منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 05 - 2014, 07:40 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

المعمودية المسيحية والإيمان المسيحي
أولًا: لقاء مع معلم لإسرائيل

سجل لنا الكتاب المقدس لقاءً تاريخيًا فريدًا بين السيد المسيح المخلص ورئيس لليهود، رجل فريسي يدعى نيقوديموس جاءه ليلًا على مستوى شخصي يعلن إيمانه به (يو 3)، ويطلب مشورته. كنا نتوقع من المخلص أن يستعرض نبوات العهد القديم عن عمله الخلاصي لكي يكرز بها لهذا المعلم الإسرائيلي [ع 10]، لكننا نراه يفاجئه بالحديث المباشر عن المعمودية المقدسة، قائلًا له: "الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله" [ع 3.] وإذ فهم الولادة الفوقانية بطريقة بشرية عاد يؤكد له: "الحقَّ الحقَّ أقول لك إن كان أحد لا يُولَد من الماءِ والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله. المولود من الجسد جسد هو، والمولود من الروح هو روح" [ع 5، 6].
لم يستطع نيقوديموس أن يفهم هذا العمل الإلهي، فوبّخه السيد قائلًا: "أنت معلّم إسرائيل ولست تعلم هذا؟!" [ع 10]، وقدم له رمزًا لعمل الخلاص خلال الصليب من العهد القديم، الذي هو الحيَّة النحاسية، ثم عاد يتحدث الإنجيلي في بقية الإصحاح عن المعمودية المقدسة.
يكشف لنا هذا اللقاء عن هدف السيد المسيح ورسالته، فقد جاء ليدخل بالعالم إلى ملكوته الإلهي خلال الميلاد الجديد من الماء والروح. هكذا يربط بين الإيمان بخلاصه والمعمودية المقدسة، وبين ملكوته الإلهي والتمتع بالمعمودية.
إذن لا عجب إن ختم السيد حياته على الأرض بالجسد مقدمًا هذه الوصية لتلاميذه: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمِّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلّموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم بهِ. وها أنا معكم كل الأَيَّام إلى انقضاءِ الدهر. آمين" (مت 28: 19-20)، مطالبًا إياهم بالكرازة والتعميد حتى يقدر المؤمنون على حفظ الوصية والتمتع بمعمودية السيد المسيح كل أيام حياتهم.
المعمودية المسيحية والإيمان المسيحي
ثانيًا: المعمودية وكرازة الرسل

رسم لنا سفر الأعمال صورة حيّة عن ارتباط المعمودية المقدسة بالإيمان المسيحي في الكنيسة الأولى في عصر الرسل، فقدمها الرسل كجزء لا يتجزأ من الإيمان، وليس كعملٍ رمزيٍ ثانوي في حياة الكنيسة. من أمثلة ذلك:

