أمانتك نحو الآخرين
الإنسان الأمين، كما هو أمين لملكوت الله داخله، هو أيضًا أمين لملكوت الله في الآخرين، يحبهم كنفسه، ويحرص عليهم كحرصه على نفسه، ويهتم بخلاصهم ونموهم وسعادتهم كاهتمامه بنفسه. فهكذا الوصية (متى22: 39).
إن الله حينما خلق الشجر، لم يخلقه الشجر،، إنما وضع فيه خاصية هامة وهي أنه جعله:
شجرًا ذا ثمر، يعمل ثمرًا كجنسه (تك1: 11).
والبقل أيضًا خلقه " يبذر بذرًا كجنسه" (تك1: 12). فهل أنت كهذا الشجر تعمل ثمرًا كجنسك، وتبذر ينبت هو أيضًا؟ هل أنت تنشر ملكوت الله حيثما تحل؟ ما مدي أمانتك لملكوت الله؟ سؤال أقدمه لك ن تجيب عنه فيما بينك وبين نفسك، وأيضًا تجيب عليه أمام أب اعترافك...
هل إن دخلت بيتًا، تدخله كلمة الله معك.
هل إن هشت وسط الناس، أصدقاء أو معارف أو زملاء، يكون لك فيهم ثمر روحي، سواء بالكلام أو بالقدرة أو بكليهما؟ هل إن زرت أناسًا يقولون في قلوبهم " اليوم زارنا المسيح "؟ هل بركة الرب تحل بسببك؟
هل في أمانتك تصير للأرض ونورًا للعالم؟
أليس هكذا أوصانا الرب في عظته على الجبل (متى5: 13، 14). فهل نحن أمناء في تنفيذ هذه الوصية؟ إن القديس بطرس الرسول يقول " نائلين غاية إيمانكم خلاص النفوس" (1بط1: 9) والقديس بطرس الرسول يقول"... لكي أخلص على كل حال قومًا" (1كو9: 22). بل يقول " استعبدت نفسي للجميع، لأربح الأكثر ين" (1كو9: 19).
القديس أغناطيوس الأنطاكي كانوا يلقبونه "ثيئوفورس" أي حامل الله.
فهل أنت أيضًا " ثيئوفورس" (حامل الله)؟
تحمله للكل، ويراه الكل في حياتك، وتبني ملكوته في كل علاقاتك...
ألا تري معي أن موضوع الأمانة يصلح ككتاب، ويعز علينا أن نختصره في مقال...! إذن ننتقل إلى نقطة هامة منه وهي:
الأمانة في القليل.