رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيح مات من أجل الأثمة الوضع نفسه هو الذي يتم حاليًا في العهد الجديد أيضًا لكن بصورة مختلفة بعض الشيء. وهذا ما أشار إليه ناثان النبي عندما قال لداود: الرَّبُّ أَيْضاً قَدْ نَقَلَ عَنْكَ خَطِيَّتَكَ. لاَ تَمُوتُ" (2صم12: 13).. ففكرة أن يُذبح الخروف عوضًا عن إنسان فكرة رمزية فقط. لأن الخروف لا يساوى الإنسان في قيمته ولا يعادله في طبيعته، أو ليس له نفس طبيعته، وليست هناك أي وحدة كيانية بين الإنسان والخروف. لكن على مستوى الرمز ممكن أن يكون مقبولاً أن تموت نفس بريئة عوضًا عن نفس خاطئة. الخروف البريء الذي لم يفعل خطية يُذبَح ويُحرَق بكامله؛ الشحم فوق المذبح والباقي خارج المحلة، ولا يؤكل من لحمه.. لماذا؟ السبب هو إنه حمل خطية الإنسان. فإذا حمل خطية الإنسان فلابد أن يموت، ولابد أن تلتهمه النار الإلهية لكي تبيد الخطية التي هو يحملها.. وبمفهوم العهد الجديد هذه النار هي مجرد رمز، رمز للنار الإلهية التي هي نار الروح القدس ونار العدل الإلهي التي تأخذ قصاص الخطية أو تبيد وتحرق الخطية من حياة الإنسان، فتطهره من كل خطية. كان الله يقصد أن يدرب البشرية ويوضح لها فكرة دم متكرر كل يوم؛ آلاف من الذبائح تُقدَم تكفيرًا عن خطايا شعب إسرائيل، كما يقول الكتاب: "وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!" (عب9: 22). هذا الدرس العميق جدًا وعلى مدى أزمنة طويلة كان لتعميق المفهوم عند البشر، ولكي يهيئهم إلى قبول قضية الفداء والخلاص بدم المسيح الفادي الحقيقي؛"حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ" (يو1: 29). إن سقطت فانتبه إلى ما يجب أن تقوم به، كثيرون يهوون السقوط مع داود ويرفضون النهوض معه!! ليس داود مثالاً للسقوط بل للنهوض هذا، إن سقطتَ. لكن حذار من السقوط. على الصغار ألاّ يغتبطوا بسقوط الكبار، إنما عليهم أن يخافوا منه خوفاً يؤدي بهم إلي الخلاص (القديس أغسطينوس) |
|