المعمودية المسيحية والإيمان المسيحي
أ. في أول حديث كرازي قام به الرسول بطرس في يوم العنصرة إذ نُخِست قلوب الآلاف، قالوا: "ماذا نصنع أيها الرجال الإخوة؟" وجاءت الإجابة واضحة: "توبوا وليعتمد كل واحدٍ منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس" (أع 2: 38). وكأن الرسول يضع المعمودية شرطًا أساسيًا لنوال الغفران وعطية الروح.
ب. إذ تم لقاء بين فيلبس الرسول والخصي وزير كنداكة ملكة الحبشة (إثيوبيا) في الطريق، وكانا يتحدثان معًا في المركبة، يقول الكتاب أنه إذ أقبلا على ماء قال الخصي: "هوذا ماء. ماذا يمنع أن اعتمد؟" (أع 8: 36). كأن الرسول في أول لقاء مزج حديثه عن الإيمان بالمسيح المخلص بالمعمودية المقدسة بالتغطيس. وما أن اعتمد الخصي و"صعد من الماء" حتى خطف روح الرب فيلبس، كأن مهمته قد انتهت بالنسبة له، إذ "ذهب الخصي في طريقهِ فرحًا" [ع 39].
ج. في تحول شاول الطرسوسي الذي تم خلال لقاء مباشر بينه وبين السيد المسيح نفسه، سأل شاول: ماذا تريد أن أفعل؟ (أع 9: 6) فأرسله إلى حنانيا الذي تحدث معه ثم "قام واعتمد" (أع 9: 18).
د. في أول كرازة للرسول بطرس مع الأمم أكد الرب له قبولهم برؤيا سماوية، وبانسكاب الروح القدس عليهم في بيت كرنيليوس، حتى تطمئن نفسه للعمل. فكان سؤال الرسول في الحال: "أَترى يستطيع أحد أن يمنع الماءَ حتى لا يعتمد هؤلاءِ الذين قبلوا الروح القدس كما نحن أيضًا؟! وأمر أن يعتمدوا باسم الرب..." (أع 10: 47-48).
ه. إذ سأل السجان الرسولين بولس وسيلا: يا سيّدَيَّ ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص؟ (أع 16: 30) أجاباه: "آمِن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك... وكلَّماهُ وجميع مَن في بيتهِ بكلمة الرب. فأخذهما في تلك الساعة من الليل... واعتمد في الحال هو والذين لهُ أجمعون" (أع 16: 31-33).
و. في الخدمة الجماعية وسط الأمم، يذكر الكتاب المقدس: "وكثيرون من الكورنثيين إذ سمعوا آمنوا واعتمدوا" (أع18: 8).
هذه جميعها صور حيّة قدّمها لنا الوحي الإلهي، تكشف عن مدى اهتمام الرسل بالمعمودية، في التحام قوي وضروري ومباشر مع الإيمان المسيحي، سواء في الكرازة بين اليهود أو الأمم، للمدعوّين للرسولية كشاول الطرسوسي أو لغريبٍ مسافرٍ كالخصي أو سجَّانٍ، على مستوى فردي أو جماعي.
المعمودية المسيحية والإيمان المسيحي
ثالثًا: المعمودية والخلاص

بعد أن استعرضنا رموز المعمودية في العهد القديم والنبوات عنها، وحديث السيد المسيح نفسه مع نيقوديموس في وضوح، ووصيته الوداعية لتلاميذه، واهتمام الرسل بها في كرازتهم كشرطٍ أساسي لنوال الغفران وعطية الروح القدس (أع 2: 38)، لا يستطيع أحد أن يصفها أنها رمز أو مجرد علامة لإشهار الإيمان، إنما هي عمل إلهي يمس خلاصنا ويرتبط بأحداث الخلاص من تجسد الكلمة وعماده وتجربته على الجبل وصلبه وموته ودفنه وقيامته وإرسال روحه القدوس... ترتبط معًا هذه الأحداث جميعًا ليتمتع طالب العماد بالشركة مع السيد المسيح في أعماله الخلاصية ويدخل معه في خبرة الحياة الجديدة.
وقد جاءت كلمات العهد الجديد خاصة في الرسائل تكشف بطريقة واضحة عن عمل المعمودية كغسل الخطايا الجَدّية والشخصية، وختان روحي يختم النفس بسمة الرب كجنديٍ في ملكوته السماوي، وتهبه التبني كابن الله والاتحاد مع السيد المسيح وتقبُّل الحياة الأبدية،وقد جاءت تعاليم آباء الكنيسة في موضوع المعمودية المقدسة كما يقول Stone: [ضخمة وغنية، غير أن كمال معانيها لا يزيد عن أن يُعبر ويُوضح التعليم الوارد في العهد الجديد بطريقة واضحة أو ضمنية. جاءت هذه التعاليم بقوة عظيمة وإجماع كامل، يصف المعمودية كوسيلة تجديد القلب، والتبني كأولاد لله، والاتحاد مع المسيح، وشركة الروح القدس، وتقبُّل غفران الخطايا والحياة الأبدية [77].]
في الصفحات التالية عرض لدور المعمودية في خلاصنا، معتمدًا على الكتاب المقدس والليتورجيات الأولى وكلمات الآباء.
_____
الحواشي والمراجع:
[77] D. Stone: Holy Baptism, p 41.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ما هى أهمية المعمودية المسيحية؟
سر المعمودية وأهميتها فى المسيحية
المعمودية المسيحية
ما هى أهمية المعمودية المسيحية؟
ما هى أهمية المعمودية المسيحية؟


الساعة الآن 04:21 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024