منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 06 - 2012, 09:12 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

" فكونوا أنتم كاملين كما أنّ أباكم الذي في السموات هو كامل " (متى 5 : 48).

" من قال أنّه ثابت فيه، ينبغي أنّه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضاً " (1 يوحنا 2 : 6).

دعوة واضحة من الرب يسوع، بأن نكون كاملين كما أنّ الآب كامل، ودعوة واضحة من الرسول يوحنا بأن نسلك كما سلك الرب نفسه.
فتعالوا نلقي نظرة على بعض صفات الله الآب والابن، لكي نتعلّم ما ينبغي أن نكون عليه لكي ننفّذ وصية الرب بأن نكون كاملين كأبينا، ولكي نسلك كما سلك الرب.

محبته لنا غير مشروطة.
عطاؤه لنا غير مشروط.
أمانته نحونا غير مشروطة.
فالكلمة تقول: " إن كنا غير أمناء، فهو يبقى أميناً، لن يقدر أن يُنكر نفسه " (2 تيموثاوس 2 : 13).

وهو: " يُشرق شمسه على الأشرار والصالحين، ويُمطر على الأبرار والظالمين " (متى 5 : 45).

وهو أيضاً: " بيّن محبته لنا، لأنّه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا " (رومية 5 : 8).
وهنا يتّضح أن المعنى الأساسي لعبارة " غير مشروطة " هو:
أنّ ما يُغدقه الله علينا، ليس وقفاً على ردّة فعلنا نحوه بالأساس، وليس وقفاً على حالتنا، لأنّ الله محبة، وهوَ أمين، وهوَ غفور ومُسامح، ولطيف، وحنّان، وطويل الروح...

هذا هو طبع الله وصفاته، بغض النظر عن طبع وصفات الذين يُحسن إليهم.. وهذا ما تظهره الآيات التي إستشهدنا بها.
فقد مات المسيح لأجل جميع البشرية، ونحن بعد خطاة، وهو يشرق شمسه ويمطر وينعم على الأشرار والأبرار معاً.
وعندما يطلب الرب منّا أن نكون كاملين مثله وأن نسلك مثله، فهـو يطلب منّا أن يُصبح طبعنا وصفاتنا، مثله بالتمام، أي أن نقوم بكل ما يقوم به هو دون شروط مسبقة.
أي أن نحب الآخرين دون أن نشترط بأن نُحب من قبلهم.
أي أن نُسامح الآخرين دون أن نشترط بأن يعتذروا منّا أولاً.
أي أن تخضع المرأة لزوجها دون أن تشترط بأن يعاملها بطريقة حسنة.
أي أن يحب الرجل زوجته دون أن يشترط بأن تخضع له أولاً.
أي أن نخضع للقادة الروحيين الذين أقامهم الله علينا، بغض النظر عن الطريقة التي يتعاملون بها معنا.
أي أن نخضع للسلطة وللقوانين، بغض النظر عمّا إذا كانت السلطات تفينا حقوقنا أم لا.
هذه هي المحبة والطاعة دون شروط بالمقابل، التي أوصانا بها الرب..

لماذا هذا الكلام؟
لأنّ غالبية المؤمنين، وإن بنسب متفاوتة، يربطون محبتهم ومسامحتهم وقبولهم وطاعتهم للآخرين، بمدى تجاوب الآخرين معهم في هذا المضمار، وهذا الأمر مخالف لكلمة الرب، وكسر لوصيته، والمضي بهكذا سلوك سيعقّد الأمور لا سيّما في مجال العلاقات بين المؤمنين مع بعضهم البعض، وبينهم وبين قادتهم الروحيين، وبينهم وبين أفراد أسرتهم، والأهم بينهم وبين الرب !!!

ماذا تقول كلمة الرب في هذا السياق:
" لكني اقول لكم أيها السامعون أحبّوا أعداءكم. أحسنوا إلى مبغضيكم، باركوا لاعنيكم وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم... وإن أحببتم الذين يحبونكم فأيّ فضلٍ لكم؟ فإنّ الخطاة أيضاً يُحبّون الذين يحبونهم، وإذا أحسنتم إلى الذين يُحسنون إليكم فأيّ فضلٍ لكم، فإنّ الخطاة أيضاً يفعلون هكذا. وإن أقرضتم الذين ترجون أن تستردوا منهم، فأيّ فضلٍ لكم، فإنّ الخطاة أيضًا يقرضون الخطاة لكي يستردوا منهم المثل. بل أحبّوا أعداءكم، وأحسنوا واقرضوا وأنتم لا ترجون شيئاً، فيكون أجركم عظيماً وتكونوا بني العليّ، فإنّه منعم على غير الشاكرين والأشرار، فكونوا رحماء كما أنّ أباكم أيضاً رحيم " (لوقا 6 : 27 – 36).

