رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نادرا ما يكون العلاج مفرحا ً للمريض ، فغالبا ً ما يستدعي العلاج تناول الاقراص او الوخز بالابر او الخضوع للعمليات الجراحية او تحمل الآثار الجانبية المزعجة للتخدير او التعرض لبعض المواقف المحرجة . لهذا لا عجب ان كراهيتنا لزيارة الاطباء واخصائيي الاسنان توازي حاجتنا لهم . في هذه المقاطع الكتابية من سفر الملوك الثاني يعاني نعمان من مشكلة ٍ في العلاج المقدم له رغم ان مرضه ُ يمكن ان يقضي على حياته ، هذا عدا ان مرضه ِ مؤذيا ً ومخزيا ً . والمشكلة لا تكمن هنا في الابرة الحقنة او التأثيرات الجانبية بل تكمن في شيء ٍ آخر سفر الملوك الثاني 5 : 9 – 15 9 فجاء نعمان بخيله و مركباته و وقف عند باب بيت اليشع 10 فارسل اليه اليشع رسولا يقول اذهب و اغتسل سبع مرات في الاردن فيرجع لحمك اليك و تطهر 11 فغضب نعمان و مضى و قال هوذا قلت انه يخرج الي و يقف و يدعو باسم الرب الهه و يردد يده فوق الموضع فيشفي الابرص 12 اليس ابانة و فرفر نهرا دمشق احسن من جميع مياه اسرائيل اما كنت اغتسل بهما فاطهر و رجع و مضى بغيظ 13 فتقدم عبيده و كلموه و قالوا يا ابانا لو قال لك النبي امرا عظيما اما كنت تعمله فكم بالحري اذا قال لك اغتسل و اطهر 14 فنزل و غطس في الاردن سبع مرات حسب قول رجل الله فرجع لحمه كلحم صبي صغير و طهر 15 فرجع الى رجل الله هو و كل جيشه و دخل و وقف امامه و قال هوذا قد عرفت انه ليس اله في كل الارض الا في اسرائيل و الان فخذ بركة من عبدك كان نعمان البطل العسكري العظيم معتادا ً على ان يحظى بالاحترام والتقدير ، لهذا فقد اغتاظ جدا ً حين عامله اليشع كشخص ٍ عادي ، ولكونه مغرورا ً فقد توقع علاجا ً يليق بالملوك والرؤساء . كان بامكان نعمان ان يتقبل فكرة الاغتسال في نهر ٍ عظيم ، اما نهر الاردن فهو نهر ٌ صغير ٌ ولا يليق به ولا بمكانته ، لكن كان على نعمان ان يتواضع وان يطيع اوامر اليشع كي ينال الشفاء . تبدأ طاعتنا لله بالتواضع ، ورغم اننا قد لا نفهم طريقه ُ دوما ً الا اننا سننال بركاته ِ إن التزمنا بطاعتنا له وتواضعِنا امامه . حينما يكون امامك خيار ٌ في ان تفعل شيئا ً ما بالطريقة التي يحددها الله رغم انها قد تبدو غير مألوفة ٍ او محرجة وبين ان تفعل هذا الشيء بطريقتك الخاصة ، تذكر بأن : اولا – طرق الله هي الافضل . ثانيا ً – الله يريد طاعتك اكثر من اي شيء ٍ آخر . ثالثا ً – يستطيع الله ان يستخدم اي شيء ٍ لتتميم مقاصده . |
|