هل تشعر بوجود الله معك ؟
الله موجود ٌ طبعا ً كل الناس تعرف ذلك ، لكن هل موجود ٌ معك اليوم ؟ وهل تشعر بمحبة الله لك ؟ الله يحبك طبعا ً لكن هل تشعر بمحبته الخاصة لك ؟ هل تحب الله ، هل تحبه فعلا ً ؟ لا تقل طبعا ً بسرعة ، فكر معنا قليلا ً ، هل تحبه فعلا ً ؟ هل تريده معك اليوم ؟ محبته ُ ، هل محبته ُ تلذ لك ؟ هل تشتهي ان تجلس معه ، تسير معه ، تصاحبه ؟ حين نحب ، نحب ان نكون مع من نحب . يقول سليمان الحكيم في نشيد الانشاد : " تَحْتَ ظِلِّهِ اشْتَهَيْتُ أَنْ أَجْلِسَ " ( نشيد 2 : 3 ) من يحب الله يشتهي ان يجلس تحت ظله . يتمتع برفقته وصحبته ، يحب ان يذهب الى بيته ، يجلس معه . ويقول داود النبي : " وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ : أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي ، لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ الرَّبِّ ، وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ." (سفر المزامير 27: 4 ) لو انك تحب الله فعلا ً فانت تحب ان تسكن معه وتنظر اليه وتتفرس في بيته . هذا هو الحب لله فعلا ً . مريم اخت لعازر اختارت ان تجلس تحت قدمي المسيح ، النصيب الصالح كما قال المسيح . جلست تسمع كلماته وتستقبل تعليمه . ومعنى ان تكون معه لا بالجسد بل بالروح والقلب والعقل . ليس ان نترك اعمالنا وبيوتنا واهلنا ونتفرغ للاقامة في بيته ، بل نكون معه في اعمالنا وبيوتنا ووسط اهلنا بأن نحيا معه بالروح والقلب والعقل . الله روح والشركة مع الله تكون بالروح . لا يتعامل معنا بشكل ٍ حسي منظور . يتعامل ويحل في ارواحنا وقلوبنا وعقولنا . ما دمنا نحبه فنحن نشتاق له ، ونسعد بالاتصال به بالروح والقلب والعقل . وانت تسير وسط الزحام اطلب الله تجده . وانت تعمل غارقا في المسؤوليات اسعى اليه يأتي اليك ، يصاحب روحك ويدخل قلبك ويملأ عقلك . يحيا فيك وتحيا فيه . يظهر حبه لك وتُظهر محبتك له . عش اليوم في رفقته ، استظل بوجوده معك ، وانعم به اليوم كله .