منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 04 - 2014, 03:52 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

معني كلمة "أوصنَّا"
معني كلمة "أوصنَّا"
"اوصَّنا" هي اللفظة اليونانية للكلمة العبرية "هوشِعَنا"، والكلمة في العبرية تتكون من مقطعين: الأول "هوشِعا" ويعني "خلَّص – أنقذ – اعِنْ، والثاني: "نا" وهو حرف يدل علي شدَّة الاحتياج.
ومن هنا أصبح المعني الحرفي للكلمة "خلَّص الآن". والجذور الأولي للكلمة في العهد القديم نجدها في سفر المزامير "آه يا رب خلَّص (أوصنَّا)، آه يا رب أنقذ (أوصنَّا)" (مزمور25:18). فكان أصل الكلمة يحمل مفهوماً ماسَّيانياً، كصيغة طلب الخلاص "خلَّص" (1)، وهو المعني الذي يؤيده التلمود.
ومع الاحتفال السنوي بعيد التجديد، صارت كلمة "أوصَّنا" هتافاً متميزاً في هذا العيد، يتذكر به الشَّعب الخلاص الذي قدًّمه الله لهم. وأصبحت أمنية الشعب أن يرسل له الله مخلصاً – مثل يهوذا المكابي – ليمنحهم علي يديه الحرية السياسية، ويجدد الحياة الدينية.
وإلي جانب هذا المعني المسياني للكلمة، استُخدمت الكلمة أيضاً كتعبير عن الفرح والتسبيح. وهو المعني الذي ساد للكلمة، حتي كادت الكلمة أن تفقد قوتها ودلالتها الأصلية، لتصبح مجرد هُتاف وصرخة فرح. واستُخدمت بهذا المعني الأخير في أبهج أعياد اليهود وهو "عيد المظال"، فكان يُطلق علي اليوم السابع منه "أوصنَّا العظيم"، أو "يوم أوصنَّا"، ولكن مع استخدام تعبيراً عن الهتاف حمداً وتسبيحاً، لم تفقد المعني القديم، كهتاف لطلب الخلاص.
وهكذا بإلهام روحي، نطق الشعب بها في يوم دخول الرب أورشليم بمعناها القديم العميق، باعتباره المسيا الآتي، إتماماً لما جاء في نُبوَّة زكريا (9:9). كما كانت هتاف الأطفال للمسيح عند تطهيره الهيكل (2)، ولكن دون أن يعي الجمع هذا المعني القديم كُلياً، إذا انصبَّ هتافهم "أوصنَّا" كتسبحة حمد وطلب خلاص من نير الرومان, وقد وردت كلمة "أوصنَّا" ست مرات في الإنجيل المقدس.
وإن عُدنا إلي هتاف الشعب كما يسجله القديس متي البشير، نجده "أوصنَّا لابن داود"، ومن ثم صار التعبير "لابن داود" تعبيراً يحتاج إلي توضيح. إنه المرجَّح جداً أن يكون الشعب قد ردَّد هذا الهتاف باللغة العبرية، وهي لغتهم القومية والدينية، وحينئذ يكون الشعب قد استعمل الحرف "لامد" العبري، والذي يقابل حرف اللام (ل) في اللغة العربية، قبل كلمة "بان داود". ولقد أثبت علماء اللغة أنَّ هذا الحرف يمكن استعماله كحرف نداء "يا"، فتكون ترجمة الهتاف "أوصنَّا يا ابن داود". ولكن مع ذلك، فإن النص اليوناني للعبارة لا يحمل معني "يا ابن داود". لأن كلمة "أوصنَّا" بعد أن أصبحت تُعبَّر عن الفرح بالخلاص الذي تم فعلاً بموت المسيح وقيامته، أكثر منها طلباً للمعونة، يكون معني عبارة القديس متي: "لمجد لمن أعطانا الخلاص، المجد لابن داود". فكلمة "أوصنَّا" عند القديس متي تحمل كل التوقعات والآمال الماسَّيانية التي تحققت بالفعل في يسوع.



"أوصنَّا" في الليتروجيا والتقليد الكنسي

دخل تعبير "أوصنَّا" مبكراً جداً في صلوات الكنيسة. وكان المعني التسبيحي هو الذي دخل الكنيسة المسيحية، وليس المعني التوسلي. فكتاب الديداخي الذي ينقل لنا الصلوات الليتورجية كما مارستها الكنيسة الأولي في بداية الاحتفال لصلوات عشاء الرب، ترد فيه الفقرة التالية: "لتأت النعمة، وليمض هذا العالم. أوصنَّا لإله داود. من كان طاهراً فليتقدم، ومن لم يكن (كذلك) فليتب. مارانا اثا. آمين" (6:10).
وواضح أن الفقرة السابقة غير مستقاة من الأناجيل، لكنها انتقلت بالتقليد الليتورجي كما مارسه تلاميذ الرب ولقنوه للكنيسة الأولي.
ويسرد لنا الأسقف يوسابيوس القيصري في كتابه "تاريخ الكنيسة" ارتباط كلمة "أوصنَّا" عند المسيحيين الأوائل، بتوقع قُرب مجيء الرب. فعندما أوقف اليهود الرسول يعقوب أسقف أورشليم علي جناح الهيكل، وقبل استشهاده مباشرة، "أجاب بصوت مرتفع: لماذا تسألونني عن يسوع ابن الإنسان؟ إنه هو نفسه يجلس في السماء عن يمين القوة، وسوف يأتي علي سحاب السماء. ولما اقتنع الكثيرون اقتناعاً كُلياً وافتخروا بشهادة يعقوب، قالوا: أوصنَّا لابن داود" (3).
ويبدو أن المعني الأصلي العبري لهتاف "أوصنَّا" قد اختفي مع مرور الوقت، وخاصة في الكنائس التي كانت تتكلم اللغة اليونانية. ففي كتاب "المربي" يشرح العلامة كليمندس الإسكندري (150-215م) معني تعبير "أوصنا" هكذا:
[نور ومجد وتسبيح، مع تضرُع للرب، هذا هو معني تعبير "أوصنا"].
وإن هتاف الكنيسة اليوم "أوصنا"، صار يحمل معنيين، أي طلب المعونة من الله ليتمم الرب خلاصنا، وتسبيح وشكر من صار لنا خلاصاً وفداءً.
وهكذا صارت كلمة "أوصنَّا" أهم صلاة ليتورجية في هذا اليوم في الكنيسة القبطية، وكانت هي مردَّات أناجيل القداس حتي إلي عهد قريب جداً. كما أنها صلاة ليتورجية في الكنيسة البيزنطية كل ايام السنة، وكذلك في الطقس اللاتيني أيضاً.
___________________________
(1) مزمور2:86، إرميا7:31
(2) انظر: متي9:21-15؛ مرقس9:11، 10؛ يوحنا13،12
(3) يوسابيوس القيصري، تاريخ الكنيسة، ترجمة القُمص مرقس داود الطبيعة الثانية 1979م

المرجع: كتاب البصخة المقدسة الجزء الأول- اثناسيوس المقاري- صفحة 96 إلي 100


رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كلمة "أم" هي تعبير عن "الله محبة"!! قداسة البابا تواضروس الثاني وتأمل رائع في معنى كلمة "أم"
معنى كلمة "أباسخيرون" أو "أبسخيرون"
ما معنى كلمة "مار " و "مارت" السريانيتين
كلمة منفعه من قداسة البابا شنوده الثالث عن " معنى كلمة كنيسة "
ما معنى كلمة "ملاك" أو "ملائكة" في الكتاب المقدس؟


الساعة الآن 11:32 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025