متى بدأت المعمودية المسيحية؟
3. متى بدأت المعمودية المسيحية؟
يرى بعض الآباء أن دخول السيد المسيح إلى مياه الأردن قد فتح لنا باب المعمودية وقدم لنا تقديسًا لها، واهبًا إيانا إمكانياتها فيه. يقول القديس أغناطيوس الأنطاكي: [وُلدَ واعتمدَ لكي يطهر المياه بآلامه [474]]، ويقول العلامة ترتليان: [اعتمد المسيح أعني طهر الماء بعماده [475]]، كما يقول القديس كيرلس الأورشليمي: [قدس المسيح المعمودية بعماده هو نفسه [476].]
ويرى البعض أن عماد المسيح وإن كان قد فتح الباب، لكن العمل قد اكتمل باصطباغه على الصليب ودخوله إلى الموت وقيامته. فالمعمودية صبغة آلام وشركة دفن وتمتع بقوة قيامة السيد، هي فصح معه، لهذا يرون أن المعمودية قد انطلقت في حياتنا بعد قيامته. لهذا فإن العلامة ترتليان [477] نفسه الذي رأى أن المعمودية المسيحية قد تقدست بعماد السيد، في مقال آخر يرى أن معمودية التلاميذ قبل الصلب والقيامة لم تكن تختلف كثيرًا عن معمودية يوحنا المعمدان، وشاركه في هذا الرأي القديس يوحنا الذهبي الفم [478]، لأن السيد المسيح لم يكن بعد قد ذُبح لأجلنا كفصحٍ لنا، ولا أعطيت لنا إمكانية الميلاد الجديد. إلا أن القديس أغسطينوس يرى أن معمودية التلاميذ قبل الصلب معمودية مسيحية [479]، لأنها تمت بعد عماد السيد، غير أنه ليس بالرأي السائد.
_____
الحواشي والمراجع:
[474] Ad Eph. 18.
[475] Adv. Jud. 8.
[476] Cat. Lect. 3:11.
[477] De Bap. 11.
[478] In Ioan. Ev., hom 29:1.
[479] In Ioan. Ev., tract 15:3; Epis 44:10; 265:15.