف يصنعون السر من الرب يسوع، وقد يكون تسلمه من الرب يسوع مباشرة).. فإنكم كلما أكلتم= وكلمة كلما تفيد تكرار صناعة هذا السر (1كو23:11-26). 5. لذكري = لو فهمنا أنها مجرد تِذْكَار، فهل يَغْفِر التِذكار الخطايا؟! أو ما يغفر الخطايا هو دم حقيقي، وقارن مع (مت26: 28). ويقول الرسول ".. وبدون سَفْك دم لا تحصل مغفرة" (عب9: 22). ز. هل لو كان الخبز والخمر مجرد خبز بسيط وخمر بسيط، كانا يسببان المرض والموت لمن يأكل ويشرب بغير استحقاق (1كو29:11، 30) ويكون "غير مميز جسد الرب" ويكون "مجرمًا في جسد الرب ودمه" ولماذا لم يقل بولس الرسول يكون مجرمًا فيما يرمز إليه الخبز والخمر. إننا لا نجد أي إشارة في الكتاب لموضوع الرمز هذا. ح. الرسول يقول خبز وخمر (1كو11) لأن هذا هو ما يظهر أمام أعيننا. وهكذا قيل عن الماء المتحول خمرًا في عرس قانا الجليل "فلما ذاق رئيس المتكأ الماء" (يو9:2). ط. هكذا قال عنها بولس الرسول أنها ذبيحة فهي تقدم على مذبح، إذ قال "لنا مذبح لا سلطان للذين يخدمون المسكن أن يأكلوا منه" (عب10:13) فإذا كان هناك مذبح فهناك ذبيحة. وهذه الذبيحة نأكل منها لنحيا. القداس هو تكرار حي أمامنا لقصة الفداء منذ أن كانت رمزًا في العهد القديم، إلى أن تحققت في العهد الجديد بالميلاد والصليب والقيامة والصعود، وإرسال الروح القدس، ثم انتشار الكرازة في كل العالم. وهى ليست مجرد ذِكْرَى بمعنى (to remember)، لكنها تِكْرَار حقيقي لكل أحداث قصة الفداء؛ فهي (recalling وليست remembering). وهذا ما كان يعنيه القديس بولس الرسول بقوله "فإذ لنا أيها الإخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع. طريقًا كَرَّسَهُ لنا حديثًا حيًا بالحجاب؛ أي جسده" (عب 10: 19، 20). حديثًا = NEW وأصل الكلمة باليونانية (πρόσφατος - تُنْطَق: PROSPHATOS) وتعنى "مذبوح حديثًا"، وهى كلمة مُشْتَقَّة من فِعْل يعني: ذَبْح حيوان لأكله أو لتقديمه ذبيحة. وذلك بحسب قاموس (Strong's) الأمريكي. وتعنى أيضًا أن هذه الذبيحة هي ذبيحة (fresh) أي مذبوحة حالًا، وهذا أيضًا بحسب نفس القاموس. حيًا = وهنا نجد صفة جديدة لهذه الذبيحة، وهو أنها ليست ميتة بل هي حية، فهي جسد المسيح المتحد بلاهوته الذي لا يموت = "خروفٌ قائمٌ كأنهُ مَذْبُوح" (رؤ5 : 6). هذه هي ذبيحة الإفخارستيا التي نقدمها يوميًا على مذابح كنيستنا، المسيح بنفسه وسطنا بجسده المذبوح يعمل على أن تموت فينا الحياة العتيقة (الإنسان العتيق) فتغفر خطايانا. ولكن جسده هذا حي بلاهوته فيعطينا حياة أبدية. وهذا ما نردده في القداس: "يُعْطَىَ لغفران الخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه". هذه الذبيحة هي عينها التي قدمت على الصليب، لأن الذي يقدم على المذبح الآن هو حمل الله نفسه الذي قدم ذاته على الصليب لأجل خطايا العالم. والمسيح صلب مرة واحدة ولن يصلب ثانية (عب25:9+ عب1:10-3 + 11، 12). قدم المسيح نفسه ذبيحة دموية على الصليب، وفي الإفخارستيا تتم الاستحالة بطريقة سرية بدون هرق دم ولا موت، لذلك تسمى ذبيحة غير دموية. وهذا بالضبط ما عمله المسيح ليلة خميس العهد. على الصليب حصل الخلاص للجنس البشري ووفي العدل الإلهي. وفي الإفخارستيا فيها استعطاف دائمًا للصفح عن خطايا الذين قُدمت لأجلهم فينالوا حياة أبدية بالتناول منها. ذبيحة الصليب وذبيحة الإفخارستيا هما ذبيحة واحدة. ولأن الذبيحة تقدم للاستغفار تذكر الكنيسة الراقدين طالبة الرحمة لهم. أما الكاثوليك فهم يعترفون بأن سر الإفخارستيا يتم فيه التحول إلى جسد ودم المسيح. لكن لنا معهم بعض الخلافات: 1. هم يقدمون فطيرًا بدلًا من الخبز المختمر (راجع الرد في كتب الأناجيل- الكتاب الرابع- أسبوع الآلام). 2. هم يناولون الجسد فقط. بينما أن السيد المسيح قدم لتلاميذه الجسد والدم كلٌ على حدة. وهكذا نفهم من (1كو11). في هذا حكمة فنحن نتناول الجسد المكسور أولًا وبهذا نعلن أننا نقبل أن نموت مع المسيح، أي نقبل حياة الإماتة عن كل خطية، وهذا كأننا نقول مع الرسول: "مع المسيح صُلِبْتُ".. ثم نتناول الدم والدم حياة. فمن يصلب نفسه مع المسيح يحيا مع المسيح. مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ (غل20:2). نموت عن الخطية ونحيا للمسيح. 3. هم لا يناولون الأطفال فلماذا؟ والتناول فيه حياة وقيامة في اليوم الأخير وثباتًا في المسيح وغفرانًا للخطايا. فلماذا نحرم أطفالنا من كل هذا. ويردون قائلين: أن الأطفال لا يفهمون، ولكن الأطفال لا يفهمون المعمودية أيضًا فلماذا يعمدونهم. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
رأي البروتستانت الخاطئ في الكهنوت |
العماد عند البروتستانت |
وساطة الكنيسة في رأي البروتستانت |
نقط الخلاف مع البروتستانت في الصوم |
البروتستانت لهم تقاليد |