محبة وإحسان وعطايا دون مقابل ودون شروط مسبقة.. لا بل محبة للأعداء، إحسان إلى مبغضينا، بركة للاعنينا، وصلاة للمسيئين إلينا !!!
هذا إن كنّا نريد أن نكون رحماء كأبينا وكاملين كأبينا، وأن نسلك كما سلك الرب !!!

وماذا تقول كلمة الرب أيضاً، وهنا أرجو من الجميع، وإن كانت المقاطع كثيرة، أن تتم قراءتها بروح الصلاة وبتدقيق، لكي نعطي الروح القدس الوقت والحرية بأن يكلمنا من خلالها، وبأن يغرسها في داخلنا لكي تأتي بالثمار المطلوبة:
" أيتها النساء اخضعنَ لرجالكنّ كما يليق في الرب، أيها الرجال أحبّوا نساءكم ولا تكونوا قساة عليهنّ، أيها الأولاد أطيعوا والديكم في كل شيء، لأنّ هذا مرضي في الرب، أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم لئلا يفشلوا، أيها العبيد أطيعوا في كل شيء سادتكم حسب الجسد، لا بخدمة العين كمن يُرضي الناس، بل ببساطة القلب خائفين الرب. وكل ما فعلتم فاعملوا من القلب كما للرب ليس للناس، عالميـن أنكم من الرب ستأخذون جزاء الميراث، لأنكم تخدمون الرب المسيح " (كولوسي 3 : 18 – 24).

" أيها النساء اخضعن لرجالكنّ كما للرب، لأنّ الرجل هو رأس المرأة (زوجته) كما أنّ المسيح أيضاً رأس الكنيسة، وهو مخلّص الجسد. ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهنّ في كل شيء. أيها الرجال أحبّوا نساءكم كما أحبّ المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها... كذلك يجب على الرجال أن يُحبّوا نساءهم كأجسادهم، من يحب امرأته يحب نفسه. فإنّه لم يُبغض أحد جسده قط، بل يقوته ويربيه كما الرب أيضاً للكنيسة " (أفسس 5 : 22 – 29).

" كذلك أيتها النساء كنّ خاضعات لرجالكنّ، حتى وإن كان البعض لا يطيعون الكلمة، يُربحون بسيرة النساء بدون كلمة، ملاحظين سيرتكنّ الطاهرة بخوف. ولا تكن زينتكنّ الزينة الخارجية من ضفر الشعر والتحلّي بالذهب ولبس الثياب، بل إنسان القلب الخفي في العديمة الفساد، زينة الروح الوديع الهادئ الذي هو قدام الله كثير الثمن. فإنّه هكذا كانت قديماً النساء القديسات أيضاً، المتوكلات على الله، يزيّن أنفسهنّ خاضعات لرجالهنّ، كما كانت سارة تطيع إبراهيم داعيةً إياه سيدها، التي صرتنّ أولادها صانعات خيراً وغير خائفات خوفاً البتة، كذلكم أيها الرجال كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الإناء النسائي كالأضعف، معطين إياهنّ كرامة كالوارثات أيضاً معكم نعمة الحياة، لكي لا تعاق صلواتكم. والنهاية كونوا جميعاً متحدي الرأي بحس واحد، ذوي محبة أخوية، مشفقين لطفاء غير مجازين عن شر بشر، أو عن شتيمة بشتيمة، بل بالعكس مباركين عالمين أنكم لهذا دُعيتم لكي ترثوا بركة " (1 بطرس 3 : 1 – 9).

" أطلب إلى الشيوخ الذين بينكم، أنا الشيخ رفيقهم والشاهد لآلام المسيح وشريك المجد العتيد أن يُعلن، ارعوا رعية الله التي بينكم نظّاراً، لا عن اضطرار بل بالاختيار، ولا لربح قبيح بل بنشاط، ولا كمن يسود على الأنصبة، بل صائرين أمثلة للرعية، ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يبلى. كذلك أيها الأحداث إخضعوا للشيوخ، وكونوا جميعاً خاضعين بعضكم لبعض، وتسربلوا بالتواضـع، لأنّ الله يقاوم المستكبرين وأمّا المتواضعون فيعطيهم نعمة " (1 بطرس 5 : 1 – 5).

" ذكّرهم أن يخضعوا للرياسات والسلاطين، ويطيعوا ويكونوا مستعدين لكل عمل صالح، ولا يطعنوا في أحد، ويكونوا غير مخاصمين، حلماء، مظهرين كل وداعة لجميع الناس. لأنّنا كنا نحن أيضاً قبلاً أغبياء غير طائعين، ضالين، مستعبدين لشهوات ولذّات مختلفة، عائشين في الخبث والحسد، ممقوتين مبغضين بعضنا بعضاً " (تيطس 3 : 1 – 3).

