رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بين بابل وأورشليم لقد أمر الرب إبراهيم أن يخرج من أور الكلدانيين أي يخرج من حضارة مملكة بابل. بابل حيث البرج الذي أراد بنو البشر أن يبنوه حتى إذا جاء طوفان مرة أخرى لا تصل إليهم المياه!! وهذا نوع من التحدي لله... وقتها قال الرَّبُّ: "هُوَذَا شَعْبٌ وَاحِدٌ وَلِسَانٌ وَاحِدٌ لِجَمِيعِهِمْ وَهَذَا ابْتِدَاؤُهُمْ بِالْعَمَلِ. وَالآنَ لاَ يَمْتَنِعُ عَلَيْهِمْ كُلُّ مَا يَنْوُونَ أَنْ يَعْمَلُوهُ. هَلُمَّ نَنْزِلْ وَنُبَلْبِلْ هُنَاكَ لِسَانَهُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ بَعْضُهُمْ لِسَانَ بَعْضٍ. فَبَدَّدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ هُنَاكَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ، فَكَفُّوا عَنْ بُنْيَانِ الْمَدِينَةِ لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهَا "بَابِلَ" لأَنَّ الرَّبَّ هُنَاكَ بَلْبَلَ لِسَانَ كُلِّ الأَرْضِ. وَمِنْ هُنَاكَ بَدَّدَهُمُ الرَّبُّ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ" (تك11: 6-9). حضارة بابل تحمل ذكرى كبرياء الإنسان وتحديه لله، ولذلك في بابل بلبل الرب ألسنة بني البشر، بينما في أورشليم في يوم الخمسين بعد إتمام الفداء أعطى الله لبنى البشر أن يتكلموا بألسنة جديدة؛ "وامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا" (أع2: 4)، وكل شعوب الأرض الذين اجتمعوا في أورشليم سمعوا كل واحد من الرسل يتكلم بلغته التي وُلد فيها.. هكذا بينما كانت ذكريات بابل تمثل الكبرياء والتحدي لله، كانت أورشليم تمثل الموضع الذي اختاره الرب لكي يجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد. |
|