" فاخضعوا لكل ترتيب بشري من أجل الرب، إن كان للملك فكمن هو فوق الكل، أو للولاة فكمرسلين منه للانتقام من فاعلي الشر وللمدح لفاعلي الخير. لأنّ هكذا هي مشيئة الله أن تفعلوا الخير فتسكّتوا جهالة الناس الأغبياء، كأحرار وليس كالذين الحرية عندهم سترة للشر بل كعبيد الله. أكرموا الجميع، أحبّوا الإخوة، خافوا الله، أكرموا الملك. أيها الخدام، كونوا خاضعين بكل هيبة للسادة، ليس للصالحين المترفقين فقط، بل للعنفاء أيضاً " (1 بطرس 2 : 13 – 18).
تشديد واضح على هذه الوصايا في كلمة الله:
الرب نفسه.. والرسل بولس ويوحنا وبطرس.. وكذلك تيطس..
وعندما تذكر كلمة الله الأمر نفسه مراراً عديدة، فهذا يعني بكل تأكيد أهمية هذا الأمر، وضرورة خضوعنا له والقيام به..

أحبائي: هذه الوصايا، وهذا السلوك، هما المسيحية العملية، التي ينبغي على كل مؤمن تطبيقها لكي نُدعى أبناء الله ونكون كاملين مثله.
ولو تأملنا بدقة بهذه الوصايا التي أدرجناها، فلن نجد أي شرط ينبغي أن يتوفر من قبل الطرف الآخر لكي نقوم بما علينا أن نقوم به.. لا بل العكس تماماً..
طاعة ومحبة دون شروط مسبقة.. لا بل محبة للأعداء.. وبركة وصلاة وإحسان للمسيئين إلينا، طاعة للأزواج غير المؤمنين حتّى، وطاعة للحكام العنفاء والظالمين أيضاً..
وتشديد على أنّ كل ما نقوم به، في هذه المجالات كافة، ينبغي أن نقوم به كأنّه للرب وليس للطرف الآخر..
فعندما أحبّ الرب الكنيسة كما تقول الكلمة وأسلم نفسه من أجلها، أحبّها بعيوبها وضعفاتها، ولم يشترط أن نكون كاملين ودون عيب لكي يحبنا ويمنحنا خلاصه وبركاته وشفاءه وتحريره...

محبة غير مشروطة ودون مقابل على الإطلاق..
ولهكذا محبة.. ولهكذا سلوك.. دُعينا أيها الأحباء..
لقد أصبحنا مسيحيين ومؤمنين وأبناء لله، مجاناً على حساب دم الرب يسوع المسيح وإيماننا الحقيقي به. وقد نلنا هذا الموقع مجاناً، وليس لنا أي دور به، سوى قبوله بالإيمان القلبي الحقيقي.. لكننا لن نغدو مسيحيين وقديسين وأبناء حقيقيين لله بسلوكنا.. إن لم نخضع لكلمة الرب ونطيعها وننفذها بدقة متناهية، غير مهملين لأدق التفاصيل، وإن لم نسلك كما سلك الرب.
وهذا ما قاله الرسول بولس:
" فأطلب إليكم أنا الأسير في الرب، أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دُعيتم بها " (أفسس 4 : 1).

فمحبتنا غير المشروطة.. وطاعتنا لكلمة الرب غير المشروطة.. وبعبارة أوضح: أن نكون كأبينا، ونسلك كما سلك الرب، هو ما سيُصلح الأمور في علاقاتنا مع بعضنا البعض، وفي علاقاتنا الأسرية، وفي علاقاتنا مع قادتنا، وفي علاقتنا مع الرب..
وهذا ما سيفتح الأبواب المغلقة التي طالما انتظرناها أن تفتح ولم تفتح بعد، ونحن نتساءل ونتحيّر لماذا؟

وعلى ما أعتقد أن الكثير من التساؤلات والحيرة الطويلة، ستجد الأجابات عليها اليوم، إذا قررنا أن نتوب عن كل ما هو مخالف لكلمة الرب التي تأملنا بها اليوم، وإذا قررنا البدء بالسلوك كما سلك الرب.

علاقاتنا مع بعضنا البعض ستُشفى وستتغيّر، علاقاتنا الأسرية ستُشفى وستتغيّر، خدمتنا ستُشفى وستتغيّر وستأتي بثمر كثير..
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يسوع هو الله الكامل والإنسان الكامل في آن
بهائك الكامل يا أم كل طهر
أما الله فهو الكامل في عظمته، الكامل في قداسته
الإيمان الكامل
"متى يأتي الكامل ستنتهي الألسنة"... من هو الكامل ؟ هل الألسنة إنتهت ؟


الساعة الآن 10:58 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025